الفصل الخامس

9.6K 195 4
                                    

كانت جالسه تبكى وصديقتها تقوم بتهدئتها من خلال ضمها إليها، جرحها غائراً، فحبيبها توفي بين يديها وامام ناظريها، احتضنتها رندا بقوة، لترفع وعد عينيها وقد اصبح لونها شديد الحمار لتقول رندا بمواساة: ربنا يرحمه ادعيله يا وعد ، هو محتاج دعاكى.

لتقول وعد بألم: خانى يا رندا ، قالي مفيش حاجه هتفرق بينا وفي الأخر مات وسابنى وحدى ...

لتقول رندا بألم : ربنا يصبرك يا حبيبتى ، قدر ربنا احمديه بقي ...

نظرت لها وعد بألم وهى تقول: انسي اللي حصل معايا انتى اخبارك ايه، وتعرفى حاجه عن فرحه.

قالت رندا بشرود: انا زى ما انتى شايفه بحاول اتأقلم واكمل عشان اللي فى بطنى، وفرحه اخبارها بقالي فتره مسمعتش عنها حاجه.

قالت رندا بتعجب: هو مين اللي بيجبلك اخبارها.

تبسمت رندا بهدوء وهى تقول: مصادرى الخاصه يا هانم وغير مصرح بكشفها.

ابتسمت كلتاهما معاً، وقاطع هدوئهما ذلك صوت رنات الهاتف الخلوى لرندا، رفعت رندا حاجبيها وهى تقول: خير يارب.

ثم ردت علي الهاتف بكلمات مقتضبه وهى تقول: مش معقوووول، ....ثم صمتت للحظات وهى تقول: طب ادينى العنوان بسرعه وانا هروحلها، احضرت ورقه ودونت بها العنوان المعطى إليها وثم اغلقت الهاتف سريعاً وسط انظار وعد المستغربه.

ذهبت مسرعه نحو حقيبتها وهى تشير لوعد ، انا نازله في مشوار ضرورى يا وعد ساعه بالكتير وهبقي عندك.

اومئت وعد رأسها وهى تقول: لو مفيهاش تتقيل ولو مشوارك مش خاص انا ممكن أجى معاكى.

ابتسمت رندا وهى تقول: تتقيل ايه يا هبله انا مش عاوزه اتعبك، يلا تعالي معايا.

أسرعت كلتاهما تلتهمان درجات السلالم المتبقيه بسرعه، استقلتا اقرب وسيلة مواصلات متجهتان نحو وجهتهما، لتقول وعد : طب انتى رايحه فين بس فهمينى.

ابتسمت رندا بغموض وهى تقول : هتعرفى كل حاجه دلوقتي.

لتقولةوعد بشك : هو مين اللي كان بيكلمك في التليفون..

ابتسمت رندا بحزن وهى تقول: ده رائد ..

صمت كلتاهما لوقت طويل..

بعد عدة دقائق هبطتا من السيارة وسارتا بإتجاه أحد الشوارع بتلك المنطقة الهادئة.

لحظات فقط كانت بالنسبه لكلتاهما صدمه، ما يرونه امامهما فاق تصورهما بمراحل..

تجمد امامهما المشهد...

فتاه تائهة تتلفت حولها بخوف كل فنية واخرى وهى تحمل رضيع محتضنة اياه بشده وكانها خائفه من فقده...

صوت رندا كان مذيب ذلك الجمود وهى تهتف بإسم الفتاة من بين شفاهها، لفتت نظر الأخرى اليها، وثوان مرت وكل واحده منهم صامته كالصنم لا تبدى اى ردت فعل ، وفي الثوانى التاليه بادرت رندا بركضها نحو رفيقة دربها وهى تهتف بأسمها غير مصدقه ماتراه أمام عينيها، ثوان وتلامست خلالها الابدان وهدرت الاعين دموع حبست طويله بعد طول أشهر الفراق ، وخلال الثوانى الأخرى ، جسد ثالث شاركهم ذلك الحضن ، وبكاء ونحيب وشهقات كانت هى المسيطرة خلال تلك الدقائق، ونظرات المارة المتعجبه لذلك الوضع الذى يرونه للمرة الأولى ، ومع تعب أقدامهن من تلك الوقفه بادرت وعد بالابتعاد وهى تقول : انا مش مصدقه نفسي فرحه مش معقول ..

إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن