إستيقظت على ضجيج شارع "العصافير" في كاليفورنيا، وظهري يؤلمني كثيرا،حتى الأحلام المخيفة لم تتركني وشأني،خرجت من تحت الأغطية وتوجهت بتثاقل إلى المطبخ،أخذت رشفة من عصير البرتقال،وذهبت أغسل وجهي كي أعود إلى وعيي،فالنعاس مازال يتملكني،أحس بتعب شديد جدا،ذهبت إلى غرفة الجلوس،وأخذت معي كرنفليكس والقليل من الشوكولا السوداء،أحب الحلويات والسكريات كثيرا،أخذت أشاهد برنامجي المفضل"من الأقوى"،وأنا أخذ ملعقة وملعقتين من الكرنفليكس،رأيت قطيعا من الأسود كل واحد يحك ظهر الأخر ويداعبه مثل الأصدقاء،لكن فور مايرو غزالة رشيقة شهية،ينقلب الكل على أخيه كي ينال فريسته،وقلت في نفسي:"مثلنا تماما".
إنتهى البرنامج،بعد ذلك حملت نفسي إلى الفراش مجددا لاأستطيع الدراسة اليوم،سأخذه راحة،اليوم بأكمله،أخذت أتصفح الفايسبوك،وقد نزل مايك صورة له مع صديقته الشقراء،يتفاخر بها أمامنا كل يوم،يظن نفسه محظوظا،كم أشفق عليه عندما أراها وراء المدرسة تضحك برفقة شاب أشقر مثلها بينما هو لايكف عن التفاخر بها أمامنا،بعد ذلك أرسل لي بران رسالة على قناة الدردشة،قال:((مرحبا كيف حالك!!..هل تريد الخروج معنا اليوم؟؟)).
قلت:((إلى أين؟؟...ومع من؟؟)).
قال:((سنذهب إلى الشاطئ لنتمشى هناك بعض الوقت)).
قلت،وأنا في حاجة حقا إلى الخروج:((حسنا سألتقي بكم أمام محطة الأجرة)).
وهكذا قمت من على السرير،ثم إرتديت ملابسي،سروال جينز وقميص "بولو" أبيض مع حذاء أبيض رياضي،صففت شعري ثم أخذت هاتفي وإلتحقت إلى المحطة.
المحطة مكان مزدحم مليئ بسيارات الأجرة والحافلات،كل أنواع المتسولين ينامون هناك،كبير صغير،عجوز،و الرائحة العفنة تملئ المكان بأكمله بسبب الأزبال التي تغطي المكان،إلتقيت ببران ومعه مولين ومايك،أخذنا سيارة أجرة ثم إنطلقنا نحو الشاطئ،جلست إلى جانب النافذة،وبدات أشاهد الأشجار العريظة وخطوط ظلها على الطريق،و أشعة الشمس تسطع على وجهي،وجعلني أشعر بالدفئ،وبدأت أفكاري تتدفق وتتسلسل نحو الحلم الذي رأيته،لقد كان توان وهو يشكرني على مساعدته،لكنه مجرد حديث نفس لا أكثر.
وصلنا أخير،ثم بدأنا نتحرك على الجانب الذي شيد فيه طريق للمشي والشاطئ على الجانب،أصوات الأمواج الهادئة جعلت رأسي يخف من شدة الألم،وصوت الطيور التي تملئ السماء مهاجرتا جعلتني أشعر بالحنين،بدأ مايك يتحدث مع مولين حول فتاته الشقراء الغبية،ثم قال لي بران فجأة:((ألن تسألني على توان)).
الحقيقة أني أردت لكني لم أستطع،قلت وأنا أنظر في العصفورين المتعانقين بجانب ماء البحر:((لماذا أثق بك!!)).
قال وهو يبتسم:((أنا أيضا لاأعلم لماذا وضعت ثقتك بي)).
نعم،لا أعلم لماذا،أتمم يقول:((أعلم أنك لاتحبنا،والحقيقة أنه كما تعتبرنا بالنسبة إليك،نعتبرك به نحن أيضا)).
قلت دون أن أنظر نحوه:((أصدقاء مزيفون)).
قال:((نعم...مزيفون...حقيرون..ومنافقون)).
قلت دون أن أدري ماأقوله:((لكنك لست كذلك...أنت مختلف عنهم))..نظرت نحوه وأتممت:((أنت مختلف عنهم كليا...فقد ساعدتني وتحب المساعدة..)).
وقاطعني:((وسهل الإنقياد)).
قلت:((نعم)).
بعدها أخرج هاتفه،وقال لي وهو يريني صورة:((أريدك أن تراها)).
أمسكت الهاتف،إنها صورة لتوان وفهد برفقة أمه وخالته،لقد كان يبتسم من كل أعماقه،لقد عاد الأمل والفرح على وجهه،جميل بحق،إبتسامة جميلة،جعلته يغلق عينيه وهو يبتسم،قال لي بران:((لقد كنت جزءا في فرحته...فنقودك ساعدته على شراء الدواء،وكذلك خروج أمه من المستشفى مبكرا)).
بدأت الشمس في الغروب،وجعلتني السماء البرتقالية أغرق في جمالها وبهيتها،قال لي بران:((يجب أن تجعل منه صديقك)).أتمم وهو يبتسم:((فهو من تريده ومن تبحث عنه فيه مواصفات الصديق المثالي..فهو شخص رائع فإبن خالته فهد،يوما عندما أمسك أخي من عمي بسبب تهمة بيع حشيش،لن تصدق مافعله فهد،فقد ضحى بنفسه وأخبرهم أنه هو من أعطاه الحشيش وهو مجرد أبله،لكن المحامي الذي أخذ القضية علم بالأمر ومازالت الإنسانية والحب في قلبه،وخفف عقوبته من عام إلى شهرين)).
قلت من شدة الأحداث:((واو)).
قال:((نعم..غريب)).
بعدها تناولنا العشاء في "ماكدونلز" وعدنا بعدها إلى البيت.
وجدت إبن عمي الصغير "يورن" وأنا أناديه ب"يويو"،أخذت ألعب معه قليلا،ورقصت معه على ألحان أغان الأطفال،ثم عندما أخذه النوم،ذهبت إلى غرفتي ودخلت فراشي،وأخذت أتصفح الفايسبوك،ولدي طلب صداقة،وعندما ذهبت لتفقد،وجدت أنه توان من أرسل لي،وقد وضع صورته مع أمه مبتسمين،ترددت وبدأت الأفكار تتوارى في عقلي،هل علم أني من ساعدته؟هل يريد أن يشكرني؟هل هو صديق مزيف أيضا؟.... وبدون أن أفكر حتى،ضغطت على زر"قبول"...
أنت تقرأ
صداقة صدفة
Romantizmالكل يريد إمتلاك ذلك الصديق الذي تجده معك متى إحتجت إليه...والكل يريد إمتلاك تلك الفتاة التي تحبك مثلما أنت ومهما كنت...الكل يريد هذه الأشياء. "عندما أكون معك...أرى نفسي شخصا أخر"