رأسي بدأ يؤلمني بشدة من كثرة الأحداث التي مررت فيها في هذه الأيام الأخيرة،إعتراف هيلن الصريح حول علاقتها بصديقها،وتلك الفتاة التي مرت بجانبي مازالت صورتها ورائحة عطرها لاتفارق رأسي،حتى أني تعبت من البحث عن أصدقاء حقيقيون،ماذا أفعل ياترى؟؟؟؟....
بدأ النعاس يأخذني،لكنه إختفى عندما سمعت صوت جرس المنزل،وعندما فتحت وجدت بران،قال لي عندما فتحت:((مرحبا...أسف على الإزعاج..)).
أجبت:((لابأس)).
قال:((فقط جئت لأسألك عن يومك كيف مر هناك...هل من أخبار بينك وبين توان..)).
أجبت مستسلما:((لاشيئ جديد...لم أستطع محادثته..)).
قال:((مازال هناك وقت..فقط تشجع..)).
أجبت ورأسي مازال يزداد ألما:((لكن كلما أريد ذلك..يظهر شيئ غريب..)).
قال متعجبا:((كيف!؟؟)).
قلت:((لقد إلتقيت بصديقة مايك وأخبرتني بشيئ يجعلك تنصدم..)).
قال والفضول يتملكه:((ماهو!!...)).
قلت ولم أستطع إخباره بكل شيئ:((فقط قالت أنها لاتحب مايك..وتريد الإنفصال عنه..)).
قال بعد صمت:((أاه...لابأس إذن..حسنا سوف أذهب فقد تأخرت..إلى اللقاء إذن..)).
رحل بعدها ثم صعدت إلى المنزل...لكن شيئا غريبا يحدث..لاأعلم...أحس أن أحدا ممن أعرفهم خائن..أو يخبئ عني شيئ ما...لاأعلم من هو!!...
بعد لحظات أرسلت لي هيلن طلب صداقة على فايسبوك،وقمت بقبولها،وفورها أرسلت رسالة في قناة الدردشة تقول لي أنها تريد الإلتقاء بهانا،وقد وافقت،فقد كانت بحاجة لصديقة ما لتحدثها،وعندما أخبرت هانا قبلت بفرح،بعدها وأنا أتصفح الصور المنزلة أخذني النوم من جديد...
حل الصباح،وأخذت أتواتب في خطواتي إلى المطبخ،قمت بتناول بعض الكرنفليكس ثم شاهدت برنامجي المفضل،بعدها تذكرت موعد هيلن مع هانا فسوف أرافق هانا لتتعرف عليها،أخذت أرتدي ملابسي،ثم ذهبت مشيا إلى منزل هانا ثم أكملنا إلى مكان الإلتقاء،أمام باب المدرسة...وصلنا متأخرين قليلا،لكننا وجدنها برفقة صديقها مارتن،عندما رأتنا جائت نحونا،فقد ظهرت جميلة،شعرها الأشقر منسدل على كتفيها والرياح جعله يتطاير يمينا و يسارا،كما إرتدت ملابس صيفية رائعة،توجهت نحونا وعانقت هانا بمنتدى الظرافة كما عانقتني أنا أيضا،وقالت مبتسمة:((حسنا أنا متحمسة للذهاب)).
فقد كان الأمر واضحا عليها،لم أصدق أن سوزان قد جائت أيضا،سوف تنفجر أذني هيلن من كثرة كلامها،وقبل أن ترحل قالت لي هيلن:((فل ترافق صديقي...فهو دون أصدقاء أيضا..)).
وأضافت قبل أن تذهب:((كما أنه خجل بعض الشيئ ومتوتر...)).
أنا أيضا متوتر،فلم أضرب حسابا لهذا،بدأت التحرك نحوه بخطوات متوترة،فلا أعرف حتى ماسأقوله،فهو شاب في نفس عمري،أكبره قليلا في الطول،كما أنه أوسم بكثير من مايك،شعره أشقر كثيف ورطب،تسريحته رائعة جدا،حتى ذوقه في ملابسه عصري جدا حيث وضع سماعة أذن بين عنقه،كان نظره موجها نحو الأرض وهو ممسك دراجته،قلت عندما وقفت أمامه:((مرحبا)).
أجاب:((مرحبا)).
لم أعلم ماذا أقول،فقد بدوت مثل الأبله،قلت بعد صمت:((ماإسمك!!)).
قال:((مارتن..وأنت..)).
أجبت:((بن لوكاس)).
صمت بعدها،ثم قال عندما توترت الأجواء:((فل نتمشى..)).
قلت:((حسنا)).
ثم أخذنا نتمشى وهو يجر دراجته جانب النهر الصناعي الذي أنشؤوه للتجمعات العائلية،فقد كان بعضها هناك والأطفال يركضون في كل مكان....قلت بعدها وقد بدأت التخلص من هذا التوتر:((هل أتيت أنت أيضا من فرنسا؟؟)).
أجاب:((نعم..أظن أن هيلن أخبرتك كل شيئ..)).
قلت:((نعم..وأسف على ماحدث لأمك..)).
لم يجب..فقد ذكرته بها..أحسست أني قاس لحظتها..لكنه أجاب:((أظنها ستكون مسرورة..فقد كانت دائما ماتقول لي أن أعترف لهيلن..لكن إعترافي لم يكن حتى ماتت...فقد أحبتها بشكل جنوني..)).
أجبت:((بالظبط...فهيلن فتاة طيبة..وصادقة..ولم أعرف هذا سوى البارحة..)).
ثم ضحكت..وتبعني هو أيضا..بعد ذلك قال لي وهو ينظر نحو النهر والأطفال الذين يلعبون الكرة بجانبه،:((لكني لم أحقق لها أمرا أخر بعد طلبته مني..)).
لم أستطع سؤاله..سيكون وقحا بعض الشيئ،لكنه قال:((لقد أرادت أن أمتلك أصدقاء..فلم أكن جيد في تكوينها..فأنا خجول حسب رأيها..)).
أظنها محقة في هذا،فلم يستطع أن ينظر نحوي عندما قال ذلك،لم أعلم ماذا أقول...لكنه سيكون جيدا لو بدأت تكوين أصدقاء جدد...هكذا سأستطيع التشجع وإخبار توان الإنضمام لنا...فمارتن أظنه شاب جيد...قلت له:((أظنك قد حققته الأن..فقد وجدت واحدا..)).
لم ينظر نحوي حتى عندما أخبرته،بعدها إلتقينا مع نهاية اليوم بالأخرين وقد عادوا من المقهى فقد سرت هيلن كثيرا،حتى مع كلامها مع سوزان،وقبل رحيلي قال لي مارتن:((هذا رقم هاتفي..فقط واتساب..)).
أمسكته وأجبت مبتسما:((حسنا..تشرفت بمعرفتك..)).
لم يجب لخجله لكنه صافحني،وقالت لي هيلن:((أشكرك... فقد كان هو أيضا في حاجة لصديق مثله شاب يشاركه وقته ومرحه..)).
إبتسمت..ثم رحلت قبل أن تطبع قبلة على وجنتي.
بعد ذلك رجعنا أنا وهانا وسوزان الثرثارة التي لاتتعب،وقد كنت مسرورا بحق عندما تحدثت مع مارتن..فقد بدأت بكسب أصدقاء جدد...وأتمنى أن يكون الأمر سهل مع توان هو الأخر...
أنت تقرأ
صداقة صدفة
Romanceالكل يريد إمتلاك ذلك الصديق الذي تجده معك متى إحتجت إليه...والكل يريد إمتلاك تلك الفتاة التي تحبك مثلما أنت ومهما كنت...الكل يريد هذه الأشياء. "عندما أكون معك...أرى نفسي شخصا أخر"