الفصل الرابع والعشرون

8.9K 200 8
                                    


علي مفترق الطرق وضع علامه للتوقف... وعليك انت فقط التفكير أى الطرق ستختار فإختيارك ذلك ستعتمد عليه حياتك للأبد... لا يوجد لديك متسع للتفكير فالظلام سيحل قريباً والسماء بدت غاضبه لتهبط قطرات الغيث فوق راسك بإيقاع سلسل ومميز ...والعواصف من برق ورعد اخافتك ....لتأتى هزه أرضيه من اسفل قدميك لتهز واقعك وتدمر أحلامك لتنشق الأرض وتسقط انت في هوة سحيقه محمله بخيبه أمل لا مثيل لها...فقد تأخرت...تأخرت في إختيارك وتفكيرك الطويل ذاك سحب منك الكثير لتضيع فرصه هروبك وتستسلم لواقعك المؤسف وقد حملت بخيبات أمل عديده لا حصر لها .....
....

فتح باب غرفتها ليدلفا كلاهما وسط نظراتها الضعيفه التائهة، هو لم يرها يوماً هكذا، جل ما كانت عليه فتاة قويه رافعه رأسها تبتسم دائماً، هنا فقط علم مقدار الكسر الذي اقترفته يداه بحقها..
صوتها الضعيف جعله يفيق من شروده ليسمعها تقول: جيت ليه يا معاذ بيه...بينما رائد فانسحب ليجلس بركن الغرفه البعيد يراقب الأمور بصمت وإن احتاج الأمر للتداخل فسيهب واقفاً ....
عندك استعداد تسمعينى، هتف بها معاذ بهدوء ونبرته الحزينه كانت واضحه ايضاًعلي تعابير وجهه.
نظرت له بقوة وابتسمت بتهكم لتقول: لو مكنش عندى استعداد مكنتش سمحتلك تدخل..
نظر هو لها وتعلقت انظارهم لبرهة من الژمن مالبثت هى ان اخفضت انظارها لأسفل پحزن..ليقول هو وهو يتقدم بخطواته الي ان اقترب من طرف سريرها : انا عارف انى غلطان، معترف كمان ان كل اعتذراتى مش هتكفي، ومتأكد انى مهما حاولت اقدملك ده كله مش كافى عشان تسامحينى، بس الواثق منه هو قلبك انتى، عارف انك مش هتشيلي جواه كره ولا حقد وعارف انك هتسامحينى ....سامحينى يا رندا من فضلك...
دموع حزينه فرت من عيناها لتقول هى علي الفور: ده قلب. ... ومشاعر...وحسابات كتير عارفه انك معندكش معلومات عنها، خليك عارف ان قلبي ده اتكسر واتحطم بسببك وبسبب الدنيا...وخليك عارف انى بحاول اسامحك ، ثم رفعت كفاها بقلة حيلة وهى تقول: بس قلبي ده ، لتشير عليه بإصبعها ، مش عارف، مش لأقي سبب لأنه يسامحك بسهوله كده من كام كلمه قولتها، ولا هو قادر ينسي كسرته بسبب اللي عملته فيه...عارف... كسرتى وانا ماشيه وشايفه عيون الناس بالمنظر اللي خرجت منه من عندك في المكتب، شوفت الخوف ، وشوفت الازدراء، وشوفت نظرات كانت بتنهش فيا، شوفت النظرات اللي بتقول ازاى تمشي بمنظر زى ده...شوفت كتير ومحدش من دووووول كلهم مد.ايده عشان يساعدنى او يمسح دمعه من عنيا...عارف انا اتألمت اد ايه بسببك...وانت جاى بتدور علي مسامحه...هسامحك باى حق ....قولي سبب واحد.بس عشان اسامحك عشانه...ومسامحتى دى هتفرق معاك في أيه...ها ... متفكرش انى مش فاهماك..اللي زيكم كده مش هيفرق معاهم كلمه زى دى.
نظر هو له بألم ليقول بثقه : هتسامحينى عشان قلبك اللي حبنى في يوم...هتسامحينى عشان اقدر اصحح غلطى وابدء انا وانتى مع بعض بس بصفحه بيضه مفيهاش اى نقطه مكتوبه..
نظرت هى له بشده ثم ابتسمت بتهكم وهى تقول: حب....حب ايه ده اللى انت بتتكلم عليه.... الحب مبيكسرش...الحب مبيضعفش...الحب مبيهنش ومبيزلش..الحب مبيبهدلش...الحب اللي بتتكلم عليه لا انت تعرفه ولا انا جربته في حياتى.... وانا ابدء معاك صفحه بيضه...ليه..ها قولي.. انت مين اصلا. عشان ابدء معاك صفحه تانيه...الدنيا مبتديش غير فرصه واحده يا معاذ بيه..وانا حبيتك مره وحده وانت خسرت الحب ده وقتلته وهو لسه بيتولد... متجيش تدور تانى عليه..اللي اتقتلت مبيرجعش تانى بعد ما ادفن ....
نظر هو لها بصدمه، لتقول هى بإبتسامه: كنت فاكر انى لما سمحتلك تدخل انى كده هسامحك صح...كنت فاكر بالكام كلمه دى انا هتأثر ...كنت فاكر بندمك اللي انا شيفاه في عنيك انا هنسي...بس صدقنى لاااا..انا مش مجرد شخصيه مجرده من مشاعر ولا انا بنت في رواية ولا في مسلسل...انا روح فاهم يعنى ايه...يعنى بحس زيي زيك...يعنى اللي بيتكسر فيا مبيرجعش سليم تانى..ومنيش بكلمتين هخر راكعه واسلملك قلبي من تانى تتحكم فيه..لا انت عارف انت عملت أيه فيا...انت عملت جريمه..والجريمه دى اى بنت مبتنسهاش.الافلام والروايات اللي بنشوفهم دول وبنقرائها مبيحصلوش علي أرض الواقع..انت بعملتك دى كرهتنى فى كل ابن أدم... وصدقنى مفيش في قلبي اى مكان للحب لا ليك ولا لغيرك...روح دور عليه مع واحده تانيه يمكن تلاقي الحب اللي بتدور عليه..ولو علي انى مش هتكلم ولا هشتكى فيك..صدقنى انا قفلت الموضوع من اول ما ظابط التحقيقات جه وقالي مين اللي عمل كده قولتله مشوفتهوش ومعرفهوش...من اليوم ده وانا نسيتك ومحيتك من حياتى.... فمتقلقش يا معاذ بيه...وبتمنى انك انت اللي تقدر تحب بجدفي حياتك...وتلاقى انسانه تقدر تدور علي النور اللي جواك وتطلعه من وسط العتمه للدنيا .. وصدقنى الذنب مش ذنب بنات شافوك وطلعوا بيكذبوا عليك وبيستغلوا حبك ..الذنب ذنب شخصيتك انت ...شخصيه بتدور علي حب من غير ما تدى....انت عاوز ومبتديش يا معاذ...ولما قولت لابعدت واختفيت..الحب عمره ما كان كده...
نظر لها رائد بصدمه من حديثها ذلك.ولم تقل صدمه معاذ عن صدمته...مشاعرها التى تتكلم بها ...دموع عيناها التى تزرفها طوال حديثها... حزنها ألبادى علي قسمات وجهها وانكسارها..كان كفيلاً ليخبره انها لن تسامحه مهما فعل... وكان كفيل ليوصل اليه مقدار كسرتها وألامها..
نظر لها معاذ بصدمه ليقول لها: ادينى فرصه يا رندا...فرصه واحده بس...وانا هغير نظرتك دى ليا...
نظرت هى له بتصميم ومسحت دموعها لتقول له بإبتسامه: مينفعش أدى لنفس الشخص فرصتين...عارف ليه...لان حياتى مفيهاش وقت كتير للفرص ....
لم يفهم ماذا تقصد لينهض رائد وهو يتوجه نحو ابن عمه ويربت علي كتفه وهو يقول: يلا يا معاذ...
سار معه بصمت ولازالت عيناه معلقه بها...علم مقدار المها ...لم يكن يتخيل انه سيراها علي ذلك الوضع..وكل ذلك بما اقترفته يداه هو....
قال له رائد بعد ان اغلق باب غرفتها : سيبها... يمكن تغير رائيها بعدين..
نظر له معاذ بألم وهو يقول: لا...واضح قوى انها استحاله ترجع في كلامها... بس صدقنى انها هفضل أحاول..يمكن في يوم توافق..
ابتسم له رائد ثم ودعه ليغادر بينما دلف رائد لداخل غرفتها ليجدها صامته تماماً معلقه ابصارها للسقف الأبيض وتهبط دموعها بهدوء، كان ممكن تبدائي معاه من جديد...كان بإيدك انك تنسي اللي فات.. هو بجد ندمان...هتف بها رائد بحزن .. لتنظر هى له ثم تعيد نظرها الي ما كانت تشاهده وهى تقول: صدقنى مش هتفهموا اللي انا حسيته...
نظر هو لها بقلة حيلة ثم قال لها بإبتسامه: كنت عاوز احكيلك علي حاجه...وانتى اول واحده تعرف..
ابتسمت هى ونظرت له وهى تقول: حبيتها امتى... واسمها ايه...
حدق هو فبها ببلاهه وصدمه وهو يقول: انتى عرفتى منين..
ابتسمت لتقول: كلنا عارفين انا ووعد وفرحه بس كل واحده فينا عملت نفسها مش واخده بالها... عارف ... الحب بيبان في العنين الأول وبعدين بيغير تصرفات الواحد.... وانت تصرفاتك كلها كانت غريبه شوفنا اد ايه اما التليفون بيرن بتبتسم وبتخرج بسرعه ترد عليه..شوفنا ضحكتك اللي ببترسم علي وشك بعد ما تخلص مكالمه وتدخلنا.... عرفت احنا عرفنا ازاى..
ضحك هو بسعاده ليقول: انتوا سهونا خالص...وانا اللي فاكر انى هفأجئك طلعتى مش سهله يا رندا..
ابتسمت هى وهى تقول: احكيلي بقي هى مين..
ليقول هو بإبتسامه: اسمها أيلا...بنت فرنسيه من اصل مصرى... ابوها مصري بس مامتها فرنسيه...كانت داخله معايا المستشفي بنفس اليوم انا كنت قاعد علي كرسي مشلول وهى كانت داخله عشان تعمل عمليه زرع قرنيه وتقدر تشوف الدنيا من تاني..
نظرت رندا له بصدمه ليتابع هو حديثه: رغم اللي شوفته فيها... الا انها كانت شخصيه متفائله جداً.. رغم مرضها وألمها وكونها ناقصه ومتعرفش شكل الدنيا ايه..الا انها كانت بتسعد كل اللي حواليها...كانت روح المستشفي..مفيش حد محبهاش حكايتنا بدائت لما اهلي جم ليا علي المستشفي وكانوا عاوزين يعرفوا ايه اللي حصل...وبالحقيقه قولتلهم مجرد حادثه ...والنتيجه تأنيب انى مهمل ومش بتحمل مسئوليه دقايق قضوها معايا وسابونى عشان شغلهم المهم واجتماعتهم..وهما مشوا من هنا وانا كنت حاسس بحزن وفراغ من هنا..اهلي اللي هما ابويا وامى...انا مش فارق معاهم.
لقيتها هى بتضحكلي وبتحاول تخرجنى من حزنى..ومن هنا قربنا من بعض جداً ايام عدت لحد ما اتحدد ليا ميعاد العمليه وكان نفس يوم ميعادها .... ولما خرجت وفوقت كنت بدور عليها وهى كمان...الممرضات كانوا مستغربين جداً منا بس بعدين فهموا ان ده حب...ومن يومها يا ستى واحنا مع بعض...بس انا نزلت عشانكم وهى مفروض هتنزل بكره هنا..بس ... دى كل الحكايه...
نظرت له رندا بسعاده وهى تقول: يعنى هتعرفنى عليها مش كده..
اومى هو راسه بموافقه لتبتسم هى واخذوا بالتسامر عل يومهم الطويل ينقضي....
................................................
بالسيارة التى توصل ركابها لاحدى قرى الجيزه كانت بها وهى ترمق الجالس امامها بتفحص وهى تهز راسها بإستنكار ثوان والتفتت لها تلك الفتاه الجالسه بجواره وهى ترمقها بغيظ ابتسمت لها بإحراج لتتحدث الفتاه بلهجتها الغريبه عليها: ايه... انتى عاوزه منينا حاجه..
ا....لا مش عاوزه انا بشبه بس مش اكتر..هتفت بها فرحه بحرج لتحتضن طفلها وسط نظرات الفتاة التى ترمقها بتفحص ، ليرفع الشاب انظاره لينظر للفتاه بإستغراب وهو يقول: هو انا اعرف حضرتك...
رمقته الجالسه جواره بحنق وهى تقول: بدائنا بقي.... هتعرفها منينين يعنى..
ابتسم هو لها بشده علي غيرتها لتقول الفتاه بهدوء : انا حاسه انى شوفتك قبل كده والشبه ده مش غريب عليا... هو انت مين...
وانت عاوزه تعرفي هو مين ليه هتفت بها نغم بإعتراض لينظر لها عمار بشده لتصمت صمتت هى بغضب ليقول هو لها : انا اسمي عمار...
فغرت فرحه فاهها بشده وحدقت فيه بصدمه وهى تقول عمار، اخوا نيفين ووعد
هز هو لها راسه بصدمه لتقول هى له: انا فرحه فاكرنى...
نظرت لها نغم بزهول وهى تتذكر حديثه عنها ليقول عمار بزهول وهو يرمق الصبي القابع علي اقدامها : فرحه مش معقول.. اخبارك أيه.... انتى خلفتى امتى...واسمه ايه الحلو ده..
ابتسمت هى له بشده وهى تقول: ده فارس ولدت من سبع شهور كده... ثم تذكرت امراً ما وهى تنظر لنغم وتقول : مين الانسه..
ابتسمت لها نغم بحرج لتقول لها : انا نغم ابجى مرات عمار..اسفه والله مكنتش اعرفك..
حدقت فيهما فرحه بزهول وهى تقول: انت اتجوزت...اتجوزت امتى...ووعد متعرفش حاجه عن جوازك ليه...
نظر لها عمار بدهشه ليقول: انتى بتكلمى وعد..
اغمضت هى عيناها بشده وتعلم انها قد اخطئت لإفشائها امرا. لصديقتها ولكن ما باليد حيله تذكرت ما رفيفتها مقدمه عليه بعد قليل لتعزم امرها وهى تقول: وعد هنا في مصر...من فترة ...
نظر لها عمارونغم بزهول ليقول عمار بحزن: وهى مكنتش عاوزه تشوفنا..ولا تعبت من شيلها مسئولينا..
لا ده ولا ده.... انت متعرفش اختك يا عمار كويس... انت عارف انتوا يعنى ايه لوعد بس ساعات الواحد بيبقي مضطر يعمل حجات مش عاوزها.... ووعد كانت بتعمل ده كله عشانكم...انت متعرفش ايه اللي مرت بيه عشان تحكم عليها...ثم بدائت بسرد له ما حدث بإختصار وسط نظراتهم المصدومه... ليقول لها عمار بالم: يعنى هادى مات وهى ده كله لوحدها...مش عاوزانا نشوف ضعفها ولا حزنها...هى ليه بتعمل كده...
لان دى طبيعتها ..هتفت بها فرحه..
ليقول عمار لها: طب هى دلوقتى رايحه بيت مين..مينفعش اسيبها وحدها..
قالت له فرحه وهى تتذكر بعض التفاصيل: هو واحد اسمه نائل آلقاسم واخوه هى رايحلهم بيتهم... ده اللي اعرفه بس عنوان بيتهم بالظبط معرفش...ومتقلقش معاها حد بيساعدها وهيقدر يخرجها من اى ورطه...
نظر لها عمار بهدوء وهو يقول: مين..
قالت هى له : الافضل تشوف وتعرف انا مش هقدر احكيلك اكتر من كده خصوصا. ان بيتى هنا...
نظر عمار علي القصر الكبير القادم ليقول لها بحزن علي حالتها : انتى لسه متجوزه بالقصر ده... يعنى مطلقتيش...
ابتسمت هى له وهى تقول بمزاح: لا انا حكايتى طويله اتجوزت واطلقت مرتين اما تخلص مع وعد انا هبقي اجيلكم ان شاء الله عاوزه اسلم علي طنط ونيفين ومراد الشقي وحشنى..
ثم قالت للسائق: علي جنب لو سمحت...
هبطت هى حامله لطفلها ، بينما نظرات نغم كانت معلقه بها ، لتقول لعمار:تصدق شكلها صغير جوى ازاى ديه بجت أم....
كان هو شارداً بعالم اخر هو اخته وألمها وكيف سيخففه عنها والاهم هو انه كيف سيساعدها قال للسائق :لو سمحت تعرف فين بيت القاسم...
قال السائق بتفكير: ايوه اعرفه..ومين ميعرفهوش..ده فيلا كبيره بس بأخر القريه كده علي الاطراف المنطقه كلها ليهم..
ليقول هو : طب هو انت بتعدى عليه..
هز السائق رأسه موافقا.: بعدى علي الطريق الرئيسي بس مبدخلش جوه عشان ممنوع .
هز هو راسه ليقول: طب يبقي نزلنى عنده لوسمحت..
وافقه السائق بينما نغم فقالت له بهدوء: متقلقش واضح ان اختك جويه وعارفه بتعمل ايه وانت هتلحقها وتوقف جنبيها ..
ابتسم هو لها بينما فكان عقله شارداً بمكان أخر..
.................................
بقصر الصاوى...
وصلت فرحه علي أبواب القصر ووقفت طويلاً علي ابوابه...تدافعت لمخيلتها كل لحظات شقائها وعنائها... لحظات آلمها وضعفها... ولحظه خروجها منه عازمه علي عدم العوده اليه أبداً لاحظت جموع المعزيين الداخلين والخارجين وهم يراقبونها بإستغراب هى وطفلها...ولاول مره لها منذ فتره تحس بالخوف والخواء، خوف من ماضي أليم وروح بدائت تحتاج لمن يسندها...سمعت صوت سيده وهى تقول لها: انتى فرحه مش معقول...
نظرت لها فرحه بهدوء وهى تتسائل من هى لتقول لها السيده يإزدراء: جايه تشمتي في موتها يا بنت الأصول...
هزت فرحه راسها نافيه وهى تنظر للمرأه بحزن لتقول المرأه لها : من يوم ما دخلتى القصر وانتى قدم النحس عليه..حتى اهلك... خيرهم مكترش الا لما سيبتى بيتهم...واخوكى طلع براه يا حيلتها ..ولا كنتى فاكره هيفضل محبوس عشانك العمر كله...
نظرت لها فرحه بصدمه وقلبها يبكى قبل عينها لترمقها المراءه بإزدراء من فوقها لأسفلها وهى تلاحظ ثيابها من بنطال من الجينز وفوقه بلوزه ذات اكمام طويله الي فوق ركبتها وشعرها المتجمع برباط صغير لتمصم شفاهها وهى تقول: والله ونظفتى وبقيتى تلبسي اشي وشويات...بس اللبس مبيغيرش الناس ..
لم تعد تتحمل حديثها لتشدد من إحتضانها لطفلها وتدلف لداخل القصر راكضه وهى تهتف بإسم ريان.... نظرات الجميع لها وكانها مجرمه كانت اكثر ما اخافها وصدمها لتلحظ نهوض احدى النساء وهى تتقدم نحوها وتقول بصوت غير مصدق: فرحه...بنتى....
التفتت لها سريعاً ونظرت لوالدتها بزهول وهى تتفحصها وجهها المجعد الذي خط السن أثره عليه الا ان جمالها لم يفنى بعد... ملابسها القيمه التى لاحظتها هى واخيرا. نظراتها الغير مصدقه لم تستطع هى الا ان تضمها وهى تقول: امى..مش مصدقه انى شوفتك تانى اخذت بتقيبيلها وهى تشتم رائحتها وتخبرها كم إشتاقت لها لتسمع صوت احدهم يهتف بها لتترك احضان والدتها نظرت للواقف بصدمه ليتقدم منها ويسحبها من يدها الفارغه بينما بيدها الاخر تحمل فوقها طفلها سحبها لمكان هادي ووالدتها تركض خلفها وحينما وصلت لمكان بأخر اطراف القصر سمعت ابغض الاصوات التى تكرهها وهو يقول ولازال ممسكاً بيدها بغلظه: فرحه بحالها....والله وزمن... شوفتى الدنيا صغيره ازاى...كنتى فاكره انى هفضل محبوس ومش هشوفك تانى...بس ربنا بقي وحكمه جابك لحد عندى ..ثم تفحصها بأنظاره وهى يقول بتهكم: الله الله وكمان لابسالنا بناطيل والله عال ياست فرحه...عارفه انا ندمان علي ايه..ان الرصاصه اللي ضربتها مجتش فيكى..بس ملحوجه... تصدقي ممكن مقتلكيش ...وادينى استفاد منك...
سيبها يابنى بقي حرام عليك...مش كفايه بقالي ييجى سنتين مشوفتهاش ولا سمعت أخبارها، هتفت بها والدتها بعجز عن مساعده ابنتها بينما عمار فقال بتهكم: اديها كانت متستته وجايه الموته بتاعت الوليه وهى مش خايفه من الناس ولا من اللي عملته.. بس عارفه ...انتى جاتلك كل الفرص اللي مجتش لحد غيرك...اتولدتى وامى معاكى وجنبك ....كنتي ذكيه والوحيده فينا اللي اتعلمتى..بس انا من ابتدائي وطلعونى قال عشان اشتغل واشيل الحمل شويه... لا وكمان كان بيجيلك من وانتى صغيره عرسان ولاد ناس وكلهم عاوزين يتجوزوكى ويدفعوا فيكى الأف.. عشان جمالك ده رمقها بنظرات حقيره لتنظر هى له بألم بينما يتابع هو حديثه: اتجوزتى واحد غنى وابن اكبر واحد في البلد وعنده اللي متحلميش بيه بس طلعتى هبله ورفستي النعمه برجليكى ومعرفتيش تستغلي فلوسه صح مهو انتى فقريه طول عمرك.. ولما اطلقتى دورتى علي حل شعرك ولا كأن ليكى كبير.... بس صدقينى رجعتك دى لينا ودخولك القريه برجليكى مش هخليكى تخرجى منها تانى....انتى هتتجوزى مره تانيه انتى فاهمه..والمره دى بقي من حد فووووق فوق قوى وهيدفع فيكى كتير.... ثم امسكها من يدها وهو يسحبها خلفه ويقول: يلا ورايا ...واياك اسمعلك حس هكون مخلص عليكى انتى وابنك...
ظل يسحبها وسط مقاومتها، وحينما ملت من الثمت والقهر صرخت فيه بعنف وهى تسحب يدها بقسوه: ابعد.يا حيوان...انت فاكرنى أيه...هااااا. فكرنى ابه...مجرد.بيعه هتبيعها وتكسب من وراها فلوس...ولا فاكرنى منيكان معروض في محل للي عاوز يشترى.... فاكر لما قولتلك لو سبتنى حيه صدقنى هندمك...انا هندمك يا عماد فاهم يعنى ايه هندمك... طفولتى وحرمتنى منها...لعبي واحلامى ودمرتوها...وحتى حياة هاديه واصريتوا تسحبوها منى...فاكرنى هخر واسجد واقول ايوه ونعم وحاضر....لااااااااااا فرحه القديمه دى ماتت..اللي قدامك فرحه تانيه... وصدقنى لو اتجرائت ومديت ايدك القذره دى عليا او علي ابنى انا اللي هقطعهالك...ومش هفتكر انك كنت مولود من نفس البطن اللي اتولدت منها... بجد مش مصدقه اللي تولد شخص زيك كده حقير .. وانانى ..ازاى خلفت منة وخلفتنى انا...
كاد ان يهوى علي وجهها بصفعه الا ان يداً قويه منعته...نظرت هى لذلك الشخص وهى تبتسم بسعاده ثم قالت لأخاها : نسيت اقولك...انى متجوزه...اللي قدامك ده جوزى...ريان الصاوى اللي انتوا واقفين في بيته...وبترفع ايدك علي مراته...
انا هقطعلك ايدك دى يا حيوان...هتف بها ريان بعنف وغضب ..
نظر لها اخاها بصدمه بينما والدتها فكانت تنظر لهم بقله حيله... لتقول فرحه بعد ان اطمئنت من وجوده بجوارها : عارف يا عماد... اللي زيك انت في الدنيا موجودين بس عشان يأذوا اللي زيي انا خلق الله كده.. وبالنهايه ده كله ابتلاء .... وانا الحمد لله صابره علي الابتلاء ده لحد ما اروح لربنا وهو بقي اللي هيخلص حقي منك ومن ابوك ومنكم كلكم...
ثم نظرت لأمها بالم وهى تقول: عارف يا امى..زمان كنت بزعل قوى عشانك..كنت بعيط لما بشوفك مش عارف تساعدينى.. كنت بتقهر اكتر علي قهرتك انتى...بس دلوقتى لا.. عارفه ليه...لانى بقيت ام زيك.. نظرت لها بألم وهى تقول: مش قادره اتخيل ازاى ام تشوف حد.بياذى ولادها وتعذبهم وتفضل ساكته... ازاى كنتي بتشوفينى كل يوم بضرب وبتعذب وانتى اخرك كلمتين.... ليه ما ثورتيش ليه ما اخذتنيش وسيبتى البيت ومشيتى...ليه كنتى موطيه رايك ليهم وساكته عن اعمالهم...عارفه فارس ده ..اللي مكملش سنه...اللي هيحط ايده عليه انا هاكله بإيدى واسنانى.... القطط يا ستى مبترميش عيالها..وانتى...كنتى اخرك تقولى لا..ومن اول قلم تسكتى... للأسف..مش عارفه اقول خساره علي ايه ولا ايه ولا ايه..خساره عليكى انتى يا امى...ولا علي اللي مفروض انه يكون سندى وظهرى..ولا علي ابويا اللي من اول غلط مكنش ليا يد فيه قرر يرمينى ويبعنى ...ولا علي راجل اشترانى منكم علي انى مراته وكانت كل حاجه عنده ضرب وتعذيب ... ولا علي ظلم الناس واتهامهم ليا بحاجه انا ملياش ذنب فيها...اقول اه علي ايه ولا ايه...ربنا يسامحكم كلكم ....
نظر لها ريان بألم لتتقدم هى له لتحتضنه متجاهله انظار الناس اللذين تجمعوا علي صوتهم المرتفع ونظرات اخيها الحارقه لتهمس هي لريان: انتواالحاجه الحلوه الوحيده في حياتى...انت وابنى...
احتضنها هو بحنان وابتسم للصغير الذي كان يرمقه ببرائه من اعلي كتفها لاحظت نظرات الجميع لتبتعد هى عنه وهى تنظر للجميع بقوة غير نظرات الخجل التى توقعوها منها..هى لم تعد تخجل بأن تفتخر بحبها ...هى الآن فقط ادركت معنى القوه بجواره...
قال هو بصوت مرتفع: عاوزه اقول للكل ان فرحه مراتى...مراتى من خمس شهور ومجتش مناسبه نقولكم...بس اللي اقدر اقوله ان كرامتها من كرامتى..واللي يأذيها بكلمه صدقونى انا اللي مش هسامحه.
ثم قال بهدوء: العزاء خلص...سعيكم مشكور...
غادرت جموع الناس واصواتهم المعترضه عاليه بينما والدتها واخاها فكانوا اخر المغادرين لتهتف فرحه بصوت عالي بأخاها ووالدتها وهى تقول : قولوا لابويا حلوه الفلوس اللي اخذها من ورايا...قولوه كده هو عايش مبسوط ومرتاح البال...بس قوليله يا أمى ان يوم القيامه هيتسئل عنى... عارفه الموؤده اللي ادفنت وهى حيه لما ربنا قال في كتابه " وإذا الموؤوده سئلت ...بأى ذنب قتلت "... انا بقي هسئلكم برده يوم القيامه باى ذنب قتلت.... ليه بعتونى..ودفنتونى بالحيا..
ثم رمقتهم بألم واولتهم ظهرها مغادره للداخل مع زوجها الذي يسندها بيده...ابتسمت هى له بحزن وهى تقول: كان المفروض انى انا اللي اجى اواسيك ..بس اللي حصل غير...
هتف هو بإحدى الخادمات لتاخذ الصغير ليقول هو لها: نيمى فارس بأوضته فوق..
ابتسمت الخادمه برسميه وحملت الصغير عن والدته بينما هو فامسك بكف فرحه وصعد هو وهى الدرج معاً وحينما وصلوا للغرفه احتضنها هو وهو يقول لها: احنا هنفضل مع بعض يا فرحه... مش هنتفرق تانى... مش كده..
احتضنته هى الأخرى بشده وهى تقول بصدق: هدعي ربنا في كل صلاواتى انه ميفرقناش...
احتضنها هو بألم احست هى بمقدار ألمه لتقول هى له : عيط يا ريان...خرج كل اللي في قلبك...الضعف مش عيب صدقنى....
نظر هو لها بألم وشدد من إحتضانها لتهبط دموعه ببطئ علي كتفها..
...................... . ................... ........
علي الطريق السريع كانت نيفين تضحك بشده وهى تنظر لمراد النائم بالخلف وتقول لنائل الذي يقود السيارة بسعاده: كان يوم جميل قوى..عمرى ماضحكت قد ما ضحكت النهارده ولا مراد واللي عملوه..كان زى القرد...
ابتسم هو لها بحنان وهو يقول لها: من النهارده انا موجود عشان افرحك وبس..
نظرت هى له بحنان وحب وهى تقول له: انا بحبك يا نائل...
اوقف هو السياره فجأه لترتد هى للأمام مصطدمه اصطدامه خفيفه بزجاج السياره وتعود للخلف سريعاً وسط نظراته المندهشه ليقول هو لها بصدمه: انا مش مصدق انتى بتقولي ايه..
نظرت هى له بخجل ثم قالت مرة اخرى: انا بحبك...
لم يستطع كبح نفسه ليقترب منها وهو يقول بزهول : انا مش مصدق نفسى..انتى بتتكلمى بجد...انتى بتحبينى انا..
ضحكت هى لتقول: اه امال في حد تانى معانا.
قال هو لها بعشق: وانا بعشقك...
نظره تلاقت فيها العيون وهمسات تمايلت من اجلها القلوب وحب عصف بهما ليزيب سكون احتل كيانهم منذ امد طويل.. كلمات مبعثره ترجمت كل معانى الحب النبيل ...حنان افقتدوه طويلاً واشتياق ظنوا انه قد يطول لتاتى رياح الحب محمله بما لم يتوقعوه تلاحمت نظراتهم كتلاحم اجسادهم وهو يخبرها بعشقه وحبه لها... وحينما فاقت من وضعهما ذلك ابتعدت هى سريعاً وهى تنظر له بخجل وتقول: احنا في الشارع عيب..ومراد.معانا كمان..وبعدين كده حرام.. ومتعملش كده تانى..
حدق فيها بزهول ليحس وكأنه تلقي صفعه قويه وهو يقول: ايه اللي حرام بس عشان افهم ها...ممكن افهم..لحسن انا كده هيجرالي حاجه..
اخذت تعتصر يداها وهى تقول بخجل شديد: كده يعنى اللي انت عملته ده ...
قال هو بتنهيده عميقه: هوانا لحقت اعمل حاجه ...بالله عليكى قوليلي انك بتهزرى وان اللي فهمته غلط...
نظرت هى له بقلة حيلة وهى تقول: انت ...يعنى ...انا مش فاهمه انت فهمت ايه بالظبط بس انت بوس... قطعت كلمتها بخجل وهى تعيد انظارها لقدمها ليزفر هو لها بضيق وهو يقول: هو مامتك الله يرحمها ما قالتلكيش اى حاجه خالص..
نظرت هى له بإستفهام ، ليقول هو لها بحيرة في كيفيه ايصاله لمعلومه كتلك لها : اقصد يعنى اخوكى اللي اتجوز اتجوز ليه..وانتى قولتيلي اختك متجوزه...متجوزه ليه..
نظرت هى له بإستغراب لتقول: عشان بيحبوا بعض..
كاد ان يصاب بالجنون ليقول : اه وبعدين.
تابعت هى : ويتجوزوا ويبنوا حياه ويجيبوا اطفال...
ايوووه عليكى نور يجيبوا اطفال..ابتسم هو بشده وهو يقاطعها عند تلك النقطه
بينما هى فزفرت بحنق وهى تقول: انت ليه بقي كلامك مش مفهوم...
انا اللي مش مفهوم ولا انتى اللي بتهزرى ولا انا اللي وقعت نفسي في مصيبه معرفلهاش حل هتف هو بها وكاد ان يمزق شعره من هول ما يشعره بجوارها..
لتنظر هى له وهى تقول بصدق: والله انا مش فاهمه قصدك..اما تعرف تجمع جمله مفيده يبقى اتكلم ويلا عشان نروح عشان مراد ما ياخدش برد...
قال هو بقلة حيلة : كويس قوى انا هروح واقعدك مع داده رحمه هى تفهمك...لانى كده ياما هفهمك غلط...ياما هرتكب جنايه
حدقت هى به بدهشه ثم ضحكت علي منظره ذاك..بينما هو فافلتت منه ضحكه عاليه علي هول ما سمعه من تلك الصغيره البريئه بحق وهو يقول: الظاهر ان ليلتنا فل..
ثم قاد السيارة متوجهاً نحو منزله وسط ضحكاتها وحديثها الذي لم يمل من سماعه.
.. .......................................
بفيلا آل قاسم...
كانت وعد ترمق الجالس علي كرسيه المتحرك بصدمه ثوان وتحولت نظراتها لتهكم دون ان تجيبه عن سؤال الذي سئله منذ قليل عن معرفته إياها...
التفتت حول الكرسي وهى تقول له بتهكم : هو حضرتك قاعد علي الكرسي ده من امتى...
نظر هو لها بصدمه لينظر لها ماجد.بحنق ، ليقول رائف بشرود: من خمس شهور...
احست هى وكأن العالم منحها ما لم تتوقعه لتتوجه نحو الاريكه جالسه بهدوء ثم قالت: امال نائل بيه فين.. هو مش هيستقبلنا..
رمقها رائف بسخريه ثم قال: وهو انا مينفعش استقبلك...
ضحكه افلتت منها لتقول هى : لا ينفع مش هنقول لا... بس الحفله لازم بحضور جميع الأطراف والا مش هتبقي حفله..
نظر لها رائف بصدمه ليقول لها : انت مين
اقتربت هى من كرسيه لتضع يدها علي احدى ايدى المقعد وتميل فوقه وهى تقول: انا عملك الأسود...
اقترابها وملامحها التى كانت واضحه اعادت ذاكرته لخمس شهور مرت...ليقول هو لها بصدمه: مرات هادى .....مش معقول
لا معقول ....هتفت هى بها بسخريه لاذعه ثم تابعت مرات هادى اللى سرقتوا كل املاكه وكله تحت اسم بيع وشراء.... مرات هادى اللي جالكم بيطالب بحقه اخذته منه كل اللي باقي له من شقي عمره وادتوله شويه فتافيت...مرات هادى اللي قتلتوه يا كلاب....
نظر هو لها بصدمه لتقول هى بظفر : وانا جايه اخد حقي منكم وحق جوزى...ها جوزى اللي قتلتوه يا رائف وعارف املاكه كلها اللي اخدتوها منه ...انا جايه ارجعها ...شوفت بقي..ربنا مبيسبش حق حد ازاى . والدنيا دواره..لا ومش هرجعها بس...ده انا هرجعها وفوقيها املاكك كمان فوق البيعه... عشان تعرف انت وقعت مع مين...
مين اللي قتل مين .واملاك ايه دى اللي تاخديها ....هو ايه اللي بيحصل هنا....كان ذلك صوت نائل الذي دلف لتوه مصدوما. مما يسمعه... لتخرج وعد احدى الورقات من حقيبتها وهى تقول بظفر : اسمعوا بقي يا حلوين.. اولا. كده انا كان ليا٣٠٪ من اسهم هادى وهو لما احتاجهم انا قولتله انا متنازله ليك عنهم بس كده وهو جه وباعهالكم وانتوا اخدتوا الاملاك من غير ما تشوفوا مين صاحبها...وللأسف الشديد ان صاحب ال٣٠٪ ده كان انا وانا مكنتش عامله توكيل اصلاً لهادى يعنى الاملاك دى بتاعتى لحد دلوقتى شوفتوا بقي انتوا اغبياء ازاى... وهادى بحسن نيه باعها ومن حاجته للفلوس مفكرش في التوكيل وانتوا بغبائكم مفكرتوش تفتشوا في الملفات وافتكرتوا ان كل الاملاك دى ليكم....غير بقي املاكك انت يا استاذ رائف...عارف العقد اللي مضيته مع شركه ورد وكان عليه توقيعك...انا كنت حاطه ورقه بيضه في النص وملازقها في ورقه تانيه من فوقها من غير ما انت تحس انا اخذت توقيعك ده بشكل رسمي وطبعاً كتبت في الورقه اللي انا عاوزاه يعنى حالياً ال ٤٠٪ بتاعوتك بقوا بتوعى أنا كلللللهم.. اتخيل بقي.. وكده انا اقدر اقعد توجهت نحو المنضده لتجلس عليها بفخر وهى تقول: انا كده بقى اقدر اتكلم معاكم في الصفقه عاوزين تشتروا اسهمكم اللي تحت ايديا بكام...ثم نظرت لرائف ونائل وهى تقول بغل: عارف انتوا قتلتوا اتنين بيوم واحد ...كنتوا هتموتوا تلاته بس ربنا اراد انى اعيش ...وده كان غلطكوا اللي هتدفعوا ثمنه طول حياتكوا انى انا اللي بقيت عايشه منهم بعد ما قتلتواابنى وجوزى... ده غير ان واضح ان اصابه هادى ليك بعد خناقتكوا يا زباله ماشاء الله سابت أثر كويس قوى يفكرك هو مين هادى طول عمرك... عارف انا اخذت وعد علي نفسي ما ارجعش بيت اهلي غير وانا رافعه راسي....وده اللي هيحصل النهارده بعد خمس شهور مشوفتهمش فيها..
نهضت هى مره أخرى لتتوجه نحو نائل الواقف مصدوماً وهى تقول: انت محضرتش الحفله من اولها بس متعوضه..اكيد عرفت انا مين...لاحظت هى صوت ضعيف يخرج من خلفه... صوت صغيراً باكياً سمعته لتنظر هى بدهشه لتلك الصغيره التى ظهرت امامها من خلف ظهره حتى تضح الرؤيه بصدمه حدقت فيها بزهول ...لتمد يدها وهى تتلمس ملامحها وهى تقول : ن...ني....نيفين...مش معقول.... بتعملي ايه هنا...
نظرت لها نيفين بصدمه وعيناها فقط تزرفان الدموع اختها امامها...ولكن هل ما سمعته منها حقيقي... هى هنا لتنتقم!!
ركضت وعد لتحتضن اختها بشده وهى تبكي وهى تتفحصها بعيناها والجميع يشاهدون بصدمه .... لتتركها وهى تقف امامها وتقول بغضب: اختى بتعمل ايه هنا....انطقوااا...عملتوا فيها أييييييه يا ك.... نائل جوزى....هتفت بها نيفين دون تفكير..
لتلتفت لها وعد بصدمه لتتسع إبتسامتعا ثم ضحكت هستيرياً وهى تقول: مين...مش فاهمه..جوزك ده اللي هو ازاى.. وازاى ماما سمحت بكده...وعمار. هااااا فين عمار كان مواعدنى هيحافظ عليكوا ....ازاااى عملوا كده ازاى يجوزوكى للحقير ده....انتى انتى لسه صغيره ..لا انا مش هسمح بكده انتى فاهمه ثم توجهت نحو نائل بعنف وهى تصرخ به انت استغلتهم يا حيوان.... انا هوريك وربي لاوريكم انتوا الاتنين...
نيفين.....وعد.....هتف بها الواقف علي الباب بصدمه لتنظر نيفين له بزهول ووعد التفتت سريعاً وهى ترمق أخاها...نحف كثيراً عن اخر مرة رائته بها..بعض اثار الضرب ظاهره علي وجهه وكانه خرج من معركه ... جحوظ عيناه من صدمته وتلك الغريبه الواقفه ممسكه بكفه وتنظر لهم بزهول ..... قالت هى بصدمه: عمار...هو اييييييه اللي بيحصل ممكن تفهمنى...و...و.نيفين بتكذب عليا مش كده..انتوا مجوزتوهاش ....نيفين بتعاقبنى عشان مكلمتهاش من زمان وبتمثل مش كده يا عمار....لم يكن الأخر بأقل زهولاً منها ثوان وركض نحوها ليتلقفها قبل ان تسقط علي الأرض بإنهيار بكى اثنيهما بينما هى فتشبثبت بثيابه وهى تحتضنه بشده... لتقول : هى متجوزتش الحيوان ده مش كده....وهو كان مصدوماً ليس لديه اى اجابه بماذا سيخبر اخته.لا اعلم عن صغيرتنا شيئ لقد تركتهم منذ فتره..وضيعت الامانه..دموع كثيره احتلت المشهد وحينما لم تجد إجابه نهضت بعنف واتجهت نحو اختها وسط نظرات الجميع المصدومه والتى لم تعى ما يحدث بعد لتمسكها من كتفاها وتهزها وهى تقول بصراخ وهستيريا: هو مبيتكلمش انتى قوليلى...ايه اللي حصل...انتى متجوزتيهوش مش كده...وماما..لو هو مش قد الامانه ماما لازم تكون ادها...ماما استحاله توافق علي كده...انا واثقه....قوليلي مش كده....
ماما مااااااااااااااتت.....ماتت وسبتنى وحدى في وسط الدنيا دى...
صدمه هى اقل ما حدث... نظرت لها وعد بعدم تصديق وهى تضحك بشده وتقول: متكذبيش....نيفين اوعى تكذبي عليا.....قوليلي الحقيقه...
الحقيقه امك ماتت....ماتت وهى نفسها تشوفك وانتى لسه بتجرى وراه الانتقام وبس.....صفعه افلتت منها لتحط علي وجه اختها وحينما استوعبت فعلتها قالت وهى تنظر ليدها: انتى بتكذبي ماما عايشه... لسه ماما عايشه...انا لسه محكتلهاش عن اللي حصلي....لسه مقولتلهاش انى عمرى ما هتكسر....لسه ما فرحتهاش .....لسه معملتش كتير معاها...لسه محضنتهاش...امى لسه عايشه بالله قوليلي انك بتكذبي.....
ما بكذبببببببببببش..صرخت بها نيفين لتنهار ارضاً جالسه علي قدميها بينما عمار فكان جالساً على ركبتيه ولازال لم يستوعب الصدمه بعد والدته تركته وذهبت قبل ان يعود....
دقائق مرت علي بكائهم ....الآن تيقنوا انها رحلت وحينما استعادت شجاعتها لاحظت عمار الواقف مستنداً علي تلك الغريبه وهو يتقدم من اخته ويقول بألم: بس انا قولتلك مش هتتجوزي.....قولتلك لا....ازاى تتجوزى .....ازاى....فهمينى....
بكت هى ثم صرخت بعنف يكفيها ماعناه بمفردها الآن يحملوها اخطاءً لم تقترفها: اتجوزت ليه ....ها.... عاوزين تعرفوا....اتجوزت ليه....وبتلومونى انتوا الاتنين قبل ما تلوموا نفسكم....انت سبتنا وانا قدرت انك مشيت عشان تحمى نغم.... وانتى ...اشارت لأختها بإنكسار وهى تقول: بقالك شهور مفكرتيش ترفعى سماعه وتتصلي علينا...مفكرتيش تعرفي احنا لسه احياء ولا ميتين وجايه تعاتبي وتلومى وتحاسبي جايه تنتقمى وتصدرى احكامك وتحطى مين المذنب ومين المظلوم...انتى كنتى الظالمه وبس يا وعد....كنتى الظالمه هنا....انتى عارفه انا كنت محتجاكى اد ايه....فاهمه يعنى ايه كان نفسي الاقي حد ارمى عليه حمولي..كنت وحدى. . وحدى وبس...وبواجه الدنيا وحدى. ..عارفين اختكم جارالها ايه وهى في غيابكم...ولا سالتوا نفسكم ايه اللي يخليها تتجوز وهى لسه صغيره زى ما بتقولوا...عارفين ايه اللي حصل..... صرخت هى بقوة وهى تقول: انا هقولكم...
كفايه يا نيفين كفايييييه..هدر بها نائل ..لترفع هى كفها وهى تقول : لا مش كفايه عليهم...لازم يعرفوا ايه اللي حصل لاختهم...معلش بقي هضطر أاذيكم كلكم واحد واحد وانتوا بتسمعوا قصتى....مش هتكسف واوطى رأسي انا مغلطش..عارفين..انا الوحيده هنا المظلومه فيكوا....محدش يتكلم عن الظلم ولا عن الحق.... اسمعوا بقي.... انت مشيت مع نغم يا عمار....واحنا من اول ثانيه اتبهدلنا...الحيوان جه يدور عليكم عندنا وملقكوش...بهدل البيت ومشي وكلها كام ساعه وعرفت ان ماما مريضه...عرفت انها عندها السرطان....عارفين يعنى ايه سرطان... بس قبل ما اكتشف ده كانت هى ماتت...مكنتش عاوزه تحملنا همها وماتت قبل ما حد يعرف...شهقه افلتت من وعد لتسقط ارضاً جالسه وهى واضعه يدها علي فمها بصدمه بينما عمار فكان ينظر لها بعدم تصديق..ايعقل ما يسمعه لتتابع هى بالم ودموعها ترسم اخاديد طويله علي خدها: عارفين بقي ايه اللي حصل بعدها...قولتلك كفايه يا نيفين..صدقينى كده كفايه قوى..لا هما ولا احنا هنقدر نستحمل اكتر من كده..متعذبيش نفسك وتعذبيهم معاكى...متعذبنيش انا كمان من فضلك..كفايه هتف بها نائل بألم..
بينما هى قهزت راسها رافضه. هى تقول: لا لازم يعرفوا انا حصلي ايه....عارفين بقي ايه اللي حصل بعدها..نظرات اخوتها المصدومه الضائعه الشارده لم تجعلها تتوقف عن حديثها للتابع هى...بقيت مسئوله عن طفل صغير وعنى...بقيت ام واخت وانا مكملتش ١٥ سنه فاهمين يعنى ايه...وكان ده كله كان قليل وجه اللي يكمل عليا..خبط علي الباب وانا افتح والاقي الحيوان هو اللي واقف علي الباب..عارف الحيوان ده هو مين يا عمار...ده عماد...عارفينه.... اه هو بقي ده...جه وقفل الباب واستغل انى لوحدى.... وعشان يقهرك انت عشان اتجوزت نغم زى ما بيقول قال هيعمل ايه...اقتربت منهم وهى تحاول استجماع شجاعتها الزائفه لتقول هى بألم : قال هيغتصبنى فيديو ويصورنى ويبعتلك الفيديو ده...هوت علي الأرض امامهم وسط أنين وعد وشهقاتها وبكاء نغم الصامت وصراخ عمار الباكى وهى كانت تنظر لهم بألم مفترشه الأرض تراقب السقف وفقط...ليركض نائل اليها حملها سريعاً وهو يحتضنها ويحاول جعلها تتحدث...نظرت له بألم وهى تتابع بصوت ضعيف كان مسموعاً للجميع بصعوبه: والانسان اللي بتسئلونى وفقتى عليه ليه هو اللي انقذنى....انقذنى من بين ايديه بعد ما الحيوان موت فيا كل حاجه... وعشان يحمينى اتجوزنى...ثم قالت بالم :وفضل يحافظ عليا ويحاول يفرحنى...وانتى جايه تقوليلي اتجوزتيه ليه وعاوزه تنتقمى منه... هو استحاله يأذي حد...
هتفت بها نيفين قبل ان تغادر الوعى ليصرخ نائل بأسمها بينما وعد فكانت تنظر للجميع بشرود وكأنها علي كوكب أخر صرخت بألم ثم سقطت بدوامه سوداء خلف أختها هاربة من هول ما سمعته وما لا يحتمل عقل بشؤ ليركض ماجد اليها محاولاً إفاقتها...

إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن