الفصل الخامس عشر

7.6K 175 1
                                    

تعاقبت الشمس مرتان... وظهر القمر المنير ثلاث مرات... ليمر يومان و تأتى شمس اليوم الثالث لتضيئ الكون بأشعتها الذهبيه اللأمعه لتمد الكون بالدفء بأيامه الصقيعه بعد ليالي من الشتاء القارس لتذيب جليد كسي قمه جبال كما كسى بعض قلوب البشر..
استيقظت علي منبه هاتفها لتنهض بسعاده وهى تنظر لرفيقتيها وتقول بنشاط: يلا يا بنات علي الشغل كفايه كسل..
نهضت وعد لترمق فرحه النشيطه علي غير عادتها وهى تقول بضجر: مالك علي الصبح..
لتجيبها رندا التى فاقت علي صراخ رفيقتها: متحمسه عشان رائد هيرجع من العمليه النهارده وهنروح نستقبله من المطار بعد الشغل ان شاء الله هو طيارته هتيجى علي سته كده هنكون خلصنا من بدرى ونطلع علي المطار..
ابتسمت وعد بتفهم وهى تقول: تمام يلا بقي عشان نلبس ونروح الشغل ،ارتدوا ثيابهم علي عجاله بعد ان صلوا فرضهم وحملوا الصغير ليتوجهوا نحو مشوارهم المعتاد اودعوا الصغير بحضانته وتوجهوا نحو عملهم...
استقلوا المصعد كالعاده اليوميه وتوجهت كل منهم نحو عملها بعد ابتسامات ووداعات كثيره كعادة الفتيات دوماً..
..
توجهة فرحه نحو البوفيه لتجد زملائها يتسامرون وعند دلوفها صمت الجميع.. نظرت لهم بإستغراب ثم اودعتهم إبتسامه هادئه وهى تقول السلام وارتدت مئزرها للطبخ لترى ورقه صفراء موضوعه بداخله..
استغربت لوهله من تلك الورقه والتقطتها بهدوء وهى ترى نظرات زملائها المثبته عليها لتبتسم لهم بتوتر ثم اخذت الورقه ودلفت للداخل...
ثوان مرت لتتأكد من عدم وجود اى شخص ليراقبها...ثم فتحت الورقه بشغف وهى تود ان تعرف ما حوته بين اسطرها.. لتقراء عباره صغيرة فحواها : في خضرة عيناك تهت... ومع اول حرف من فمك سقطت جميع حصونى.. لتصبحى انتى مليكه قلبي..
.....وبالنهايه زيلت الورقه بتعليق من عاشق..
نظرت هى للورقه بحنق ثم خرجت لتنظر لزملائها بضيق ثم قامت بالضغط علي الورقه امام اعينهم المستغربه ورمتها امام انظرهم بصندوق القمامه ثم نفضت يداها وكانها كانت خارجه من معركه رعناء ، نظرت لرفاقها وهى تقول : امال فين الشيف محسن.ليقول عاصم وهو ينهض من مكانه بتكاسل: الشيف محسن واخذ اجازه لأسبوع عشان فرح بنته..
هزت هى راسها وهى تقول: طيب مش هنبدء نعمل الغداء ولا هنقعد أجازه ..
ابتسم عاصم بدوره علي حديثها ليقول لرفيقيه: فرحه هتاخذ دور الشيف محسن يا شباب..
ضحك كلاهما بسخريه ، لتنظر هى لهم بضجر وهى تقول: طيب انا النهارده تقديم وسيادتكم يا شيفات طبخ زى ما الشيف محسن وزع .. يلا بقي عشان منتأخرش ..
هزوا رأسهم بضجر وذهبوا لاعمالهم وبقت هى تعد القهوه والعصائر المطلوبه للعاملين بالشركه دقائق قليله وامتلئت الشركه بموظفيها كانت هى تعمل بسعاده وسرعه غير ابهة بنظرات الموظفين لها ولا لحديثهم عنها... ثوان وحان موعد الإستراحه لتمتلاء استراحه البوفيه بالعاملين وخرجت فرحه لتؤدى مهمتها من معرفه الطلبات وتقديمها...
اخذت بتجميع الطلبات رغم ضيقها من بعض الهمسات والكلمات التى تضايق اى فتاةعاديه من بعض من يدعون أنفسهم رجالاً ، اخذت طلباتهم بضيق وتأفف ثم ذهبت للمطبخ لتقول لقاسم الذي استقبلها لياخذ منها اوراق الطلبات ويرى ملامح وجهها الغاضبه: ايه مالك اهدى..
زفرت هى بضيق وحنق شديدين لتردف : قلة زوق بجد..
ابتسم هو بشده ليقول مواسياً لها : خلاص تعالي انتى مكانى وانا هشتغل مكانك.
نظرت له بإبتسامه علي نباله اخلاقه لتقول : لا شكرا. يا قاسم ده شغلي ولازم اتعود واللي يتكلم يتكلم انا مش هعبر حد..
اتت في تلك اللحظه رندا ووعد بوجه أخر غير الذي دخلوا به الشركه..
لتنظر لهم فرحه بإبتسامه سرعان ما تلاشت وهى تلاحظ ملامحهم الممتعضه لتتوجه نحوها وهى تقول: مالكم يا أنسات.
قالت رندا بغموض: انا شكل الدنيا معايا هتعك علي الأخر ربنا يستر..
بينما وعد قالت بمزاح: انا بتقدم خطوات في تحقيق هدفي بس خايفه يوم المواجهة كل حاجه تبوظ..
نظرت لهما فرحه بتفهم ثم قالت: عارفين قبل كده ريان قالي كلمه بجد.عمرى ما انساها... قالي عدى الحجات الحلوه اللي في حياتك لما تحسي بضيق او ان باب اتقفل بوشك..شوفوا بقي احنا عندنا كام حاجه حلوه بحياتنا.. كفايه قوى لمتنا، واننا بصحه وعافيه ، وربنا رزقنا بشغل، وبنام في بيت أمن، ومعانا فلوس تكفينا وزياده والاهم محدش ليه عندنا ضغينه واننا مأاذيناش حد...
ابتسمت لها الفتاتان لتغادر فرحه مكمله عملها بينما لم تلاحظ هى نظرات غامضه كانت مسلطه عليها لتغمز وعد لرندا وهى تقول: انتى شوفتى اللي انا شوفته.
هزت رندا راسها بموافقه بأسمه لتقول وعد : تفتكرى بيبصلها كده ليه..
لتقول رندا بسخريه : يمكن معجب..
انطلقت ضحكه خافته من وعد وهى تقول: احنا بمعسكر رجالي طبيعى هتلاقي البصات دى، بس انا مستغربه انه شخص محترم وجد وشديد قوى وعصبي ومتهيالي ملوش في المشاعر والكلام ده تفتكرى فعلاً ممكن واحد زيه يحب..
ابتسمت رندا بشرود وهى تقول: الحب بيبجى في اى وقت يا وعد واى زمن حتى لو بنيتى الف سور وقفلتى الف باب وعلقتى علي قلبك يفطه غير صالح للإستخدام..
نظرت لها وعد بإنبهار ثم قالت بمزاح: اووووبا ..لا شكل الموضوع كبيييير..
فاقت رندا من شرودها لتقول: هحكيلك بعدين المهم ناكل لحسن الكائنات اللي حولينا دول قرفونى ببصاتهم دى ..
ابتسمت لها وعد وتناولوا غذايهم سريعاً..
علي طاولة اخرى بالبوفيه..
كان يجلس ماجد ومعاذ ووائل معاً ليقول الثانى : هو ورده مش هتنزل من السفر بقي ولا ايه..
كان الاخير شارداً بينما اجابه ماجد بعد ان لمح نظرات اخيه الموجهه نحو شيئا. ما ليلتفت ليعلم ماهية ثم لكز اخاه بمرفقه وهو يقول: انت ملاحظ اللي انا ملاحظه..
نظر له معاذ بعدم فهم ، ليقول ماجد: بص كده أخوك بيبص فين..
تابع معاذ نظرات اخاه ليقول بدهشه: ايه ده.. هو معقول يكون..

إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن