الفصل 6

41 7 0
                                    

مر الأسبوعان بسرعة الضوء،و إنتهت بذلك الإمتحانات،كانت قليلة الصعوبة،لكن أمل أن أحصل على نقطة تجعلني أذهب إلى مدرسة جيدة،كانت مدة التصحيح والمشاورات بين المصححين ثلاثة أيام،بعد ذلك ظهرت النتائج،لم أستطع النوم ليلتها،كان الأمر صعبا جدا،وأنا أتزاحم مع الطلبة المتلهفين،رأيت إسمي،أحسست للحظة أنه سيغمى علي،لكن عندما رأيت إسمى وبجانبه كلمة"حسن"،لم أصدق نفسي،كل هذا التعب والعذاب الشديد أثمر بنتائجه،حمدا لله....
إلتحقت بعدها للمنزل وأخبرت عائلتي بما رأيت،كانت فرحتهم لاتوصف،خاصتا أمي،لقد تعبوا جميعا معي،بعد أن تناولت القليل من الحلوى التي حظرتها لي أمي،ذهبت للأرى الأخرين كيف أبلو،و خاصتا مايك.
إلتقيت بيانكي وسألته عن درجته،حيث حصل على حسن جدا،لم أستطع تجاوزه لكن لابأس،بعدها إلتقيت بمايك رفقة صديقته الشقراء،كما كان معه مولين وبران،كان هو أول من سألني:((ماهي درجتك؟؟)).
أجبت بثقة:((حسن...وأنت)).
تغير لون وجهه،صار شاحبا وإختفت الإبتسامة على وجهه،وقال كأنه قد صعق:((جيد...أحسنت...لقد حصلت على...مستحسن..)).
لم أستطع كتم إبتسامتي،فقد تغلبت عليه أخيرا،يامن كان يتفاخر بنفسه،بعدها وجهت سؤالي لصديقته الشقراء،وعلى ما أظن إسمها "هيلن"،قلت لها:((وأنت..هيلن...ماهي درجتك..)).
أجابت بفرح:((حسن)).
جيد،أفضل منه بكثير،قلت لها دون أن أعي بنفسي:((أما صديقك الأشقر)).
لم أستطع كبت نفسي،إنصدمت الفتاة ولم تستطع أن تجيب،قال مايك معارضا:((من هو هذا الفتى...لقد قلت نفس الشيئ المرة الماضية!!...)).
قلت منكرا ماذا قلت:((لاشيئ...لاشيئ)).
عندما أدرت ظهري كي أرحل،أمسك بي بقبضته،قال لي بوجه غاضب:((فل تخبرني من هو هذا الفتى)).
قلت وأنا أنزع يده عني:((قلت لك لايهم..)).
لم أعلم كيف أو متى حتى هوتت علي قبضته على وجهي،لتصرخ الفتاة الغبية،لم أستطع إمساك نفسي،أرجعت له قبضة مماثلة على وجهه المثالي ذاك،عندما رأيت قليل من الدم قد خرج من أنفه،علمت بعدها أن قبضتي أقوى من خاصته،أراد أن يقاتلني لكن الأخرون لم يسمحوا بذلك،حيث أمسك بران بيدي وأخذني إلى مكان ما،بينما رأيته هو يعود إلى حجره لدى أمه،وتلك الفتاة الغبية تتبعه.
لم نتوقف حتى وصلنا إلى ملعب العامة،ملعب متوسط الحجم يلعب فيه كل من أراد أن يزاول الكرة،فأرضيته من العشب الرث القليل الخضورة،لكن أفضل من لاشيئ،حيث كان هناك مكان عالي يجلس فيه من يريد المشاهدة في كل أنحاء الملعب،كما يقابل المنظر هناك غروب الشمس،جلست هناك برفقة بران،حيث خففت السماء البرتقالية المائلة إلى الأحمر أعصابي،قال لي بران بصوت قريب إلى الصراخ:((لماذا فعلت ذلك!!)).
قلت:((لقد غضبت فقط)).
قال وهو يوجه كلامه إلي كأني السبب:((لكنك أنت من أخبرته عن صديقته...ماذا تريد أنت...أتركه حياته تلك..)).
قلت بدون أن أتوقف:((لقد تعبت..لم أعد أستطع تحمله..لقد فعل بي أكثر من هذا...ألم تذكر ماقاله للأخرين على أني كنت أطلب النقود لدى الناس..ماجعل أبي يومها يوجه لي صفعة جعلت رأسي يؤلمني ليومين متتابعين...كما لم أنسى عندما أخذ يكتب إسمي على الجدار متبوع بعاهرة..وقد أخبرني أنك السبب،...هل نسيت..)).
هو الأخر لم يسامحه على فعلته تلك،لذلك إكتفى بقول:((أنت على حق)).
أتممت بعد صمت:((أنا أكرهه وقد فرحت بشدة الأن عندما ضربته...كم تمنيت هذا اليوم..)).إبتسمت بعدها،كما تبعني هو الأخر.
بعدها شاهدت ماتبقى من غروب الشمس،ثم ذهبت لدى هانا لسؤالها،وقد حصلت على درجة " مستحسن"،وقد فرحت كثيرا كونها قد تفوقت،فلن أستطيع تركها لوحدها تعيد السنة.
حل صباح جديد،ومازال أنفي يؤلمني،واليوم سوف أذهب إلى الملتقى الشعب حيث سأقوم بتسجيل كل مايلزم من أشياء للدخول إلى المدرسة التي إخترتها،فقد كان إختياري حول المعلوميات ووسائل الإتصال،أخذت مسرعا أتناول فطوري إرتديت ملابس ملائمة،ثم ذهبت رفقة أبي في السيارة،تأخرت قليلا في الوصول لكن لايهم،مازالت الأبواب مفتوحة ولن تغلق حتى،دخلت إلى الملتقى الذي يضم الكثير من الشعب والتفرعات،وكل المتفوقين يوجد داخل أسوار هذا الملتقى،توجهت بعدها إلى القاعة الخاصة بالمعلوميات،كانت قاعة كبيرة تضم أكثر من مئتي شخص،دخلت أمر بين الحاضرين حتى وجدت مقعدا فارغا،جلست هناك وأخذت الورقة التي سأملئ فيها المعلومات،أخذت أقرء المحتويات والأماكن الفارغة التي يجب أن أملئها،لأسمع بعدها صوت شخص يقول لي:((أرجوك..أريد سؤالك عن شيئ)).
قلت وأنا أدير نظري نحوه:((حسنا...)).
لم أكمل كلامي،حيث وجدت أن الشخص المتحدث هو توان،ماذا يفعل هنا؟؟؟...
قال:((هل هذه غرفة المعلوميات؟؟)).
أجبت:((نعم هذه هي..)).
هل يمكن أنه قد إختار نفس الإختيار الذي قمت به،قال لي بعد صمت:((هل أنت أيضا قد إخترت المعلوميات؟؟)).
أجبت:((نعم..)).
قال وهو يحمل ورقته من حقيبته السوداء:((ماهي درجتك؟؟..)).
أجبت:((حسن...وأنت..)).
قال:((حسن جدا)).
واو!!..إنه مجد في دراسته،أتممت أقول:((نقطة جيدة...أنا فقط أن إخوتي في نفس المجال وقد جعلني هذا أتشجع في الإختيار)).
أجاب:((أنا لا أملك إخوة...أنا وأمي فقط..حتى أبي قد تطلق...لذا أعمل بجد كي أساعد والدتي...فحالتها...شخصية...)).
ماذا!!لقد أخبرني دون تردد...لا داعي إذن لإخباري بحالة أمك...فأنا أعلم كل شيئ..ليدخل بعدها المنظمين للبدأ،ليعود الكل إلى أماكنهم،قال لي قبل أن يذهب:((تشرفت بمعرفتك...ماإسمك؟؟..)).
قلت:((بن)).
أجاب:((توان)).ثم ذهب لمكانه.
هكذا مرت المقابلة وقد سجلت كل المستلزمات ثم خرجت،إلتقيت في الخارج هانا،وقد قالت لي عندما إلتقيت بها:((لقد ألمني رأسي في قاعة الأزياء.))
كانت هانا قد إختارت دراسة عالم الأزياء والتصميم.
قلت لها:((لاتقلقي كل شيئ سيكون بخير)).
قالت:((أتمنى ذلك!!)).
لتلتقي بها صديقتها سوزان،التي لاتصمت أبدا...أبدا..وذهبتا سويا...
أخذت لنفسي سيارة أجرة،وأخذتني إلى المحطة،وهكذا أكملت الطريق مشيا،وأنا أقترب رأيت بالصدفة فتاتا أتية من الجهة المقابلة،كانت بيضاء كالثلج،وشعرها الذي صففته وأخذته على شكل ذيل حصان يرقص مع حركتها،وأشعة الشمس قد جعل لونه بنيا،وعيناها عسليتين،ووجنتاها متوردتان من شدة الحرارة،إنها جميلة جدا...مرت بجانبي تاركتا رائحة عطرها الجميل،وعندما أدرت وجهي،كانت قد إختفت في الجهة الأخرى،كانت دقات قلبي تتسارع دون توقف،وضعت يدي فوق صدري أتحسس دقات قلبي...كان إحسسا جميلا...إنه إحساس الوقوع في الإعجاب.. إحساس القلب العاشق....

صداقة صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن