فتحت عيناي على صوت عصفورين يتشاجران على حبة خبز في المطبخ،والكل في البيت مازال نائم،صوتهما مرتفع لشدة يجعل رأسي يطنطن،واليوم يوم أحد،يوم راحة،لم أستطع العودة والنوم من جديد،لذلك خرجت من تحت الأغطية وتوجهت نحو المطبخ لأطرد العصفورين،ثم شربت كأس ماء وأشعلت التلفاز لمشاهدة برنامج"من الأقوى" برنامج يدور حول مملكة الحيوانات،أحبه كثيرا،وإلا أن وصلت التاسعة،إرتديت ملابسي لكي أذهب لدى بران كي أخذ معلومات حول الفتى البرونزي البشرة...
وأنا أخرج من المنزل، الشارع كان في حالة هدوء،فقط القطة السمينة السوداء التي تنام جوار بيت جيراننا أخذت تأكل فأرا على الصباح،دسم!!،ونسيم الصباح يجعل الانفس تطير معها كالأوراق المتساقطة،لحسن حظي فبران يسكن جوارنا،ذهبت إلى منزله وهو مقسم إلى ثلاثة طبقات،الطبقة الأولى لعمه الأعزب،والطبقة الثانية من نصيبهم هو وأخته الصغيرة"جانت" شهباء كاللون الشمس وعيناها خضراوتان،والتي ورثتهما من أمها،و معهم أخ أكبر في الثامنة عشر من عمره و بن وعمه الذي تزوج أمه بعد وفاة أبيه،وفي الطابق الثالث يوجد أبناء عمه المريض،ضغطت على الزر الثاني لينزل في الحين ويفتح الباب،قلت له مرحبا:((صباح الخير...هل أنت مستعد لبعض الرياضة)).
لحسن حظي إرتديت ملابس رياضة،قال لي ومازال النعاس على وجهه:((صباح الخير...أسف لن أذهب فقط أمي من أمرتني أن أحضر بعض الخبز و "الكرواسون")).
قلت له:((حسنا سأرافقك هي رياضة بذاتها)).
فالمخبزة بعيدة قليلا،فهناك قابلية أن تعمل رياضة مشي ذهابا وإيابا،قال بران وهو يغلق الباب:((حسنا)).
فبران شاب في السادسة عشر من العمر،نحيل الجسم،ورث شعره الأشقر من أمه لكن عيناه عسليان مثل والده،فهو من أعتبره في بعض الأحيان صديقا مقارنة بالأخرين،فمشكلته هو أنه سهل الإنقياد،خصوصا من طرف مايك،قلت له ونحن في الطريق:((أريد سؤالك عن شيئ ما)).
قال:((ماهو)).
قلت وأنا متردد قليلا:((البارحة عندما كنتم تلعبون...رأيت شابا يخرج من المجمع الذي يسكن فيه مايك...ويشبه صديق أخاك من عمك هذا،"فهد"،هذا إسمه أليس كذلك..)).
قال وهو ينظر إلي:((ماذا تريد منه...أليس...)).
قلت متعصبا:((لا ليس كذلك!!)).
ياله من تفكير سيئ،أظنكم علمتم ماذا كان يريد قوله،قلت:((أرجوك فل تخبرني)).
وصلنا إلى المخبزة،دخل وأحضر ماطلب منه ثم خرج،وفي طريق العودة أتممت القول:((فل تخبرني هيا)).
قال بعد أن رسم إبتسامة على وجهه:((حسنا...أولا إنه ليس شقيق فهد بل إبن خالته،و إسمه "توان" وهو على ماأظن لايعيش في تلك الإقامة،وعمره سبعة عشرة مثلك تماما تناسبه جدا)).
قلت غاضبا:((لقد أخبرتك أنه ليس مثلما تظن..تبا لك!!)).
قال مبتسما:((أعلم أعلم فقط أضحك معك)).
وهكذا تكلمنا قليلا حول أصدقائي المزيفون،إلا أن وصلنا أمام منزله،وهو في إنتظار أن يفتح له الباب قال:((فل تحضر في المساء لنلعب..)).
فتحت له جانت الباب وألقيت عليها التحية وردة علي وصعدت،وقبل أن يغلق الباب قال لي بران:((أه ولا تنسى بطاقات "أونو" أريد أن نلعبها من جديد)).
قلت:((حسنا)).
ثم أغلق الباب،ورجعت إلى منزلي ووجدت القطة السمينة لم تنهي وليمتها بعد،قلت في نفسي:""بدينة بطيئة"".
عند دخولي المنزل بدات التفكير حول بران،فدائما مايحسن معاملتي وأظنه قريب من الخروج ضمن دائرة الأصدقاء المزيفين....
أنت تقرأ
صداقة صدفة
Romanceالكل يريد إمتلاك ذلك الصديق الذي تجده معك متى إحتجت إليه...والكل يريد إمتلاك تلك الفتاة التي تحبك مثلما أنت ومهما كنت...الكل يريد هذه الأشياء. "عندما أكون معك...أرى نفسي شخصا أخر"