الفصل الاول
في احدي قري الصعيد اللتي تتصف بالتزمت وحب التقاليد في ليله ماطره من ليالي الشتاء ترقد السيده جميله علي فراشها تعاني من آلام المخاض التي امتدت لساعات طويله مما اضطر القابله لمحادثة السيد عبدالرحيم الهواري زوج السيده جميله واحد أعيان القريه في أمر وضع زوجته
نعيمه القابله: سيدي الحاج عبدالرحيم
الحاج عبدالرحيم: في ايه يا نعيمه انطقي بسرعه
نعيمه: حالة الحاجه جميلة صعبه ولابد توديها للحكيم
عبدالرحيم: كيف يعني اوديها لحكيم انتي عوزاني اكشفها علي راچل إياك كانك اتچنيتي يا وليه انتي
نعيمه: يا حاچ دي بقالها كام ساعه عم تطلق والرحم قافل ما عم يفتح أكده ممكن يوحصل ليها حاچه هي والعيل
عبدالرحيم:والعمل ايه اني لايمكن اخلي الحكيم ايشوفها قاطع
نعيمه: أدلي بيها علي البندر وشوف حكيمه ست الله يرضى عنيك الحاجه هتروح منينا
عبدالرحيم وهو يحك في لحيته بتفكير: خلاص جهزوها عبال ما اچيب حد ايسوق العربيه بينا داهيه تقطع وشك الشوم ده
نعيمه وهي تهرول من أمامه : حاضر يا حاجذهب عبدالرحيم وهو في قمة خوفه علي ما قد يحدث لزوجته وجنينه الذي تمناه كثيرا فهو تزوج من جميله من ما يقرب من الخمسة عشر عام وظل لسنوات يتلقي العلاج لعيب لديه منعه من الإنجاب وبعد أن فقد الامل منا الله عليهم وحملت زوجته ولكن الان حياة زوجته وجنينه في خطر اخذ يدعو الله كثيرا أن ينجيهما فهو لن يستطيع أن يحيا بدون زوجته التي عشرته بما يرضي الله وكانت له خير معين فهي صبرت معه علي تأخر الانجاب ورضيت بما قسم الله لهما وكانت هي من يحسه علي الصبر لأمر الله
أتت سعاد شقيقة جميله الصغري فهي كل ما بقي لها من اهلها عندما اخبرها عبدالرحيم في الهاتف بوضع جميلة وصعوبة وضعها لجنينها جاءت مسرعه وهي تذرف الدمع وتدعو الله أن ينجي شقيقتها مما هي فيه واتي معها زوجها ياسين الهواري كبير قبيلة هوارة احدي أكبر قبائل الصعيد وولدهها زياد كبيرهما يبلغ من العمر ثمان سنوات أصر علي المجئ معهما لتعلقه الشديد بخالته فكثيرا ما كان يقضى معظم وقته معها فهي تري فيه ابنها الذي لم تنجبه استقبلهم عبدالرحيم بحديقة منزله وسرد لهم مجددا ما حدث اسرعت سعاد بالصعود الي شقيقتها تعاونها علي النزول رغم تعبها فهي في أوائل حملها ولكنها نسيت الالمها فجميله ليست شقيقتها فقط فهي احتوتها منذو وفاة والدتها وكانت لها أم ثانيه وصدر حنون ترتمي فيه وقت شدتها صعدت لها وساعدتها في ارتداء ملابسها ثم عاودت النزول بها وهي تستند عليها وعلي خادمتها الوفيه دلال
جميله بتعب: سعاد اني عاوزه أئمنك امانه وعارفه انك قدها
سعاد بانتباه لشقيقتها: قولي يا نضري اني سمعاكي
جميله: امانه عليكي لو چرالي حاچه خلي بالك من بتي اعتبريها زي زهرة بتك
سعاد بانقباض في قلبها : ليه أكده يا خيتي ليه الفال العفش ده إن شاء الله تقومي بالسلامه وما حدا يربي بتك غيرك
جميله: بالله عليكي اوعديني انك تاخدي بالك منيها
سعاد ببكاء: حاضر بوعدكي اخلي بالي منيها بس بالله عليكي قوميلي بالسلامه اني مليش غيرك انتي امي وخيتي وعيلتي كليتها هتفوتيني لمين
جميله بارهاق: متبكيش يا نضري كليتنا لينا ربنا وإني معاكي إهوةذهبوا جميعا الي المشفي في المدينه وطلب عبدالرحيم من مدير المشفي طبيبه تعاين حالة زوجته والتي اقرت دخولها لغرفة العمليات لخطورة حالتها نظرا لتأخرهم في المجئ بها فالرحم من كثرة الانقباض ساءت حالته والمريض مهدده بانفجار في الرحم اسرعوا في ادخالها الي غرفة الجراحه وتمت عملية الوضع وخرجت الطفله استلمها طبيب اطفال لمعاينتها ثم أدخلها الي الحضانه فهي عانت من الاختناق أثناء المخاض أصاب جميله نزيف حاد حاولت الطبيبه السيطرة عليه بشتي الطرق وبعد عدة محاولات استطاعت السيطرة عليه بعد أن فقدت جميله اكثر من نصف دمائها مما ادخل جسدها في حالة صدمه ودخولها في غيبوبه دخلت علي أثرها العنايه المركزه خرجت الطبيبه لعائلتها لتخبرهم بوضع المريضه اسرع عبدالرحيم إليها عندما رأها يطمئن منها علي زوجته
عبدالرحيم: كيفها مرتي يا ضكتوره
الطبيبه: مخبيش عليك يا حاج عبدالرحيم انتم جيتوا بيها متأخرين وهي فضلت تطلق مده كبيره من غير ما تولد وده خلي الرحم حالته خطيرة ومهدد بالانفجار وده اللي حصل لما ولدنها حصل عندها نزيف حاد الحمدلله قدرنا نوقفه بس هي دخلت في غيبوبه
عبدالرحيم: به به وده معناه ايه يا ست الضكتورة
الطبيبه: هي حالتها خطيرة لو عدي عليها ٤٨ ساعه أن شاءالله يمكن يكون في امل وتقوم بالسلامه
سعاد بأنهيار وهي تبكي: اعملي ليها اي حاچه تنقذيها بيها وميهمكيش فلوس واصل ولو عاوزه نسفروها بلاد بره احنا مستعدين الله يرضي عنيكي
الطبيبه: احنا عملنا ليها كل اللازم واللي نقدر عليه وحكاية سفرها برة لا هيقدم ولا هيأخر والحكايه مش حكاية فلوس صدقيني هي بين ايدين ربنا منملكش ليها غير الدعاء تقوم بالسلامه
غادرتهم الطبيبه جلس عبدالرحيم بيأس وتعب علي المقعد خلفه ووضع رأسه بين يديه يدعو لزوجته بالشفاء العاجل جلس ياسين بجانبه يواسيه في مصابه وهو ويربط علي كتفه بينما جلست سعاد علي مقعدها تندب حظ شقيقتها ببكاء يمزق القلوب جلس زياد بجوارها يربط علي ذراعها ويواسيها
زياد: متبكيش يا ماي خالتي هتبقي حلوة صدقيني اني عارف هي بتحبني ومترضاش واصل اتهملني دي بتحبني
نظرت له سعاد وهي تبكي: ادعي لخالتك يا زياد علي قد حبها ليك وربيتها فيك يا ولدي
زياد بتأثر: ربنا يشفيها ويقومها ليا بالسلامه
سعاد وهي تضم طفلها وتبكي : يارب يا ولدي يقومها لينا بالسلامه
زياد وهو يمسح دموعه: هي خالتي ولدت ايه يا ماي
سعاد: معرفتش يا ولدي الضكتور طلع شايل ابنها وراح بيه الحضانه واحنا انشغالنا بخالتك لسه هنروح انشوفه
زياد: بس اني عارف ان خالتي هتجيب بنته هي قالتلي هچيب ليك عروسه عشان تتچوزها
سعاد وهي تربط علي ظهر طفلها: أن شاءالله يا ولدي بس ربنا يقوم خالتك بالسلامه اهم شي
زياد بشرود: أن شاءالله يا ماي.
أنت تقرأ
ليست وحدها حبيبتي
Romantikليس كل من ظن أن حبه الاول هو الاخير ومن المستحيل أن يحب أحدا اخر سواه فهذا ليس صحيحا فاحيانا ما يأتيك الحب مرة أخري دون أن تشعر به لتجد نفسك غارق به حتي النخاع ولكن لابد من شرارة حتي تشعل فتيل هذا الحب لكي تنير امامك الطريق لذلك الحب لتري مدي روعته...