الفصل 11

20 4 0
                                    

كانت رسالة هانا قد أقلقتني كثيرا،أسرعت أرتدي حذائي دون أن أغير ملابسي حتى،فقد خرجت بالبيجاما الخاصة بالنوم،وتوجهت مسرعا إلى الحديقة في منتصف الليل.
أخذت أركض والعرق يتصبب فوق جبيني ويصير باردا من شدة الجو المحيط بي،عند وصولي إلى المكان الذي توجد فيه هانا كان مظلاما قليلا فقط مصباح واحد من ينير نصف المكان،قلت في نفسي:((لم تكن خائفة حتى في بقائها لوحدها في هذا المكان ليلا)).
عند دخولي وجدتها جالسة قرب شجرة كبيرة وهي من أقدمهم في هذه الحديقة،وكانت تمسك رجليها بيدها وتضع رأسها بين ذراعيها،عندما إقتربت نحوها قلت ببطئ:((مرحبا هانا..)).
أجابت دون أن تنظر نحوي:((مرحبا...)).
كان صوتها تعبا،و ممزوجا بالبكاء،قلت:((ماذا حدث؟؟..)).
قالت عندما أحست بجلوسي أمامها:((لقد إعترف لي...وكان قاسيا جدا)).
قلت وأنا عالم بالجواب:((هكذا إذن..أنا أسف)).
لأسمع بكائها من جديد،بعدها أدارت وجهها نحوي وقامت بعناقي وبدأت تخرج مابداخلها:((لماذا لم يعجب بي..لقد أحببته من كل قلبي...ما السيئ في...هل أنا لست جميلة..)).
قاطعتها وأنا أملس شعرها:((لا!!...إنه غبي..إنك جميلة جدا..إنه لا يستحق شخصا مثلك..)).
لقد أحسست بحزنها،فدائما ماتخبرني بحبها الشديد له،وقد كان ظاهرا جدا كلما تحدثت عنه.
قالت وهي تتألم داخلها:((لقد كسر قلبي..لقد قام بجرحي وقسم قلبي إلى نصفين..)).
ثم أكملت بكائها والقمر يضيئ المكان بنوره.
عندما إرتاحت قليلا،سألتها:((ماذا قال لك عندما أخبرته؟؟)).
أجابت:((لقد كان هدفه من العشاء هو أن يخبرني أنه سنفترق..لكنني أخبرته بحبي له قبل أن يقول هو..أحسست به حينها قد صدم..لكنه تشجع وأخبرني..وقال أنه يحب فتاة أخرى سابقا وقد قرر العودة إليها من جديد...أتعرف يا بن لقد كنت مجرد لعبة لتمضية وقته...)).
كانت كلماتها قد جعلتني غاضبا،قلت لها:((سوف أتحدث معه بنفسي..)).
أمسكت بي وقالت وهي ترتعد:((أرجوك لا..إتركه و شأنه سأنساه عما قريب)).
قلت وأنا أتنهد:((حسنا..أنت تعلمين..)).
إبتسمت ثم قالت:((شكرا لوقوفك معي..)).
ثم وضعت رأسها فوق كتفي وبقينا نشاهد القمر المكتمل في السماء،بعدها عندما إشتد البرد رافقتها إلى منزلها،وقبل أن تصعد قالت لي:((فل تخبر الفتيات غدا أني سأتغيب فقط أريد أن أرتاح قليلا..)).
قلت:((حسنا)).
ثم رحلت بعدها وذهبت إلى المنزل،و صورة سبستيان لا تفارق رأسي،فكم أريد أن أضربه وأوجه لكمة إلى وجهه الوسيم ذاك...

صداقة صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن