الجزء الخامس عشر

9.3K 202 2
                                    

الجزء الخامس عشر
وقع مالك غارقا في دمائه وفر هاني الي عمه بعد أن فقد عقله وقام بضرب مالك بالرصاص
جاء بعض الرجال من الأراضي المجاورة عندما استمعوا الي صوت عيار ناري بعدما فر هاني هاربا وقبله فر العمال الذي اتي بهم
للعمل في الارض اسرعوا يحملون مالك الي اقرب مشفي أو مستوصف علهم ينقذوه وصلوا به الي مستوصف طبي بالنجع استقبلهم العاملين بالمستوصف واخذوه منهم وادخلوه علي غرفة الكشف جاء الطبيب يعاينه حاول إسعافه لكن الوقت تأخر فمالك مات فور ضربه بالرصاصه خرج الطبيب الي الخارج التف حوله الرجال الذين أحضروا مالك مستفسرين عن حالته
أحد الرجال: خير يا دكتور مالك بيه عامل ايه دلوقيتي
الطبيب بأسف: انا اسف يا جماعه البقاء لله انتم جايبينه ميت اصلا
الرجل: يا وقعه مقندله مالك بيه انقتل يا سنه سوده يا اولاد
الطبيب: لو سمحت مش عاوز شوشره انا هطلب الشرطه تيجي تستلم وتحقق في الجريمه دي

خرج الرجال ينشرون الخبر في أنحاء النجع وصل الخبر الي سالم الذي ذعر من تلك الفاجعة وهرول الي المستوصف ليتحقق من الأمر وصل إلي المستوصف وجدا الشرطه تملئ المكان دخل الي داخل المكان قابله الشرطي المسئول عن التحقيق
سالم: حقيقي المصيبه دي يا حضرت الظابط ولد اخوي مالك انقتل
الظابط يأسف: ايوه يا شيخ سالم البقاء لله للاسف مالك ابن اخوك اتقتل وهو جوه وانا بلغت المديريه علشان يبعتولنا النيابه والطب الشرعي
سالم منهارا علي اقرب مقعد يذرف الدموع بمرارة وحسره: ولدي مالك يا حسرة قلبي عليك ياريتني كنت اني ياحسرة قلب ابوك عليك يا ولدي اني عاوز اشوفه يا بني ارجوك
الشرطي: حاضر يا شيخ سالم بس انا عاوزك تتماسك في غياب اخوك الشيخ ياسين
سالم بحزن كبير: اتمالك كيف دي مصيبه وحطت علينا ده دراع بوه اليمين هو الكبير بعد أبوه ربنا يستر علي ياسين اخوي هيطب ساكت اول ما يسمع الخبر ربنا ايصبره
اخذ الضابط سالم الي الغرفه الراقد بها جثمان مالك وكشف الغطاء عن وجهه خر سالم الي المقعد بجانب الفراش مد يده ممسكا بيد مالك يقبلها ببكاء يمزق اعتي القلوب قسوة وهو يحدث مالك
سالم: مين يا ولدي اللي غدر بيك مين يا ضنايا يقدر يأذيك وانت كيف الحمل الوديع انت عمرك ما كان ليك عداوة مع حد واصل طول عمرك بتسعي للخير كرهت الشر كيف ما كرهه ابوك ابوك اه يا وچع قلبي عليه لما يعرف الخبر الشوم ده
الضابط : مش كده يا شيخ سالم تمالك نفسك انت قدام منك مهمه صعبه عوزينك جامد معانا
هز سالم رأسه بيأس مسح عينيه: عندك حق يا ولدي احنا قدمنا مهمه صعبه قوي قوي

اخرج سالم هاتفه وطلب محمد ابنه وانتظر إلي أن أجابه محمد
محمد: صباح الخير عليك يا بوي
سالم بصوت متحشرج: محمد اسمعني امنيح تاچي علي اول طيارة وچيب زياد امعاك وبنات عمك وچميله انت فاهم
محمد بقلق: خير يا بوي في شي حصل عنديكم
سالم يتمالك: زهرة چنبيك
محمد متطلعا ازهرى النائمه بجوار : ايوه يا بوي جنبي علي السرير
سالم بحزن: اطلع كلمني من الصاله
محمد بعد أن خرج الي الصاله: خير يابوي في ايه قلقتيني
سالم ملتقطا أنفاسه بصعوبه: مش خير يا ولدي مالك ابن عمك اتقتل
محمد بزهول: بتقول ايه يا بوي كيف ده حصل
سالم : معرفشي لسه هيحققوا المهم هات اولاد عمك وحاول متقوليش حاچه غير لما تاچو أهنه فاهم سلام
هاتف محمد مازن وأخبره كل شئ وأخبره أن يذهب بسهي ويخبرها اي شئ بعيد عن الحقيقة حتي تصل الي النجع ثم هاتف زياد
محمد متمالكا نفسه:الوه زياد صباح الخير
زياد بصوت نائما: صباح النور يا محمد ايه اللي مصحيك بدري يوم الجمعه
محمد بانهيار: احنا لازم نروح البلد دلوقتي قوم البس انت وجميله
زياد معتدلا في فراشه: خير في ايه عمي سالم بخير
محمد بتفكير في نفسه وقد وجد كذبه يخبرها لزياد عندما سأل علي والده
محمد: اه اه بابا تعبان جدا وطالبك وطالبنا كلنا
زياد: حاضر اهدي انا هاجي انا وجميله وان شاء الله يكون كويس وبخير
استعدوا جميعا للذهاب الي البلده بعد أن حجز لهم محمد تذاكر طيران سريعه وصلوا الي النجع ونزلوا عند بيت عمهم سالم محمد محدثا زوجته وجميله وسهي
محمد:  اطلعوا انتم ادخلوا جوه وانا ومازن وزياد هنروح مشوار ونيجي
استغربا البنات ولكنهم استمعوا الي كلامه
زياد مستفسرا: احنا رايحين فين يا محمد
محمد بنبره حزينه: هتعرف دلوقتي
زياد بقلق: في ايه يا محمد ما ترد عليا قولي انت يا مازن لو تعرف
مازن ناظرا في الارض: دلوقتي هتعرف
زياد ماسكا يد محمد بشده مما اضطر محمد لإيقاف السيارة وشرع في البكاء بصوت مرتفع فقد انهارت جميع قدرته علي التحمل وبكي بكل ما فيه تأهب مازن مستعد لاي ردة فعلا يصدرها زياد عندما اهتاج زياد علي محمد بالامام في السيارة ليعرف ما في الأمر
مازن وهو يغمض عينيه بعد أن نزلت دموعه هو الآخر: مالك اخوك اتقتل يا زياد
زياد بجمود وقد جحظت عيناه علي اخرهما وارتجف جسده وقد احس بتيار بارد يضرب جسده : انت بتقول ايه يا مازن
مازن: مالك اخوك ات قطع صوته صرخة زياد
زياد ونظراته توحي أنه علي وشك الجنون: مالك مامتش مالك عايش اوعي حد يقول عليه مات تاني
سعل زياد بشده علي اثر تحدثه بصوت عالي ثم خرج من السياره
زياد بصراخ: هو فيييين هو فيييين يا محمد اخويا فيييين قولي
محمد بعد أن خرج من السيارة: في المستوصف الطبي اللي في اخر البلد است
لم يمهله زياد يكمل حديثه بل ركض الي هناك بكل قوته ودموعه تغرق وجهه ركض سريعا حتي وصل الي هناك وجد كل رجال النجع أمام المستوصف أزاح الناس بكل قوته حتي وصل الي درج المستوصف حاول اثنان من العسكر منعه من الدخول ازاحهما زياد بكل قوته اوقعهما أرضا ودخل راكضا جري ورائه بعض العسكر محاولين منعه لكم زياد أحدهم أوقعه أرضا صارخا فيهم بكل قوته جاء الضابط علي اثر الصراخ فأمر العساكر بتركه
دخل زياد سريعا محدثا الضابط
زياد ببكاء: اخويا  اخويا الصغير فين ( زياد يتحدث وهو يرتجف ويشير بيديه الي صدره)
الضابط متأثر بحالة زياد: جوه النيابه والطب الشرعي عنده في الاوض اللي هناك علي اليمين
ركض زياد الي الغرفه قابله عمه سالم وقد هده الحزن وكبر عشر سنوات مره واحده
سالم وهو يحتضن زياد : مالك يا زياد أن
وضع زياد يده علي فمه عمه وهو يهز رأسه: اوعي تقول مالك مات مالك عايش يا عمي انا هدخل افوقه هتلاقيه بس مغمي عليه أو بيمثل علينا علشان يشوف معزته عندنا
سالم ببكاء وهو يهز رأسه:ربنا ايصبرنا علي فراقه ياولدي
تملص زياد من بين يديه وذهب الي الغرفه الراقد بها أخيه فتح الباب وجد العديد من الأشخاص يحاوطونه وهو راقد علي الفراش توجه زياد رأساً الي أخيه سحب الغطاء من علي وجهه وضربات قلبه تعلو يكاد يتوقف عن الدق من فرط خوفه وضع اصبعيه علي نحر أخيه يستشعر نبضه وجده بارد لا حياة فيه ساد صمت كل من في الغرفه علي اقتحام زياد الغرفه وفعلته مع أخيه
زياد صارخا وهو يضرب صدر أخيه : ماااااااالك قوم ماااااالك قوم يا خويا متعملش فيا كدا قوم قولي مين عمل فيك كدا قوم يا مالك قوم يا حبيبي لاااااااا
استطاع بعض الأشخاص محاوطت زياد واخرجوه من الغرفه لاستكمال عملهم وهو في حالة هياج  أخرجوا زياد في رواق المستوصف جاء محمد ومازن وزياد يخرج من الغرفه امسكاه وحولا السيطرة عليه وهو يصرخ
زياد: مالك يا محمد مالك اخويا مات مش هشوفه تاني مااااالك
مازن وهو يبكي: ادعيله بالرحمه يا زياد
زياد: ااااااااه مالك مات يامازن مش هشوفه تاني اخويا راح ومعدش راجع تاني
محمد وهو يبكي بشده : ربنا يصبرنا علي فراقه يا زياد بس اشوف اللي طخه لإقتله بايدي
زياد: ناره شديده قوي بتكوي صدري مش هتطفي غير ما اقتل اللي قتله بأيدي
حاول مازن مع زياد الي ان هدأ نسبيا وجلس علي المقعد واضعا رأسه علي يديه بجوار سالم وضاحي الذي جاء ليبعد عنه الشبه يرسم علي وجهه قناع الحزن انتهت النيابه من أخذ اقوال الشهود واثبتوا جميعا أن الفاعل هو هاني النمر علي اثر المشاده التي حصلت قبل الحادث بيوم ويوم الحادث أمرت النيابه بسرعة إحضار المتهم لأخذ أقواله وصرحت بدفن الجثمان انتهت جميع الإجراءات واستعد الجميع لدفن مالك وسط هاله من الحزن تسيطر علي النجع صغيرا وكبيرا انهار زياد اكثر وحضر دفن أخيه وهو يذرف الدمع رجعوا الي البيت بعد دفنه دخل زياد الي احدي الغرف وقفل عليه بابها انهارت الفتيات الثلاثه احضر مازن لهم الطبيب بالاخص سهي فهي انهارت بشده فا مالك كان أقرب واحد الي قلبها أعطاهم الطبيب المهدئات حتي تمر الازمه علي خير خمسة أيام قضوهم وكل واحدا فيهم طريح الفراش لايأكل ولا يشرب فقط يذرفون الدموع علي غاليهم .

ليست وحدها حبيبتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن