طريف جدا،وأنا أتناول غذائي سمعت كل نكاته،كانت مضحكة جدا،حتى أنني إبتسمت لحظة بصوت مرتفع جعل الجالسين أمامي ينظرون نحوي للحظة من الزمن،لكن لم أهتم فقد سررت بتلك النكت الغبية والمضحكة في الأن نفسه.
لم تبقى إلا خمس دقائق للعودة إلى الصف،أخذت أضع طاولة غذائي في مكان التنظيف ورميت ماخلفته من أزبال،كنت مسرورا ومرتاحا بشكل غريب عندما سمعت نكاته،لكن ذلك تغير كله عندما إلتقت عيناي بعيناي مايك،كانت نظرته مليئة بالغضب والكره،حتى أن من كانوا معه أحسوا بذلك،لكن شيئا لم يحدث فقد مر أمامي كأنه لم يرني،وقد فعلت المثل أيضا،كم أنا مسرور أني تخلصت منه أخيرا،وسوف أتخلص من كل أولاءك المزيفون.
عندما وصلت الرواق الذي يضم خمسة فصول متنوعة،سمعت صوت شخص ينادي علي،صوت فتاة،أدرت وجهي لأجد صديقة مايك الشقراء،تلك الغبية،السبب في الضرب الذي تعرضت له.
قالت:((أرجوك.. أريد محادثتك..)).
قلت بغضب:((ماذا تريدين مني!!!)).
قالت وهي تقترب نحوي بخطوات بطيئة:((أريد أن أشكرك)).
قلت بشك:((على ماذا؟؟..)).
قالت وهي مترددة قليلا:((على قول الحقيقة لمايك)).
كيف!!هل هذه مجنونة!!لم أتحمل كلماتها!!!كانت سبب الكدمات على وجهي لمدة أسبوع..وهي مسرورة على كل هذا!!..
أتممت قولها وكأنها أحست بغضبي:((أعلم أنك غاضب..ولكن...أنا لا أحبه...هذا كل شيئ..)).
لم أصدق ماسمعته،هل قالت لا تحبه!!!...
أتممت تقول:((سوف أثق بك وأخبرك بكل شيئ...كهدية شكر..حسنا..)).
أجبت:((حسنا..)).
قالت وهي تعصر أصابعها بشدة...كأنها تتألم:((سابقا عندما كنت أعيش بفرنسا كنت أنا وذلك الشاب الذي تراني معه أصدقاء طفولة...كنت أنا وهو منسجمين كثيرا...لكن عندما ماتت أمه جراء مرض السرطان توطدت علاقتنا أكثر...علاقة إعجاب...ثم حب..لكنه لم يعترف لي حتى إنتقلنا إلى هنا..أحسست وقتها بفراغ واسع في قلبي..لم أملك أصدقاء...حتى إلى الأن..عندما إلتقيت بمايك بدأت أنجذب إليه..وسيم ومرح ويحب أصدقائه..لكن هذا ماظننته..عندما كنت معه دائما مايتحدث على الأخرين على نحو سيئ..وخاصتا أنت...لكن عندما علمت بمجيئ صديقي الأخر إلى هنا وإسمه "مارتن" لم أستطع أن أختبئ عنه أو أتركه..فما زلت أحبه..)).
واو...لقد عانت كثيراا..وكنت دائما ماأكرهها..قلت:((أسف...أسف جدا)).
قالت بإبتسامة شاحبة:((هل يمكنك مساعدتي؟؟)).
قلت:((في ماذا..)).
قالت:((أن يتركني..فل تدبر طريقة يراني معه..لقد تعبت)).
أعلم معانتها..لذلك قلت:((سأحاول..)).
قالت:((شكرا جزيلا لك..)).
قلت دون أن أعي ماقلته حتى:((فل تخبري صديقك إن كان دون أصدقاء..فأنا هنا فأنا أريد أصدقاء حقيقيين..وهانا ستسر لو كنت صديقة لها..أحسن من أن تبقي وحيدة..)).
قالت بإبتسامة أكثر جمالا من السابقة:((حسنا..)).
ثم إقتربت نحوي وطبعت قبلة على جبيني،ثم قالت قبل رحيلها:((أظنك عكس مايقوله مايك..فأنت شخص طيب)).
لم أصدق كل ماحدث الأن،لكن معى نهاية هذا الأمر علمت شيئا مهما..أن المظاهر خداعة..كل من تراه شخص سيئ وعصبي فهو شخص مختلف وقد عانى أكثر من أي أحد..فقط يحتاج إلى من يساعده..لكن أخطر أنواع الأشخاص هو من يكون هادئا و مهذبا أمامك..لكن حقيقته فهو من أكبر وأقبح الوحوش...
أنت تقرأ
صداقة صدفة
Romanceالكل يريد إمتلاك ذلك الصديق الذي تجده معك متى إحتجت إليه...والكل يريد إمتلاك تلك الفتاة التي تحبك مثلما أنت ومهما كنت...الكل يريد هذه الأشياء. "عندما أكون معك...أرى نفسي شخصا أخر"
