_11_

384 83 11
                                    

ضغطت على القلم بيدها
اطرقت رأسها
اما اناملها فرفضت التحرك لتخط على الورقة المنكمشة
بقي ينتظر ردا
لكه فوجئ بسماع صوتها المهتز
" ان..انه ..بارك جي..جيمين "
هو قد خمن ذلك
احساسه اخبره انه صديقه الذي تحدثت عنه
لكن الم تكن هي من خانته و جرحته ؟
" مالذي حدث بي..."
لم يكمل سؤاله
وجهته ببصرها ليردف
" لا ، لا شيئ "
اومأت ثم اطرقت رأسها مجددا
ثم عم الصمت مكتب سول

تنحنح بعد مضي ربع ساعة
حاول كسر الصمت القاتم الذي عم الارجاء ليقول ما زادها حزنا
" اتعلمين اون بي ، لدينا رحلة بعد الامتحانات ستكون لمدة اسبوع اليس هذا رائعا ؟"
ابتسمت بانكسار لتخط على الدفتر امامها
*جيد لك هوبي *
* لماذا لي ؟*
* لانني بالطبع لن اذهب *
"هااا، من الذي سيفوت شيئا رائعا كهذا ؟"
* انا *
تنهد قبل ان يسأل
* لماذا ؟*
* لن يسمح لي والدي بالذهاب *
* اهو ذلك المحقق ؟*
* اجل *
* هل يعاملك بقسوة ؟*
جفلت و أبت الاجابة
اتسعت عيناه و كانه ادرك توا اعظم السرائر ليهمس بعدها
" لا يعقل انه هو من كان يضربك اون بي !!"
هزت رأسها نفيا مرات عديدة بينما تزم شفتيها بقوة و انهمرت دموع شقت خديها المحمرين
تنهد بغباوة ثم اردف
" صحيح ، يالي من غبي ، لا يمكن لاي احد ان يؤذي ابنته هكذا ، اذن من الذي يفعل هذا بك بحق ، فقط اخبريني !"
* لا*
" كما تريدين ، لكنني لن استسلم اون بي ، ساجعلك تخبرينني يوما "
نهض من على كرسيه و توجه خارجا
سار نحو النسوة الجالسات على بضعة كراسي
يتهامسن و يتهافتن باسرارهن
" امي، خالتي ، لقد استيقظت اون بي "
"اوه حقا ، سنذهب حالا"
اومأ ثم توجه مغادرا خارج المشفى
فعلى الارجح ان جيمين ينتظره و وجهه احمر مكفهر لانه تاخر عن وعده من البارحة
الا ان صوت امه استوقفه
"هوبي تعال معي لدي ما اطلبه منك "
هز راسه موافقا قبل ان يحث خطاه نحوها متبعا اياها
وقف امام الباب قليلا ريثما تطمأن جاي هي على الفتاة
خرجت بعد برهة برفقة كل منا و سول التي بدا عليها الانزعاج الشديد مما حير هوبي ليسأل بقلق
" مالامر خالتي ، هل هي بخير حقا !"
اومأت له فزفر بشدة مرتاحا
توجه ببصره نحو امه بعدها
لتهمس هي في اذنه قائلة
" اتبعني "
اومأ لها باستغراب بينما والدته خاطبت اون بي قائلة
" صغيرتي ، فالتنتظري برفقة الطبيبة هنا الى ان اعود ، حسنا "
اومأت اون بي موافقة لتمسك هي يد هوبي جارة اياه خلفها
صعدا نحو السطح ليزداد هو استغرابا
سأل مستنكرا فعلة والدته تلك
" لماذا على السطح "
توجهت نحوه بجسدها
امسكت كلا كتفيه بقوة و نظرة جدية تشوب ملامحها
" اسمعني هوبي ، عليك الانتباه و استيعاب ما سأقوله لك جيدا "
اومأ بقلق فضولي
فما الذي ستخبره به والدته وهي بهذه الحال الجادة
احكمت قبضتها على كلتا كتفيه قبل ان تنطق
" هوسوك ، عليك انقاذها ، لكن بحذر "
" مالذي تقصدينه امي "
" فقط عليك مساعدتها هوبي ، فالتنقذها "
ارتعب لنبرة صوتها الجدية
و التي يشوبها نفاذ صبر و أفأفة
" انقذها من ماذا ؟ و كيف افعل؟ "
" استخدم عقلك و اطلب المساعدة "
خفق قلبه و اهتزت اوصاله لحال امه
هو لم يرها جادة هكذا ابدا حتى عند وفاة والده
رد عليها بصوت مهزوز محطم قائلا
" لماذا ؟ الن تساعديني امي؟ ، هل ستذهبين لمكان ما ؟ ، هل ستتركينني ؟"
اغرورقت عيناها دموعا
و ادركت خطأها
احتضنت ولدها متأسفة
" انا آسفة هوبي ، لن اذهب لاي مكان ، لكن عدني ان تخلصها ، أرجوك"
" حسنا، اعدك "
تنهدت بارتياح لسماع وعده
اخرجت من حقيبة يدها صندوقا صغيرا
رسمت ابتسامة مطمأنة ليبتسم هو معها
ثم اردفت
" هل يمكنك ان تعدني بشيئ آخر ؟ "
اومأ موافقا لتمد له بالصندوق
ازرق ليلي بحجم الكف
يتوسطه قفل فضي على شكل نجمة محاط بزخرفات فضية من المعدن
نظر للصندوق بتمعن
فهو بدا مألوفا للغاية
لكنها قطعت افكاره قائلة
" عليك الاحتفاظ به ، عندما يحين الوقت ستجد المفتاح و ترى ما بداخله "
" مالذي بداخله؟ ، اين المفتاح ؟، و متى يحين الوقت ؟"
قهقهت بخفة
فعادة صغيرها بطرح اسئلة متتالية لن تزول
بدت مرتاحة كونه على طبيعته و تصرفها قبل قليل لم يؤثر عليه او يجعله يشك بشيئ
ثم اجابته بلطف
" لن اخبرك ما بداخله او مكان المفتاح ، اما بالنسبة للوقت ف اون بي ستخبرك آن ذاك "
" اون بي ، لماذا ؟"
" لانها تشبهني "
غمزت له ثم حاوطت عنقه بذراعها
ليمشي بجانبها نزولا حيث تركا الاثنتين ، سول و اون بي
بينما هو يمشي بطواعية
يحدق بالصندوق بين يديه
قطع حبل افكاره رنين هاتف والدته
" مرحبا جين ، مالامر ؟"
* اظن ان احدى المدرسات فقدت عقلها هنا*
سمعت صوت ضجيج و صراخ
اصطدام ما بدى كالطاولات
" مالذي حدث ؟"
* لقد اهانها احد الطلاب ، و قد حطمت القسم تقريبا *
" اوه تبا سآتي حالا ، علمت ان هذا سيحصل يوما "
اغلقت الهاتف ثم قهقهت
اشاحت بوجهها نحوه ثم ابتسمت قائلة
" لقد جنت استاذة اللغات اخيرا ، يومين ، اليس وقتا قياسيا "
" هذه اول مرة ارى رئيسة بهذا الاستهتار امي ، فالتعتني بتلاميذك جيدا "
نكزت جبهته باصبعها ثم هرولت نحو الخارج
بينما هو اكمل طريقه نحو غرفة الطبيبة سول
لمح ان الباب كان مغلقا
اراد ان يدق الباب الا انه توقف فور سماع صوت سول الباكي
" انا آسفة اون بي ، لكن هل يمكنك اخفاء الامر عنه ؟"
" ..........."
" شكرا لك صغيرتي "
عم الصمت بعد هاتين الجملتين
اخذ هو يفكر بينما يفرك رأسه
٭ تخبر من ؟ و مالذي يخفونه عنه ؟٭
دلف الباب اخيرا ليرى صاحبة المئزر الابيض تمسح عينيها بطرف كمها
و قد انتفضت ما ان رأته يدخل
هل الامر يخصه يا ترى ؟!
تجاهل الامر لما انتبه لتحديق الفتاة به
ابتسم لها لتفعل هي ايضا
" هل اوصلك للمنزل "
هزت رأسها نفيا لكنه اصر فاستسلمت له اخيرا
* لكن ليس امام منزلي ، سنفترق بعيدا عنه *
" لماذا ؟"
* فقط هكذا *
" لكِ ذلك ، هل نذهب الآن ؟"
ارتدت سترتها الصوفية ثم نهضت
انحنت للطبيبة ثم توجهت نحوه
و سارا جنبا الى جنب خارجا ثم نحو منزلها
كان الصمت سائدا بينهما
هي تمشي مطرقة رأسها للاسفل
بينما هو للاعلى و فكرة واحدة تسيطر على عقله
* مالذي تفكر به ؟*
الصقت ورقة قرب وجهه لينتبه اخيرا
ابتسم بدفئ ثم اجاب
" اريد سماع صوتك اون بي "
تسمرت في مكانها
احمرت حتى عنقها
و مرت لحظات حتى تداركت نفسها و هزت راسها نفيا
انفلتت ضحكات لطيفة من بين شفتيه
نظر لها ثم قال
" انا احب صوتك اون بي ، انه جميل ، كذلك عيناك "
و هاهي تتجمد مرة اخرى
امسك بيدها ثم ساقَها خلفه
تلك التي اصبحت حرفيا حبة طماطم بدون ادراك
و عند تقاطع الطرق الموالي افترقا
انحنت له شاكرة ثم ذهبت بينما هو يلوح لها قائلا
" الى اللقاء اون بي ، اراك غدا "
ليعود بعدها متجها نحو بيته

بعد صراع طويل مع الغاضب اللطيف يوم امس
كونه أخلف بوعده
و افلاسه تماما بعد ان اشترى له الحلوى ليتصالح معه
تبِعته ليلة طويلة من كوابيسه المعتادة التي و كما يبدو لا نهاية لها
هاهو جالس الآن على مقعده بينما يسند رأسه على الطاولة يراقب البحر من النافذة بجواره
الى ان سمع صوت حركة بجانبه
التفت فوجدها قد وصلت اخيرا
* لماذا تاخرتِ؟*
مد لها بالورقة لتجفل هي ثم تبتسم بارتباك
انتظر منها ان تُخرِج دفترها لكنه فوجئ بها تهمس بتوتر متعلثمة
" ص..صباح .. الخ.. لخير هوبي "
اتسعت ابتسامته و خفق قلبه لوهلة
راوده شعور منعش قبل ان يقول بحماسة
" صباح الخير اون بي "
.
.
.
مرحبا ، ما رأيكم بالفصل ، لقد تأخرت اعرف😗
لكنني مشغولة مع مستحقات العيد من شغل و حلويات 🐼
اظنني ساضع فصلا واحدا فقط اليوم آسفة 🙇
على كل ما رأيكم بمجريات الاحداث ؟
و ما توقعاتكم للقادم
على كل عيدكم مبارك و كل عام و انتم بخير 💙
دمتم~٭

أزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن