_16_

335 68 17
                                    

انهت جاي هي سرد قصتها
بينما مشاعر ابنها تتمزق تارة و تلتئم تارة اخرى
تتراوح ما بين الحب و الكره
واقع تحت صدمة
لكن ما هو متأكد منه انه لم يكره والدته
فبعد كل شيئ هي من لم ترفض له طلبا يوما
ساندته و ساعده في كل اموره
فكيف له ان ينفر منها بعد كل ما فعلته
صمتت هي
و مرت الدقائق قبل ان ينطق بما جعلها تشهق بكاءا
هو نفسه لم يدرِ لما تكلم هكذا
او حتى ما كان شعوره عندما نطق بها
" لقد كان بسببك اذن "
نهض يجر قدميه للاعلى
حيث غرفته
ارتمى على سريره و اغمض عينيه بغية استدعاء النوم
ليطرد الم رأسه الذي لم يستوعب ما كان يسمعه بعد
لم يكن قادرا على التفكير حتى
كل ما اراده هو تجاهل ما سمعه ليلتها
ويغفو اخيرا
تحت ضوء القمر المتسلل من نافذة غرفته
.
.
جلست بجانبه على تلك الطاولة
و عادة تحديقها بالنافذة لم تختفي
في العادة كان ليوقظها من سرحانها مبتسما
يواصل ازعاجها بأسئلته و فضوله
هذه المرة هي من فعلت
لكن و كأنه جسد بلا روح
مسندا راسه على كلتا ذراعيه المعقودتان فوق الطاولة
يطلق تنهيدة طويلة بين الفينة و الاخرى
مرت الاربعة حصص اخيرا
بما ان اليوم كان السبت
فموعد العودة للمنزل سيكون منتصف النهار
خرج الجميع من الصف
ما عدا كل من هوبي الهائم في افكاره
جيمين النائم في الخلف و لينا التي تحاول بيأس ايقاظه
و الصامتة الجالسة بجوار التائه في بحر من الاسئلة
مرت ربع ساعة كانت لينا قد استسلمت فيها و عادت لمنزلها
جيمين لا يزال في سباته كدب قد حل شتاءه
هو الآخر تتآكله همومه و تانيب ضميره قد ابلغه حدوده

مرت لحظات قبل ان يرفع رأسه بسرعة
صفع الطاولة بكلتا يديه و توجه راكضا نحو الباب
تاركا المتفاجئة متسمرة مكانها
و وجهها قد احمر و سرعان ما تعالته ملامح القلق البالغ
لتطلق هي ايضا لعنان لقدميها راكضة خلفه
بحثت عنه في كل الاماكن المحتملة
الا مكانين اثنين
توجهت بعدها بسرعة نحو مكتب الرئيسة
دقدقت الباب و لم تنتظر ردا
و بجرأة غير معهودة منها
اقتحمته لاهثة و جالت بعينيها ارجاء المكان الى ان وقعت على ما ارادته
اسرعت نحو تلك الارفف و لجالسة بجانبهم ترتشف قهوتها بهدوء
" سيدة جونغ ، اين هوبي ؟!"
ابتسمت جاي هي على اتساع فمها
ثم قالت بكل رباطة جأش استغربتها جاي هي
" هل بحثت عنه في السطح ؟! "
هزت رأسها نفيا لتندفع نحو لباب مرة اخرى الا ان جاي هي استوقفتها بقولها
" اون بي ، ارجوك فالتعتني به عند غيابي "
لم ترد الاخيرة بل اكتفت بالهرولة نحو الباب
صعدت الدرج بملئ قوتها
فتحت الباب ثم دلفت السطح
استدارت خلف خزان المياه
تجمدت مكانها للحظة عندما رأته
مسندا ظهره على الخزان
ضاما كلتا قدميه لصدره بينما مقلتاه تدمعان بصمت
و وجهه للسماء محدقا بها
ركضت نحوه بهلع ثم قالت بصراخ خافت بيننا تتفحص وجهه و يديه
" هوبي ، هل انت بخير ، انت لم تبتلع شيئا صحيح ، لم تقم بفعل شيئ غبي صحيح "
في البداية كان ينوي تجاهل من يكلمه
الا انه رفع رأسه مدهوشا ما ان سمع صوتها الخائف
ابتسم لا اراديا
ثم بدأ يقهقه بخفة كمن لم تغلبه دموعه قبل قليل
ثم رد عليها بسخرية
" لماذا ، هل فكرت انت بفعل شيئ غبي قبلا ؟!"
" اجل كثيرا ، لكنني ادرك ان الامر لن يغير شيئا "
ابتسم مرة اخرى
هو لم يتوقع موقفا كهذا ابدا
ظن انه هو من سيواسيها لا هي !
تربه. اعتدل في جلسته ثم امال رأسه ليقول
" انظرو اليها ، تتحدث بكل اريحية "
شهقت بخفة ثم ابتسمت لترد لائمة
" يا ، ه ..هذا لي...... ليس وقتها ، لقد كن ...كنت قلقة حقا "
" هل انت تتعلثمين مجددا "
لمح عبوسها ليبتسم مجددا و يقول
" صوتك جميل اون بي ، اريد سماعه كل الوقت "
احمرت وجنتاها بينما ارتعش فكها قليلا
تنهدت ثم جلست بجانبه و اسندت رأسها على خزان المياه البارد محدقة بالغيم
بينما هو بقي يحدق بها بابتسامة
الى ان قاطعته بتعلثمها المعتاد
" ا..اذن ..ما..الذ..ي حد...حدث ؟!"
" اوه ظننت انك قد عدت تتكلمين باريحية ، الن تستعملي لدفتر مجددا ؟! "
زمت شفتيها
فهو للتو قد تهرب من سؤالها الذي استجمعت كل شجاعتها لطرحه
لكنه نطق بعد مرور دقائق صامتة
" الامور تعقدت فجأة اون بي انا لم اعد اعلم شيئا بعد الآن
امي و ابي اصبحا متورطان في جريمة قتل
ظننت ان ابي قد انتحر بسبب انفصامه
ثم عرفت انه كان شخصا شاذا يحب تعذيب نفسه
و في الاخير هو قد انتحر بسبب امي "
صمت قليلا ثم فتح فمه ليردف
" ثم هناك انت "
نظرت له باستغراب فاسترسل
" اخبرتني امي ان والدك يكون خالي
و انك لست ابنته الحقيقية
هل هذا صحيح "
ارتجفت اوصالها و بح القليل من صوتها الذي استجمعته بصعوبة
نهضت بينما رجلاها ترتجفان
و هرولت نحو الاسفل
ما ان حثت قدمها على نزول اول خطوة من الدرج
استوقفتها يده موقفة اياها
عاود جرها خلفه و اغلق باب السطح خلفهما
بينما دموعها سبقتها بالنزول
لربما قد اصابه بعض من تأنيب الضمير على فتحه لموضوع يعتبر كنقطة ضعفها
مسح دموعها بابهاميه بينما كفاه تحاوط خديها
احتضنها لتهدأ و يربت على رأسها هامسا
" لا تقلقي اون بي ، انا ساخلصك منه ، فقط ثقي بي "
زادت حدة شهقاتها
لم تتوقف الا بعد مرور ربع ساعة
بنفس الهيئة بقيا عليها
الى ان توقفت عن بكاءها اخيرا
نظر لها ثم عبس ليقول بمرح
" انت اليوم ستبقين معي ، لن تعودي للمنزل الا بعد ان ينام وابدك المجنون ذاك "
هزت رأسها نفيا مرات عديدة
ليقهقه بخفة ثم يقول
" حسنا حسنا ، سنذهب للبلدة ثم اعيدك للنزل قبل ان يعود والدك من العمل "
نظر لها و ابتسامته لا تزال على وجهه
مد بيده لتشابك خاصتها ثم جرها خلفه كما يفعل عادة
توجها نحو الفصل
دلفاه بينما يداهما اصبحت محور احاديث الطلاب
و على ما يبدو ان جيمين لا يزال نائما في الخلف
توجه هوبي نحوه
حمل حقيبته و بدأ يفتش فيها
الى ان عثر على مراده
اشار لها بان تاتيه ففعلت
اجلسها على كرسي بينما بدأ يعبث بخصلات شعرها
اخذ بتمشيطه بمشط جيمين التي اخذها للتو من محفظته
شادا اياه بشكل ظفيرة طويلة
" دادان "
رفع كلتا يديه بينما يريها نفسها بمرأة صغيرة
سرعان ما عبس ثم قال متذمرا
" غرتك هذه طويلة للغاية "
اخرج من جيبه دبوس شعر ثم رفعها
لتظهر عيناها الخضراوان و جبهتها البيضاء
ابتسم لها بدفئ ثم مد يده لها لينطلقا خارجا
تحت همسات الطلاب مرة اخرى

أزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن