الفصل 7

46 5 5
                                    

لم أستطع التخلص من الأمر،صورتها،رائحتها،حتى شعرها البني لم يفارق ذهني،فمنذ مرور تلك الفتاة بجانبي وأنا أفكر بها،وكلما سقطت صورتها في مخيلتي،يبدأ قلبي في التسارع و الحرارة تملئ جسدي.
"ماذا يحدث لي؟؟..."
لم أستطع تحمل الأمر،قمت بالإتصال بهانا كي تساعدني،فهي تعيش هذه الحالة الأن مع صديقها الوسيم.
لذلك إلتقينا أمام منزلي وأكملنا المشي بجانب الحديقة الخضراء،مكان عمومي مليئ بالأشجار والزهور بكل الأشكال والألوان،وفي كل جهة منه توجد أرجوحة و حصان بلستيكي ضخم للأطفال،ونحن نتحرك وسط الرياح الباردة المحمولة برائحة الياسمين ومختلف الزهور الأخرى،قلت:((لقد حدث لي شيئ غريب اليوم!!)).
قالت:((ماهو؟؟)).
ثم أخبرتها بما حدث بالتفصيل،فقد رافقتنا إبنة عمي الأخرى،"سالي"،أخت هانا الصغرى،فتاة في الرابعة عشر من عمرها،تناهز هانا طولا،شعرها الأسود الطويل المنسدل على كتفها كالحرير يجعل شعر هانا القصير كأنه قطعة ثوب مرتهل،ضحكت سالي من أعماقها عندما سمعت ماحدث،فهي صغيرة على كل حال.
أما هانا فقد أجابت بعد صمت:((أه...أظنك واقعا في الحب)).
قلت وأنا أحمر خجلا:((كيف!!لا!!!..كيف...)).
إختفت الكلمات وصعدت مع الرياح،قالت هانا وهي تتأمل في الشمس الغاربة:((هذا هو الإحساس الذي أخبرتك عنه...فقد راودني أيضا...وإلى الأن...أه إنه الحب ياأخي...وهذا ماأنت في طريقه الأن..)).
لم أجب حينها،لكن بعد صمت قلت مستسلما:((أظن ذلك)).
لتقول سالي بعدها:((سوف أسأل صديقتي "كورتني" لو كانت تعرفها..)).
سالي...فقد كانت تفكر طوال الطريق حول الفتاة،قالت:((أظنني رأيتها سابقا..فهذا وفق المواصفات التي قلتها..وأظن..أظن أنها تسكن بالقرب من كورتني..سوف أسأل..لاتقلق)).
أجبت مبتسما:((شكرا لك...بل شكرا لكن)).
بعدها أكلنا القليل من التاكوس ثم عدنا إلى المنزل.
يوم جديد،أول يوم لي في المدرسة الجديدة،كنت متوترا قليلا،فحسب مارأيته ليلا في الإنترنيت حول المدرسة وطريقة عملها،فهي صارمة قليلا،أخذت أرتدي ملابس جديدة،ثم نزلت لتناول فطوري المكون من خبز مدهون بالزبدة والقليل من الجبن،لاسكريات أو حلويات اليوم،أسرعت برفقة أبي في سيارته،واليوم لم أتأخر لحسن حظي.
دخلت مسرعا للبحث عن أول فصل لي اليوم،فقد كان حول الإتصالات،وجدت القاعة أخيرا،فقد كانت كبيرة الحجم وتضم مختلف المعدات الإلكترونية،كما كان لكل شخص حاسوبه في مقعده،تأخر أستاذنا قليلا،لكن رغم ذلك كان شخصا رائعا ضاحكا ويجعلك تفهم درسك بكل سهولة.
بعدها جاء وقت الغذاء،فالكفتريا كانت أكبر من ملعب كرة القدم في مدرستي السابقة،وهذا يجعل الحصول على مقعد سهل الوجود،أخذت أجلس بجانب شاب ذو نظارات رفقة صديقه يلعبون لعبة على هاتفهم،أظنها لعبة علمية فالعرق كان ظاهرا على جبينهم،أخذت أتناول سندويش جبن مع القليل من اللحم المقدد،لكنه لم يكن شهيا مثلما تحظره أمي،لأسمع بعدها مجموعة من الشبان والفتيات يضحكن بصوت مرتفع،عندما أدرت وجهي وجدت أنه توان برفقة تلك المجموعة يضحك ويلقي النكات معهم،أظنه سريع في تكوين الصداقات..مقارنة بي...لقد إستسلمت منذ اليوم الأول لي،وكيف أستطيع إذن أن أحدثه وأطلب منه أن يكون صديقا لي...فإني أرغب بشدة أن أكون صديقه..فبران محق حوله..شخص رائع ويحب أصدقاءه..أو هذا فقط ماأظنه...

صداقة صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن