الفصل الثالث عشر

7.7K 170 1
                                    

ثوانى فقط، وطرقات عاليه علي الباب كادت ان تخلعه من مكانه جعلته ينهض من فوقها وهو يقول لرجاله شوفوا مين وعلي الله حد يدخل هنا ثم قام بسحبها من قدمها وهى خائرة القوة الي غرفه أخرى وسط ثيابها الممزقه وسحب هو ثيابه وارتداها مسرعاً، ليسمع هو صوت رجولياً قوياً بالخارج ليرمقها بنظرات قذره وهو يقول: ثوانى ورجعلك وعلي الله اسمع همس منك والا ادفنك بمكانك....
بينما هى فلا حياة بها كانت عيناها زائغه ، تبحث عن حياة او أمل ولكن... لم تجد غير السواد الكاحل وفقط ..
سمعت صوت تعرفه جيداً، لاتعلم ماجال ببالها غير قليلٍ من الأمان لتجتمع قواها المتبقيه وتصيح باسمه عله ينقذها...
بالخارج...
كان يقف بطوله الفارع ومعه مجموعه من حراسه امام الباب وهو يقول للرجال المعترضين طريق دخوله: اوعى من سكتى بدل ما ادفنك مكانك..
لياتى عماد من الداخل بثيابه غير المهندمه، ليقول له بصوت اجش: خير عاوز أيه..
لينظر له الوقف بغضب وهو يقول : انت اللي مين وبتعمل ايه هنا..
ليقول عماد بسخريه: انا ظابط انت فاهم يعنى اسجنك وانت واجف بمطرحك وبعمل ايه هنا ، فالبيت ده بجى بيتى من النهارده ، ولاكش صالح واصل، ويلا اتوكل علي الله..
لينظر هو له بصدمه ثم قال بتهكم : اولاً الدنيا مش سايبه ولو هو بالدراع فانا هقدر اتعامل معاكم كويس، وثانياً البيت ده يبقي بيت.....قاطع حديثه صوت صراخ يعلمه جيداً هاتفاً باسمه هو نائل بينما عماد فكز علي اسنانه بحنق ، ليصيح الواقف علي الباب بحده: اقسم بالله ان ما دخلتنى لاكون حالاً فاصلك من شغلك اللي فرحانلي بيه انت فاهم، حاول ازاحته عن طريقه ليتدخل رجال عماد، بينما رجال نائل لم يشاهدوا ويصمتوا ليتدخلوا هم الأخرون..
اشتباك بالأيدى عنيف جعل سكان الشارع يشاهدون بخوف ليتصل احدهم بالشرطه دقائق مرت علي الاشتباك لتصل قوة من الشرطه وينطلق رصاصات بالهواء ليقف الجميع بمكانه بلا حراك، ليتوجه عماد ناحيه قوة الشرطه بعد ان اشتبك مع نائل وكادا ان يقتلان بعضهما بعضاً ، بينما نائل اسرع هو الأخر نحوهم ..
ليقول ظابط الشرطه ايه اللي بيحصل هنا ده.
ليقول عماد بنبرة جشه: انا الرائد عماد من قسم الاقصر يا حضرة الظابط، والبيت ده ليا فيه شغل كنت بخلصه وهمشي، بس الاستاذ ليه رائي تانى وداخل يتهجم علينا وكان لازم نادبه..
لينظر له نائل بتهكم ثم ضحك بسخريه ليقول للظابط الذي يراقب الموقف بهدوء: انا نائل القاسم اكيد حضرتك عرفنى، والبيت ده بيت...صمت للحظات ثم قال: يبقي بيت خطبتى، وافجاى ان الناس دول فيه وبيتهجموا عليه ، مش هقف واسكت يعنى..ثم انا اقسم بربي، لأشيلهم كلهم من شغلانتهم اللي فرحانلي بيها دى وبيتهجموا علي خلق الله بيها..
لبتنحنح الظابط وهو يقول لنائل :، احنا متاسفين يا باشمهندس ، وحقك علينا المره دى اكيد في سوء فهم..
بينما عماد فصاح رافضاً: انت بتعذرله ده لازم يتاخذ علي الجسم حالاً ويتعمل معاه الصح..
لينظر له الظابط بحنق وهو يقول: استاذ نائل رجل اعمال مهم جداً وهو اشهر رجل اعمال هنا بالبلد، ثم تابع غير ان البيت بيت خطبته عاوزه يتفرج وانت بتدخله، ثم فين أذن التفتتيش..
ليقول عماد مرتبكاً : كنا مطلعين واحد من يومين بس النهارده مطلعناش..
ليقول الظابط بحده : طيب يا حضرة الرائد، حضرتك تسيب البيت حالاً واتفضل مشي رجالتك والا الموضوع هيبقي فيه كلام ثانى..
لبنظر له عماد بحده ثم بتركه متوجهاً نحو المنزل بينما نائل نظر للضابط بحده وهو يقول: صدقنى الموضوع مش هيعدى بالساهل ، ثم تركه وتوجه مسرعاً باثار عماد..ليجده يدلف احد الغرف ويغلق الباب خلفه مسرعاً ...
بالداخل.. كانت نيفين ترمق السقف بضعف وهى لا تعى ما يحدث حولها لم تعد تسمع أى شيئ هى فقط تشتهى الرحيل، فتح الباب فجأه لتنظرهى للواقف عليه بخوف وترتعد اوصالها ليرتعش جسدها بشده وتصرخ هى بخوف ليصيح هو بها: اوعى تفتكرى الموضوع خلص، لا صدقينى انتى ل يا وهورى اخوكى ال....ازاى ياخذ حاجه مش ليه فتح الباب لينتفض عمادمن مكانه وهويرى نظرات نائل القويه له ثوانى وانتقلت نظرات نائل لصوت الانفاس المتهدج علي الارض وهاله ما راه فثيابها مقطعه وجسدها ينكشف منه العديد من الاجزاء غير الدماء التى تسيل من شفتاها وانفها والكدمات علي جسدها.. نظر هو بكره لعماد ثم اخذ بلكمه عدة لكمات لم يوقفه سوي اخذ احد الظابط له لينقذه من ببن يديه امتلئت الغرفه بالظابط بينمانيفين فهى لاتعى مايحدث حولها لتتوجه انظار الجميع للفتاة الملقيه علي الارض، بينما يصيح بهم نائل ان يخرجوا ليخرج الجميع بصمت، ثوان وجلس هو بجوارها ثم نظر علي جسدها المنكشف بأسي ثم خلع سترته ليغطى بها جسدها...لترتعد هى بين يديه التى تحاول جاهده ان تغطي جسدها بينما هى فلم تعى سوى ان احدهما يقترب منها.. اخذت تبكى بشده وتصرخ وهو ينظر لها باسف ثوان مرت وهى علي حالتها تلك ليعطيها هو عده كفوف علها تستعيد رشدها..
نظرت هى له اخيراً بالم ليومئ هو براسه لها ان لا تخف... بينما هى فلازال جبينها يتعرق بغزاره وجسدها يرتعد لتنطق هى ياسم اخاها الصغير من بين شفاهها ثم تذهب في عالم أخر وسط غيمه سودا وهى تتمنى ان لا تفيق ابداً بعد الذي رائته بيومها ...
ليغلق هو ازرار سترتها بينما يتوجه الضابط لنايل وهو يرمق الفتاه الفاقده للوعى باسف ويقول: استاذ نائل ، انا كنت عاوز حضرتك في موضوع.
لينظر له نائل بحده وهو يقول : طب اتفضل بره وانا جاى وراء حضرتك..
ليومئ الظابط براسه ثم يتوجه للخارج بينما نائل حملها بهدوء من علي الأرض، ثم وضعها بسرير وجده يتوسط الغرفه دثرها جيداً وغادر وتركها..
خرج ليجد طفل صغير يبكى بشده وحوله احد رجال الشرطه يحلول تهدئته ليقول هو بهدوء : مراد مش كده
اومئ الصغير براسه وهوويهتف باسم اخته ليبتسم له نائل وهو يقول : طب تعالي عاوز اقولك حاجه.
ليمسح الصغير دموعه بأكمام ثوبه ثم يتوجه ناحيه نائل بهدوء، ليهبط نائل لمستواه وهو يقول:متقلقش مفيش حاجه حصلت خالص هى بس نيفين تعبانه شويه وشويه وهتلاقيها قامت وقعدت جنبك اتفقنا..
ثم قال وهويشير للصغير الذي لم يصدق كلامه بعد، عاوز تشوفها مش كده..
ليهز الصغير راسه بسعاده ليقول نايل ، بس وعد ما تتكلمش وتسيبها تستريح اتفقنا..
ليهز الصغير راسه مره اخره مؤكداً ليبتسم مراد ثم ينهض ويمسك بكف الصغير ويتوجه بصحبه نحو الغرفه،فتح الباب فتحه صغيره وهو يقول بصوت هامس: اهى نيفين نايمه شايفها..
ليومئ مراد براسه ليقول نائل : نسيبها نايمه بقي اتفقنا.
ليبتسم الصغير ليهتف نايل باسم احد الرجال وهويقول : خذ مراد للمحل وجبله اللي يختاره ..
ليبتسم الصغير بسعاده ويذهب بصحبه الرجل، بينما الضابط كان ينظر لنائل وهو يقول : احممم ، انا عاوز اتأسف لحضرتك علي اللي حصل .
ليقول نائل بغضب: اللي حصل انا مش هعديه، والبنى ادام له لعب في عداد عمره لما فكر يعتدى علي نيفين وانا هوريه ازاى يتجراء يلمسها بأيده القذره..
ليقول الضابط بأسف: انا عاوز افهمك، ان ده من الصعيد ولو بس انت فكرت تعمل حاجه حتى لو صح هما مش هيسكتوا والدنيا هتتطربق ويبقي تار وربنا يغيتنا بقي..
ليقول نائل بقوة: وانا مبسبش تارى وده اعتدى علي بنت وحدها واستقوى عليها، وهوريه ازاى يتجراء يفكر يلمسها، ثم قال : والموضوع ده بينى وبينه وربنا لاخليه يقلع البدله اللي فرحانلي بيها دى واوديه وراء الشمس، وكل الرجاله اللي هناشهود علي اللي شافوه واولهم حضرتك..
ليهز الضابط راسه وهوويقول : انا اكيد معاك في اللي هتعمله..
ليومئ نائل راسه بينما يقول الضابط: انا بقول من رائي، مينفعش تسيبها هنا وحدها وانت عارف نفوس الناس ايه.
ليهز نائل رأسه وهو يقول : اكيد ، انا هتصرف ..
ليبتسم الضابط وهو يقول : تمام اى خدمه.
ليشكره نائل بهدوء ، ثم ينصرف الضابط بصحبه قواة الشرطه، ثوان واتى مراد فرحاً بصحبه كيس كبير ممتلئ من الحلوى ليقول نائل : مراد ممكن نتكلم راجل لراجل..
ليبتسم الصغير ويهز رأسه موافقاً.
ليقول نائل : دلوقتى انت ونيفين هتيجوا تقعدوا معايا انا و..... صمت قليلاً ثم قال بأسف انا وبس ايه رائيك..
لينظر له الصغير بتفكير وهو يقول: بس مينفعش بنت تقعد مع رجاله لوحدها ماما كانت بتقول كده.ليضحك نائل من اعماق قلبه وهو يقول: لا الظاهر ان الصعب اقناعك، بص متقلقش، عندنا في بنات كتير برده نيفين هتقعد معاهم ثم انى كل يوم هجبلك لعب وشيبسي وحجات زى كده ايه رائيك.
ليقول الصغير بسعاده بعد ان ادعى التفكير للحظات : امممم طيب موافق..
ليبتسم نائل وهو يقول : طيب تطلع تستنانى بالعربيه لحد ما اجيب نيفين واجى اتفقنا.
ليهز الصغير رأسه ويتجه بصحبه احد الرجال للسياره.
بالداخل توجه نائل لغرفه نيفين، دلف فوجدها نائمه وعلامات الاعتداء واضحه جليه علي جسدها ، نظر لها باسف، وهو يلعن نفسه ثم قال : انا أسف يا نيفين بس اللي حصل خلانى معرفش اهتم بيكى ، وغفلت عنك، بس وعد خلاص، معدتش اسيبك تانى .
ثم حملها برفق بين يديه وتوجه بها بهدوء نحو سيارته، خارج من باب المنزل وسط انظار الجيران الرافضه لتتقدم احدهما وكانت صديقه لوالدتها وهى تقول بإستهجان: انت يا اخينا، واخذ البنت ورايح علي فين كده، هى وكاله من غير بواب.
ليقول نائل بسخريه: ايوه من غير بواب ، مش من شويه كان في ناس هنا ودخلوا وقفلوا الباب ومحدش كلف خاطره منكم يمنعهم،اشمعنا دلوقتى طلعلكم لسان ...هاااا..
وعلى العموم يا استاذه ثم قال بصوت مرتفع، نيفين تبقي خطيبتى وفرحنا هيبقي قريب قوى، وبما ان الحاره دى مفيهاش راجل ، مينفعش اسيبها هنا لوحدها لحد يوم الفرح...
ثم رمقهم جميعاً بنظرات غاضبه ودلف للسياره بعد ان وضع نيفين بداخلها برفق.
وغادر وسط نظرات اهل الحاره التى لم تصدق ما قاله ذلك الرجل منذ قليل..
......
بالقصر الريفي حيث يسكن ريان.... بالبيت القاسي الذي عانت به فرحه الامرين...
كان صوت صراخه عالياً، وهو يقول بغضب: انا مش هقعد هنا يوم زياده العيشه هنا لا تطاق...
ليصيح به صوت جدته وهى تقول بغيظ: العيشه اللي لا تطاق، ولا البت ضحكت علي عقلك وخليتك تسيبلها الواد وتمشى..
لينظر لها ريان بنفاذ صبر وهو يقول: من فضلك يا حجه، انتى عارفه وانا عارف ،ان اللي حصل ده كان مسيره يحصل في يوم..فكرك ان رافت كان ماشيه مظبوط وشغله صح... اكيدانتى عارفه هو كان وراه بلاوي اد ايه مخدرات وتجاره غير مشروعه... والاستاذ حامد اللي مفروض انه اخونا... وكلنا عرفنا انه مأجر واحد عشان يقتل رافت وياخذ فرحه ليه بعد.ما حلية في عنيه، مش كفايه الغلبانه اللي اسمها هند اللي كانت عايشه معاه وساكته رغم البلاوى اللي بيعملها.. غير انه مريض ومش عارفى يجيب طفل وكان طول عمره بيرمى الذنب عليها هى.... اللي حصل ده كان هيحصل في يوم ... واوعى تفتكرى انى كنت بعاقب فرحه عشان رافت وحامد... لا كلنا عارفين ان ده كان هيحصل في يوم وانهم كانوا هيخلصوا علي بعض، بس فرحه قدمت الموضوع واستغلته لصالحها هى وهند وعرفوا يلعبوا ازاى وهما اللي بلغوا رافت بأن حامد عاوز يقتله وبلغوا حامد بان رافت عرف... وفي الاخرين هما الاتنين الي قرروا نهايتهم هتكون ازاى... انا عاقبت فرحه بس عشان استغلتنى انا... واستغلت مشاعرى ....ويمكن اكون ظلمتها ..وعارف كويس قوى انه صعب انها تنسانى... بس اللي مش هقدر اتحمله انى اخذ منها ابنها واقتلها وهى عايشه كفايه بقي ظلم وقهر... بلاش افترى لان الافترى نهايه وحشه قوووى..
وانت اللي قررت الكلام ده من نفسك ...قررت تسيب حق اخواتك وبعتهم عشان واحده متسواش... بس انا مش هسيب حق ولادى يا ريان يابن بطنى..
كان هذا حديث والده ريان التى خرجت لتوها من المشفي بعد صراع طويل مع المرض ... تفاجئ ريان من وقوفها امامه بصلابتها المعهوده ليتوجه نحوها وهو يقول بإبتسامه متجاهلاً ما قالته سابقاً: حمدلله علي السلامه يا امى.. نورتى بيتك.. تزاى تطلعى من غير ما نعرف.. والمستشفي ازاى تسيبك تطلعى كده..
لتنظر له والدته بصرامتها وشدتها المعهوده وهى تقول: انا جيت بحالي ولسه بعرف امشي وحدى.. وانت طووول عمرك ما بتفدناش بحاجه.. وحق ولادى انا اللي هجيبه يا ريان..
نظر لها ريان بغضب وهو يقول : الظاهر انى اتولدت في البيت ده غلط.. ولو فضلت قاعد معاكوا يبقي انا كده بوافقوا علي عمايلكم دى... ثم سحب حقيبته وهو يقول بالم: فتكم بعافيه.. مع السلامه يا امى.. مع السلامه يا حجه..
ثم رمقهم بنظره وداع اخيره وسط نظراتهم الجامده البارده والتى اعتاد هو عليها منذ طفولته.. ليرمقهم باسف ويغادر تاركاً المنزل متهرباً من شخصيه ارادوا هم تكوينها وتحويله لمسخ اخر من اخويه...
................
عادت رندا من عملها وتناولت طعام الغذاء لتقول رندا بإبتسامه لوعد: وعد انا عرفتلك معلومات هتهمك قوى..
نظرت لها وعد بامل وهى تقول : ها عرفتى ايه..
لتقول رندا: شركه الزفت نائل واخوه هتعمل صفقه مع شركتنا قريب قوى..
نظرت لها وعد ببلاهه وهى تقول: انتى متاكده..
لتهز رندا رأسها بتصميم.. لتقول فرحه بحماس: كده لازم نحط الخطه ..
لتقول وعد بنفي: لا دول عاوزين تخطيط ميخرش المياه وقوله اعرف كل المعلومات اللي عنهم..
لتقول فرحه فجاه وقد خطر ببالها فكره: طب ما انتى شغاله مع ماجد وشكله كده يعرف كتييير قوى عن عالم رجال الاعمال ده ، انتى شوفتيه كان عارف كل حاجه ازاى عن هادى ..
نظرت لها وعد بإنتباه وهى تقول وقد خطرت ببالها فكره : امممم. كده القدر المره دى معانا.. وهيلعب لعبته الصح..
لتبتسم الفتيات بظفر...وينهضوا جميعاً بعد ان انتهوا من تناول طعام الغداء..
جلسوا يتسامرون ثم نهضوا ليقيسوا الشياب التى احضروها اليوم .. وبنهايه اليوم توجهوا نحو الفراش.. لتقول رندا لفرحه..: انا كنت عاوزه اقولك حاجه كده بس مش عارفه الوقت مناسب ولا لا.
نظرت لها فرحه بإستفهام . لتقول رندا وهى تتقلب علي جانبها لتواجه فرحه النائمه علي طرف السرير الايمن : بصراحه رائد كلمنى وانا في الشغل..
نظرت لها فرحه بخوف وهى تقول : هاا عمل العمليه ولا لسه..
هزت رندا راسها وهى تقول: اه عملها امبارح الحمد لله وقريب قوى هينزل مصر..
ابتسمت فرحه بسعاده لتقول وعد وهى تحاول النوم: انا لحد دلوقتى مش عارفه هو ازاى اتغير فجأه كده وبقي انسان كويس..
لتقول فرحه مقاطعه بتأكيد: انتوا عارفين.. ساعات الانسان بيبقي كويس قوى من جواه بس بسبب تربيه غلط بيبوظ.. بس بو حد قرب منه وحاول يكتشفه بجد هيعرف انه اد ايه كويس ويظهر الانسان علي سجيته... رائد كويس قوى واكتشفت ده من قعدتى الفتره القصيره القاسيه جدا. اللي كانت معاه... هو لما شاف انا حصلي ايه بسبب غلط صغير هو عمله حمل نفسه الغلط كله..وعشان كده طلع رائد النظيف النقي اللي جواه وقرر يصلح غلطه..
ابتسمت وعد لفرحه وهى تقول : شكلك حبتيه..
لتنظر لها فرحه تلك المره بزهول ثم تنفرج ضاحكه وهى تقول: انا ورائد..لا طبعا. مستحيل... اللي بينا مش كده ابداً ولا هو عمره هيبقي كده..
لتقول رندا بتساؤل : ليه ... ايه المانع..
لتقول فرحه بشرود الموانع كتييير قوى اولها رائد اخ ليا مش اكتر من كده، انسان اتحول فجأه من شرير لبطل خير وساعدنى وفضل واقف جنبي حتى في يوم هروبي من عند ريان واول ما طلبت من السواق اكلم حد في التليفون كلمته هو.. وهو بدوره لما عرف انى في مشكله وهو بعيد بره مصر قرر يكلمك انتى يا رندا... عارفين الاحساس اللي بحسه مع رائد هو اخت معاها اخوها وتقدر تواجه الدنيا كلها..وانا معنديش استعداد اخسر المشاعر دى وادمرها بحب وهمى... السند والظهر والحب الأخوى والامان بالنسبه ليا اقووى مليون مره من حب ممكن يقل او يختفي مع الوقت.. الحياه مش حب بس يا بنات.. الدنيا فيها اكتر واكبر من كده..
كانت تتحدث من اعماق فؤادها وكانها فتاه عاشت سنون اضعاف عمرها لتكتسب تلك الحكمه والخبره بالحديث بينما رندا ووعد فكان يراقبنها بصمت وزهول ، لم يعلما يوماً ان فرحه لديها كل تلك المشاعر وكل تلك الاحاسيس وتعلم جيداً الفرق بينها...بسنها الصغير ذلك وخبرتها الاصغر..
لتبتسم وعد وهى تقول لفرحه: فرحه اوعى تتغيري.. خليكى زى ما انتى كده..انتى كل حاجه عكس بعض في شخص واحد.. بشوف فيكى قوة وضعف وحب وألم وكسره وفرح وطفله موجوده جواكى رغم الكسره اللي مريتى بيها بشوف حنانك علي فارس وبقول رغم حزنى انه ملوش اب انتى بحنانك ده كفايه عليه انتى حنانك ده يكفي ويفيض...خليكى كده يا فرحه..
ابتسمت لها فرحه بسعاده وهى تقول : طيب كده احنا ننام عشان الشغل بكره قدامنا يوم طويييل وخطط اطول..
لتبتسم الفتيات بسعاده بينما ينظرون لرندا التى قد غطت بنومها ليبتسموا بمرح ثم ينامون بهناء..
..............
يتغزلون بالقمر والنجوم .... ولكن عند حضورهم يخلد الجميع لنوماً ربما قد يكون الاخير... ولكن للصباح معنى اخر رغم نوره وارتفاع حراره شمسه وقوه ضيائه.. الا انه قد خلق للعمل ....
.....
زينت الشمس السماء بنورها.. وزحفت خيوطها الذهبيه لتغطى الكون بنورها وتمد الجميع بدفئ وطاقه لينهضوا متوجهين لأعمالهم... حلقت الطيور مغادرة عشها لتجمع غذائها وتسبح في فلك الله.. واستيقظ البشر كعادتهم متوجهين كلً نحو اعماله.
...
بفندق the moon القمر...
نهض عمار صباحاً وهويفرك شعره بتعب .. عضلات جسده جميعها اصدرت صوت ازيز لها مع احتكاك عظامه بعضها ببعض بسبر نومته الغير مريحه علي تلك الاريكه..
نهض من اريكته وتوجه نحو الحمام الصغير الملحق بغرفتهم، واثناء سيره لمح شيئا. ما جعله يلتفت للقابعه علي سريرها...
توجه نحوها بهدوء وهو يرى ما ازهله للوهله الأولي... شعرها الحريرى يفترش وسادتها بعد ان نزع حجابها عنها بسبب حركتها بنومها... توجه ببطئ نحوها وهو يرى شعراً بذلك الطول واللون الاسود القاتم لأول مره بحياته.. رغبه عارمه اجتاحته بان يلمسه.. حاول قبع رغبته تلك ولكن نفسه كانت اقوى.. مد يده ليلتمس خصلات شعرها الحريرى بزهول وهو يقول: عمرى ما كنت اتوقع ان شعرك هيكون كده
تمادى اكثر بحركه يده نحو خصله كانت قابعه علي خدها تداعبها بحريه.. ازاحها هو بإبتسامه لتحرك النائمه بفراشها أهدابها بتملم.. لم ينتبه هو لحركه عيناها الا عندما وجدت تنهش فزعه من علي فراشها..
رمقته بزهول ثم تحول زهولها لغضب وهى تقول: انت بتعمل ايه..
قال هو بمحاولة تظاهر القوة : ابداً كنتي بتنادى عليا وانتى نايمه فقولت اشوفك عاوزه ايه..
نظرت هى له مضيقه عيناها وهى تقول : انا انادى عليك انت ...ليييه يعنى من شوقي فيك.. ماانت في وشي طول اليوم وما بشوفش غير خلجتك..
نظر هو لها بصرامه اجاد تمثيلها وهو يقول: والله انتى حره تصدقي ولا ما تصدقيش بس انا كنت بحكى اللي حصل وبس، وبعدين انتى بتدارى عن انك بتحلمى بيا وبتشوفينى في احلامك..ليه..
نظرت هى بتوتر وعلم هو ان مخططه في نفي التهمه عنه قد نجح بإمتياز ليقول هو مستغلاً توترها ذلك وهو يقوا بخبث: الظاهر كده انك معجبه..
وضعت هى يدها علي فمها وهى تقول بخجل نافيه: وااااه... انت فاهم انت بتجول ايه... لااا انا مش معجبه يا اخينا.. ثم قالت في محاوله للفرار من نظراته تلك.. واوعى كده عاوزه ادخل الحمام..
تركته وغادرت راكضه.. وحينما دلفت للمرحاض ونظرت لنفسها بالمراه صدمت من منظرها.. شعرها مفرود علي ظهرها بطوله الذي يتجاوز خصرها بعده سنتيمترات، ووجنتاها المحمرتات بشده ..نظرت لنفسها بحرج وهى تندب حظها: ياااختى ..يجول علبا ايييه دلوجتى... ثم خرجت من المرحاض وهى تقول مدعيه الغضب: انت ازاى تشوف شعرى..
انطلقت منه ضحكه مرتفعه وهو يقول: لو جينا للحق فانا من حقي اشوف شعرك. وايدك...و.... صمت قليلاً ثم قال بخبث وحجات تانيه كتيير .
نظرت هى له بحرج وتوتر وقد توردت وجنتاها ثم التقطت وشاحها سريعاً وقامت بربطه علي رأسها ليقول هو بقله حيلة: ماكنا كويسين ...لازم يعنى الطرحه دى وبعدين انا شوفت شعرك خلاص يعنى..
رمقته هى بغضب ليسحب هو كلامه بإبتسامه وهو يقول : طب يلا عشان هننزل النهارده نتمشي شويه..
ابتسمت هى له ثم التقطت ثيابها من الحقيبه وقالت: طب اطلع اغير هدومى..
رمقها هو بقله حيله ثم غادر وتركها..دقائق مره وسمحت هى له بالدلوف..ليبدل هو ثيابه كالمره السابقه ثم هبطا معا. واثناء سيرهما وجد هو محل لألات الموسيقي وقف مطولاً امام المتجر لتنظر له نغم بإبتسامه ثم امسكت يده ودلفت للداخل وسط نظراته المستغربه بينما هى قامت بسحبه خلفها بإصرار ليذهب هو بصمت ملبياً رغبتها..
قالت للبائع بسعاده.. لو سمحت عاوزن اله كمان..
نظر لها عمار بصدمه وهو يقول لها بهمس: انتى بتهزرى كمان ايه بس انتى شايفه معانا فلوس فاضيه يعنى..
نظرت هى له بتصميم ثم التقطت الجيتار من البائع واعطته لعمار وهى تقول للبايع: ثمنه كام لو سمحت.
ليقول الرجل بإبتسامه: ثمنه ٢٠٠ جنيه يا انسه..
لينظر له عمار وقد نسي ما يحدث امامه وقال بحنق: مدام..
نظر له الرجل بإحراج ثم قال بإبتسامه حاول رسمها احممم طيب يا مدام..
نظرت هى مطولاً لعمار ثم اخرجت محفظه صغيره من جيب تنورتها واخرجت منها المئتى جنيه وكادت ان تعطيها للبائع لولا نظرات عمار المسلطه عليها ثم قال بحزم: انتى بتستهبلى مش شايفه راجل واقف معاكى..
هزت هى رأسها بتفهم ثم قالت: ده هديه ملكش دخل فيه..
لبنظر لها عمار بقله حيله بينما هى اخذت تحصي المال الذي معها ثم قال لعمار بحرج عمار معاك عشرين اجنيه..
ابتسم هو لها ثم انفجر ضاحكاً بعد ان اخرج لها ما طلبته لتعطيه هى للبايع وسط نظراته المستغربه لهذين الثنائيين..
غادر كلاهما بينما عمار كان ينقل نظره بينها وبين آله الكمان وهو يقول لها بحب صادق: شكراً..
لتبتسم هى له وهى تقول : اوعى تفتكر انى بصرف فلوس علي الفاضي لا انا مدبره علي فكره واعجبك قوى كمان..
لتنفلت منه ابتسامه وهو يقول: لا هو التوفير واضح.. قوليلي بقي سيادتك فين التوفير هنا واحنا مش معانا فلوس تكفينا لاخر الاسبوع ولا كمان سيادتك بهذرتى فلوسك في الكمان ده وانا كمان صعب انى الاقي شغل من غير ورق جامعه يثبت انى بدرس فيها وصعب انى اروح اسحبه الوقت ده لانها بعيده قوى عن هنا ..
لتنظر هى له بصرامه وهى تقول : في كمان وفي عازف كمان.. يبقي ندور علي الشغل ليه..
نظر هو لها بصدمه ومن تفكيرها ذلك ..لتقول هى بإبتسامه: انت موهوب وجاتلك فرصه تورى موهبتك للشعب كله عندك اعتراض..
ليبتسم هو لها من اعماق فؤاده وهو يقول لها بسعاده: شكراً يا نغم..
لتضحك هى بصخب علي شكره وهى تقول: مفيش شكر بين الاجواز..
لينتقل الضحك اليه تلقائيا. وسط نظرات الماره الساخره..


إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن