اتدرين ما هو المعنى الاصح لمصطلح ...جريمه.... ليس فقط قتل او سرقه او اغتصاب... او فعل مشين ارتكبه احدهم ليفسد حياة اخر.... الجريمه... مصطلح اقوى واكثر غموضاً ..
هناك جريمه اسمها الصمت... وهناك جريمه اخرى تدعى ازلال النفس... واخرى هى هوان وضعف...واخرى استكانة واستسلام..واخرى راية بيضاء ترفع قبل ان تدخلي خضم معركه ضاريه مع العدو وتحاولي جاهده لإقتلاع بذور الخوف من نفسكى المستسلمه.. واخرى واخرى ...لم اعد احصي اعدادهن...فلندع مصطلح أذيه ..باى شكل ..هى جريمه...والواجب علي القانون ان يعاقب عليها..لماذا لا يعاقبون مرتكبين الجرائم نفسيه.. . برائيي هى اشد الجرائم الماً واصعب فهماً وتفسيراً... فانتى يرتكب بحقك جرائم بشعه... وكلها تحت ستار الفاظ مغطاه بسم اسود يحيط بغمد ينغرز بصدرك ليقتلع قلبك ببطئ ..وتتقطر دمائك... وتسيل قطرة تتبعها أخرى.لتتلوث بدم نقي احمر بقعه كانت بيضاء بالماضي...لتتشوه الارضيه المختلطه بدماء قلب بريئ كما تتلوثين أنتى..... ولا احد يعلم بانك تستنزفين احد الأشياء المهمه لوجودك حيه.... وحينما كدت ان تفقدين اخر قطره من ذلك السائل الاحمر اللزج لجعلك حيه..قررتى ان تواجهى وتتحدى.. فاخر قطره ستهبط علي ايه حال..فلتموتى بشرف إذاً فأنت هالكه بكل الأحوال... خطوه فقط اخطيتها كلفت ثمناً باهظاً... ولكنك لم يؤثر فيكى..اتدرين لماذا...لان اخر قطره دم قدسالت وانتهى امرك... فلتموتى اذاً بعدها بسلام....
....................................................
بالمنزل الصغير....
استيقظت لتفأجئ بذراع محيطه إياها من خصرها وتحتضنها بتملك..نهضت فزعه من علي سريرها لتجدعمار مستلقياً بجوارها وهو يحتضنها...نظرت له بخجل واخذت بالإقتراب منه علها تحفظ ملامح وجهه التى لم تراها عن قرب بسبب خجلها الدائم من النظر الي عينيه..اقتربت منه بشده وهى تنظر له بإبتسامه وتمر عيناها ببطئ علي شعره البنى الناعم ثم تهبط علي جبهته البيضاء ونزولاً لعيناه المغمضه..ثوان فقط..اقالت مغمضه..انتفضت فزعه وهى تجده ينظر لها بشده لتتدرج وجنتاها خجلا باللون الأحمر المعتاد... ليمسكها هو من كفها وهو يقول لها بإبتسامه عاشق: مش كفايه بقي لحد كده... وبعدين خلاص انا قفشتك وانتى معجبه...ومش هتعرفى تهربي منى المره دى...
توترت هى بشده من إقترابه ذلك وكلماته تلك لتقول بتوتر : عمااار عييب إبعد يلا. اللي بتعمله ده ميصحش .
ضحك افلتت منه ليقول لها: أيه اللي ميصحش انتى نسيتى اننا متجوزين علي سنه الله ورسوله وجواز صحيح وحضرتك عديتى العشرين وجوازنا اتسجل في المحكمه وبقينا قانوناً زوجاً وزوجه...ايه المانع بقي نبقي فعلياً زوج وزوجه...ها..
مازال التوتر يمتلكها لتقول هى: اهلي..اهلي لسه ميعرفوش انى اتجوزت..
نظر هو لها بغموض وهو يقول: واهلك لو روحتى ليهم هيسلموكى لعماد... او مش بعيد.يقتلونا احنا الاتنين..
لتقول هى بحزن عميق: بس انا مينفعش اتجوز إكده من وراهم..هما مهما كانوا اهلي..
ابتسم هو لها بشده بعد تفكير عميق وهو يقول : وانا موافق...وهروح انا وانتى لعند اهلك يا نغم...بس عشان اثبت لك انى معاكى في اى حاجه...وعشان تعرفي انى......
صمت قليلا. ثم قال : عشان تعرفي انى بحبك...
نظرت هى له ببلاهة ليقترب هو منها ويقبلها بخدها وسط صدمتها الباديه علي وجهها ليقول: حاجه كده تصبيره عقبال ما تفرج ونروح لاهلك...
ثم ابتسم وحرر قيدها ونهض متوجهاًنحو الحمام..
بينما هى فجلست وتحسست خدها بصدمه وهى تقول بخجل : وانا كمان بحبك يا عمار....
..................................................
بشركه ورد...
دلفت رندا بإعياء لمكتبها وهى لا تستطيطع ان ترى امامها والدنيا اخذت تميد بها ..امسكت بكرسي مكتبها بشده وسط خواء جسدها وقدميها التى أصبحت كالهلام...لتجد من يسندها من خصرها.. لم تستطع ان تعرف من هو بسبب شوشره الرؤيه وثوان وسقطت صريعه لغيمه سوداء رحبت هى بها لتخلصها من دوار راسها وتعب جسدها ....
بينما معاذ دلف للمكتب ليجدها علي حالتها السابقه ممسكه بكرسي المكتب بشده وبيدها الأخرى تضعها علي جبهتها بالم التقطت نظرات ضعف وبدايه لإنهيارها فركض مسرعاً لها وفور وصوله ثوان حتى سقطت فاقده للوعى...
كان خائفاً بشده ليذهب بها لداخل مكتبه ووضعها علي اريكته الجلديه واحضر كوباً من الماء سريعاً في محاوله لإفاقتها ولكن محاولاته بائت بالفشل، اسرع ناحيه سماعه الهاتف ليلتقطها ويضغط احد الارقام ثم يقول بحده: في مريضه في مكتبي ،ياريت تطلع بسرعه يا دكتور تكشف عليها.. وضع سماعه الهاتف بمكانها بعد ان انهى مكالمته العاجله واقترب منها وعند نظره لها وهى نائمه علي اريكته الجلديه حيث انحسرت ملابسها قليلاً وتجسدت عليها لأحظ شيئاً لم يره من قبل... اتسعت عيناه زهولاً وهو يرى ملابسها المنكمشه علي بطنها المتكور والبارز قليلاً والتى كانت ثيابها الواسعه تغطى ذلك البروز الظاهر... نفض اى افكار جالت بذهنه بذلك الوقت وما هى الا دقائق حتى دلف الطبيب..
اخذ بفحصها وسط انظاره المرتبكه..لينهض الطبيب بعد ان اعطاها احدى الأبر وهو يقول برسميه : ده إرهاق وضعف عام.. شكلها عملت مجهود شاق وهى حامل..وده اكيد غلط عليها وبالذات في حالتها من صغر سن وضعف عام...وسوء تغذيه..
ثم قال لمعاذ المتصنم بمكانه: هى كلها دقيقه وتفوق..وياريت تروح البيت يا معاذ بيه عشان الراحه مطلوبة..وتتابع مع دكتوره لان حالتها سيئه..
ثم تركه وانصرف..
بينما معاذ فكان ينظر لها بصدمه..دقائق مرت حتى فتحت هى عينيها لتجد نفسها بمكان غريب..اخذت بتذكر الاحداث الاخيره لتنهض بفزع من علي الكنبه لتجد نظرات معاذ المسلطه عليها..
نظرت له بتوتر وهى تقول: أسفه..محستش بنفسي..
لم يجبها بأيه كلمه ...رمقها فقط بنظرات لم ترها هى بعينيه من قبل لتتوتر هى بينما ينهض هو من علي الكرسي ويتوجه نحو باب المكتب ويغلقه بالمفتاح ارتعدت فرائسها وهى تسئله عن سبب الاغلاق لكنه لم يجبها بينما تقدم نحوها ببطئ ...عدة خطوات التهمها هو لتتراجع هى مثلها بتوتر..الا ان كانت نهايتها مسدوده ..استندات علي الحائط بظهرها وهى تراه يقف امامها لا يفصل بينها وبينها سوى سنيمتيرين علي الأكثر ...
رفعت انظارها إليه لتجد نظرات عينيه القاسيه التى لم تعتد رؤيتها أبداً منه..تذكرت هى تلك النظرات جيداً فارتعدت خوفاً وهى تقول بضعف: معاذ ...في أيه..
في إنك واحده.ز....و....و......، انتوا كلكوا كده...صنف.......، انا صدقتك وحبيتك...وفتحتلك قلبي ....وانتى .....انتى كنتي خ...... خونتينى وخونتي ثقتى واستغلتينى زيها بالظبط.... ثم لكم الحائط بجوار راسها بقوة لترتعد هى وهى تبكى ليقول هو بنبرة خبيثه : كنتى بترسمى عليا مش كده.... عاوزه فلوس وبترسمى دور البريئه ...وبتعملي نفسك تقيله..... بس صدقينى انا مش صيد سهل وهندمك علي عمايلك دى.....
بكت هى بشده.وهى تهز راسها برفض... ليسحبها هو من يديها ويلقيها علي اريكه كبيره وهو يقول لها بحنق : وانا هوريكى هعمل فيكى أيه يا حي.... ، خلع جاكت بدلته والقاءه ارضا. باهمال ثم خلع رابطه عنقه وهو يقترب منها بينما هى فتبكى بشده تحاول النهوض ولكن جسدها كان كالهلام فهى لم تستعد قواها بعد...اخذت فى محاوله للنطق او تفسير بعض الاشياء...ولكنه عند نطقها اى حرف يصيح بها ان تصمت..اقترب منها وانقض عليها لتشهق هى وتصرخ بعنف.. اخذ بتكميم فمها لتبكى هى بشده وهى تنظر له بالم اخذ جسدها ينتفض وهو يحاول الاعتداء عليها ثوان وطرقات عنيفه علي الباب لم تهدء الى ان انكسر...ليدلف ماجد وهو ينظر لأخاه بزعر ويحدق فيه بصدمه وسط ذلك المنظر المشين.....
نظر له معاذ ببرود قاتل وهو يقول له : اطلع بره ومحدش ييجى هنا...
بكت هى بشده لتستنجد بماجد ليعطيها هو كفا. قوياً وهو يقول : انتى تخرسي انتى فاهمه...
نظر له اخاه بصدمه ثم هدر فيه بعنف: ايييه الو........ اللي بتعملها دى.... انت ازاى كده.... معاذ انت شارب حاجه مش كده ....قولي انت شارب..... قولي اللي شايفه ده مش صح.....صرخ فيه بقوة وهو يقول: انطق...
نهض معاذ من علي رندا وهندم ملابسه قليلاً وهو يقول بغضب وقهر : لا منيش شارب يا ماجد..ومكنتش واعى غير دلوقتى..اطلع بره واياك تقرب من هنا انت فاهم..
التهم ماجد الخطوات الفاصله بينه وبين اخاه ثم لكمه بقوه وهو يقول له: فوووووق... انت مييييين....انت استحاله تكون معاذ اللي أعرفه...
لينظر له معاذ بالم وهو يدفعه عنه بقوه : لا انا معاذ.... معاذ اللي بيضحك عليه ديماً معاذ اللي كل اللي لما بحب... بتذبح بعديها بسكينه تلمه.... ومشكلتى مبتعلمش من غلطى...
ثم نظر لرندا بقرف وازدراء وهو يقول: دى... اللي يشوفها يقول بريئه مش كده...ثم توجه نحوها وهى تحاول ان تستر نفسها بسب ثيابها التى قد شقت اجزاء كثيره منها ليمسكها هو من وجهها بقوة وهو يقول لأخاه: شايف الوجه البريئ ده....طلع اكبر كذبه... وانا صدقتها...
نظرت هى له بالم ثم صرخت فيه بحده وهى تقول: ابعد بقي يا حيوان انت عنى...انتوا كلكوا كده.....كلكوا كده كل....
انا عملتلك ايه...ها عملتلك ايه.....بعدت عنك عشان قولت منفعكش لقيتك بتقرب اكتر قربت لقيتك واحد حقير..وبهدلتنى..انا عملتلك ايه لده كله قووول...
نظر هو لها بإستخفاف بينما نظرات ماجد فكانت مصدومه ليقول معاذ بإبتسامه منكسره: لا براااافوووو هايله... انتى بجد فنانه... ومفروض تشتغلي في التمثيل..
صرخت هى فيه وسبته ولعنته ليتوجه هو نحوها وكاد ان يهوى علي وجهها بكفه لولا ان منعته يد اخاه وهو يرمقه بقوة ، ليقول معاذ لماجد: انت صدقتها مش كده... عارف بقي الحقيقه المره اللي هى مخبياها....
نظرت هى له بصدمه... اى حقيقه... ايكون قد علم بحملها..وإذا علم فليس له الحق بإيذائها هى كانت ستخبره لكن ماحدث قاطعها... ليقول معاذ متابعاً حديثه بقوة وهو يرمقها بنظرات ازدراء: ال...... دى طلعت حامل.... بتلف علي حل شعرها وعاوزه تدبسنى انا.... وخدانى مجرد كوبرى وقالت حد هشيله الليله وهو غبي معمى علي عنيه ومش هيعرف غير بعد الفرح.....ويبقي اتدبس خلاص....او يمكن كان عندها خطه تسرق منى شويه فلوس وتهرب....او يمكن كانت ناويه تسيطر علي املاكى كلها ....
صرخت هى فبه ان يتوقف ثم صاحت بقهر : اخرس.... انت فاهم.... انا اشرف من مليوان واحد زيك وزى اللي تعرفهم... انا اه حامل... بس حامل بشرفي من جوزى...عارف...كلكم كلاب.... ربنا ينتقم منكم كللللللكم.... انت وهو وغيركم ...انتوا ابشع ناس شوفتها في حياتى...هو اتجوزنى عشان يستغلنى ...وفي يوم فرحى اغتصبنى.....زهول أعترى ماجد ومعاذ وهو ينظر لها بصدمه لتتابع هى بصراخ هستيرى: وانت يا حيوان..... مستنتش انى افسرلك او مسئلتنيش ايه ده... لا اتصرفت بكل حيوانيه.... انتو وهو نسخه وحده... هو كان قدام الناس الملاك البريئ وحتى خدعنى انا كمان... وانت كمان زيه متختلفش عنه يا حقير ....بس عارف هو نهايته كانت أيه..رمقته بغل وحقد وقهر وانكسار وهى تقول : هو كانت نهايته علي إيدى انا.... انا اللي اخذت تارى بنفسي ...انا اللي رجعتلي شرفي اللي انتهك واداس بالرجلين...طلقه وحده وريحت الدنيا منه ومن شره.... عارف ... انت بقي.... انا هسيبك للى خلقنى هو اللي هينتقم منك.... مش عشان انا ضعيفه...لا عشان ابنى اللي في بطنى محتاجنى....
نظر لها معاذ بتهكم ثم اخذ بالتصفيق وهو يقول: هايل ...مش قولتلك فنانه....انا عن شويه كنت هصدقك والله.... بس خلاص صدقينى لعبتك دى مبقتش تخيل عليا..
كف اخيه هوى علي وجهه للمرة الثانيه وهو يقول له بعنف: يا أخى انت أيييييه..هو الكره عماك للدرجه دى ...هو حبك اللي هو من الاساس مكنش حب عماك.... بص وفتح عنيك وانت تعرف مين الصادق ومين الكذاب.... انت بتدمر نفسك يا معاذ... روان الحقيره راحت... ومش كل الستات زيها... عارف روان اللي كنت بتحبها دى.... اهو انا اللي خليتها تبعد عنك...
نظر له معاذ بصدمه وهو يهز راسه بإستنكار ، ليتابع ماجد بصرامه: انا عارفها وعارف هى مين... كانت معاك وبتلف عليا. واحد مكنش مكفيها...كانت عاوزه تنهب فلوس اكتر علي قد ما تقدر... وانت كنت الوسيلة.. وكانت فاكرة انها هتنجح معايا بس انا كشفتها... وهددتها وصورتها وهى بتحاول تقرب منى... وبعتلها ناس هددوها..عشان كده بعدت يوم الفرح..
هوى معاذ ارضاً علي ركبته بينما رندا فنهضت بألم وهى تتأوه بضعف لينظر ماجد ارضاً ثم خلع سترته واعطاها لها دون ان ينظر بإتجاهها...التقطتها هى منه بضعف وارتدتها بسرعه...ثم التفتت لمعاذ وهى تقول : انت عارف.... انا مش هقولك انا فرحانه فيك... ولا هقولك انى شمتانه فيك... بس اللي هقولهولك...ان ربنا اللي انتقم منك...لان كسرة القلب والوجع ده ملهوش دواء... وانت بقي اشرب من اللي سقتهونى... ثم اخذت بالمحاوله ان تسير نحو الباب وهى تعرج بقدمها التى قد اصيبت بسبب هجوم معاذ العنيف والقاسى..نظر له ماجد.بتالم وهو يرى نظرات اخيه التائهه ، بينما نظر لرندا الصائعه هى الاخرى ليقول لها: انا هوصلك.
رفعت هى كفها في رفض.. ثم غادرت تاركه اياهما بعالم اخر... من الوجع والألم
هبطت هى السلالم سيراً فلم تنتظر المصعد ..وسط نظرات العاملين الرجال لها والمحدقه فيها بدهشه ... بينما هى فتابعت سيرها وهى تائهة بعالم اخر...شخصاً ما وقف امامها ليقول بصوته الاجش: ايييه اللي حصلك ده...
رفعت انظارها وعيناها المبللة بالدموع ثم قالت بصوت مقهور: روح اسئل اخوك يا وائل بيه...
ثم تركته وتحاملت علي نفسها وغادرت...اخذت تسير بالشوارع وسط نظرات الناس المستنكره لمظهرها المشين ذلك... وربما بعض الهمسات والكلام الجارح الذي تطاير حولها بالاجواء وهى غير عابئه به... هى كل ما تريده حالياً هو ان تنسي..تريد ان تمحو من ذاكرتها اسوء لحظات حياتها التى عاشتها منذ عده لحظات... لقد انكسرت مرتين...ولكن كسرة الحب هى التى قد قضت عليها...فهل هناك اشد منها كسرة وأكثر ألماً...
......................................
قبل ساعه ونصف...
دلفت فرحه للمنزل بصحبه وعد وطفلها الغافي علي ذراعها بعد يوم مليئ بالمرح بالنسبه إليه هو فقط...
قالت وعد لفرحه بهدوء: هاتى فارس انيمه انا..وانتى ادخلي خدى دوش كده وريحى نفسك..
هزت فرحه لها راسها بتفهم ودلفت هى الأخرى نحو المرحاض...
خرجت لتجد وعد تحضر الطعام توجهت فرحه نحوها وهى تقول : هاتى اعمل معاكى..
تشاركت كلتاهما إعداد الطعام لتقول فرحه بسؤال لرفيقتها: وصلتوا لفين في قصه نائل واخوه.
اجابتها وعد وهى مشغوله بتقطيع الخضراوات للسلطه: انا وماجد خلاص عملنا كل حاجه وكلها يوم ورائف هينزل هنا وهييجى هو واخوه تانى يوم ويوميها بقي هنفذ اتفاقنا وكمان في ملعبنا..
ابتسمت لها فرحه وهى تقول: وانا بقي دورى ايه كده..
لتقول وعد بسعاده: انتى كفايه عليكى انك بتشاركينى بمساعدتك وتشجيعك وانك واقفه معايا وبتفكرى معايا دايماً.. وبعدين انتى قدامك قرارات صعبه النهارده وبكره محتاجه روقان بال... فركزى فيها هى ومتشغليش بالك.. انا خطتى خلاص ماشيه زى ما انا حابه..
ابتسمت لها فرحه بسعاده لتقول وهى تتذكر ما حدث بالشركه: بس انتى ملاحظتيش حاجه واحنا هناك..
نظرت لها وعد بإستغراب وهى تقول: حاجه ايه مش فاهمه..
لتقول فرحه: رندا... كان باين عليها التعب ..حسيتها وهى بتتكلم انها بتتألم ...
نظرت لها وعد بخوف وهى تقول: انا كنت ملخومه فيكى انتى وخايفه عليكى ما اخذتش بالي خالص والله... ازاى بس ما اخذش بالي..
واستها فرحه لتقول وعد مسرعه: هتصل بيها وان كان كده هروح اجيبها...
اومئت فرحه براسها في تفهم.لتسرع وعد للخارج وتلتقط هاتفها وهى تطلب رقم اختها ورفيقتها ، انتظرت ثوان ولم تجد من مجيب ...اعادة المحاوله مراراً وتكراراً ولكن ما من مجيب... انتقل الخوف والفزع اليها والي فرحه الواقفه بجواراها لتقول وعد: اتصرف ازاى بس يا ربي...
لتقول فرحه: طب ما ترنى علي الشركه...
هزت وعد راسها لتطلب رقم مكتبها ليجيب عليها احد العاملين اخبرته بانها تريد ان تستفسر عن رندا لبقول هو بتهكم: لا هى كانت بمكتب معاذ بيه وطلعت من شويه كده..
هزت وعد راسها بغضب لتقول: طب ادينى ماجد بيه او معاذ بيه..
ليقول الرجل بلزوجه: الثلاثه في إجتماع يا انسه مع بعض من وقت ما طلعت الاستاذه.
هزت هى رأسها بضعف واغلقت معه الهاتف..ثوان ولم تنطق باول حروفها محدثه رفيقتها لتجد هاتفها يهتز بين يديها برقم رندا...اسرعت بفتحه ،لتجد صوتها تائهاً وهى تقول: وعد... الحقينى...
انتفضت وعد فزعه وهى تقول: رندا... ردى عليا.... انتى فين..
لتقول رندا بالم شديد وانهيار: معرفش..بس انا شكلي بسقط يا وعد.... شكلي بسقط....
ارتعدت اوصال وعد وهى تصيح بها ان تهدء لتخبرها : طب ادى الموبايل لأى حد جنبك ...عاوزه اكلم اى حد..
لتقول رندا ببكاء: محدش عاوز يقف يساعدنى ... محدش...عاوز...يساعدنى..كلهم خايفين منى....
واخذت بالبكاء والانهيار ووعد تبكى بدورها بتالم بينما فرحه فقلبها قد هوى بين قدميها... لتسحب من وعد الهاتف وهى تقول: رندا امسكي نفسك واوعى تتحركى اى حركه... اوصفي بس المكان اللي انتى فيه ...
لتقول رندا بالم شديد: اااااااه... مش قادره .. لتقول فرحه ببكاء: عشان خاطرى حاولي.. التقطت رندا انفاسها بصعوبه وهى تقول:انا عند بحر..وفي محل ايس كريم قدامه اسمه دندرمه.. وفي محل بتاع كشرى جنبه اسمه عيد.. التقطت انفاسها المتقطعه وهى تقول : في واحده اهى هحاول معاها...
هتفت هى لاحد النساء المارة وهى جالسه علي الرصيف بالم : لو سمحت..
رمقتها المراه بتوجس.. لتقول رندا ببكاء: مش عاوزه اى حاجه قوليلي بس احنا فين.. من فضلك انا بسقط..
نظرت لها المراه بزعر وهى تقول : بتسقطى... خافت هى قليلاً فزماننا غير امن ... ثم قالت لها وهى بعيده عنها بخطوات خائفه من منظرها الذي يرثي له وثيابها المتقطعه بشده وذلك الجاكيت الرجالي الذي ترتديه فوقها ... لتهتف هى احنا في شارع اسماعيل صبرى... ابتسمت لها رندا بضعف ثم قالت لفرحه: انا في اسماعيل صبري... لتقول فرحه بقوه: خليكى عندك احنا جايلك اوعى تتحركى وخليكى معايا علي التليفون..اوعى تقفلي يا رندا... لتقول رندا بتعب وهى تلاحظ انها سترحل بدوامه من الظلام مره اخرى: انا خايفه ليغمى عليا...لتصرخ فيها فرحه : لاااااااا فوقي يا رندا عشان خاطرى... اوعى يا رندا... امسكى نفسك شويه ...لتجد وعد امامها مرتديه ثيابها بعد ان اختفت للحظات وهى تلتقط منها الهاتف: فرحه انا هروحلها وانتى خليكى هنا مع فارس... متقلقيش هبقي اطمنك... هزت فرحه راسها برفض ..لتقول وعد بصرامه: مفيش وقت للجدال غير انك لسه هتلبسى ومعندناش حد نودى له فارس.. متقلقيش هبقي معاكى والله بالتليفون.. هزت فرحه راسها بقله حياة وهى تمسح دموعها بينما وعد فالتقطت الهاتف وهى تحدث رندا وتتكلم بقوة وتحثها علي ان لا تغفوا ...
ثوان وانطلقت راكضه متخطيه باب الشقه ثم التهمت الدرجات المتبقيه بسرعه وهى تركض بالشارع كالمجانين وسط نظرات اهل الحاره المتعجبه وفرحه تراقبها من الأعلي بالشباك....
دلفت فرحه للداخل واخذت بالبكاء الشديد علي ما أل اليه حالهم.. ثم دلفت للمرحاض وتوضئت وتوجهت نحو ثيابها التقطتها وصلت وهى تدعو ربها ان ينقذ رفيقتها وطفلها.. فإن حدث لطفلها مكروه فرندا ستذهب خلفه بلا شك...
انهت صلاتها وهى لازالت تبكى لتسمع صوت صغيرها يبكى بالداخل بعد ان فاق من نومته.. تنهدت بقله حيله ومسحت دموعها ودلفت لتؤدى واجبها نحوه...
..........
منذ ان غادر ريان الشركه تاركاً فرحه تتخذ قرارها الا انه توجه مسرعاً نحو منزله ، طلب احد الارقام وتحدث بكلمات مقتضبه ساعه مرت وجرس الباب قد دق لينهض هو ليفتحه وياذن للواقفين علي الباب بالدلوف ثوان واغلق الباب خلفهم واذن لهم بالجلوس وقام بإخراج احدى الصور من جيب بنطاله ليعطيها لاحدهم وهو يقول: انا عاوزكم تحرسوا عمارة البنت دى مش عاوز اى حد يدخلها ولا يخرجلها غير اللي ساكنين بالعماره بس... انتوا فاهمين... ليهز الرجال رأسهم بصمت ثم يقول الرجل: طب يا ريان باشا.. لا مؤخذه يعنى ده حى شعبي..يعنى الناس مش هتسمحلنا نكون فيه كده ونتحكم في مين الداخل ومين الخارج..
ليقول ريان بصرامه: انتوا هتلاقوا راجل هناك اسمه عبده.. ده ريس الحته هتدولوا قرشين وهو هيمشيلكم الحوار..
هز الرجل راسه بتفهم ليقول ريان بصرامه ووعيد: لو حصل حاجه صدقونى مش هيكفينى قتلكم... البنت دى لو جرالها حاجه هنسفكوا من علي وش الدنيا...
ابتلعوا ريقهم بتوجس ليقول هو لهم : اتفضلوا يلا...
غادروا هم ودقائق ورن هاتفه بإتصال ليجيب هو : ايوه مين..
انا امك...
كان ذلك هو الصوت المجيب علي الطرف الاخر، توجس قلقا. من المكالمه ليقول:خير يا امى اؤمرى..
لتقول هى بنحيب: الحق ستك ماتت ياريان...
كانت تلك هى صدمه كافيه لتخرجه عن طوره وهو يقول بصراخ: بتقولي اييييييه..
لتقول هى معيده حديثها بولوله ونحيب : ستك ماتت ياابنى ... ودفنتها النهارده بعد العشاء... وملناش راجل غيرك..
اهتز قلبه بالم ليقول لها: انا جاى حالاً يا امى..امسكى نفسك... ثم اغلق الهاتف معها وخرج راكضاً استقل سيارته وقادها علي سرعه عاليه وهو يشق طريقه بحزن..
.......
علي الجانب الاخر..بعد ان انهت حديثها مع ابنها بالهاتف امسكته من جديد لتضغط علي احد الارقام وبعد ان حصلت علي الاجابه قالت لمحدثها علي الطرف الأخر : هو كده جاى لعندك وهينشغل بالتمسليه اللي عملناها عليه لحد ما يفوق نكون نفذنا الخطه..
ابتسمت لها السيده وهى تقول : تمام اتوكلي علي الله.. ..واوعى ترجعى غير بدمها يا بنتى.....
هزت هى راسها وهى تقول : طيب يا امى يلا فوتك بعافيه عشان كلها دقايق وهجيب حق ولادى.. سلام عليكوا ياما...
واغلقت الهاتف ثم قالت لسائقها... يلا يا ابنى زى ما قولتلك العنوان... هز السائق رأسه وقاد شاقاً طريقه بصمت... دقائق وقال: وصلنا يا ست هانم..
ابتسمت هى له بظفر وحملت وشاحها ولفته علي راسها بأحكام وهى تقول: استنانى هنا شويه ورجعالك...
وتركته وتوجهت نحو طريقها وهى تقول بنفسها : وانت فاكر انى مش عارفه انت بتعمل ايه وناوى علي ايه.. انا اخبارك كلها عندى وعارفه انك هتعين حراسه وزمانهم بالطريق بس انا سبقتهم... وهاخد بتار ولادى اللي قلبي محروق عليهم...
أنت تقرأ
إنتقام خارج نطاق السيطرة - الكاتبه تنسيم القاضي
Roman d'amourجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه تنسيم القاضي صفحه الفيس بوك الخاصه بالكاتبه بأسم (رواياتى& تسنيم القاضي) الجزء الثانى من إنتقام بين نيران العشق لا تستغرب يا عزيزى من تصاريف الزمان.. حين يمنحك ما كنت تتمناه في لحظة زهد من الحياة وحين يأخذ منك ما تمسكت...