الفصل العاشر

8.3K 170 3
                                    

هوت قلوبهم بين قدميهم وهم يرون انهم هالكون لا محال، ضعف نغم ودموعها القليله التى هبطت في تلك اللحظه رغم صراخها المهلك منذ قليل كان صافرة له لجعله يفيق، سينجو باى طريقه فبحوذته فتاة تعتمد عليه هو فقط، التفت براسه قليلاً للوراء وهو يرى الرجال يقتربون ،بضعة خطوات قليلة تفصلهم عنه ، قال بصوت دافئ مغاير تماماً عن حالته بذلك الوقت وهو ينظر لنغم المحموله علي كتفه: اوعى تقلقي ، ربنا معانا....
هزت هى راسها بقلق قليل، ليركض هو مكملاً طريقه غير أبهاً بطلقات الرصاص التى تتوجه حيثما شأئت من حولهم، ربما عدة طلقات كادت ان تصيبه ، ولكن حفظ الله ورعايته كان هو السبب الوحيد لجعله ينجو...
ثوان ووصل علي ناصيه الشارع الرئيسي علي حدود البلدة.. اخذ يركض علي الطريق العام وهو يبحث عن اى سيارة قادمه بإتجاههم، اخذ يتضرع الي الله ان ينقذه فهو ليس بوسعه الركض فقد نفذت قواه..
نظرت له نغم بخوف، وتمالكت نفسها قليلاً وانحت اسلوبها الفظ لوقت اخر وهى تقول: عمار انت واجفت ليه، انت جرالك حاجه..
نظر هو لها وقطرات العرق علي جبينه تملئه وهو يقول نافياً بإبتسامه ساخره ليقلب الموقف كوميدياً: الاستاذ اللي شايلك ده خلاص البنزين اللي جواه نفذ وقاله عفواً نفذ رصيدكم، والشحن خلص اعمل ايه ..
نظت هى له بغيظ ، فهذه ليست اوقات للمزاح ، ليقول هو متبسماً عشان تعرفي كنتي بتستفذينى ازاى بأسلوبك..
ثوان وظهرت سيارات الدفع الرباعى الكثيرة قادمه بإتجاههم، لترتعد نغم خوفاً وهى تتمسك بعمار بشده، وهو ينظر لها بالم، اخذ ينظر لساعته قليلاً ثم يرفع انظاره مراقباً الطريق والسيارات القادمه بإتجاههم، وهو يدعو الله ان ينجيهم...
ثوان فقط وعند تصاعد اصوات الرجال ليهدر صوت مميزا لها جعلها ترتجف من الخوف وهو يصيح بأسمها ان تتوقف هى ومن معها والا قتلهما فوراً فهما علي مرمى التصويب بفوهة بنادقهم...
نظرت هى لعدد السيارات الكثيرة الواقفه امامها وعدد البنادق المتوجهة نحوهما ، وهى موقنة ان تلك هى لحظه هلاكهم...
ولكن الله أراد ان يمنحهم فرصه للنجاه ثوان فقط وابتسم عمار وهو يقول لها: امسكى فيا كويس يا نغم...
نظرت هى له بغموض ، ثم هزت راسها موافقه وهى ترى نظرات عمار الواثقه....
هزت راسها ثم نظرت لذلك الواقف علي سياراته التى تقترب منهم بشده وهى تصيح : اوعاك تفتكر أنك هتقدر تلمس شعره منى يا عمااااد، اوعاك ، انا الموت عندى اهون...
ثم ظهرت سيارة كبيره من الفراغ لتفصل بين عمار والرجال وثوان وتصاعد صوت صياحهم وهم يطلقون الرصاص، ليختفي عمار مع السيارة وبصحبته نغم.....
.......................................
علي الجانب الأخر...
استيقظت وعد فزعه علي أسوء كوابيس حياتها، لتفتح فرحه نور المصباح المجاور لها بينما نهضت رندا وهى تنظر لوعد بإستغراب، لتبكى وعد بشده وهى تقول: انا خايفه ، خايفه قووى...
نظىت لها فرحه ورندا بصدمه ، لتسرع كلتاهما بإحتضانها وهما ينظرا بعضهما لبعض بعدم فهم وخوف انتقل إليهما، دقائق قليلة وعادت الروح لها بعد شهقاتها العديدة وبكائها المستمر...
لتقول رندا: خير يا وعد..
هزت وعد راسها نافيه وهى تقول: معرفش ، خايفه قوى، هادى جالي في الحلم وهو بيبصلي وبيعيط، ومش عاوز يحضنى ... هادى زعلان منى يا رندا وبيبصلي وبيقولي فوقي... بيزعقلي...
لتقول رندا في عدم فهم : ممكن يكون عاوزك تجيبي حقه اللي ضاع..
لتهز فرحه راسها نافيه وهى تقول: متهيألي مكنش قالها فوقي ..
لتقول وعد بتصميم: لا شكله زى ما رندا قالت، وانا هبداء من النهارده خلاص بالتنفيذ وهنزل ادور عن اللي اسمهم ايه دول وان شاء الله هعرف عنهم كل المعلومات...
هزت رندا رأسها وهى تقول تمام قوى الساعه دلوقتى... صمتت وهى تطالع الساعه المعلقه علي الحائط الساعه اممم٦ خلاص نقوم ونفطر مع بعض ونتساهر كده وبعدين ننزل انا وانتى ايه رائيك..
هزت وعد راسها موافقه ، بينما فرحه قالت: طب وانا هنزل معاكم عشان اشوف حضانه لفارس ايه رائيكم.
ابتسمت الفتاتان لتقول رندا: لا احنا نخلص بدرى وننزل ندور مع بعض انا شغلي الساعه ١٠ النهارده هروح متاخر عشان الاجتماع ..
ابتسمت الفتاتان ونهضوا يبداون يومها كالعاده..
دقائق مرت ليجلسوا علي طاولة الطعام بعد ان استيقظ فارس كالعاده وشاركها طاولتهم بضحكه وحركاته الطفوليه..
لتبتسم وعد بسعاده وهى تقول: تعرفوا ، عمرى ما كنت اتخيل انى اشوف فرحه تانى وعمرى ما كنت اتخيل ان فرحه تكون اصغر ماما في مصر..
لتضحك الفتيات لتقول رندا وهى ناهضه عن الطاوله: انا خلصت اكل ، هروح اغسل ايدى وانتوا شهلوا ويلا حصلونى..
قاطع حديثهم صوت هاتف رندا لتتوجه مسرعه نحوه وهى تتطلع للرقم الغير مسجل بإستفهام.. ثم اجابت برسميه وهى تقول :وعليكم السلام.. ثم انتظرت الجانب الأخر ليجيب.. ثم تابعت بإبتسامه مصاحبه انعقاد حاجبيها وهى تقول : اه ازى حضرتك يا فندم.. انتظرت الرد علي الطرف الاخر ثم تابعت... خير ان شاء الله..
ربما دقيقه مرة وهى صامته بينما فرحه ورندا تراقبنها بتعجب، لتقول : بعد ان نظرت لفرحه ورندا بتصميم امممم ، طيب انا عندى حل لمشكلتك ومش هنحتاج الإعلان..
ثم قالت : اه .. عندى طلب حضرتك........، تمام قوى ............لا ان شاء الله هيعجبوا حضرتك..... انا واثقه في كده....
...ثم انهت هاتفها وهى تقول بصراخ : ولقيتهااااااااا...
نظرت لها الفتاتان في زهول ...
لتقول رندا بضحك وهى تبتسم: مبروووك يا بنات، لقيتلكم شغل، لا وفين معايا في الشركه..
نظرت لها وعد ورندا في زهول بينما الصغير فارس اخذ يضحك ليشارك رندا جنونها لتتجه نحوه رندا وهى تحتضنه وترقص معه، بينما فرحه ووعد لم يفيقا الا علي صوت رندا وهى تقول: اخلصوااا انتوا هتبلحولي كتير ، يلا ورانا مهمات شاقه النهارده، والبسوا احلي اطقم من دولابي ،يلا عشان الانتر فيوا...
نهضت وعد وفرحه لتحتضن كلاً منهما الأخرى في سعادتهم توجهوا في هجوم عنيف نحو رندا وفارس ليحتضنوهم في سعاده صرخ علي أثرها الصغير فارس وهو يهتف بكلمات غير مفهومه، لتقول وعد: الواد بيشتمنا وبيقول اتهبلوا دول ولا أيه..
لتضحك الفتيات بشده ، ثم سريعا وتوجهوا ليتجهزون...
ساعه مرت واصبحت الساعه ال٧.٣٠ ليهبطوا درجات السلم في صخبهم الجديد ...
وحينما خرجوا من المبنى، نظرات اهل الحارة جميعها كانت مرتكزة عليهم، وهمسات انتشرت بالإجواء، لتتنهد رندا وهى تقول: يلا يا بنات، ولا كأننا سامعين حاجه دى عادتهم..
هزت الفتاتان راسهما بصمت ثم أشاروا لتاكسي منطلقين نحو احد الشوارع التى اخبرت رندا عنوانها للسائق....
نظرت رندا لوعد وفرحه وهى تقول: في حضانه مشهوره قوى وقريبه من الشركه اللي بشتغل فيها ، هى اه مصاريفها عاليه، بس هنبقي مطمنين علي فارس فيها
ابتسمت فرحه وهى تقول: علي العموم ، احنا معانا فلوس بزياده، وفكرونى واحنا مروحين نشترى أكل صح ببقية الفلوس..
ابتسمت الفتاتان ثم انطلق السائق نحو العنوان ، توقف امام الحضانه التى اخبرته رندا إياها..
هبطوا من التاكسي بعد ان اعطوه بعض الأوراق الماليه... ثم توجهوا للداخل..
دقائق مرت والفتيات يتفقدون كل صغيرة وكبيرة بداخل الحضانه بينما المديرة وبعض العاملات يراقبنهم بزهول..
لتقول فرحه: طب يعنى هو هنا مش هيعيط..
لتضحك المديرة علي حديثها وهى تقول: متقلقيش اكيد بيعيطوا بس عندنا ناس متخصصه في التربيه والاطفال هيعرفوا يتعاملوا معاه...
لتنظر فرحه لفارسها وهى ترمقه بحزن بينما وعد ورندا يراقبون الامور بدقه، لتحتضنه فرحه بشده وتقبله ، وسط نظرات المديرة والعاملات المستغربه لتتوجه فرحه نحو صديقتيها وهى تقول: ها رائيكم ايه يا بنات..
قالت الفتاتان جميل قوى ...
لتهز هى راسها موافقه ، لتقول المديرة بتنحنح : طب تعالوا نملي الاستماره..
ثوان واعطتها فرحه كل المعلومات، لتقول المديرة: طب انتى اللي هتاخديه ولا مامته...
انفجرت الفتيات بالضحك عقب تلك الجمله لتقول فرحه: أنا مامته..
زهول اعترى المديره والعاملات وبعض المدرسات اللواتى قد مررنا علي غرفه المديرة بتلك الاثناء.
لتهز المديرة رأسها موافقه وهى تقول: بس شكلك صغير قوى .محدش يديكى ابداً انك ام ...
لتهز رندا راسها مقاطعه رفيقتها وهى تقول: هى فرحه شكلها صغير كده وملامحها طفولية..
لتبتسم المديرة وهى تقول تمام يا بنات اتشرفت بمعرفتكم..
لتبتسم الفتيات، ويتوجهون نحو باب الحضانه..
لتقول رندا بهمس موجهة حديثها لوعد: فرحه ماسكه في فارس ومش عاوزه تسيبه متهيألي هى هتمشي وتاخده في ايدها..
لتضحك وعد علي حديث رفيقتها..
بينما فرحه كانت بعالم اخر، خوف يعتريها، خائفه من ان تترك طفلها وتذهب، هى لم تتركه يوماً بإرادتها ما بالها باليوم...
لتستيقظ علي صوت المديرة وهى تقول بإبتسامه: ها يا مدام فرحه نسيب فارس بقي للميس بتاعته.
نظرت لها فرحه بتوتر بينما شجعتها رفيقتيها بالإبتسامات لتحتضن طفلها بشده.
ثم أخذته منها أحدى المعلمات حينما طال الامر..
وعلي صوت بكاء الصغير وقلب فرحه الذي يتالم لبكائه ومواسة رفيقتيها، صوت رقيق اوقفهم جميعاً ففارسهم ينطق باسم ماما لأول مرة...
تركتهم فرحه وركضت نحو صغيرها منتشلة اياه من بين يدى المعلمه لتقبله وتحتضنه وصغيرها يقاوم بكائه ويبتسم لها . بينما المديرة والمعلمه ابتسموا بشده فلم يمر يوما علي انظارهم هكذا ام.. لتنظر المديرة للعامله وهى تقول: يلا خديه يا ميس ...
وافقت هى ونظرت لفرحه بإبتسامه وهى تقول: متقلقيش شايفه كميه الاطفال اللي حوالينا ، كلهم لهم امهات زيك كده بيخافوا عليهم، بس لازم عشان يكبروا ويتعلموا يروحوا حضانات ومدارس ولا انتى رائيك ايه ..
وافقتها فرحه وضمت صغيرها وهمست له ببعض كلمات ثم تركته مع معلمته وغادرت دون ان تتظر للخلف حتى لا يرق قلبها مره أخرى...
بينما وعد ورندا جلستا تضحكان طوال الطريق علي منظر فرحه ذلك. لتقول فرحه بغيظ: انتوا تسكتوا خالص، مش كفايه الهدوم بتاع ست رندا دى اللي معرفش كانت بتلبسها ازاى قبل ما تحمل ، لا ومخلينى اسيب الواد كمان جوه..
لتنفجر كلتيهما بالضحك، ثوان وحتى علمت فرحه ما تفوهت به لتشاركهم ضحكاتهم تلك..
دقائق مرت علي سيرهم مشياً من الحضانه للشركه فهى تبعد شارعان فقط عن مقر عملهم..
توجهوا أمام الصرح العملاق وسط نظرات وعد وفرحه المنبهرة..
لتقول رندا بإبتسامه: اهلا بيكوا بشركه ورد لمستحضرات التجميل..ثم تخطت الحارسان بعد ان اخبرتهما عن عمل رفيقتيها..ليهز كلاهما راسه بتفهم.
توجهوا نحو المصعد لتقول رندا بإبتسامه: انتوا مش متخيلين انا فرحانه اد ايه ان احنا مع بعض..
لتبتسم الفتاتان لتضغط رندا علي زر المصعد ليتوجه نحو الطابق المطلوب ثوان مرت ، ليفتح الباب ، لتفأجئ رندا بمن رائته امامها، ابتلعت ريقها بشده وبللت شفتيها التى قد جفتا بلسانها وهى تنظر له بإرتباك بينما هو فكان ينظر لها بإستغراب، ثم نقل بإنظاره ناحيه فتاتان كانتا واقفتان خلفها ومشغولتان عنه بحديثهما ولم تعيراه انظارهما.
تنحنحت رندا بحرج ، لتهتف فرحه بسعاده: ها وصلنا يا ريرى ولا لسه، انا مستنيه تقوليلي مين هو البعبع اللي زعقلك ده...
احمممممممممم كانت تلك المرة منه وهو ينظر للصغيرة التى افشت بسر رفيقتها دون قصد..
نظرت له وعد وفرحه وقد انتبهتا علي صوت غريب رجولياً عنهما، بينما رندا فكانت تعض بإسنانها علي شفتيها حتى ادمتها وهى تنظر لفرحه بغيظ بينما فرحه نظرت لها بعدم فهم علي نظراتها تلك لتهتف وعد بإعتذار : اتفضل اسفين ما اخذناش بالنا ان حضرتك واقف..
لينظر هو لهم بتهكم ليقول : لا وعلي ايه الأسف ، مهى الشركه شركتكم، وتعطلوا الاسانسير وقت ما سيادتكم تحبوا..
برقت عينا الفتيات لتعتذر رندا سريعاً منهية الحوار فهى تعلم ان هذا الشخص يبحث عن المشاكل دائماً..
بينما امسكت بكفا صديقتيها واخذتهما وانصرفت ولم تنتظر حتى رداً علي اعتذارها.
لتقول وعد بضيق بعد ان ابتعدوا: هو ايه اللي عملتيه ده وليه تعتذريله احنا مغلطناش والاسانسير كان لسه واقف اصلاً.
لتنظر لهما رندا وهى تقول بهمس: اصل الكائن ده هو البعبع اللي بقولكم عليه، ده بقي مدير الشركه يعنى لو طولنا لسانا هنبقي أوت علي طول فهمتوا ...
لتقول فرحه بزهول يانهاااار وانا اللي بقول فين البعبع ده زمانه عاوز يولع فيا وفيكم.
لتضحك وعد وهى تقول: احسن طب تصدقي كويس انك قولتى كده، عشان يعرف قيمة نفسه ، قال هو أول واحد كان مدير شركه يعنى ، مهو انا كمان كنت مديرة وبشتغل مع هادى بس اللي حصل بقي...
لتربت فرحه علي كف صديقتها مواسيه بينما تقول رندا بإستعجال يلا الساعه ٩.٣٠ ميعاد المقابلة بتاعتكوا..
دلفت الفتيات بهدوء عكس قدومهن الصاخب لتنظر نور الي رندا بعد ان القت تحية الصباح عليها وهى تقول: مين القمرات دول..
لتضحك الفتيات لتقول رندا بإبتسامه: دى فرحه ودى وعد ، الاتنين دول اخواتى قبل ما يكونوا اصحابي اتربينا مع بعض من واحنا اطفال لحد دلوقتى..
لتبتسم نور وهى تقول بغمز لرندا: كده الجو هيضيع مننا يا رندا، وهنعمل حظر تجوال للرجاله اللي جوه الشركه طول ماهما هنا..
لتضحك الفتيات لتقول فرحه بخجل كعادتها: متأفوريش، انتوا اللي حلوين والله.
لتضحك نور وهى تقول بتمثيل وتضع يدها علي خدها: بتقولك احنا حلوين، بسمرنا ولونا القمحى ده حلوين يا رندا، والقشطه اللي واقفين قدامنا دول مش حلوين، لااا انا هعترض، وبعدين انتوا مبصتوش لنفسكم في المراية ، والله انتوا فتنه متحركه..
لتضحك الفتيات ثم تقول نور بفزع: هشششش استاذ وائل جاى..
ليصمت الجميع سريعاً..
ليدلف وائل في تلك الاثناء وهو يرمقهم بحده ثم يوجه حديثه لنور وهو يقول: فين معاذ وماجد....
لتقول نور برسميه: هما الاتنين في مكتب استاذ معاذ جوه يا فندم..
هز هو لها راسه بموافقه ثم قال : تمام انا هدخل..
ثم تركهم وانصرف ...
لتتنفس الفتيات بإنتظام بعد لحظات كانت كاتمه للأنفاس.
لتقول نور وهى تولول بمسرحيه: انتوا في حد داعى عليكم، يعنى تيجوا الشغل اول يوم في اليوم اللي فيه مستر ماجد لا وكمان وائل موجودين... لا بجد انتوا ربنا في عونكم
لتقول فرحه بتمثيل مدعيه الخوف: لا انا همشي بقي يا بنات فتكوا بعافيه..
ليضحكوا جميعاً بصوت منخفض، لتقول فرحه بقوة جديدة: يا بنتى احنا ما يهزناش حد
لتقول وعد: ايوه ياعم الواثق انت ايوه كده ..
لتنظر رندا بسعاده لرفيقتيها بينما نور تقول بمرح: كنتوا فين من زمان بدل معسكر الرجاله اللي انا قاعده فيه ده..
لتضحك الفتيات تلك المره بقوه لتقول نور سريعاً: هصصصص.
ليصمت الجميع ثوان ودق جرس حضور نور لتذهب مسرعه ومعها رندا التى قامت بتحضير القهوة في تلك الأثناء...
دلفوا للداخل ثم وضعت رندا القهوه امام كل شخص كما اخبرتها نور سابقاً ثم وقفت بجانب زميلتها ، لتقول رندا: ايوه يا فندم.
ليقول معاذ تلك المره بهدوء: النهارده في اجتماع مهم للشركه وزى ما قولتلكم، مش عاوز غلطه ولو صغيره.
لتهز الفتيات راسهم بهدوء، بينما اخذ معاذ بتوزيع المهام فيما بينهم ثم قال بالنهايه موجهاً حديثه لرندا: البنات اللي قولتى عليهم جم..
لتهز رندا رأسها بحماس، ليقول هو بإبتسامه:طيب دخليهم.
نظرت له رندا بخوف وهى ترمق الجالسين الاخرين الصامتين منذ دلوفهما.
ليقول معاذ بإبتسامه يلا يا بنتى دخليهم متخافيش مبناكلش احنا هنا ..
لتبتسم هى بتوتر بينما تسحبها نور من كفتا ويذهبوا للخارج، لتلتقط رندا انفاسها بينما تقول لوعد ورندا: ربنا معاكم جوا...
يلا ادخلوا.
لتدلف الفتاتان بهدوء عكس ما يدور بداخلهم ثوان وطرقوا الباب ليسمح لهم من هم في الداخل بالدلوف...
...
علي الجانب الأخر بمنزل نيفين . ....
سمعت صوت غلق باب المنزل لتستيقظ من نومها فزعه، فبعد حلمها ذلك المخيف او ربما اسواء كوابيسها وافق زمن غلق الباب لتنهض مع صوت الاغلاق ربما كان المنقذ لها من ذلك الكابوس المزعج، نظرت لأخيها النائم بجوارها وابتسمت حينما وجدته يفتح عيناه لتقول: مراد خليك هنا لحد ما اشوف مين اللي فتح الباب واجى ماشي يا حبيبى..
ابتسم الصغير..موافقاً... لتغادر هى منتعله في قدمها خفها...
توجهت نحو غرفه والدتها فلم تجدها بها ارتعدت خوفا وصاحت بأسمها فلم تجد.مجيب، لتتوجه مسرعه ناحيه الباب وبداخلها هاجسا خفياً منذراً بتحقيق كابوسها المرعب فهو بدء بغلق باب المنزل كذلك الموقف ...
فتحت الباب واغلقته خلفها وهرولت في الشوارع بحثاً عن والدتها وهى تتلفت يميناً ويساراً لتسئل بائع العصير الواقف بعربته علي راس شارعهم عن والدتها ليشير هو في إتجاه شارع ما، لتتبعه هى راكضه..
اخذت تركضاً علها تستطيع اللحاق بها.. وخوفها يتصاعد بداخلها، ثوان فقط وهى ترى طيف والدتها، ركضت مسرعه علها تلحق بها ، وبدائت تزيد من سرعتها الي أن توقفت مدهوشه لتسقط أرضاً وهى ترى كابوسها يتحقق فوالدتها تعبر الطريق دون ان تنتبه للسيارة القادمه مسرعه، ثوان فقط ...
وفصلت بين حياة وموت... ثوان او ربما في غمضه عين كانت لحظه فاصله في حياة الكثير.... حادث مؤسف وتجمهر الناس وهى مكبلة علي الرصيف، لا دموع ولا حركه، وكانها ماتت في نفس تلك الحظه، حركه علي كفها جعلتها تنهض من مكانها وهى تجد احدى الجارات وهى تحتضنها، لتتركها راكضه نحو امها ، حبيبتها وروحها منبع امانها واملها، فمن هى لتحيا بعدها، هى اضعف ما يكون بدونها، او ربما هى ليست شيئاً وحدها... وحينما تقدمت مقاطعه ذلك الحشد المتجمهر نحوها وهى تدفعهم بعنف لتصل لغايتها لتجدها جاثمه علي الارض غارقه بدمائها سقطت علي الارض بركبتها لتهوى بجوار والدتها وهى ترفعها محتضنه إياها ومرة أخرى لا دموع ولا صراخ... ألم فقط..... عيون تبحث عن حياة ، زاغت عيناها وهى تهز والدتها بقوة علها تعيد إليها الحياة، ولكن روحها صعدت لبارئها مخلفه ورائها ألغاز واسرار لم تحل بعد، وفتاة وحيده وطفل صغير اشد ما يكون بحاجتها بعالم لا يرحم ....
لتسقط هى بجوارها فاقدة للوعى.....هاربه من واقع مؤلم او ربما كابوس قد تحقق..
........

إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن