الفصل 12

24 5 2
                                    

كان الأمر كله مزعجا...مزعجا جدا،لقد حطم قلبها،وتركها وحيدة تبكي مثل الحمقاء...أسف هانا على عدم مساعدتك منذ البداية.
مخطط اليوم كان مليئا بالحصص الدراسية،لم يكن وقت لتنفس أو حتى الغفلة،لم أتناول غذائي،بقيت مع مجموعة من الأولاد في غرفة التجارب،ونحن نحاول تركيب موصل يبث ويرسل الإشارة الصوتية،فقد كان بحثا منقطا،مرت ثلاثة ساعات حتى إنتهينا منه،بعدها تمكنت من الخروج.
بدأت أحس بالجوع الشديد،وبدأ بطني في إصدار الأصوات الغريبة،لذا قررت أن أكل في مطعم خارج الجامعة.
عند خروجي،وجدت مارتن يضع دراجته جانبا ويضع سماعاته الضخمة يستمع لنوع معين من الأغاني،عند إقترابي أمامه،ناديت عليه،لكنه لم يجب،أعدت مرتا ثانية لكن دون جواب،بعدها قمت بلمسه لينظر نحوي مسرعا وهو ينزع سماعاته،قلت بتوتر:((واو بهدوء إنه أنا..)).
قال وهو يقف من مكانه:((أسف لقد ظننتك شخصا غريبا ما)).
قلت مازحا:((لحسن حظي لم أتلقى لكمة على وجهي)).
قال وهو يطفئ موسيقاه:((إلى أين أنت ذاهب؟؟)).
أجبته:((لقد أنهيت بحثا مدرسيا وسوف أذهب الأن لتناول الغذاء في مكان ما)).
قال وهو يجر دراجته:((حسنا سوف أريك مكانا سوف تحبه)).
قلت بحماس:((حسنا هأنا أنتظر)).
ونحن في الطريق الذي يعج بالسيارات الراجعة من عملها،وأصواتها المرتفعة،قال لي مارتن:((أنا أسف على ماحدث لإبنة عمك)).
قلت بشك:((إبنة عمي!!..لكن من أخبرك..)).
أجاب:((هيلن..لقد تحدثوا معا هذا الصباح..)).
قلت:((لكنها لم تأت اليوم..لقد تغيبت)).
قال:((عندما علمت بغيابها ذهبت وهي وصديقتها الأخرى تلك..التي لا تصمت...و زاراتها في منزلها..وأخبرتهم بعدها بما حدث..)).
قلت:((هكذا إذن..)).
هيلن شخص جيد حقا،أمر جيد عندما قامت بزيارتها.
بعد مرور دقائق وصلنا إلى المطعم،كان خاصا بالسوشي،الشيئ الذي أحبه،لكن..كيف علم بذلك!!..فأنا لم أخبره!!..
لم أقل شيئا،دخلنا وأخذنا مقعدا وطلبت ما أريد،بعدها لم أعد أتحمل الضغط الذي أحس به داخلي،لأقول بعدها:((أسف على سؤالي هذا...لكن كيف عرفت أني أحب السوشي؟؟..)).
كان كمثل من قمت بصفعه،قال بعدها وهو ينظر نحو صحنه:((لقد أخبرتني هيلن..أعني هانا..لا هيلن..)).
قلت مبتسما:((ماذا جرى لك هل هيلن أم هانا؟؟)).
بدأت أحس بالتوتر،قال وهو يزيح خصلة من شعره سقطت على عينيه:((الأمر أنني أخبرت هيلن أن تسأل هانا عن شيئ تحبه..كهدية أقدمها لك..وأخبرتها أنك تحب السوشي..وأنك أيضا لم تأكله منذ فترة..لذلك كنت أنتظر خروجك من الجامعة)).
أحسست بنوع من التوتر والخجل،قلت:((هدية!!..لكن على ماذا؟؟..)).
قال وهو لم يزح الخصلة التي سقطت فوق عينيه:((لشكرك لجعلي صديقك..فقد بدأت أستمتع بحق..فقد كنت كهدية بالنسبة لي و لهيلن..فقد بدأنا نحس أننا نهتم بشيئ ما..وتلك الوحدة التي مررنا بها لم تعد تراودنا وهذا بسببك..بلطفك...شكرا لك أنك إعتبرتني صديقا لك..أنا ممتن على هذا..)).
يالها من كلمات نابعة من القلب،لم أعد أعلم كيف أجيبه لذلك إكتفيت بقول:((لا حاجة لشكر)).
بعد إنتهائنا من الأكل،عدنا قدما كل إلى منزله.
كان اليوم متعبا بسبب البحث المدرسي،لكن نصف من هذا التعب قد إختفى عندما إلتقيت مارتن،فكل ما قاله كان شيئا غريبا لحظتها،لكن الحقيقة أني مسرور أيضا بكونه صديقي...صديق حقيقي...

صداقة صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن