الفصل الحادي عشر

8.1K 173 0
                                    

فلنثبت اننا كنا هنا يوماً *_*...
من كان يصدق انهم سينجو، كانوا علي بعد خطوة واحد فقط من الموت... ولكن ارادة الله هى من جعلتهم يحيون حتى تلك اللحظه...
نظر هو لصديقه الجالس امامه في سيارته المكشوفه وهو يقول بألم: جيت بوقتك يا نادر، كنت عارف انك بتطلع من البلد كل يوم وبتروح علي القاهرة في الوقت ده عشان الجامعه..
ابتسم له صديقه بقلق وهو ينظر له في المرأه الاماميه للسيارة: انا لما لقيتك باعتلي رساله انك مستنينى علي الطريق العام قلقت والله وقولت اكيد في حاجه عشان كده نزلت جرى..
ثم نظر لتلك الفتاه المنكمشه علي نفسها ولازالت ترتعد بإبتسامه وهو يقول: مين الابله..
ليرمقه عمار بحنق وهو يقول: دى حد.كده هقولك بعدين عليها... المهم سوق عشان نوصل..
بينما نغم كانت بعالم أخر، حتى تلك اللحظه لم تصدق انها قد نجت من هلاك محدق.. فاقت علي صوت حديث عمار مع ذلك الشاب ثم قالت بسعاده: احنا متشكرين جوووى جوووى لحضرتك، والله من غير ربنا ثم انت كان زمانا خلاص بح. ومتنا ..
ليبتسم الشاب وهو ينقل نظره بينتا وبين الطريق: ولا يهمك احنا في الخدمه في أى وقت... متعرفناش بقي مين حضرتك..
قالت هى بخجل: انا نغم..
ليقول هو بإستمتاع: واووو نغم، اسم موسيقي يعنى، وانتى قاعده جنب الموسيقي كلها..
لتنظر له نغم ببلاهة وهى تقول: مش فاهمه.
ليقول الشاب بإبتسامه : انتى متعرفيش ان عمار عازف جيتار من وهو صغير وكان الاول في مسابقه المواهب في الثانوى..
لتنظر هى بعمار بتسائل بينما هو لم يعيرها اى انتباه...
لتقول هى وهى تلمح شيئاً ما غريب علي عمار الهادئ علي غير عادته..
عمار انت كويس، ثم دققت النظر لتشهق بفزع وهى تضع يدها علي فمها وتقول : ينهااار ابيض، انت اتصابت في دراعك....
ليوقف صديقه السيارة عند سماعه تلك الجمله وهو يقول بقلق: عمار انت كويس..
ليومئ هو براسه في ألم وهو يقول: كمل الطريق يانادر لحسن يلحقونا اكيد مش هيسبونا نفلت كده...
لتقول نغم ببكاء: لا انت كده هتموت منى وانا معنديش غيرك في الدنيا بالله يا نادر لتتصرف...
ليحدق فيها عمار بدهشه علي كلماتها التلقائيه تلك ، ليبتسم هو بسعاده ان غبيته المشاكسه تثق فيه هو وفقط ..
ليقول نادر بعد ان قام بربط ذراع عمار جيداً بقميص كان له متروكاً بالعربة : طيب كده احنا وقفنا النزيف لحتى ما نوصل القاهرة ونروح مستشفي.
ليقول عمار بتفهم: تمام يلا بقي ننجز مفيش وقت...
ليومئ صديقه رأسه بتفهم ويقود سيارته مسرعاً ...وطوال الطريق كان هو يتحدث في امور مختلف حتى يهون علي رفيقه أصابته..
بينما نغم كانت تنظر له بخوف وكل دقيقه واخرى تسئله عن حالته ..
بعد عدة ساعات وصلوا تبعاً لطريق مختصر يعلمه نادر جيداً للقاهره توجهوا لأقرب مستوصف ودلفوا سريعاً للطوارئ لتصيح نغم بأسم الطبيب بينما نادر فكان يسند رفيقه الذي قد خارت قواه تماماً ثوان تاليه وخرج احد الاطباء وقام بفحص عمار ثم ادخله لغرفه العمليات الصغرى...
ساعه ربما مرت ونغم قلقه بشده ونادر يقف مراقباً الوضع بهدوء عكس تلك الفتاة التى كانت تذهب وتجئ امام باب الغرفه..
خرج الطبيب ثم قال برسميه وسرعه، كده خلاص خرجنا الرصاصه وطهرنا الجرح، وانا بلغت الشرطه عشان دى محاوله قتل وبسلاح وزمانهم علي وصول ..
لتنظر له نغم في خوف وهى ترتعد، بينما نادر اومئ برأسه بهدوء لينصرف الطبيب ويدلف نادر بصحبه نغم..
كان عمار قد بدء يفيق من المخدر ثم فتح عيناه بضعف لتتوجه نغم مسرعه نحوه وهى تقول: عمار انت كويس مش إكده..
ليبتسم هو فور رؤيتها وهو يقول بإرهاق اه تمام الحمد لله...
ليتوجه نادر نحو سريره وهو يقول: المهم انك بخير الحمد لله، ثم قال وهو يغمز لرفيقه : نغم كانت هتتجنن عليك.
ليلكزه عمار في كتفه ليتأوه نادر بتصنع بينما نغم فلم تسمع ما كان يقوله نادر لتقول: بتجولوا ايه انتوا الاتنين..
ليضحك نادر وهو يقول: بنقول ولا حاجه.
لتنظر هى لهما بحنق ثم تقول:الدكتور بلغ الشرطه وزمانهم جايين...
لينهض عمار متأوهاً سريعاً من على فراشه وهو يقول: يانهار مطين، لو بلغ الشرطه احنا هنروح في داهيه وتحقيقات واستاذ عماد جوزك هيعرف مكانا عشان هو شرطى زيهم ونبقى احنا روحنا في خبر كان. لتنظر هى له بغضب وهى تقول بعصبيه شديده: اولاً اللي اسمه عماد ده مش جوزى انت فاهم ولا هيكون الموت عندى اهون، ثانياً انا مكنش بإيدى حاجه اعملها ومعملتهاش، لو عندك حل قول ولا اقولك انا هروح واسلم نفسي لعماد انت ملكش ذنب تتبهدل معايا وكفايه اللي جرالك من ورايا، روح لنيفين وامك اكيد محتاجينك وانا هعرف اتصرف كويس..
كان نادر يراقب ما يحدث بهدوء، بينما عمار فكان غاضبا. منها وعليها ليقول وهو يشير لنادر: يلا ساعدنى لازم نهرب من هنا.
لتصيح هى به : لا تهرب ازاى وانت عامل عمليه ومخيط الجرح انت بتهرج عاد..
ليقول هو متجاهلاً اياها: يلا يانادر نمشي دلوقتى قبل ما الشرطه تطب علينا.
لتقول هى بصراخ حينما هم نادر ان يساعده ليقف: انت مبتسمعش كلامى ليه واصل ، يا اخى قولتلك خلاص انا هروح اسلم نفسي انت كفايه عليك لحد كده مشوفتش من ورايا غير المصايب، ثم بكت بشده، لينهض عمار متكئاً علي نادر وهو يقول بعد ان استعاد توازنه وترك نادر وتوجه نحوها: بطلي هبل قولتلك انتى بقيتى من عيلتى ومستحيل اسيبك وحدك انتى فاهمه، ولو عملتى اللي فى دماغك ده هسلم انا كمان نفسي لسيدى عماد ويبقي كده انا وانتى في عداد الموتى..
لتنظر هى له بحزن وهى تقول: يعنى خربانه خربانه..
ليضحك هو ليقول: ايوه كده.. ثم التفت لينظر لنادر الذي كان يرمقهم بصمت: يلا يا ابنى انت بلمت كده ليه..
لينظر له نادر بحنق وهو يقول: لا كنت بتفرج علي فيلم المضحيون ومعاً للنهايه بس..
ليلكزه عمار بكفه السليم وهو يقول: يلا يا لمض.
ليبتسم نادر ويتوجهوا جميعا. منصرفين بهدوء بعد ان قاموا بمدارة ذراع عمار المصابه جيداً ثوان وخرجوا من المشفي وتنفس الجميع الصعداء ، ليقول نادر، ها هتروحوا فين دلوقتى..
لينظر له عمار بقلة حيلة .. ليقول هو انا من رايي روحوا اوتيل كويس قضوا يومين فيه، وظبطوا اموركم وشوفوا هتعملوا ايه بعدين...
ليومئ عمار براسه بينما يقود نادر السيارة بإتجاه اوتيل صغير، ليقول نادر وهو ينظر بالمرأه لنغم التى ركبت بالخلف بينما عمار ففي الامام بجواره، وانتى يا استاذه نغم ، عندك كام سنه، لتقول نغم بهدوء: عندى٢٠ سنه..
لينظر نادر بزهول لعمار ويقول معقول انتى اصغر مننا بسنه بس، بصراحه انا قولت انك اصغر من كده بكتير..
ابتسمت هى وهى تقول : ده مدح ولا ذم..
ليقول هو بإبتسامه: لا مدح طبعاً، عندك بيبى فيس وبرائه مش طبيعيه ..
ليلكزه عمار في كتفه ويقول بحنق: سوق عدل وبطل لت وعجن في الكلام كتير عاوزين نخلص ونوصل...
ليبتسم نادر بخبث وهو يقول :كده...طيب .....ثم قاد سيارته الي ان وصلوا لفندق ما ..
خرجوا من السيارة لتعدل نغم حجابها الذي قد افسد بسبب ما حدث لتدخل بعض خصلات الشعر التى قد خرجت منه بينما عمار فكان ينظر حوله بهدوء ليتفقد المكان، ليقول نادر ، يلا علي الاوتيل ، ليقول عمار بإبتسامه ، لا انت كفايه عليك كده، ضيعت عليك محاضراتك واليوم بسببى ، يلا روح انت ومتقلقش انا هعرف اتصرف وجميلك ده مش هنساه ابداً، ليلكزه نادر تلك المرة بشده وهو يقول: احنا اخوات ياابنى بطل هبلك ده ، وماشي يا عم ، انا همشي اهو وهبقي اعدى عليكم بعدين ، وهنبقي علي اتصال..
ليومئ عمار براسه بينما نغم كانت واقفه بهدوء بجوار حقيبه الملابس وهى تقول: متشكرين جوى يا استاذ نادر ربنا يباركلك..
ليبتسم نادر وهو يقول: علي ايه يا نغم وبعدين ايه استاذ دى احنا قد بعض في السن اصلاً ولا انا شكلي عج....
ليقا طع عمار حديثه بقلة صبر وهو يقول: انت هتتساهر يلا يابنى شد حيلك عشان تتنيل تلحق محاضراتك، وانتى يا هانم يلا علي الاوتيل مش هنقضيها سهارى هى ..
لتنظر هى له بحنق طفولي ليقول هو بصوت اعلي: يلااااا.
لتحمل هى الحقيبه الصغيره وتغادر مسرعه متمته بحنق بينما غادر في أثرها عمار بعد ان ودع رفيقه..
...................................................
علي الجانب الأخر ... بشركه ورد ..لمستحضرات التجميل...
دلفت وعد وبجوارها فرحه المرتبكه ، ليلتفت لهم نظر جميع الشباب بتفحص، فتيات جميلات ، احداهن ذات عيون بلون الزرع وتحمل وجهاً بريئاً كالأطفال،والاخرىذات ملامح جذابه عيونها البنيه وشعرها الأسود ونظراتها القويه كانت تعبر عن شخصيتها لتظهر واضحه للعيان..
ليقوب ماجد.مقاطعاً ذلك التأمل الذي طال وهم جالسون علي كرسيين مجاوران امام مكتب معاذ، اتفضلوا اقعدوا ، ثم اشار للكرسيين المقابلان لهما.
لتتوجه الفتاتان بخطوات هادئه ظاهرياٌ وكل منهما تنظر للأخرى بحماس، جلستا متجاورتان علي الكراسي بمواجهه وائل وماجد...
لبقول معا بتنحنح بعد ان منحهما ابتسامه : اهلاً بيكوا ، اتعرف عليكوا..
لتنطق وعد اولاً بصوت حاولت جعله قوياً قدر الامكان رغم نبرتها الانثويه الظاهره: انا وعد الشافعى، حالياً انا بدرس في ثانيه ثانوى بس عملاه الدراسه منازل وبروح وقت الامتحانات...
ليبتسم معاذ مومئاً براسه فهو لديه فكرة ان كلتاهما بعمر رندا...
ثم نظرت وعد لفرحه لتنطق هى بهدوء كعادتها : انا فرحه سيد المنصورى... ثم توترت للحظات لتشدد وعد علي كفها لتبتسم لها فرحه وتقول : في الحقيقه انا عندى ١٧ سنه بس للأسف وقفت سنتين عن الدراسه بسبب ظروفي ، وحالياً ناويه اكمل من مكان ما وقفت..
صمت مطبق من الجميع ليقاطعه وائل بنظرة متفحصه وهو يقول : طب ممكن تعرفينا ايه الظروف اللي خليتك تسيبى مدرستك في وقت زى ده..
ارتباكها وضعفها وخوفها كان ظاهراً بعينيها لتقول وعد بحدة: وايه لزمه سؤال زى ده فث الشغل، بتقولك ظروف شخصيه ..
ليقول وائل بحده : اولاً انا مكلمتكيش انتى يعنى مترديش هى اللي ترد، ثانياً بقي وده الاهم، اى حاجه عن موظفينا تهمنا، لانهم هيشتغلوا هنا بشركتنا واى حاجه ممكن متكونش مظبوطه اكيد.هتضرنا...
ليقول ماجد بهدوء كعادته: انا مع وائل في كلامه مفيش حاجه اسمها موضوع شخصي ، احنا مبنسألكيش عن حجات خاصه دى معلومات بتلفون نقدر نجيبها بس احنا بنسئلكم عشان المصداقيه مش اكتر...
ليقول معاذ منهياً الحوار وهو يرمق اخويه بحده: طيب يا جماعه، وانتى يا أنسه فرحه مش هتقوليلنا السبب ..
استجمعت شجاعتها، فهى قد قررت منذ عده ايام ان زمن ضعفها قد ولي، قررت ان تبدء حياة بعنوان جديد وفقط، به فرحه جديده قويه بريئه كما هى بماضيها ولكن برايتها لن تكون نقطه ضعفها، واهمها صادقه مع نفسها وغيرها فهى لن تكذب ابدا. مرة ثانيه ، فليست لديها القوة لمواجهة الآلم من جديد لتقول هى بصوت حاولت جاهدة ان تجعله قوياً ولكنه خرج مهزوزاً قليلاً: مش أنسه، أنا مدام....
كلماتها كانت كالصاعقه التى هبطت من السماء علي رؤوس ثلاثتهم ، ارتفع حاجبي وائل حد التصاقهما بعضهما ببعض ليقول ماجد.بتعجب : ازاى انتى لسه طفله...
لتقول هى بتهكم: كنت طفله كننننت والسبب اللي بتسئلوا عليه كان جوازى ، عشان اتجوزت مكنتش متفرغه انى اكمل تعليمى .
ليتنحنح معاذ ليفيق وائل علي صوته وهو يقول : احممممم طيب برائيكم ايه اللي يؤهلكم انكم تشتغلوا هنا معانا...
لتنطق وعد وقد تخلت عن صمتها الطويل حتى تترك لصديقتها مساحه شخصيه لتظهر نفسها وتخبرهم من هى...
لتردف بكلمات قويه: انا اللي أعرفه يا فندم انكم محتاجين هنا ناس تشتغل وفي وظائف شاغره ، وكنتوا هتعملوا اعلان وتضيعوا فلوس ووقت وجهد عليه ورندا لقيتلكم الحل وهو احنا، حضرتكم بقي وفقتوا علينا كان بها نوفقتوش دى طبعاً حريتكم في الأول والأخر دى شركتكم ، وعلي فكره انا اصلاً مش جديده في عالم البيزنسس يعنى كنت بشتغل فيه قبل كده وفاهمه الدنيا ماشيه كويس ازاى...
لتفلت ضحكه عاليه من ماجد حاول ان يكبتها كثيراً لكنه لم يستطيع ، لينظر له الجميع بنظرات محتلفه، متهكمه كوعد ، غاضبه كمعاذ، وساخره كوائل، وحزينه كفرحه، ليقول هو بأسف: انا بعتذر يا جماعه واسف ليكى يا أنسه وعد ، بس مش متخيله واحده كان عندها اقل من ١٧ سنه وبتفهم في البيزنسس او اشتغلت فيه..
ليوافقه وائل ومعاذ حديثه بهزة رأس .
لتنظر لهم وعد بقوة ثم تضع قدماً فوق أخرى وهى تقول : انا كنت شريكه شركه الهادى... لأستاذ هادى عزام اللي كان ليها أفرع في باريس وانجلترا وهنا في مصر ..
لينظر لهاالجميع بزهول ، ليقول ماجد مقاطعاً: امممم، هادى انا اعرفه بالفعل بس اول مره اعرف انه كان ليه شريك معاه..
لتبتسم هى بثقه وهى تقول: اديك عرفت وانا معايا اوراق تثبت كده، فتحت حقيبتها واخرجت منها عده ورقات واعطتها لوائل الذي اخذها من يدها واخذ بقرأة الورقه ثم اعطاها لأخيه ماجد ليقرأها هو الاخر وهو يرفع حاجبيه بشده عند كل سطر ويقول : امممم لا واضح كلامك صح فعلاً ، بس هادى اتوفي بره وخسر كل أملاكه بعد ما باعها لشركه N&r...
لتنظر له وعد بقوة وهى تقول : الواضح ان حضرتك عارفه كتير قوى..
ليهز ماجد.رأسه موافقاً دون اهتمام وهو يعطى الاوراق لها ثم يقول: انتى كنتي شريكه ليه بنسبه٣٠٪ ومكنتيش بتظهرى خالص ، مش غريبه دى شويه...
لتبتسم هى وهى تقول بحزن حاولت محوه قليلاً: هادى كان بيقوم بكل حاجه ان كنت بشوف الورق بس وبراجعه معاه مش اكتر غير انه امين فمكنتش محتاجه انى اروح الشركه او اظهر في الصور خالص..
ليهز ماجد راسه بعدم أقتناع ليقول معاذ ناقلاً حديثه لفرحه التى كانت شارده في الحائط ، انسه... احممم مدام فرحه..
كانت شارده بشده في طفلها ، لم تستمع لهتافه بأسمها لتلكزها وعد بكتفها لتفيق هى وهى تنظر لوعد بإستغراب ليقول معاذ متنحنحاً ، الظاهر انك سرحتى منا طيب كنت بقول : وحضرتك عندك فكره عن انك تشتغلي فين وايه...
لتنظر له فرحه بصمت ثم تقول:مفيش مشكله انا عندى استعداد اشتغل اى شغل هنا، المهم اشغل وقتى ..
ليقول وائل مقاطعاً وحضرتك لما متجوزه هتعرفي توفقي بين بيتك وشغلك ودراستك .
كادت وعد ان تلكمه، فهو يحشر انفه بأمور لا تعنيه، ليقول وايل متابعاً بتهكم وهو يرمق اخيه معاذ بغضب: وخصوصاً ان الشركه هنا مبتقبلش متزوجات يعنى واكيد الاستاذه رندا قالتلكم الشرط ده..
لتقبض وتد علي كفها بقوة ، فهذا الكائن لا يطاق كادت ان تتحدث لتسكتها فرحه بإيمائه رأسها وهى تقول: انا حالياً مش متجوزه، بقيت مطلقه، يعنى الجواز البي في اعتقادكم انه هيشغلنى عن الشغل مش هيشغلنى ...
نظر لها ثلاثتهم بإستعجاب، ليقول وائل منهياً الحوار : تمام استنونا بره وشويه وهنقولكم القرار وخدوا ورق من استاذه رندا ابليكيشن واملوا بيانتكم فيه لحد.ما نشوف هنوافق علي شغلكم ولا لا..
لتنهض الفتاتان بهدوء وتتوجهان نحو باب الغرفه ثم خرجوا بهدوء كدخولهم، بالخارج كانت رندا تنتظرهم علي أعصابها وفور خروجهم توجهت اليهم في عجالة وهى تقول: ها عملتوا ايه طمنونى..
لتقول وعد بإستهجان: ايه الناس اللي جوه دول، ولا اللي اسمه وائل ده شايف نفسه علي ايه، ولا التانى اللي اسمه ماجد وعملى نفسه فيها فاهم كل حاجه ده والله مفهمش غير معاذ وبس ، ازاى التلاته دول اخوات...
لتضحك نور وهى تقول : ههههه انتى قفشتى مع مستر ماجد، ده بقي بالذات مبيحبش الصنف الناعم خالص وبيكرههم كره عمى ، شوفتى الشركه كلها خناشير ازاى وكفيهاش إناث غيرى ، ده بقي كان بسببه هو رفض يدخل بنات هنا وقال هيدلعوا ويبوظوا الشغل ، وانا جيت كده بوسطه بعد ما استاذ معاذ افنعهم بالعافيه..
لتضحك رندا وتقول: هههه تصدقي انا معرفهوش خالص بس شكله كئيب زى وائل..
لتقول ردنور مصححه: لا وائل ده عجينه ملهاش زى، تحسيه حد غامض، مبيحبش الهزار وحياته كلها جد في جد،هو اصلاً البي عمل الشركه دى لانه اكبر واحد في اخواته وبعدين كبروها مع بعض، بس بسبب شغله لانه دكتور جامعه مبقاش بييجى كتير وسلم شغله لمعاذ لانه الوحيد فيهم المتفرغ بينما ماجد، فده بقي بيختفي يختفي وبييجى مره وحده، ومحدش في الشركه بيعرف بيختفي ليه وفين،ولما بييطى مبيقوليش حتى السلام عليكم..
لتضحك رندا بينما نور لاحظت وعد الشارده وفرحه الصامته منذ خروجها لتقول بإبتسامه:مالك يا فرحه خلقتك متتفسرش من بعد ما خرجتى ، وانتى يا وعد القط اكل لسانك ليه ...
لتقول فرحه بهم: قلقانه علي فارس قوى ، وحاسه انى مش هتقبل هنا، قوليلي بس هما هيقبلونى علي ايه انا مبعرفش اعمل اى حاجه غير طبخ وغسل وتنظيف وممعيش اى شهاده..
لتقول نور بتسائل وخبث: مين فارس ده..
لتضحك رندا وتغلق الحوار وهى تقول: ملكيش فيه يا حشريه..
لتنظر لها نزر بحزن طفولي وتقول: اخس عليكى..
بالداخل...كان الاخوه صامتون لفتره من الوقت حتى قال ماجد : انا قلقانه من البت اللي اسمها وعد دى،تحس قصتها فيها غموض، ازاى هادى علام يثق في حد، وازاى يبيع نسبه كبيره من أسهمه من غير ماحد يحس، تفتكروا في حاجه غامضه مش كده.ليقول وائل مؤكداً: اكيد البنت دى مش سالكه ، وباين عليها قويه وفاهمه كويس هى بتقول ايه عكس سنها الصغير..
ليقول معاذ : طب قررتوا ايه، هتوافقوا ولا هترفضوا.
ليقول وائل بعد صمت طويل: انا عن نفسي موافق حاسس عندها مؤهلات هطلعها وباين عليها جريئه وعندها خبره
ليقول ماجد بتفكير: انا كمان حاسس كده،بس حاسس انها مش سالكه وده مخلينى قلقان منها ،عشان كده هشغلها عندى في قسمى ، الوظيفه المتاحه هتبقي مكان احمد اللي نقل فرع اسيوط وتبقي هى السكرتير ..
لينظر له اخواه بزهول ليقول معاذ بغمزه: هى السنارة غمزت، مش كنت مبتطقش البنات بسبب اللي حصل زمان، ليه هتشغلها بقي عندك..
ليقول ماجد بسخريه: عشان خايف عليكوا يا خفيف، بينما انا فمش هتقدر تضحك عليا وهعرف اخرها أيه.
ليقول وائل بعد صمت: وانا موافق..
طيب ندخل. في البنت التانيه ام عيون حلوه دى..نطقها معاذ بنحنحه.
لينظر له وائل بقوة واستهجان، ليقول معاذ بعد ان رفع كفاه لأعلي بإستسلام: بهزر يا لمبي، ايه مبتهزرش.
ليقول ماجد بجديه: انا بقي دى مش قلقان منها بس مش لاقي وظيفه مناسبه ليها ...
ليقول معاذ بموافقه : وانا كمان بقول كده ، مينفعش تشتغل في السكرتاريه لان سروطنا تبقي سينجل مش متجوزه وممكن بعد فترة ترجع لجوزها او تبقي حامل فجاه ، وتسيب الشغل واحنا نتعك اكتر ونحتاس زى حوستنا دلوقتى وانا معنديش استعداد اقعد القعده المنيله دى تانى..
بينما وائل قال بشرود: انا عارف هشغلها فين..
لينظر لها اخواه بصدمه، ايعقل ان يجعل فتاه متزوجه تعمل، وهو من وضع تلك الشروط بالأساس غير انه كان يفضل عمل الرجال بكثير عن عمل النساء فماذا حدث..
ليقول وائل: هشغلها في البوفيه بتاع الدور بتاعنا ...
لينظر له اخواه بصدمه...ليقول معاذ معترضاً: انت شايف دى عامله زى البسكوته هتوقفها في وسط رجاله ازاى غير اللي رايح واللي جاى هيقعد يبصلها والشغل يبوظ بسببها..
ليقول ماجد :انا مع معاذ برائيه بلاش ، البنت شكلها رقيقه خالص،وانت عارف الرجاله في الشركه عاملين ازاى، ممكن حد يضايقها وانت عندك اخت وعارف الكلام ده.
ليقول وائل بتصميم: مفيش شغل فاضي يناسبها غيره فيه عامله بوفيه وحسابات واستعلامات... وهى لا تنفع لا في التانيه ولا في الثالثه مفيش غير الأولي وبعدين مكاتبنا كلنا قريبه منها وهى في نفس الدور يعنى محدش هيتجرأ ويضايقها، غير انكم عارفين انها متجوزه قبل كده، فمش هيبقي فيه خوف عليها اكيد هتبقي فاهمه وعاىفه ازاى تتعامل مع الرجاله صح..
لينظر له اخواه بقلة حيله ليقول معاذ وهوويراقب انفعالات ماجد بتوجس: اه صح بالنسبه لشركه N&R كانوا باعتين عرض كويس ومتهيألي اننا هنحتاجه وانا عملتله دراسه كويسه ولقيته ممتاز ايه رائيكم نقبل الشغل معاهم ولا لا...
ليقول وائل بتصميم : مدام عروضهم كويسه فأقبل ، الشغل شغل
لينظر لهما ماجد بحده ثم ينهض من علي مقعده وهو يقول : طب اشتغلوا معاهم لوحدكم انا مش هطيق اشوف واحد منهم قدامى..
ثم نهض مغادراً بينما وائل اردف بنبرته الرخيمه: امتى هيعرف يميز بين المشاكل العاطفيه والشغل....
ليجيبه معاذ: انت عارف ماجد حساس ازاى منهم بسبب اللي حصل ..
ليضحك وائل بتهكم وهو يقول : انتوا الاتنين صعبانين عليا، العاطفه اللي جواكوا والعبل ده هيجبكم علي وشكم قريب.
ليقول معاذ بقلة حيلة: ده مش بإيدينا انت عارف كده، وبعدين مسيرك تحب في يوم وتعىف قصدنا ايه..
ليقول وائل برفض وسخريه: انت عارف انى عمرى ما حكمت قلبي في حاجه دايما. عقلي اللي بياخذ قرراته عشان كده قرارتى صح، ولو هتجوز في يوم هيبقي بده برده ثم أشار علي راسه وهو يتابع : القلب لو دخل في حسبايا صدقنى هنضيع...وانتوا خير مثال اهو...
ثم قال وهو يضغط علي الزر علي مكتب أخاه..
يلا نقولهم بقي انهم هيستلموأ الشغل..
بالخارج كانت الفتيات جالسات بصمت رندا ونور يعملن بجد علي احد اوراق المكاتب بينما وعد وفرحه جالستان امام احد الشبابيك الزجاجيه الكبيره يراقبون المنظر الخارجى ثوان مرت ليدلف احد الاشخاص وهو يهتف بأسم نور ، لتنظر له نور بإبتسامه هادئه وهى تقول عمر يااهلا يا اهلا نورت وشرفت..
ليبتسم عمر وهو يتفحص الفتيات الجالسات ويقول بسعاده: واووو عندنا جيلز جداد في المعسكر..
لتضحك نور وهى تقول : اه شوفت بقي الدنيا هتبتدى تمطر اهو..
ليقول هو بإبتسامته اهلاً يا بنات...
لتبتسم له رندا بهدوء ليمد هو يده مصافحاً لتصافحه هى في ود ثم يتعارفان بمزاح، ثم توجه بصحبه نور ورندا نحو وعد وفرحه الجالستان بشرود امام النوافذ لتقول نور :وعد فرحه بصوا دع عمر..احسن حد هنا في الشركه واكتر شخص مسلس بصراحه بالرغم من غلاسته يعنى..
لتبتسم الفتاتان بمجامله لتهض وعد وهى تقول برسميه: اهلاً بحضرتك انا وعد..
ليرمقها هو بنظرات متفحصه معجبه وهو يقول : لا ايه الجمال ده ، احنا هنعمل حظر تجوال هنا في الشركه عشان محدش يضايق القمرات دول..
ابتسمت له وعد بمجامله..
بينما فرحه كانت تراقب نظراته لرفيقتها وله منذ بدايه حديثه واحست اتجاهه بالخوف ، ليقول هو وهو يوجه انظاره نحو فرحه بزهول وانبهار: واوووو، لا انتى تنقعى موديلز والله، انتى حيتى هنا غلط.
نظرت له فرحه بوجه خالي من التعابير وهى تتذكر لقائها الاول بحامد في محل اخاها لكى الملابس...
ارتجف جسدها علي أثر تلك الملاحظه، بينما هو فمد يده ليسلم عليها لتنظر هى ليده الممدوه بخوف ،بينما الفتيات يرمقنها بإستغراب علي ردة فعلها الغريبه تلك، لتقول هى في محاوله لإستجماع شجاعتها : أسفه انا مبسلمش...
وأدكان دلو من الماء سكب علي راسه في عز الشتاء بينما الفتيات كانوا واقفين مزهولين من رده فعلها..
قاطع صمتهم ذلك صوت وائل وهو يقول : اتفضل علي شغلك يا عمر وبلاش لف في الس كه انت جاى تشتغل مش تتفسح..
ليلتفت له عمر بإرتباك وهو يقول بتوتر : انا كنت جايب ملف الحسابات يا وائل بيه ونور كانت هتدخله لحضرتك وبس مكنتش بتمشي والله.
ليبتسم له وائل ابتسامه صفراء ثم يقول : تمام يا عمر ، خلصت شغلك هنا ، اتفضل علي مكتبك..
ثم نظر لنور الواقفه بإرتباك هى ورندا بغضب وهو يقول: بقالي نص ساعه برن الجرس والهوانم شغالين لت وعجن في الكلام ومش شايفين شغلهم.
لتتوتر الفتاتان وتحاولان التبرير ليشيرهو بكفه لهما لن تصمتا.. ثم يقول وهو يشير لوعد وفرحه : مبروك انتوا هتستلموا الشغل من بكره وميعادكم رسمى من الساعه ٩، الصبح..
لتنظر له الفتاتان بزهول فهما لم يتوقعان قبولهما بعد ماحدث بالداخل.
لتقول وعد : طب احنا هنشتغل في ايه بالظبط.
ليقول هو برسميه وهو نظر لوجههما متفحصاً أثر كلماته عليهما : انتى يا أنسه وعد هتشتغلي سكرتيره لمكتب مستر ماجد في القسم الشمالي..
ابتسمت هى بظفر فقد.حصلت علي وظيفه كما تمنتها فهى كانت تريد ان تعمل سكرتيره او مساعده لها علي الأقل كرندا وربما قد تعمل في الإستغلامات فهى لديها وجهاً محبباً ولسانناً جيداً..
ثم قال هو بعد تأكده من ارتباح وعد لفكره عملها : وانتى يا فرحه هتشتغلي في البوفيه اللي في أخر الدور ده..
نظرت له وعد ورندا بتهكم وعدم رضي للفكره بينما فرحه فأومئت براسها في سعاده، فهى في طريقها لإثبات نفسها ايا. كان العمل ، وهى تعلم ان عملها ذلك مناسب لها فهى لا تتقن غيره ليست مثل وعد خبيره بعالم الأعمال وليست كرندا اقل ما معها شهاده اعداديه والكثير من كورسات اللغه ... اما هى فليس معها سوى شهاده ابتدائيه فقط، ولا تجيد سوى عملها بالمطبخ...
ابتسمت بهدوء ثم قالت بحماس استغربته الفتيات: تمام يا مستر ..
ليرمقها هو بنظرات متعجبه ثم غادر وتركها ..
لتنظر لها وعد ورندا في محاوله لإصتناع السعاده ، لتقول رندا بهدوء: لو مش عجبك الشغل بلاش منه وهنلاقي احلي منه ليكى.
لتبتسم فرحه بنفي وهى تقول بسعاده: لا انا فرحانه قوى انى هشتغل خلاص وهثبت نفسي وكيانى وغير انى هبقي معاكم في نفس المكان والدور رغم المسافه اللي بينا بس هشوفكم علي طول،غير انى شاطره اصلا. في المطبخ ودى حاجه تفرحنى انى هشتغل في حاجه بتقنها ..
لتبتسم لها الفتيات وتستئذن وعد وفرحه ليغادروا الشركه مودعين نور ورندا..


إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن