الفصل الثانى والعشرون

7.8K 179 5
                                    

انتى يا زهرة نبتت من بين الصخور... يا من تحدت وضحت وحينمااحبت وعشقت كان بروحها وكيانها ليكتب أسمها اعلي قائمه العاشقين....فتحتى ابواب قلبك علي مصرعيها..... حطمتى اسوار من حجر بنيتها علي مدار اعوام.... دفنتى الماضي المؤلم وردمتى عليه التراب ليتقهقر ويختفي...صرخت بوجه الصعاب لن انحنى... وهتفتي بعلو صوتك سأبقي حرة ابيه وكبريائى لن يرتخى... قطعت اطواد كالجبال...وتحديت وحوشاً بل ذئاب... واخرجتى سيفك من غمدك بالأمل امدتيه وبالصبر حاربتى فيه.. لتستحقي لقب عاشقه....امرأه .....بنت من بنات حواء...لم تخلقي للضعف... ولم تخلقي لتختفي..بل لم تخلقي لتنحنى ولا لتنكسري...خلقتى لتكملي كون بدونك لاصبح رماداً وطيناً.... ارفعى رأسك... افتخرى انك انثي ولا تخجلي...
..............................................
بمشفي الندى...
دلفت فرحه برفقه وعد ورائد بعد ان ابدلت ثيابها اولاً بمنزل رائد القديم واصرت علي الذهاب للإطمئنان علي رفيقتها...
توجهوا نحو غرفه رندا لتطرق وعد الباب لتدلف للداخل وهى تقول لراندا المستلقيه علي فراشها بهدوء:،رودى...شوفي جيبالك مفأجأه..
نظرت لها رندا بإستغراب وهى تقول:مين.. لتدلف فرحه بتلك الاثناء وهى تقول بإبتسامتها المرهقه: الف سلامه عليكى يا قلبي ...ان شاء الله اخر التعب ..
لتبتسم لها رندا بحزن وهى تتفحص ملامح فرحه المرهقه والشاحبة والتى تخللها الزرقة الواضحه..لتقول رندا بزعر: انتى مالك ايه اللي جرالك..
تقدمت منها فرحه بهدوء لتبتسم وهى تقول: في الست ساعات دول حصل فيلم غريب في حياتى قلبها كلها فوقانى تحتانى..
لتنظر لها رندا بزهول لتبتسم وعد وهى تقول بسعاده: الخبر الحلو ان ريان وفرحه رجعوا لبعض..
شهقت رندا بسعاده وهى تقول: مش معقول....الف مبروك يا قلبي...اخيراً اتخليتى عن عندك...
لتتابع وعد بمزاح: لسه في خبر كمان.. العقربه امه ماتت موتة محدش كان يتخيلها...والادهى بقي علي ايدين فرحه..
لتشهق رندا وتحدق فيهما بزهول لتتابع فرحه بإرهاق هحكيلك: اخذت بقص علي مسامعها ما حدث الي ان انتهت لتبكى رندا وهى تحتضن رفيقتها وتقول: الحمد لله ان ربنا نجاكى ... ربنا ينتقم منها بقي مطرح ما راحت....عقبال العقربه الكبيره ونشوف فيها يوم...
لتقول فرحه بنفي: انا مش شمتانه فيهم..الموت مفيهوش شماته ربنا يحسن ختامنا.. بس مكنتش متوقعه ان ربنا هينجدى منها انا خلاص كنت علي بعد خطوه من الموت وفي الاخر ربنا وقعها هى فى شر اعمالها..
لتزفر رندا براحه بينما تضحك وعد وهى تنظر نحو احد الكراسي وهى تقول: رائد نام علي نفسه..
لتنفجر الفتيات ضاحكات لتقول فرحه: ربنا يكرمه اكيد تعبان جه من السفر علينا وكميه مشاكل اد الجبال جات وراه بعض..
لتتوجه وعد برفق وهى تقف بجوار كرسيه لتقول:رائد...رائد ..
لم تجد اجابه لترفع كتفيها للأعلي وهى تنظر لفرحه ورندا بشر مصطنع وتقول: ما باليد حيلة استعنا علي الشقا بالله..
ثم صرخت بأذنه وهى تهتف بأسمه قبل ان تحذرها رندا وفرحه من فعلتها تلك..لينهض هو فزعاً وهو ينظر يمنة ويسرى لتنفجر وعد بالضحك وهى تقول: معلش بقي..نصيبك جه في وقت غلط. عاوزه اطلع الكبت اللي جوايا ده علي حد..
نظر هو لها وهو يلوى شفتاه بحنق بليغ ويقول: مش هقول غير حسبي الله فيكى يا شيخه.... ربنا يهدك .
لتضحك هى وتقول: يلا يابا طرقنا وروح بيتك ونام وارتاح وتعاللنا بكره عشان انا رايحه شغل وانت تبقي مع البنات...
هز هو راسه بموافقه ليقول: طب فارس انتوا نسيتوه..
لتضرب فرحه جبهتها بباطن كفها وهى تقول: اوبسس قلقي علي رندا نسانى .... انا عاوزه اشوفه وحشنى قوى..
لتقول وعد بإبتسامه: انتى روحى مع رائد وباتى في شقته النهارده عشان ابنك وتعالي بكره مكانى اقعدى مع رندا طول اليوم لحد ما ارجع..
لتنظر لها فرحه بإستغراب وهى تقول: انتى هتروحى فين بكره...
زفرت وعد بشرود لتقول: خلاص...بكره هرتاح....وهريح هادى في تربته...
نظر لها جميعهم بزهول لتقول هى موجهه حديثها لرائد بإبتسامه: يلا يا رائد خد فرحه وعدوا علي فارس وروحوا...
هز رائد راسه بتعب ثم ودعهم وودعتهم فرحه وغادروا...لتغلق وعد الباب خلفهم لتتنهد بتعب وهى تقول: كان يوم متعب بشكل...مكنتش اتخيل ان كل ده يحصل بيوم واحد ولابأقصي خيالاتى...
لتقول رندا بحزن عميق: احنا المصايب مبتسبناش..
لتومئ وعد براسها وهى تقول: تصدقي قلبي وجعنى قوى وقت المصيبه اللي حصلت لفرحه....اول مره يجيلي الشعور ده....بس حسيت ان في حاجه اكبر من كده.....خايفه قوى لتكون ماما او نيفين او عمار او مراد جرالهم حاجه كمان...
لتهز رندا راسها وهى تربت علي كتف أختها : متقلقيش كله خير...بكره الصباح رباح وانتى حاولي تسافريلهم قضي معاهم يوم وتعالي يا ستى احنا مش هنطير منك...
هزت وعد رأسها لتقول: كده ولا كده انا رايحه البلد بكره..لتقول رندا بإستغراب: ليه..
لتخبرها وعد: اصل نائل ورائف طلعوا من بلدنا ...وانا رايحه بكره اخط نهايتهم في نص بيتهم...
لتقول رندا بخوف: طب مش ممكن يعملولك حاجه...او يأذوكى..
ابتسمت وعد بثقه لتقول: متقلقيش ماجدمعايا..
لتبتسم رندا وتغمز لها بعينها وهى تقول بخبث: الله بقي....ماجد ووعد.... تصدقي ليقين علي بعض قوى..
نظرت لها وعد بشرود لتهتف برفض: انا استحاله اتجوز حد بعد هادى...انا مش هخونه بعد وفاته ....اتفقنا اننا نبقي لبعض طول العمر...انا عاوزه ابقي مراته كمان في الجنه...
اخذت رندا شهيق ثم اخرجته بزفير لتقول: وعد بلاش الكلام اللي حافظينه ده...الحب في القلب وانتى صغيره...مش هتفضلي كده لوحدك طول عمرك...ده مستحيل..
وانتى....هتفت بها وعد بسرعه..
لتقول رندا بحزن وانكسار وشرود: انا عندى اللي يكفينى يا وعد واقدر اكمل حياتى عشانه وبيه وليه من غير ما احتاج اى حد...انا عندى ابنى او بنتى اللي جايين في الطريق...صدقينى مش هحتاج غيرهم...ومش هقدر افكر في حب وهمى جديد عشان اقتل نفسى واكسر روحى اللي انكسرت خلاص ومبقاش فيها غير شوية فتات...
لتربت وعد على كفها وهى تقول: انتى امتى حبتيه يا رندا....وليه مقولتليش...
لتهتف رندا ودموعها تجتمع بعيناها وهى تقول : انا معرفش حبيته امتى...كنت مفكراه هو اللي هيبقي السند والظهر...كنت مفكره ان ده هو اللي قلبي مستنيه بعد سنين من الالم والوجع والحرمان...كنت فاكره ان ده اللي هيداوى كسرة قلبي الاولي...بس طلعت بضحك علي نفسي وبعلقها بأحبال دايبه لحد ما طلعت لحد سابع سماء وفجأه هوووووب لقيت نفسي تحت في سابع أرض..... فتحت الابواب والشبابيك لقلبي بعد ما العنكبوت عشش فيها...قولت يمكن الاقي اللي بدور عليه..بس أخذت اكبر صدمه في حياتى.. هما الاتنين دمرونى يا وعد وخدعونى بأسم الحب.. الاتنين اللي يشوفهم يقول عليهم ملاااك بس هم حقيقتهم ديابه...
بكت هى بشده لتحتضنها وعد وهى تاألم كأختها لتقول وعد بتصميم: صدقينى مش هيهدالي بال الا وهو مكسور تحت رجليكى بيطلب عفوك ورضاكى..
رمقتها رندا بتهكم ثم قالت بنبرة بدت قويه عكس ضعفها الظاهر : لا يا وعد....اوعى...انا خلاص مش عاوزه مشاكل تانيه في حياتى.... مش عاوزه اشوفه تانى ولا المحه...عاوز اعيش اللي باقيلي في حياتى بهدوء وسلام نفسي ..وهو حسابه عند ربنا...هو اللي هينتقم منه..
نظرت لها وعد بألم واحتضنتها لتقول رندت لها: وانتى... افتحى قلبك يا وعد الدنيا مبتديش الفرصه مرتين ...وماجد واضح قوى اد ايه هو انسان محترم وكفايه انه بيساعدك من غير مقابل ولحد دلوقتى متعرفيش السبب غير ان هادى صحبه وده مش سبب وجيه عشان يعمل ده كله عشانك..
هزت وعدبرأسها بموافقه ثم قالت وهى تنظر للساعه: طب يلا نلحق ننام بقي عشان نعرف نقوم بدرى..
هزت رندا راسها للتوجه وعد الي مفتاح الإضاه وتغلقه ثم تنام علي السريرالمجاور ل رفيقتها ..
.... ... ......... ........ ......... .......
توسط القمر السماء في ليلته المظلمه لينيره وتجمعت النجوم بسمائهلتزينها بلمعانها وبريقها بينما تحت اضواء القمر كان يسير وهو حاملاً لزوجته وحبيبته..
وهى نائمه...مرت العديد من السيارت بجوارهم منهم من يهتف ببعض العبارت البشعه والدنيئه ومنهم من ينظر له بحنق وازدراء... بينما هو فلم يهتز سار متابعاً طريقه بعد رحلة شاقه كاد كليهما ان يفقدا حياتهما خلالها... وصل الي موقف التكاسي ليشير لأحدها ليتقدم منه وهو يرمقه بنظرات غامضه من مظهرهم ذلك ليقول له عمار بإرهاق: عاوزين نروح باب اللول لو سمحت ..
نظر له السائق وهبط بنظره للفتاه النائمه بين يديه ليقول له بإستنكار: والانسه ...
ليهتف عمار بحنق : دى المدام وتعبانه شويه...
لينظر له السائق بعدم.تصديق بينما نغم تململت في نومتها لتفتح عينيها وهى تقول: عمار احنا فين..
قال هو لها بهدوء متجاهلاً نظرات السائق المنتبهة لحديثهم:احنا خلاص اهو قربنا نوصل للبيت كملي انتى نوم ومتشغليش بالك...
نظرت هى له بإمتنان وهى تقول: لا خلاص انت نزلنى كفايه قوى كده عليك الطريق كان طويل قوى..
ليهز هو راسه بنفي وهو يقول: لا انتى رجلك وجعاكى خلاص ادينا هنركب يا ستى...
اومئت هى براسها بقلة حيلة فهى الآن اشد المعرفه بعمار وهو قرر وقضي الأمر فلا مجال للإعتراض...
ليقول السائق بهدوء وإعتذار: خلاص يا فندم اتفضلوا..
هز عمار راسه بعد ان زفر بهدوء ليفتح له السائق الباب ليضع هو نغم علي الكرسي ويدلف ليجلس بجوارها... قاد السائق التاكسي وسط حديثه الغير منتهى مع عمار عن احوال البلد والسياسه والكورة ...الخ من الأحاديث العامه بينما هو فكان يهز راسه بتعب او ربما بضع كلمات مقتضبه الى ان وصلوا الي مرادهم...اعطى له عمار المال ثم حمل نغم وتوجه نحو عمارتهم وسط اصوات الكلاب التى تعوى لتزيح سكون الليل....
صعد هو السلالم حتى وصل لمنزلهم انزلها ليفتح الباب ثم حملها وسط اعتراضها الا انه اصر دلف للداخل واغلق الباب بقدمه توجه نحوغرفه نومهم ووضعها علي السرير برفق وهو يقول: انا هدخل اخد شاور واجيلك علي طول متتحركيش من مكانك عشان رجلك..
هزت هى راسها بموافقة..ليلتقط هو ثيابه من خزانة ثيابه ثم توجه نحو المرحاض بينما هى فنهضت متحامله علي قدمها وتوجهت نحو المطبخ وهى تفكر في انهم جوعى فهم منذ يومان كاملان لم يتذوقان خلالهم اى طعام... فتحت ثلاجه منزلهم واخرجت بعض من قطع الدجاج القليله الموجوده والتقطت كيس معكرونه من الخزانه وبعض الطماطم الحمراء واخذت بإعداد الطعام متجاهله الم قدمها وجسدها وهى تفكر فقط فيه هو...وما فعله من تضحيه بحياته لأجلها ...
خرج هو من المرحاض ليفتش عنها بعيناه فلم يجدها سمع صوت الاوانى بالمطبخ ليتوجه نحوه بإستنكار ليقترب منها وهو يجدها تضع الطعام بالأطباق وهو يقول: بتعملي ايه بس..
اصفر وجهها لتنظر له فزعه وهى تقول بخوف: خضتنى يا عمار..
ابتسم هو لها بحنان ليقول:سلامتك من الخضه يا قلبي...
نظرت هى له بخجل ثم قالت: يلا عشان ناكل انا ميته من الجوع..
ابتسم هو لها وحمل الطعام عنها ليتوجهوا نحو الطاوله الصغيره الخشبيه الموضوعه بأخر المطبخ خلسوا وتناولوا الطعام بنهم ليقول عمار بإبتسامه بعد ان انهى حصته: تسلم ايدك.. بجد.كنت واقع من الجوع..
منحته هى إبتسامه حب وحنان وشكران..لتقول: بالهنا علي قلبك..اغرفلك تانى..
هز هو راسه بنفي لتنهض هى بهدوء وتقول: انا هاخد دوش عشان تعب السفر والبهدله اللي شوفتها.
ليبتسم هو وينهض متوجهاًنحوها بينما هى فترمقه بنظرات مستغربه ليقول هو بخبث مصطنع: طب يلا اشيلك واوديكى الحمام..
رمقته هى بنظرات مندهشه مالبثت ان تغيرت للخجل لتضربه بكفها علي كتفه وهى تقول: لا يابا متشكرين افضالك..انا هدخل وحدى...ثم تركته واقفاً وسارت بتمهل حتى لا تؤلم قدمها...
دلفت للحمام بعد ان التقطت ثيابها بينما هو فحمل الاطباق وقام بغسلها سريعا. دلفت هى للمرحاض دقائق وخرجت منه بعد ان انهت حمامها لتجده نائماً علي السرير...
توجهت لتمشط شعرها ويعد ان انتهت توجهت نحو السرير لتنام بجواره اقتربت منه حتى ان تلامس جسدهما لتجده يفتح عيناه وهو يقول: ايييوه حلو كده..
نظرت هى له بخجل وهى تقول: نام يلا عشان اكيد تعبان..
قال هو لها بجديه: نغم احكيلي عن حياتك...عاوز اعرف كل حاجه عنك ..
ابتسمت هى له بشرود ثم اخذت بقص قصتها لتقول بالم: انا كنت اصغر بنت في العيله ...كنت مدلعه شويه ...معرفش اى حاجه في الدنيا من بيتى لمدرستى ومن مدرستى لبيتى وكنت الوحيده اللي اخذت الثانويه من عيلة السلمانيه...
ليراقبها هو بهدوء وهو يقول: وليه مكملتيش ومجموعك كان عامل ايه..
ابتسمت هى لتتابع: مكملتش لان مفيش جامعتنا عندينا بالجريه ....ومجموعى كان من اعلي مجاميع الجريه وطلعت الثانيه علي دفعتنا هناك...كنت جايبه٩٦٪.
نظر هو لها بزهول ثم قال بفخر: مش معقول..واضح انك كنتى شاطره..
ابتسمت هى لتقول: اه كنت علمى علوم...كان نفسي ابجى دكتوره مع انى كنت عارفه ان حلمى مستحيل وصعب بس فضلت احلم زى احلام كتير...عارف...انا كنت عايشه في عاام تانى لوحدى...كنت فاكره ان الناس كلها بتحب بعضها ومفيش حد بيتمنى الشر للتانى..كنت فاكره انى لما اكبر هلاقي الدنيا فتحالي ابوابها واقدر احقق احلامى..كنت فاكره كتير قوى واقل حلم فيهم كان ان ابويا وامى واختى يكونوا معايا بحياتى خطوه بخطوه...بس احلامى كلها راحت في الهوا....
نظر هو لها ليتفقد نظراتها المتألمه ليقول لها ان تتابع: اول حاجه شوهتلي الصوره الورديه دى كان جواز بنت عمى غصب وشوفتها وهى بتعيط في اوضتها ليل نهار من غير ما اعرف السبب ...كنت مستغربه ازاى عروسه وهتلبس فستان ابيض وتكون زعلانه إكديه... وخلال اسبوع عرفت الاجابه... رجال كبير طول بعرض اد ابويا بالعمر هو جوزها.... مكنتش متخيله الوضع وكنت بجول ازاى اهلنا يوافجوا علي حاجه زى إكده... ولما كنت هعترض امى سكتتنى.... وخلال اقل من سنه اختى وراها اتجوزت.... بنت عمى انجطعت اخبارها عنا طول الفتره دى خالص وبعد جواز اختى المشؤوم اللي كان زى جواز بنت عمى الأول جاتلنا بنت عمى في يوم وهى معاها عيل علي ايديها وكانت غضبانه...وشها كان كله ورمان وجسمها كان ازرق كيف النيلة... وطبعاً ابوها اداها العلجه التمام وهو بيجولها متطلعيش من بيت جوزك غير علي جبرك...ورجعها ليييه تانى.... وهى مكسورة الجناح والخاطر..وبقت الحكايه دى تتكرر كتير نعرف عنها انها بتضرب وتترجى ابوها انه يخليها تعودلنا بس هو رفض لحد في يوم ما عرفنا انها جتلت نفسها...وماتت محروجه...
نظر لها عمار بزهول لتتابع هى بالم في اجل من اسبوع جالنا اسوء خبر بحياتنا...اختى اتوفت....هى كمان... اتخيل بجى .... بنت عمى واختى بأسبوع واحد...وعرفنا ان اختى ماتت من كتر الضرب وان جوزها خنجها بإيده..بس محدش منهم فتح فمه بكلمه واصل...
بكت هى ليحتضنها عمار وهو يخبرها ان لا تقلق وكفي حديثاً لتتابع هى...والباجى انت عارفه... كنت متوقعه انهم مش هيتخلوا عنى انا كمان ويغلطوا نفس غلطتهم مع اخواتى...بس طلع لع...كل همهم هو حالهم وبس... تار عشان يخلصوا هم وينفدوا منيه يزوجونا احنا ويجولولك جواز البنات سترة... سترة مجولناش لا بس مش بالطريجه دى...
احتضنها عمار بشده وهو يربت علي شعرها لتقول هى له بعد.ان هدايت من بكائها وانفعالها: وانت...احكيلي حكايتك يا عمار..عاوزه اعرف كل حاجه عنك..
ابتسم هو لها بحزن وهو يقول: حكايتى ...تعرفي يا نغم... انا عمرى ما هكون زى ابويا ابداً.... نفسي اما يكون عندنا عيل بعدين اقوله مش شرط ان الولد يطلع زى ابوه زى ما بيقولوا.... ثم زفر بتعب ليقول : حكايتى المى كله كان متجمع في شخصيه واحده هو أبويا...كان خوفي ... مكنش السند اللي الواحد بيتخيله من كلمه اب...كنت لما بغلط بستخبي منه ولما اعرف انه جاى بعد سفريه طويله سافرها بستعد بخوف واعد الايام والليالي واستنى اليوم اللي هيمشي فيه... كان كل حياته أمر ونهى وضرب وزعاق... عمره ما فكر في مرة يواسينا او يطبطب علينا...عمره ما جه وقعد معايا وقالي يا ابنى انت عامل ايه..عمره ما قالي ده صح وده غلط..كنت بعرف اى حاجه بالضرب وبس..كانت دايماً ايده ولسانه هما اللي بيتكلموا بداله ...شتايم وضرب واهانه كل يوم من ده كتير..لحد ما كانت الكارثه...ابويا اتجوز واحده تانيه وجالنا في اخر سفريه يطردنا من بيتنا عشانها هى... والنتيجه ثورت وكنت هولع البيت وانا وهو جواه عشان اخلص منه واريح امى اللي كانت بتتحرق وبتذبل كل يوم عن اللي قبله بسببه هو...
شهقت نغم بفزع.. ليشد من احتضنها هو ويتابع وعيناه تلتمع بها الدموع: نيفين هى اللي قدرت تخلصه من بين ايديا ودخلت في اللحظه المناسبه من شباك البيت ولحقتنى قبل ما ارمى عود الكبريت... ومن اليوم ده وحياتنا كلها اتقلبت ١٨٠ درجه... وعد وقررت تضحى عشانا وتنتقم من بابا...اتجوزت هادى في سن صغير قوى١٥ سنه وده كله عشان متخليناش عيشين في بيت في مكان مقطوع وسط الغيطان والمزارع... كلها ايام واخذت من بابا كل ما يملك وكتبته بأسم ماما... وبعدها مرضت وجالها مرض وحش وسافرت مع جوزها تتعالج بره فتره بسيطه ومرات بابا اخذت فلوسه وهربت بعد ما اخذت كمان بيت المزرعه وبعته وهو مش فيه...وهو مات بحسرته وحده في شقه تحت بير السلم...دى كانت نهايته هو ، كان نفسي افتخر بيه قدامك وادام الناس والاقيه جانبي دايماًداعمنى ويكون سندى وقوتى..بس حلمى متحققش... للاسف الواحد مبيختارش اهله...
لتهز نغم راسها بحزن لتغفو هى بين احضانه..بينما هو فاحتضنها بشده وهبطت منه دمعه علي راسها وهو يقول: الظاهر انى انا وانتى بنعانى من نفس المشكله...اب كل همه نفسه وبس... والانانيه عنده هى المسيطره علي حياته... وابقي انا وانتى ضحيه ....ثم ابتسم بحنان ليقول: الظاهر ان ربنا كان عاوزنا نمر بكل ده عشان نتقابل في الاخر ونحب بعض بالطريقه دى من غير ما قلب يحس ...
ثم غفي هو الاخر وهى بين أحضانه نايمه واضعه راسها علي صدره ومكبله اياه بيديها الاثنين...
...... ....................................
بقصر آل قاسم....
كانت جالسه علي ارجوحتها بالحديقه واخاها يلعب حولها بينما هى فتقراء إحدى رواياتها المفضله... وبين كفها الأخر كوب من الشوكلاه الساخنه... احست بلفحه هواء ساخنه بجانب وجهها لتلتفت هى لتفأجئ بنائل ينظر لما بين يديها بإبتسامه وكأنه يقراء معها... وحينما التفتت نظر هو بعينها وهو يقول: ايه كملي ...
نظرت هى له بحنق طفولي وهى تقول: بتعمل إيه جنبي زى الحرميه كده..
ضحكه عاليه افلتت منه ليقول هو لها: هو ليه انا بقيت حاسس انك لقيانى بالشارع..
رمقته هى بغرور لتهتف: انت الي عمال تلف تلف ورايا اعملك ايه...لازم اتقل...
ضحكه اخرى افلتت منه ليقول وهو يمسك ارنبه أنفها : هو مين اللي قالك الكلام ده...ها اعترفي..
قالت هى وهى تحاول ازاحه يده من علي ارنبه انفها: داده رحمه اللي قالتلي سيب مناخيرى بقي...
ازاح هو كفه من فوقها وهو يقول بحماس: عندى ليكى مفأجأه..
نظرت هى له بإستغراب وقد عقدت حاجبيها بعدم فهم وهى تحثه علي الحديث:قول..
ليقول هو لها وهو يسحبها من فوق الارجوحه...روحى يلا اجهزى عشان هنروح مشوار....وواثق انه هيعجبك..
نظرت هى له بحماس ثم ابتسمت له بسعاده ثوان وخفت ابتسامتها وهى ترمق اخاها وتقول: ومراد انا مينفعش اسيبه..
ابتسم هو لها بحنان وهو يقول: لا ده مشوار ليكى وهناخد مراد معانا فوق البيعه..يلا عدى الجمايل بقي ...
ابتسمت هى له بشده ثم احتضنته بسعاده غامره وسط نظراته المزهوله.. ليتنحنح شخصاً اخر خلفهم.. لتتراجع هى بحرج وهى تنظر للواقف خلفهم بحنق ليقول هو: شكلي جيت في وقت مش مناسب...
ليقول له نائل بهدوء: لا ولا يهمك قول اللي عندك يا رائف..
ليهتف اخاه ولا زالت نظراته موجهة علي نيفين... : شركه ورد اللي عملنا تعاقد معاها ومضينا العقد من فتره جايين بليل عشاء عمل ....
هز نائل راسه بتفهم وهو يقول: تمام هروح انا ونيفين مشوار ومش هنتأخر ان شاء الله قبل العشاء هنكون هنا..وانت قول للداده رحمه تظبط الدنيا...
هز رائف رأسه بتفهم، لتقول نيفين لنائل:طيب انا طالعه... توجهت نحو اخاها اولاً وسحبته معها وهى تخبره بامر نزهة لهم ..ليضحك الاخر بسعاده....ساعه مرت حتى هبطوا جميعهم للأسفل بينما نيفين فارتدت بنطال جينز وفوقه كنزةشتويه وعقصت شعرها علي هيئه زيل حصان ابتسم لها نائل بحب لتبادله هى نفس الابتسامه بتوتر وخجل ليفتح هو لمراد الباب الخلفي ليجلس هو وسط صخبه وحديثه ثم توجه نحو الباب الامامى وفتحه لتصعد نيفين الي مقعدها ليغلق هو الباب ويلتف حول السيارة ويتوجه لمقعده ثوان وقاد السيارة وسط حديثهم الصخب ومزاحهم وضحكاتهم العاليه...الي ان وصلوا لمرادهم ليقول هو بنبرة رسميه: واخيراً وصلنا لمحطتنا المنتظره سالمين معافين...
نظرت نيفين من زجاج السيارة لتفتح فاهها بدهشة وهى تقول:واوووووو مش معقول...مدينة ملااااهى.....لتصرخ هى ومراد معاً بسعاده وحماس وسط نظرات نائل السعيده ليقول هو: يلا ننزل يا بهوات... ولا القعده هنا عجباكم..
هز كلاهما راسهم بموافقه وهبط كلاهما مسرعين بحماسهم ليهبط هو الاخر ويمسك كف نيفين بيده لتبتسم له نيفين بهدوء بينما مراد فأخذ بالقفز امامهم بسعاده وهو يشير علي انواع الالعاب التى يود تجربتها....
انطلقوا الداخل واخذوا بالااستمتاع بيومهم.........
..................
بالقصر الريفى... بمنزل ريان...
انتهت الجنازة وغادر الجميع الي منازلهم بينما هو فنظر للمنزل الخالي بحزن ثم قال للخادمه: قولي للحاجه انى هبات بره...
ثم غادر وانصرف تاركاً أياها تنظر له بحزن..
دلفت الخادمه لتخبر العجوز بما قاله ريان لتثور ثأرئتها لتنظر لها الخادمه بقلة حيلة ثم غادرت تاركه إياها ترغي وتزبد ....
بينما دقات علي الباب اعادت الخادمه من استكمال طريقها لتذهب لفتحه وهى تقول: ست نور... يا اهلاً وسهلاً..
نظرت لها الفتاه بهدوء وهى تقول: هو مين اللي جوه يا بدريه..
قالت الخادمه: مفيش حد غير الحاجه بس يا ست البنات..
تبسمت الفتاة بتهكم وهى تقول: ست بنات ايه بس ....مهو انا مطلقه من ثانى يوم فرح....
نظرت لها الخادمه بأسف لتقول لها الفتاه: روحى انتى يا بدريه وانا هدخل اعزيها..
لتهز الفتاه رأسها بينما نور فتوجهت نحو الصالون وهى تقول: البقاء لله...
لتلتفت لها العجوز وهى ترمقها بنظرات غير مباليه: الدوام لله وحده.... جيتى ليه بعد ما عرفتيش تخلي ريان يكمل معاكى وخلتيه يرجع للعقربه تانى...وطلقك تانى يوم فرح بعد ما بقت سيرتك علي كل لسان..
نظرت له الفتاة بحنق وغل وهى تقول: اولا. هو طلقنى لان حياتنا كانت غلط وانتى السبب...انتى اللي بوظتيلي كل حياتى... من يوم ما دخلتي بيتنا وحطيتى ودانك بودان امى لحد.ما جبتونى الأرض.... وهو ....هو كمان رمانى ومفكرش حتى يكمل معايا او يجرب....ولما جيتلك من اسروع بقولك ابويا ماتت بعد.ما مات بأزمه وقلبه وقف بسبب خسارته كل فلوسه في البورصه قولتيلي فوتك بعافيه وملكيش مكان وسطنا انتى مش واحده منا...
لتصيح بها العجوز وهى تقول: بتعيدى اللي حصل ليه.... مش هديكى ولا مليم...وملكيش عندى لا مهر ولا غيره...يلاارجعى مكان ما جيتى ومش عاوزه اشوفك تانى هنا بقصرى...
نظرت لها نزر بحزن وألم وهى تقول: امى هتموت ومحتاجه عمليه ..... انا مش جايه اشحت منك انا جايه اخد حقي اللي انتى سرقتيه بعد ما ريان ادهونى وانتى سحبتيه كله من وراه....
ملكيش عندى حاجه ويلا بره....هتفت بها العجوز بدون رحمه..
لتقول نور بألم وهى تبكى بشده :انتى كنتى عاوزه تدبسي ريان فيا عشان تدارى علي عملت ابنك الشملول اللي اسمه حامد...الراجل الكبير العجوز اللي شيبته في راسه..وبص لبنت لو خلف كان جاب ادهاواغتصبنى...وعشان ماما تسكت ومتفضحكوش سكتونا بالكام مليم ووعدتينى هتجوزينى ابنك...بس البيه مات...ولما عرفتى كده قولتى تخلصي من مرات ابنك عن طريقي انا....بس ابنك كان ليه رائي تانى ...وكان بيحبها بجد ومدبسش فيا زى ما اتوقعتى وطلقنى قبل ما يلمسنى ويعرف اللي فيها.....
لتصيح العجوز وهى ترمقها بطرف عيناها: انتى اخدتى فلوس وسكتى وعشان متتفضحيش انتى كمان قبلتى ..جايه تتكلمى ليه دلوقتى.... مش هقولك اطلعى تانى قبل ما اجيب الحراس يرموكى بره.
نظرت لها الفتاه بغيظ وهى تصرخ بها وتقول : انتى شيطانه....شيطانه يا شيخه ومتجسد علي هيئه انسانه.... ربنا يحرقك ويريح البشريه منك....
لتضحك العجوز وتقول: خلصتى يلا بره قصرى..
رمقتها الفتاه بغضب وهى تحسبن بها لتغادر وهى تدعوا الله ان ينتقم منها..
بينما العجوز فدلفت للمطبخ وهى تصيح بالخادمه وتقول: اخلصي يلا لسه مخلصتيش الغداء...
نظرت لها الخادمه بخوف لتقول: خلاص يا هانم خلص اهو...
ثوان وقطع التيار لتصيح العجوز: اخلصي وهاتى شمعه وكبريت...
اخذت الفتاه بالبحث الي ان حصلت عليهم لتناولها اياه لتلتقط منها العجوز احدى الشمعات وهى تقول: انا طالعه اريح باوضتى اما تخلصى الغداء طلعهولي فوق..
اومئت الفتاه بطاعه وهى تدعوا الله ان يخلصها منها...
لتصعد جده ريان السلم وهى تفكر في كيفيه الخلاص من فرحه. عقبتها الوحيده... لتضع قدمها بطريقه خاطئه علي إحدى الدرجات لتلوى قدمها وتسقط هى من علي الدرج وسط صراخها لتقع الشمعه علي ملابسها وتشتعل ....
جسد يشتعل ...ملقي علي اخر درجات السلم وينزف منها الدماء .... كانت تلك هى نهايه طاغيه .... فإن لم تمت من سقوطها ماتت من النار التى احرقت جسدها والتهمته كما تلتهم النار الحطب.....
وماتت محروقه لتحرق في الدنيا... كنهايتها بجحيم سعر بالأخره...  

إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن