الفصل السادس عشر

7.7K 171 1
                                    

إنعزال او انطواء.. وحده..وخوف.. ضعف..وقلق.. ألم ...وخواء..
داء ينهش الروح ويضعف الأمل ويستهلك المشاعر... وما هو الي بدايه لوحوش اخرى تقتحم عالم الامل والفرح لتقضي علي كل مافيه وتمسح بقايا من النقط البيضاء التى نشرت علي هيئه مصابيح صغيره كنجوم ضوئيه تضيئ في ليالي كاحله مظلمه ...
والدواء ....مفقود... صعب الايجاد والتركيبه لا تباع وغير متوفره بالمحلات..سلعه غير رائجه الا بمتجر واحد فقط... هو متجرك انت... بداخلك.. حيث ينبع النور والامل الذي حاولت الحياة جاهدةً طمثه ومحو معالمه ..ولكن ارادتك القويه لشخصيه اخرى بداخلك يغذيها الامل ويمدها بنور وطاقه لإكمال المسير اصرت وابت ان تندثر ويردم عليها التراب.. لتبقي بصيص من ضوء الشمس ليحل علي عالمك بعد ليل طويل.. ليمحو اثاره ... وتضغطى اشعه الشمس علي ظلمه الليل....
................................................
لكمه من ذلك الغريب عن الجميع طرحته ارضاً بكرسيه.. بينما فرحه فكانت متجمده بمكانها وكان دلواً من الماء سكب عليها وهى تنظر لها بصدمه، فأخر ما كانت تتوقعه هو رؤيته ثانيه وبالاخص هنا بمكان عملها... اخذ بسبه والتوعد له وهو يكيل اليه اللكمات ولم يستطع احد إيقافه.. وحينما انتهى منه وتركه ملقي علي الارض ينزف الدماء من فمه وانفه ....احس براحه قليلة ليلتفت لها بقسوه وسط نظرات العاملين وتجمهر الكثيرين منهم وسط صياح احدهم بالأمن..، ليقول هو لها وهو يجذبها من يديها: انتى ازاى تهينى نفسك بالشكل ده..... انا مش هسمحلك تهينى نفسك يا فرحه ولا تتعاملي مع اشكال زباله زى دول..
حضرتك مين وازاى تدخل شركتى بالمنظر ده....
كان هذا هو صوت وائل الخشن بنبرته الجامده وهو يرمق الواقف امامه بجساره غريبه وكان الشركه شركته هو ...
لينظر له ريان بتهكم وهو يقول : هو انت بتسمى دى شركه...دى ولا السوق.. لما يكون في ناس بالسفاله دى وشغالين هنا وبيتعاملوا مع زميلاتهم بقله الاحترام دى ولا كانهم شافوا ستات في حياتهم ..طب دى ايه... مهزله ومتتسماش شركه.
ثم قبض علي معصم فرحه وغرز اصابعه في يديها لتتالم هى وهى تقول:من فضلك مينفعش كده..
لينظر له وائل بغيظ ويلتهم الخطوات الفاصله بينه وبين فرحه وذلك الفهد الغاضب وهو يقول له بنبره امره خاليه من الهدوء : سيب ايدها بقولك والا اقسم بربى لاوديك للشرطه بتهمه تعدى علي موظفين في الشركه...
لينظر له ريان بتهكم وهو لازال يمسك بكف فرحه ويقول : تعدى علي موظفينك...ثم ضحك بقوة وهو يقول: طيب يا ابو موظفينك يبقي خلي الرجاله ام شنبات دول علي اساس انهم موظفين محترمين يتعاملوا بأحترام الاول وبعدين يبقي تعالي اتكلم..
ثم رمقه بنظره قاسيه ليبادله وائل بنظره متحديه ثم يمد يده في محاولة لإزاحة يد الواقف عن يد فرحه ليزيح الواقف يده بقوة قبل ان تلامس يد فرحه: ليهدر فيه بغضب وهو يقول : اياك تفكر بس تلمسها انت فاهم....
تصاعدات همسات جميع الموظفين بينما انتشر الخبر بسرعه الضوء في المكان..
كانت وعد جالسه بمكتبها وناداها ماجد لتدلف اليه ليرسم ابتسامه علي وجهه وهو يقول: تعالي .. عاوز اقولك ان خلاص.. كل المعلومات اللي هنحتاجها ضدهم معانا..وكلها كام يوم وهيقعوا في المصيده متقلقيش.. واللي قولتيلى عليه قدرت استغله وعرضت علي واحد.قانونى وقالي اننا كده الصح... خلاص احنا كلها خطوه اخيره وهنكتسحهم...
ابتسمت هى له بود وهى تقول بشكر: مش عارفه اقولك ايه يا مستر ماجد.. بجد ده جميل هفضل فكراه طول عمرى ليك..
ابتسم هو لها بجديه وهو يقول: هادى كان صاحبي من ايام الطفوله وانا اكيد مش هسيب حقه لا هو ولا.....صمت للحظات ثم قال ولا مراته...
ليسمع صوت ضوضاء بالخارج ليعقد حاجبيه ليقول لوعد: هو فيه ايه..
بادرته هى نفس تلك النظرات وتوجهت سريعاً نحو باب المكتب لتستفسر عما يحدث لتعلم بنشوب مشاجره عنيف بالكافتيريا...هوى قلبها بين قدميها وهى تسمع ذلك الخبر واول ما جال بذهنها هو رفيقتها ...لتركضه مسرعه نحو الكافتيريا خالعه حذايها ذو الكعب العالي الرفيع وممسكه إياه بيديها..بينما لحق ماجد باثرها مدهوشاً من تصرفاتها التلقائيه تلك ليبتسم علي مرائها ويذهب هو الاخر خلفها مسرعاً...
..بمكتب معاذ...دلف غاضباًمن حديث اخاه وكاد ان يحطم المكتب بأكمله ليجد طرقات علي الباب لقول بإنفعال وغضب: ميييين.
لتدلف رندا بدون إستئذان وهى تنظر لأثار الفوضي التى أحدثها معاذ بمكتبه خلال ثوان قليله لتقول: معاذ في ايه..
نظر هو لها بعصبيه ثم ولاها ظهره لتتقدم هى نحوه بخطوات مرتجفه..مشاعر مختلفه إجتاحتها بين خطوة وأخرى ...ولكنها قررت واتخذت خيارها...فلا مجال للالم بعد الآن...قالت هى بصوت ناعم هادئ وهى تلتف حوله لتقف بمواجهته: انا عاوزاك تسمعنى النهارده من غير مقاطعه ولا تهرب من انك تشوفنى...
نظر هو لها بصمت وحزن عميقين نابعين بشعور صادق من بين عينيه... ثم قال بالم: انا مش هضغط عليكى يا رندا بس صدقينى انا عرفت انك انتى مش روان..واللي حبيتها هى رندا..الانسانه البريئه الطفله اللي كافحت ولازالت مكمله مشوارها رغم انى عارف ان في حجات كتير انتى مخبياها بس أنا المهم عندى هو انتى ..انتى يا رندا..وانتى مش عاوزه تدينى مجرد فرصه او تدي لنفسك وقت تفكرى فيه...
نظرت هى له بحزن لتقول بصوت ضعيف خافت: انا بقالي فتره بفكر...يا ترى..انت مين... وليه حبتنى انا...وياترى انا قلبي جواه ايه نحيتك..
ثم نظرت له تلك المرة بود وهى تقول بتصميم: كل يوم كنت بشوف الم في عنيك وكنت بتتجاهلنى عشان متبنليش انك جابرنى علي حاجه... شوفت تهربك منى وشوفت خوفك عليا لما لقتنى تعبانه...شوفت جواك انسان نبيل ومتفاهم وعاوز سند وظهر وحنان معاه...
لتقول بنبره متالمه: انا كان نفسي اكون انا الإنسانه اللي تستحق حبك الصادق ده...كان نفسي انى اقدر اديك الحنان والحب اللي انت محتاجه...كان نفسي اقف جنبك..بس المشكله مش فيك يا معاذ بيه... انا بالفعل حبيتك... مش هبقي كذابه واقولك من اول نظره..لا حبيتك لما شوفت وفائك لحبيبه سابقه خنتك..حتى مردتش تأذيها بكلمه او تهينها فى غيابها....شوفت انك محتاج السند والظهر وكان نفسي انى اكون انا اللي ادهولك...بس صدقنى انا هأذيك اكتر مش هفيدك..
حرك اصبع من يده كحركه فجائيه منه متجهه نحو ثغرها ليقول لها بأمل ارتسم ممزوجاً بفرحه طغت علي ملامح وجهه: انا اللي أقرر ان كنتي انتى تنفعى ولا لا ...انا المسؤول عن قرارى يا رندا مش انتى...عارفه ...يمكن اللي حصل ده كله كان قدر عشان اجتمع واشوفك والاقي حبي فيكى... يمكن احنا موصلناش لمرتبه عاليه من الحب واللي بينا مجرد انجذاب وراحه وشعور بامان واحتياج ....بس انا واثق ان ده هيطور ويبقي اكتر من حب بعدين...
كادت ان تتوه معه بمشاعره الجياشه تلك وتنسى خطئها الذي يؤرق مضجعها ويجعلها خائفه من المواجهه لتبتعد هى خطوه للوراء عنه وهى تقول بنبرة بدت جليه متألمه: بس انت لازم تعرف حاجه مهمه قوى عنى يا معاذ..وبعديها من حقك تقرر هتكمل معايا ولا لا..ولا هتعمل ايه فيا..
نظر لها بتوتر وقلق وهو يرى نظرات خوف وندم والم متجسده بعينيها
طرقات علي الباب اجفلتهما لينظر هو لها بحنان وهو يقول هنكمل كلامنا بس اما نشوف مين علي الباب..
تنهدت هى براحه... فهى تود تاخير تلك اللحظه للابد ولاكن لابد من المواجهه فلا يمكن بناء حاضر علي كذب وحياة سابقه لم تغلق صفحتها بعد...
فتح هو الباب بينما هى فتوجهت بخطوات بطيئه لتستطلع الواقف علي الباب يقول بنبرة متهدجه: معاذ بيه في خناقه في الكافتيريا بين مستر وائل وحد تانى منعرفش هو مين.
دقات قلبها تصاعدت بصوت مرتفع لينظر هو لرندا ثم يتوجه راكضاً نحو أخيه بينما هى فاخذت تسير بخطوات مسرعه وهى تحس بالألم بين كل لحظه يمزق أحشائها...
.....
وصلت وعد وبعدها بثوان قليله كانت رندا بصحبتها..لتقع عيناهما علي ما لا تتوقعانه باقسي كوابيسهما...لتنطق كلتاهما بكلمه واحده مصحوبه بزهول ...ريااااااان...
بينما ماجد ومعاذ انضما لشقيقهما وبصحبتهم رجال الامن منتظرين اوامر اى من رؤسائهم بالتدخل...
كانت نظرات الجميع محدقه بهم وسط الجو العام المشحون بالتوتر..ليقول وائل متابعاً حديثه بحنق : انت ميييين..هااا ...وازاى تمسكها بالطريقه دى...انا اللي بقولك شيل أيدك عنها..
وفرحه ملامح الم باديه علي وجهها وصدمه عنيفه مما تراه عقدت لسانها..
ليقول ريان بقوة وثقه وهو ينظر لوائل بنظرات غامضه متحديه: فرحه تبقي مراااتى يا استاذ وانت ميحقلكش تدخل بين واحد ومراته...
وكان الجميع علي رؤؤسهم الطير من صدمه وهول ما قد قيل ... شل لسانهم وخمدت الاصوات وكان الصمت هو المسيطر حاليا. لتتوجه وعد بقوة وهى ترمق ريان بغضب وتقول: يا اخى حرام عليك بقي سيبها تعيش حياتها ...انتوا ليه مصممين تاذوها وحالفين ما تسيبوها في حالها..
وكان رد ريان صادماً لها ولهم جميعا. وللواقفه بجواره: انا جاى بحميها يا وعد... انا عارف فرحه ...وعارف غلطى... ومعترف بيه...بس صدقينى ...انا بعمل دلوقتى الصح...
قالت رندا مقاطعه له بصوت المرتفع رغم حبيبات العرق الباديه علي وجهها ونبرات الالم المتضحه بصوتها : دى مش مراتك يا ريان ...ومتقدرش تتحكم فيها خلاص..وفرحه عارفه مصلحتها كويس..
كان وائل مصدوماً مما يسمعه..وليست صدمة اخويه بأقل منه ليهتف وايل بصوت مرتفع عند سماعه كلام رندا: اللي اعرفه ان فرحه مش متجوزه... وصحبتها بتاكد كلامها..المفروض اصدق مين هااا..
ليقول ريان بثقه وتحدى: فرحه ..مراتى...وانا طلقتها وردتها لزمتى... وهى لسه في عدتها...مظنش حد فيكم ليه عندى حاجه...
وانا....انا فييييين قرارى يا ريان ...انا فييين.. ورجعنا تانى لنقطه الصفر... انت ليه مش متخيل انى انا مش موافقه انى ارجع للعذاب تانى... ليه مش متخيل.ان صدمتى فيك كانت اكبر من انى اسامحك...ليه مش متخيل انى خلاص بحاول ابنى نفسي بنفسي وبدائت اتخلص من ضعفي والم وفراغى اللي سحبنى لدومات تانيه كلكم كنتوا السبب فيها..ليه دايما مصممين ترجعونى لمنيكان او مجردعروسه بتحركوها وهى بتنفذ قرارتكم من غير ما تنطق...انت يا ريان الوحيد اللي انا معترفه انى ظلمته..والوحيد اللي معترفه انى في يوم حبيته...والوحيد كمان اللي عارفه انت ايه وقلبك جواه ايه...بس فرحه اتغيرت وانا استحاله ارجع تانى وسطكم.. صدقنى انا مليش مكان بين امك وستك ولا ليه عيشه تانيه بكره،وانتقام وحقد وضغينه. ولا كل واحد فينا بيرمى اللوم علي التانى وبيحمله الذنب في كل اللى جرى...صدقنى انا استحاله اعيش وسطيهم تانى...
من فضلك سيبنى بقي الم الفضايح دى ..وسيبنى انا اختار طريقي...
نظر هو لها بالم ليردف بكلمات صادقه لامست قلوب الجميع: وانا يا فرحه مصمم انى مش هسيبك عارفه ليه... لانى عارف ان طول ما انتى بعيده مش هترتاحى ولا هما هيسيبوكى في حالك... عارف امى وستى وحافظهم اكترمانا حافظ نفسي.وصدقينى انا المره دى راجع عشانك انتى وعشان احميكى من اللي هيحصل.. واكيد كمان راجع عشان حبي اللي نبت في يوم في قلبك..انا مش مستعد ادفنه وهو لسه مطلعش لوش الدنيا...
ثم نظرت بنظرات متحديه للجميع وخص بها وئل والذي رأي بعينيه نظرات يعرفها كل رجل جيداً: انا عندى استعداد احارب الدنياكلها عشانك انتى... وعشان اثبت انك ليا انا..وفرحه وريان خلاص مش هيفترقوا تانى...
.....زهول اعتراى الجميع واولهم فرحه ،وعد ،رندا.. لتقول وعد لماجد المتصنم بجوار اخاه : من فضلك مشي الناس كفايه فضايح..
اومئ هو براسه بهدوء ، ثم أشار للحراس وهو يخبرهم بضروره اخلاء قاعه الطعام، ليقوموا بعملهم وتم افراغ القاعه من العاملين اللذين سيصبح حديثهم لفتره طويله الصغيره وزوجها المجهول...
بينما تنفست وعد ابصعداء لترمق فرحه الصامته وتعابير الألم واضحه علي وجهها لتىدف بعد صمت طال : وانا يا ريان... معنديش استعداد لحب والم تانى.. صدقنى كفيايا جراح..انا مشوفتش في حياتى غير الألم والوجع ... ثم ابتسمت وهى تقول بتهكم: اهلي... وعيشتى معاهم ودمارى وانا وياهم ياما دورت علي حنان وملقتهوش.. اتجوزت وانا طفله مكملتش ١٥ سنه وكانت حياتى جهنم فاتحه ابوابها ليا وكل يوم بدخل باب شكل..
اطلقت وسراحى رجعلي اخيرا. وقولت خلاص هرتاح... بس فكره الانتقام سيطرت عليا..واحد من الاغلاط اللي مش هسامح نفسي عليها طول حياتى هو كان انت.. انت مكنتش مفروض تكون الوسيله...انسان زيك مكنش يستحق انه يتعذب من غير سبب.. مكنتش تستحق عيلة بالحقارة دى...لا اخ ولا ام ولا جده...كلهم كانهم مش اهلك وكانك واحد دخيل وسطهم.... ندم حياتى صدقنى كان انت... وعشان مكررش غلطى قررت انى ابعد... صدقنى وجودى حواليكوا هيخلينى ابقي زيهم...انا مش ملاك..انا بشر وليا طاقه...وحبك يا ريان وحنانك صدقنى عمرى ما هنساه... بس المى وضعفي اكبر...ليقول هو بألم: انا استحاله اسيبك وانا عارف ان حياتك في خطر ...استحاله يا فرحه..انتى عارفه امى واهلي كويس قوى..وصدقينى انتقامهم المره دى هيعدى اضعاف اللي فات.. وانا مش مستعد اخسرك...
لاحظت هى نبرة الصدق الجليه الواضح بكلماته لتقول هى بأمل : سيبنى يا ريان اقرر ومتضغطش عليا..وصدقنى اما احس انى ممكن اكمل معاك انا اللي هجيلك لحد عندك واقولك هنكمل سوا... بس الفتره دى..انا لازم اصلح كل الكراكيب اللي انت عملتها دلوقتى... هبدء من جديد ومن الصفر...ولو في يوم فكرت ارجعلك هرجعلك وانا فرحه الجديده مش فرحه البي انتى عرفتها وشوفتها بضعفها والمها وكسرتها وانتقامها وزلها.... انا مش المسخ اللي انت شوفته... ولو علي امك وستك.. متقلقش اللي حمانى الفتره دى كلها اكيد هيحمينى الفتره اللي جايه..ولو جرالي حاجه حتى هبقي موت بإختيارى..
رمقها هو بنظرات عاطفيه ثم رمق رندا ووعد بنظرات متوسله لإقناع رفيقتهم : لتتوجه وعد ناحيه رفيقتها وهى تقول: فرحه متعنديش عشان خطرى..بيقولك حياتك في خطر...
رمقتها فرحه بنظره مصممه وهى تقول: وانا هواجه الخطر ده يا وعد..مش ههرب منه وافضل اهرب لبقيه حياتى...وبعد هروبي ده ايه الحل... مفيش ...هفضل جبانه لحد اخر عمرى...وانا مش هبقي كده...
وابنك.....نطقت بها رندا بهدوء وهى واقفه مستنده علي الحائط بجوارها لتتابع بالم: ابنك فين من حساباتك يا فرحه... مستعده تكملي طريق ملوش ملامح .... بلاش عند يا فرحه بلاش... انا طول عمرى جنبك... وهفضل كده وهشجعك...بس لما حياتك تبقي في خطر وحياة ابنك كمان صدقينى انا اللي هقف ضدك...انا كرهت ريان من غير ما اشوفه وكرهت عيلته وكرهت حياتهم وكان نفسي انتقملك منهم بأيديا... بس صدقينى اللي قدامى ده واحد مستعد يعمل كل حاجه عشانك...كفايه انه وقف في صفك اننى ضد عيلته..متقتليش الحب ده واديله فرصه...واى كان قرارك انا معاكى يا صاحبتى ..
رمقتهما فرحه بهدوء وتشوش... فهى لم تعتد علي اتخاذ اى قرار بحياتها وكل قرارتها كانت بالاجبار وبإختيار الاخرين لها..او ما اضطرت هى لفعله بعد ان ضاقت عليها الأرض...
لتنظر هى للواقفين بحرج...ماجد ونظراته المزهوله..معاذ والمبتسم بتهكم..واخيراً وائل الذي يرمقه بنظرات غريبه...لم تستطع قرائتها ورفقائها الذي يتلصصون عليهم السمع والنظر من المطبخ المطل علي قاعه الطعام... ووعد ونظراتها الخائفه والمترجيه اياها ان لا تتمسك بقرار من وجهة نظرها خاطئ.. ورندا ونظراتها التى بدئ عليها الألم اكثر من اى شيئ اخر وكادت ان تذهب اليها وتسئلها ما بها..ولكن قاطعها ريان بنبرة متأمله في موافقتها : قررتى ايه يا فرحه...وصدقينى اياً كان انا معاكى..
منحته هى نظرة هادئه لتقول : انا هفكر يا ريان وجوابي هيوصلك بكره...اظن انا كده مغلطتش واديت لنفسي فتره انى افكر...
رمقها هو بهدوء ثم ابتسم بأمل وهو يقول: وانا واثق ان قرارك هيكون صح..
لتردف هى بتساؤل مقاطعه اياه: انت جيت عشان ايه يا ريان اكتر...عشان الحب اللي في قلبك...ولا عشان تحمينى وتكمل دور انا اجبرتك عليه من زمان...
نظر هو لها بإبتسامه ثم قال بسخريه: انتى ادرى بالاجابه دى يا فرحه..بس هقولهالك انا...الحب والخوف عليكى وحمايتى ليكى هما كلهم واحد..وصدقينى انا جايلك وانا واثق انى كنت هعمل الخطوه دى سواء من خوفي من امى وست عليكى او من حبي ليكى...انا كنت هجيلك في اى حاله...
بس انا يا فرحه خايف...خايف لليوم ده يكون اطول من اللي انا بتوقعوه..خايف لهما يقدروا ينفذوا اللي بيخططوا ليه وانا اكون بعيد عنك...ثم قال بثقه: بس لو اليوم ده هتبقي بعيده وبتفكرى..صدقينى انا هعمل كل الاحتياطات انهم ميقدروش ياذوكى...
هزت هى له راسها بموافقه وبادلته نظرات شاكره... ليومى هو برأسه ثم قال بنبره مودعه: هشوفك بكره يا فرحه...
ثم اولاها ظهره وتوجه نحو الشباب الواقفين بصدمه وتقف امام وائل وهو يقول بثقه: متاسف علي الفيلم اللي شوفتوه بس كلها يوم ومش هنضايقكم تانى....
ثم اودعهم نظرات مودعه وغادر تحت انظار الجميع..
بينما وعد توجهت نحو رفيقتها في حين ان رندا سحبت نفسها واختفت بسرعه عن الاعين في حين لاحظ انسحابها ماجد ليلكز اخيه بتسائل وهو يشير علي رندا ليومى له معاذ بتفهم ويغادر باثرها..
نظرات خجل اعترت فرحه بعد اللذي قد حدث لتقول وعد.مخففه عنها : احنا هنستئذن ونمشي ..
ليومئ لها ماجد براسه ثم سحب أخاه المتصنم وذهبا بعيداً لتسحب وعد فرحه واخذتها نحو بوابه الشركه وسط انظار الجميع المرتكزه عليها...
....................................................
بقصر نائل...
كان جالساً بغرفه مكتبه يراقب نيفين من زجاج النافذه الشفاف وهى تتحدث مع شابة احضرها هو كطبيبه نفسيه لها.. نظرات الالم والضعف ولحدات بكائها كان يرمقها هو بصمت....
وبعد ساعات كانت طويله للغايه علي كلاهما ..انصرفت الطبيبه ليتوجه هو نحو البوابه برفقتها لتقول هى له بإبتسامه: متقلقش نيفين حالياً عدت مرحله الصدمه وفكره الانتحار مش بدماغها خلاص..هى اتمسكت بحياتها عشان اخوها واخوتها اللي نفسها تشوفهم .... وحاليا. هى بديت وحده وحده تخرج من دوامه الاكتئاب النفسي والوحده اللي وقعت نفسها فيها بسبب محاوله الاغتصاب..والرهاب اللي كنت بتكلمنى عليه فهو انا مش شايفه ليه أثر بدليل انها بتتعامل معاك انت عادى..عاوزاك تخليها تختلط بناس تانيه او بالاخص رجاله.وعاوزين نشوف تعاملها معاهم هيبقي ازاى...لازم نشوف اللي حصل هيأثر بطريقه سلبيه ولا هى اتخطت المرحله دى بنفسها وبقوتها.واخيرا. بقولك متقلقش عليها.رغم صغر سنها وبرائتها الا انها عند عزيمه واراده وقوة غريبه اول مره اشوفها علي طفله..
ليردف هو بهمس: وده اللي حبيته فيها..
لتسئله هى ببلاهة: افندم..
ليرظف هو بإبتسامه رسميه: متشكر لحضرتك..
جال علي باله ان يطرح لها خطوته القادمه علها تساعده فوقته ضيق فاخيه سيعود من سفره خلال يوم او اثنان بالاكثر لإتمام بعض الصفقات الخاصه ...
احممم طيب انا ونيفين حالياً هنتجوز..حضرتك نصيحتك ايه..
نظرت هى له بصدمه ثم قالت بعد ان استعادة رباطه جاشها: انا بقول الاحسن ليها الفتره دى بلاش. ... لانك كده بتضغط علي اعصابها وبتعرضها لضغط تانى اكيد مش هيبقي سهل عليها الفتره دى.. غير انها لسه طالعه من صدمات كتير فاكيد الموضوع هيبقي صعب بالنسبه لها صعب فقلته احسن الفترة دى..
قال هو لها بصرامه: مش كنتي بتقولى انها قويه وعنيده وعندها قوة وعزيمه...انا واثق انها هتتقبل الفكره..
رمقته هى بحنق ثم قالت بتأكيد: انا قولت لحضرتك وجهة نظرى الطبيه بس ان ده كان ضرورى ياريت ميحصلش بينكم اى احتكاك لفترة لحد ما تتاقلم علي فكرة جوازكم..
هز هو لها راسه بموافقه ثم هتف باسم احد الرجال وهو يقول : خضير وصل الهانم لحد بيتها...
لتهز هى راسها له شاكرة بينما هو فتوجه للداخل نحو نيفين ليراقبها وهى تلاعب صغيرها واخاها ليبتسم لرؤيتها ثم امسك هاتفه وهو يقول: غانم.. عرفتلي مكان الزفت ده فين..
ليخبره الطرف الاخر بما يريده ليقول هو بعصبيه: انا عاوزه عندى حالاً انت فاهم باى طريقه تجبهولي ومتخليهوش ياذي الولد ولا البنت اللي معاه انت فاهم... ومتعرفش الولد ان عماد اختفي دلوقتى انا محتاجه بعيد لفتره..
وافقه الطرف الاخر واغلق هو معه الخط ليضغط عده ارقام اخرى وهو يقول: رائف اخبارك... اجابه اخاه ببعض كلمات ليتابع هو بحزن: طيب. متقلقش ان شاء الله نحاول تانى وتالت.. وهسفرك عند اشهر دكتور في العالم لحد ما تتعالج.ان شاء الله اصرف ثروتى كلها.. انت الاهم عندى..
اجابه الطرف الاخر بنبره بأئسه ليقول هو بتصميم: انا هستناك بكره يلا عاوز حاجه..
واغلق الخط متوجهاً نحو نيفين ليقول بصوت هادى خلاف ما يعتمل داخله من صخب وضجه عاليه : من فضلك يا نيفين عاوزك ...
اومئت هى براسها وتركت اخاها وهى تخبره انها عائده بعد عده دقائق..
ليقول هو لها بهدوء: انا عاوز اقولك اننا هنتجوز النهارده...
نظرت هى له بصدهه لتقول ببلاهة:هااا ازاى...
ليتابع هو بهدوء: هنتجوز النهارده زى ما الناس بتتجوز...بس صدقينى انا هسيبلك كل الوقت انك تتأقلمى علي الفكره بس بعد جوازنا...
لتقول هى بسخريه: انت جاى تخيرنى ولا تقولي امر مفيهوش نقاش ..
رمقها هو بنظرات حنون ليقول: انا بختارلك لانى عارف ان خيارى هيبقي الصح وهتعترفي بعدين بكده.. جهزى نفسك ويلا عشان كلها كام ساعه والمؤذون هييجى...
ثم قال لها بتصميم... : واخوكى بخير متقلقيش ...والزفت اياه صدقينى هييجى يبوس رجليكى عشان تسامحيه..
نظرت هى له بإستغراب وهى تقول : انت بتعمل كل ده ليه..
ليقترب هو منها ويحاصرها بقيبضتاه وهو يقول: انا قولتلك قبل كده ولازلت هقولك.. عشان ده ...واشار لقلبه ... بيحبك...
ثم تركها وانصرف عندما راي خوفها وخجلها معاً وهتف بالخادمه ليخبرها بامر التجهيزات...
.................
علي الجانب الاخر...
بالمنزل الصغير لنغم وعمار..
اصر عمار عليها ان تبدل ثيابها بأخرى حتى تستطيع التنظيف فلم تجد هى بنطال يناسبها فاخذت من ثياب عمار حتى يسهل عليها الحركه به فثيابها من الجيب الطويل او الفساتين..
ارتدت بنطاله الابيض اللون وعندما رايت فرق الطول قامت بثنيه ولتجعله يناسب خصرها ربطتها بحبل صغير واخفته تحت بلوزه كانت لها.. وارتدت وشاح صغيرللغايه علي شعرها..
خرجت لتجد عمار يتحدث مع صاحبة منزلهم علي باب المنزل.. ثم ثوان واغلق الباب وبصحبته عدة تنظيف اعطتها لهم السيده... التفت لها في زهول من منظرها المضحك ثم ترك ادوات التنظيف واقترب نحوها وهو يقول: نفسي اعرف ايه اللي عملاه في نفسك ده..
لتقول هى بحرج من نظراته الثاقبه : معنديش حاجه ينفع اشتغل بيها فاخذت بنطلون من بناطيلك لحد ما انظف وارجعهولك.
هز هو راسه بإبتسامه ثم اشار علي وشاحها وهو يقول: طب ده بذمتك بيعمل ايه..نفسي تصدقي اننا متجوزين وانى شوفت شعرك قبل كده فعادى يعنى..
هزت هى راسها بخجل وهى تقول: لاااا..مينفعش..
ليقترب هو بخطوات خبيثه ويقول:وايه اللي منفعهوش بس..
حاصرها بين يديه والحايط وهى كادت ان تنصهر من شده الخجل لترمقه بنظرات خجوله وقد تدرجت وجنتيها بالحمار المحبب للنظر: عماااار وسع كده..
ابتسم هو لها بخبث ثم قال: لا اما تشيلي الطرحه دى الاول هوسع..
ووسط اصراره الشديد ووقفتهم تلك لمده دقايق عديده وتماديه معها بالكلمات والالفاظ ولرؤيتها انها بموضع حرج قررت الاستسلام لينتزع هو الوشاح من علي رأسها ليتساقط شعرها الاسود الغزير كشلالا من الماء بعد ان قام بأزاحه مشبك الشعر الممسك إياه بإحكام..
تركها بقله حيله بعد ان ازاحته عندماوجدت نظراته تغير لاخرى خافت هى منها بوقتها الحالي لتهرب ناحيه ادوات التنظيف وهى تقول : يلا نكنس الموكيت الاول ونشيله ونطلعه بالشمس..
تساعد الاثنان معاً وانهوا كنسه ثم قام عمار وهى بتنظيف الحوائط وازاله الغبار وكنس الارضيات وبالنهايه اوصل هو خرطوم الماء وفتح الصنبور فتحه صغيره وقاموا بتسليط الماء على الحوائط المتسخه ثوانٍ كادت نغم ان تسقط ارضا. بسبب امتلاء الارض بالصابون والماء فامسكت بكتف عمار ليسقط اثنيهما معاً دقائق مرت من تألمهما اعقبها ضحكاتهم ثم حرب عنيف ضاريه بالماء .... وكان الفائز بها عمار بعد ان سيطر علي خرطوم الماء وقام بتسليطه علي نغم لتبتل من راسها لاخمص قدميها.. وقف دقائق مبهوراً بها بعد ان التصقت ثيابها علي جسدها مبرزه اياه منحوتاً لتخجل هى بشده من نظراته تلك ليقول هو بصخب: شوشو شاطر يا نغم...وانا خلاص تعبت..
ليركض خلفها ليفاجئ بها مغلقه الباب بوجهه ليتنهد هو بتعب وهو يقول بقلة صبر: يارب تعبت كده كفايه قوووى..انا استويت خلاص..
ثوان وخرجت هى بعد ان ابدلت ثيابها بفستان واسع لها وهى تقول له بخجل يلا عشان نخلص عشان نعمل الغذاء..
ابتسم هو لها وقاموا مسرعين بإنهاء اعمالهم...
انهوا تنظيف الشقه ليجلس اثنيهما مرهقين علي الارضيه التى لمعت من شده نظافتها وهما يقولان محدثان بعضهما بإرهاق ليردف عمار: انا خلاص..حيلى اتهد...
لتقول نغم بنبره متعبه: انا هنام خلاص..مش قادره اتحرك..
ثوان مرت لتسقط هى بغيبوبه من النوم بينما هو راقبها بهدوء وحينما وجد نومتها تلك غير مريحه قام بحملها ودلف للغرفه وقام بوضعها برفق علي الفراش..نظر لها بتامل ثم ابتلع ريقه بتوجس واولاها ظهره وهو يقول: يااارب.صبرنى ..كده كفايه قوى.والله انا بتعذب...حرام..
دلف للخارج ليهدء من نيرانه المتأجئجه قليلاً ثم بعد دقائق طوال مرت دلف للغرفه لينام بهدوء بجوارها علي السرير..بعد ان اخذ بتامل ملامح وجهها وحفظها عن ظهر قلب ثم غط هو الاخر بسبات عميق.ليذهب كليهما بعالم من الاحلام...


إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن