لقد أفسدت كل شيئ..حاولت أن أجعل علاقتي جيدة و وطيدة مع الأخرين..فقدت مارتن و هيلن..أنا من كان السبب في توتر علاقتهما...أنا من أقحم توان في هذا...جلست على حافة تطل على نهر صغير و هادئ...أحسست برأسي كأنه سينفجر..لكن صوت الرياح وهي تحرك أوراق الأشجار جعلتني أشعر بقليل من الهدوء...ليتحدث غريب ما:((أظن أنك في مأزق ما)).
عندما أدرت رأسي.. رأيت شابا يجلس على الحافة أيضا بجانبي..أجبته:((نعم بعض المشاكل الشخصية)).
قال الشاب الغريب:((أنا أيضا لدي مشاكل خاصة..الجميع يملكها..لكن الإختلاف يكون في حدتها..)).
أومأت له برأسي و أنا أفكر في ماقاله..ليتمم كلامه قائلا:((كما ترى هذا اللون فوق رأسي...)).
نظرت نحوه...كان نصف شعره باللون الوردي...أتمم كلامه:((هذا هو السبب الذي يجعلني أتي إلى هنا..عندما تراه تظنه شيئا عاديا..أه..لكنه جحيم بالنسبة لي..هل فهمت ما قصدته بكلامي في البداية..)).
صمتت للحظة..ثم قلت له:((نعم..لقد فهمت..الأمر أنني كنت السبب في تعقيد أمور شخصية لبعض أصدقائي..وقد بدأوا يكرهونني الأن..)).
ليضحك الشاب بصوت مرتفع..ليقول:((فقط هذا كل شيئ!!..يالك من غبي..الأمر بسيط جدا..فقط واجه و قل ماحدث..)).
ليقف من مكانه..ثم قال وهو ينظر إلى النهر أمامه..:((ما إسمك؟؟)).
أجبته:((بن)).
قال:((بن..الأمر بسيط جدا بالنسبة لك..لو عرفت سبب قدومي إلى هنا..لسقطت فوق هذه الحافة منذ زمن..)).
ثم نزل ذاهبا..قلت له:((مإسمك؟؟..)).
أجاب:((دان..إسمي هو دان)).
أجبته:((شكرا لك دان..لقد ساعدتني بحق..أشكرك)).
ثم رفع يده دون أن يدير ظهره لي..و أكمل مسيره...مازلت كلامات دان عالقة في ذهني..ماهو السبب الذي يجعله يأتي دائما إلى الحافة..هل كان حقا يفكر في الإنتحار..أخذت أفكر على حل يجعلني أصلح الأخطاء التي قمت بها..و أنا في طريقي رأيت الفتاة الجميلة مرة أخرى..أحسست بدقات قلبي تتسارع..فكلما رأيتها يحدث لي الأمر نفسه..كانت جالسة ترتدي تنورة حمراء تظهر ساقيها البيضاوتان..تدير بها مجموعة من الحمامات البيضاء مثلها...تطعمهم بعض الفشار..كانت فائقة الجمال وهي ترعاهم..حاولت التقرب إليها..لكنني لم أستطع..حاولت أن أستجمع شجاعتي و أحدثها...عندما حدثت المعجزة...تقدم شاب نحوها...شاب جعلها تبتسم و تقوم لعناقه..تخيلت نفسي مكانه للحظة..هكذا الأمر إذن...يالني من غبي..ألقيت عليها نظرت أخيرة قبل أن أذهب..لقد كانت مسرورة جدا وهي جالست بجانبه..لقد أحسست بغصت في قلبي...هل حقا كنت أحبها...تبا...حب من طرف واحد...أخفيت حزني الغريب هذا..ثم أكملت طريقي و عدت أفكر عن حل لما إرتكبته...
عدت إلى المنزل و التعب يجعل جسدي ثقيلا جدا..إرتميت فوق سريري و أخذت أفكر و أفكر دون توقف..كيف سأصلح الأمر..لقد كنت السبب..غبائي و مشاعري جعلتني في مأزق سيئ..بدأ النعاس يأخذني لأسمع صوت بران وهو يناديني من الخارج..توجهت نحو النافذة..ليطلب مني النزول للحديث قليلا..أخذت أتحرك بتثاقل للاسفل..قال عندما فتحت الباب:((مرحبا..كيف حالك!!...)).
أجبته:((ليس جيدا..أظنك تعلم ماحدث)).
قال:((نعم أعلم الأمر..لقد أخبرتك أن تبتعد عن مايك..أنت تعرفه جيدا..إنه شرير بعض الشيئ)).
جعلني كلامه أبتسم:((أعرفه...أه لا أظن ذلك حقا..)).
أخذت أجلس على درج المنزل و أتممت بعدها:((هذا ليس مايهمني..لقد جعلت بعض من أصدقائي يعانون..بسبب فعل غبي فعلته..)).
جلس بران بجانبي ليقول بعدها:((هل يتعلق الأمر بهيلين و صديقها القديم..)).
أجبته:((نعم...لقد أخبرني توان عن مشاعره نحو هيلين..أخبرتها بالأمر..ماجعلها غاضبة نحوي..و أظنها ستخبر مارتن..سيكرهني بعدها و سأعود وحيدا مجددا...لا توان و لا مارتن..)).
أحسست حقا للحظة أنني سأبكي..لكن بران وضع يده فوق كتفي..و قال لي بإبتسامة على وجهه:((لو كان حقا صديقك فسوف يحاول أن يعيد الأمر إلى نصابه..لذلك لاتقلق..حسنا)).
أومأت له برأسي..إنه محق فنحن أصدقاء بعد كل شيئ..سوف يسامحني..قال بران قبل أن يذهب:((أيضا بن..أنا أسف)).
قلت:((أسف على ماذا؟؟)).
قال:((أي شيئ)).
ثم رحل بعدها..لم أفهم ماذا كان يقصد بكلامه..لكن لايهم فجسدي مخدر بالكامل...و أحتاج حقا قسطا من النوم..جلست أشاهد مسلسلا أجنبيا بعض أن أخذت قسطا من النوم..و وضعت إناء مملوءا بالفشار بجانبي..فقط أريد نسيان ما أعانيه لفترة معينة...سمعت صوت رنة في هاتفي..أخذته لكي أتصفحه..لأجد دان يرسل لي طلب صداقة على صفحة الفايسبوك...إنه حقا شاب غريب الأطوار..كامل صوره يلتقطها على الحافة التي إلتقيته به اليوم..لكن لاأهتم..قبلت طلبه و وضعت هاتفي أرضا..لتناديني أمي من الأسفل قائلاتا:((بن شخص هنا يريد رؤيتك)).
أجبتها و أنا أقوم من مكاني:((حسنا أنا قادم)).
أظنه بران مرتا أخرى..لكن ماذا يريد؟؟..
عندما فتحت الباب..لم يكن بران من يقف أمامي..بل شخصا أخر لم أتوقع حضوره...مارتن...
قفت في مكاني متجمدا دون أن أنبس بكلمة واحدة..ماذا سأقول له؟؟..لكنه خلصني من هذا..حيث قال:((لقد علمت بكل شيئ..أخبرتني هيلين..فهي لاتخفي عني أي شيئ..)).
قلت:((أنا..أنا لم...)).
قاطعني قائلا:((..لقد صارت حزينة جدا..تبكي دون توقف..لم تعد تعلم ماتفعله...هذا كله بسبب حلم تافه..أن تكون صداقة مع شخص لايهتم بك أبدا..يعتبرك نكرة أمامه..)).
أحسست بالغضب يتأجج بداخلي..حيث قلت له:((كيف يمكنك قول هذا!!..لقد خرجنا سويا..إنه صديقنا..)).
قال بصوت مرتفع:((ليس صديقي...ولم تعد أنت أيضا..)).
كيف؟؟..أجبته بصوت مرتفع أيضا:((إذن هكذا بكل بساطة تقول أنك لست صديقي..بسبب شخص معجب بصديقتك..)).
قال وهو يحدجني بنظرة باردة:((لن تعلم شدة هذا الأمر حتى تحب شخصا ما و يحبك أيضا..لكن أتعلم ماذا..أظنك لن تتعرف على هذا الشعور أبدا...لأن لاقلب لك..)).
قلت بغضب عارم:((تبا لك فلترحل من هنا..لولا طلب هيلين كي أصادقك لما فعلت أيها المعقد المعتوه..)).
لم أكمل كلامي حتى هوتت قبضة على وجهي..قال و قبضته ترتعش غضبا:((لن أسمح لك أن تقول عني هذا الكلام..هل فهمت)).
ليذهب تاركا العديد من السب و الشتم ورائه..فلم أعد أطيق رؤيته أو الحديث معه و لو لمرة واحدة...
أنت تقرأ
صداقة صدفة
عاطفيةالكل يريد إمتلاك ذلك الصديق الذي تجده معك متى إحتجت إليه...والكل يريد إمتلاك تلك الفتاة التي تحبك مثلما أنت ومهما كنت...الكل يريد هذه الأشياء. "عندما أكون معك...أرى نفسي شخصا أخر"