part34

1.9K 167 26
                                    

ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻧﺤﻦ ﺁﺳﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺯﻋﺎﺟﻚ ﺳﻴﺪﻱ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ .. ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻷﻧﻮﺏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺘﺴﺎﻛﻨﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﻧﺤﻦ ﻟﻦ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﺑﻬﺪﻡ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ
ﺳﻴﺪﻱ !! ﺟﺎﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﻋﻘﻠﻪ ﻟﺘﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻋﻴﻨﺎﻩ .. ﺃﻫﻲ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ؟ ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮﻩ؟ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ! ﻛﻴﻒ ﻭ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﺩ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻟﻤﺢ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﻗﺎﻃﻊ ﺷﺮﻭﺩﻩ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﻴﺠﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺗﺴﻤﻌﻨﻲ؟
ﺇﻧﺘﺒﻪ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﺄﺷﺎﺡ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮﻝ : ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺴﻴﺌﻮﻥ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺃﻧﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ
ﺳﺎﻧﻲ : ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﻫﺪﻡ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﻤﻊ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ؟ !!
ﻛﺎﻱ : ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻠﻜﻲ .. ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺗﻢ ﺷﻲﺀ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ... ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻴﺘﺠﻪ ﻟﻐﺮﻓﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﺑﺮﻭﺩ ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ
ﺇﺭﺗﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺳﺎﻧﻲ .. ﻓﻬﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻟﻘﺎﺀﻩ .. ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺣﺴﺐ .. ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺇﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﻭ ﻧﺴﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺇﻋﺘﻘﺪﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺭﺁﻫﺎ، ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻝ 5 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﺮﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﺸﺮﻳﻂ ﺳﻨﻤﺎﺋﻲ .. ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺮﺕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﻳﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺄﺩﻕ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ
.
ﺇﺳﺘﻴﻘﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﻲ ﻭ ﺣﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺕ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭ ﻟﻦ ﻳﻨﺴﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ .. ﺇﺗﺼﻞ ﺑﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻪ ﻭ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺤﻢ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺛﻴﺎﺑﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻳﺠﻬﺰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻟﻴﻘﺎﻃﻌﻪ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺳﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﻤﻨﻌﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .... ﻏﻀﺐ ﻛﺎﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻓﻮﺭﺍ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻧﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻗﻤﻴﺼﺎ ﻓﻀﻔﺎﺿﺎ ﺗﻌﻘﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﺧﺼﺮﻫﺎ ﻣﻊ ﺳﺮﻭﺍﻝ ﺃﺳﻮﺩ ﻭ ﺣﺬﺍﺀ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ ﻭ ﺗﻀﻊ ﻗﺒﻌﺔ ﺻﻴﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺶ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺭﺛﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭ ﺷﺨﺺ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻛﺎﻱ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺑﺒﺮﻭﺩ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻫﻨﺎ؟
ﺳﺎﻧﻲ : ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻫﺪﻡ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻭ ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﺴﻜﻨﻬﺎ؟
ﻛﺎﻱ : ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﺸﻮﻱ ﻗﺪ ﻣﻨﺤﻜﻢ ﻣﻬﻠﺔ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭ ﻟﻜﻨﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻐﺎﺩﺭﻭ
ﺳﺎﻧﻲ : ﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺳﻨﺬﻫﺐ؟ ﻟﻘﺪ ﻋﺸﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ .. ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﺸﻮﻱ ﻗﺪ ﺗﺒﺮﻉ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺇﺑﻨﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻛﺎﻱ : ﺇﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺁﻧﺴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻻ ﺗﻬﻤﻨﻲ .. ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﻲ ﻋﻤﻠﻲ ﻷﻋﻮﺩ ﻟﺒﻴﺘﻲ .. ﻭ ﻣﺎ ﺩﻣﺘﻢ ﻻ ﺗﻤﻠﻜﻮﻥ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﺜﺒﺖ ﻣﻠﻜﻴﺘﻜﻢ ﻟﻸﺭﺽ ﻓﻌﻤﻠﻨﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻫﻨﺎ
ﺳﺎﻧﻲ : ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ !! ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻌﻪ ﺃﺻﻼ .. ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺃﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻬﻢ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳﻴﻠﻘﻮﻥ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﺇﺭﺗﻔﻌﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﺩﺭﻳﻨﺎﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻡ ﻛﺎﻱ ﻟﺘﺤﻤﺮ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﻜﻼﻣﻬﺎ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ .. ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻟﻸﻏﻨﻴﺎﺀ .. ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻟﻴﻘﻮﻝ : ﺟﻴﺪ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ .... ﺛﻢ ﺟﺎﻝ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ ﻟﻴﻀﻴﻒ ... ﻻ ﺑﺄﺱ ﺳﺄﻣﻨﺤﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻐﺎﺩﺭﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺛﻢ ﺳﻨﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺇﻥ ﺍﺿﻄﺮﺭﻧﺎ ﻹﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ..... ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻭ ﻏﺎﺩﺭ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺓ .. ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺻﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻼ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻼ، ﻧﻘﻴﺎ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﻛﺎﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﻠﻪ ﻳﺼﻔﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻫﻘﺘﻪ .... ﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻓﺠﻠﺲ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺿﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﺴﺘﺮﻳﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﻧﻘﺎﺀﻫﺎ ﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻗﻄﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻟﻴﻠﺘﻔﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻄﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﺴﻠﻖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻟﻴﺼﻞ ﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ .. ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻛﺎﻱ ﻟﻴﻨﻬﺾ ﻭ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮﻩ .. ﺇﻧﺤﻨﻰ ﺑﺠﺬﻋﻪ ﻟﻤﺴﺘﻮﺍﻩ ﻟﻴﻘﻮﻝ : ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻋﺪﻙ؟
ﻫﺰّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻓﺤﻤﻠﻪ ﻛﺎﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻟﻴﻘﻄﻒ ﺗﻔﺎﺣﺘﻴﻦ ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﻟﻸﺭﺽ ﻭ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻟﻴﻜﻠﻤﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﻟﻘﺪ ﻗﻄﻔﺖ ﺗﻔﺎﺣﺘﻴﻦ، ﻫﻞ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ؟
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺎﺕ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻴﻘﻮﻝ : ﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﻷﻣﻲ
ﻛﺎﻱ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ : ﺣﻘﺎ؟ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻙ؟
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﺒﻮﺱ : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎ
ﻛﺎﻱ : ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻟﻄﻴﻒ .. ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎ ﺇﺳﻤﻚ؟
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻴﺠﻴﺐ ﻟﻜﻦ ﻗﺎﻃﻌﻪ ﺻﺮﺍﺥ ﻟﺼﻮﺕ ﺃﻧﺜﻮﻱ ﻗﺎﺋﻼ " ﻻﺍﺍﺍﻱ "
ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻱ ﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺳﻢ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻛﺎﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺳﺎﻧﻲ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻟﺘﺼﺪﻡ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ... ﻭﻗﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﺼﺮﻱ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ
ﻗﺎﻃﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻴﺮﻛﺾ ﻧﺤﻮ ﺳﺎﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ " ﺃﻣﻴﻴﻲ ﺃﻧﻈﺮﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻚ "
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﺳﺎﻧﻲ ﺑﻐﻀﺐ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﺍﻥ ﻻ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻧﻲ؟ ﻫﺎﻩ؟ ... ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﺤﻨﻲ ﻟﻜﺎﻱ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ : ﺁﺳﻔﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﺯﻋﺠﻚ ... ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﺘﺬﻫﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ : ﺳﺎﻧﻲ !
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻫﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﺇﻟﻴﻪ
ﻛﺎﻱ : ﺃﻧﺖ ﺳﺎﻧﻲ ﺻﺤﻴﺢ؟ ﺃﻧﺖ ﻫﻲ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ
ﺳﺎﻧﻲ : ﺁﺳﻔﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﺖ ﻣﺨﻄﺊ ... ﺛﻢ ﻫﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻣﺴﻚ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻟﻴﻠﻔﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻤﺎ ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻨﻲ؟
ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺳﺎﻧﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﻘﻮﻝ : ﻓﻘﻂ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺘﺬﻛﺮﻧﻲ
ﻛﺎﻱ : ﻣﺎﺫﺍ؟ ﻟﻦ ﺃﺗﺬﻛﺮﻙ !! ﺑﺠﺪﻳﺔ ..!! ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ... ﺍﺍﻩ ﺍﻧﺴﻲ ﺍﻷﻣﺮ
ﺳﺎﻧﻲ : ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ
ﺃﻓﻠﺖ ﻛﺎﻱ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮﻝ : ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺃﺳﻤﻴﺘﻪ ﻻﻱ ﻫﺎﻩ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻜﻔﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﺑﻚ ﺑﻬﺬﺍ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﺮﺗﺎﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺇﻥ ﺃﺳﻤﻴﺖ ﺍﺑﻨﻚ ﺑﺈﺳﻤﻪ؟
ﺳﺎﻧﻲ : ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻛﺎﻱ : ﻣﺎﺫﺍ؟ !
ﺳﺎﻧﻲ : ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺤﺐ ﺇﺳﻢ ﻻﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺳﻤﻴﺘﻪ ﺑﻪ .. ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ
ﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻪ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺛﻢ ﺇﻧﺤﻨﺖ ﻟﻪ ﻭ ﻏﺎﺩﺭﺕ
ﺭﺍﻗﺒﻬﺎ ﻛﺎﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺣﺘﻰ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻝ ﻧﻈﺮﻩ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﺫ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻃﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ .. ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻴﺨﺎﻃﺒﻪ ﻗﺎﺋﻼ " ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﻖ، ﻟﻘﺪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .. ﻟﻘﺪ ﺧﺴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻸﺑﺪ "
.
ﺃﻣﺎ ﺳﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ، ﺗﺮﻛﺖ ﻻﻱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﻟﻐﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺘﺮﺗﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﺗﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ .. ﺑﻜﺖ ﻭ ﺑﻜﺖ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﻟﺘﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻣﺎ ﺑﻚ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ؟
ﺭﻓﻌﺖ ﺳﺎﻧﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﺰﺩﺍﺩ ﺣﺪﺓ ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ ﻭ ﺗﺮﺗﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ
ﺍﻷﻡ : ﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ؟ ﺃﻧﺖ ﺗﺨﻴﻔﻴﻨﻨﻲ
ﺳﺎﻧﻲ : ﺇﻧﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﻲ .. ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻭ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻲ .. ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ ﺑﺈﺳﻤﻲ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺑﻞ ﻻﻱ ﻭ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ
ﺍﻷﻡ : ﻫﻞ .. ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ؟
ﺳﺎﻧﻲ : ﻻ ﻭ ﻟﻦ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ
ﺃﺑﻌﺪﺗﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﺘﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ : ﺗﻮﻗﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ .. ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻗﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺘﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻔﻲ ﺍﻵﻥ .. ﺃﻧﺖ ﻗﻮﺗﻨﺎ
ﺳﺎﻧﻲ : ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﺃﻣﻲ .. ﺇﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺴﻴﺘﻪ ﻟﻜﻦ ﺇﻧﻬﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ ﺑﺈﺳﻤﻲ .. ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﻣﺲ ﻭ ﺇﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻲ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻟﻤﺎ ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺣﺒﻪ ﺃﻣﻲ .. ﺃﺣﺒﻪ .. ﻛﻞ ﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﺈﺳﻤﻪ
ﺍﻷﻡ : ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﺃﻧﺖ ﺗﺘﻌﺬﺑﻴﻦ ﺣﻘﺎ، ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺇﻟﻲ ... ﺛﻢ ﺇﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻐﻨﻲ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺎﻣﺖ
.
ﺣﻞّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﻛﺎﻱ ﻟﻠﻔﻨﺪﻕ ﺑﺘﺜﺎﻗﻞ، ﻭ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺧﻠﻊ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭ ﻭﻗﻒ ﺗﺤﺖ ﺻﻨﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻴﺼﺐّ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻋﻠّﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻗﻠﻴﻼ ﻭ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﻏﻀﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺘﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺳﻤﺖ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﺑﺈﺳﻢ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻷﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ .. ﺯﻭﺝ ﻏﻴﺮﻩ ﻫﻮ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺩﺍﺧﻠﻪ .. ﻫﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻏﻴﺮﻩ ﻭ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺳﻤﺖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻋﺰ ﺇﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺈﺳﻢ ﺃﻏﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺴﺮﻩ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .. ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻟﻴﻠﻜﻤﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﻷﺟﺰﺍﺀ ﻭ ﻏﻄﻰ ﺩﻡ ﻳﺪﻩ ﺍﻷﺭﺽ
.
ﻣﻀﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﺄﺳﻮﺀ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﺘﺸﺮﻕ ﺷﻤﺲ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺨﺒﺊ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﻧﻬﺾ ﻛﺎﻱ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻟﻴﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ ﺗﺸﻮﻱ ﻭ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ... ﺛﻢ ﺟﻬﺰ ﺣﻘﺎﺋﺒﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ... ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻜﻦ ﺃﺫﻧﻪ ﺇﻟﺘﻘﻄﺖ ﺣﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻳﺠﻠﺴﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺭﺟﻞ :1 ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﺍﻵﻥ؟
ﺭﺟﻞ :2 ﺍﺍﺍﻩ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺣﻘﺎ .. ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺎﺋﺴﻮﻥ ﻟﻜﻦ ﺳﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻭﻋﺪﺗﻨﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﻄﺮﺩﻧﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ
ﺭﺟﻞ :1 ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻌﻼ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﻤﻨﺰﻟﻬﺎ ﻳﻘﻊ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﺗﺸﻮﻱ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺴﺎﻋﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﻗﻠﺐ ﻛﺎﻱ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﻤﻠﻞ ﻓﺂﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﻳﺨﺼﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ .. ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺷﺪﻩ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻓﻮﻗﻒ ﻳﺴﺘﻤﻊ
ﺭﺟﻞ :2 ﺃﺟﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻭ ﻫﻲ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪﺍ ﺃﻳﻀﺎ .. ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻴﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﻌﻴﻞ ﺃﻣﻬﺎ ﻭ ﺷﻘﻴﻘﻴﻬﺎ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻹﺑﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﺍﻟﺪ
ﺭﺟﻞ :1 ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﺭﺟﻞ :2 ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻨﻪ
ﺭﺟﻞ :1 ﺍﺍﺍﻩ ﺷﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺃﻱ ﺣﺲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ .. ﻛﻴﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﻣﺜﻠﻬﺎ
ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻛﺎﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﺘﻀﻠﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻏﻴﺮﻩ ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ! ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ !! ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻜﻮﻥ .....
ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺧﻄﺮﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭ ﻳﺮﻛﺾ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻨﻬﺎ
.
.
رأيكم ؟
لا تنسو فوت و تعليق😘😘

فخ الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن