ما قبل الطقوس 3

250 12 0
                                    

لم اكن بحالة جيدة ابدا، لقد قتلت جدي الغالي، جدي الطيب...اقام الجد عارف عزاء لروح جدي الطيب...مدة العزاء لم تكن سوى اسبوعا، رغم ان المدة المفروضة هي ثلاثة ايام فقط، لكن ما كانت الا اوامر السيد حاق...بينما كانوا يقيمون العزاء لروح جدي الطيب، كنت انا مسجونة مع نفسي في غرفتي، منعزلة عن كل شيء، حتى انني تركت القهوة وتوقفت عن رؤية الجميع ممن يمكثون في نفس المنزل...

ابي وامي واخوتي كانوا معنا لكنني لا اشعر بوجود احدهم، بل لا اريد ان اشعر بوجود احدهم هنا...حتى انني انقطعت عن زين، حبيبتي الوحيدة

عم بحس بالضعف، ما ضعفت هيك، كيف م سمعت كلامهم كلهم! كيف قدرت اني اروح لهناك، ت اقتل جدي الطيب متل م بدهم بالضبط! 

اكيد انتقامهم هالمرة رح يكون كتير بشع

حسيت بشي عم يدخل ع الغرفة بس من تحت الباب

قربت عالباب واخدت اللي كان موجود، الدعوة، من شان الطقوس.

كم شعرت بالحقد عليهم والكره الشديد لأشكالهم.

سمعت صوت طرق عالباب

حبيبي..بليز افتحي الباب

لكني ما عطيت زين اي رد، مش قادرة ارفع راسي قدام حدا، عارفة حالي اني رح انفجر اكتر مما انا منفجرة، اصلا من اول م رجعت بعد م قتلت جدي الطيب وانا حابسة حالي بالغرفة، منيح انه متوفر فيها كل شي محتاجيته، متوفر فيها ولا شي.

بحاجة ل زين، لإمي، لنيكوتين والكافيين لكني مش قادرة، ما الي نفس بشي.

سارة صوت امي يا بنتي الله يرضى عليك، افتحي الباب خلينا نشوفك...خليني احضنك

امي عم تحاول تحنن قلبي ع حالي يعني ولا كيف! اه انا فعليا بحاجة لحضنها هلأ...بس مش قادرة لأنه ذنبي هاد بالتحديد لا يغتفر

وبوقت حسيت فيه اني عجزت تماما، واني رجعت طفلة فتحت الباب بكل انكسار، عيوني عالأرض ودموعي رح توصل لأخر جسمي.

الكل كان واقف قدام الباب...عز ، بابا وماما، قاسم ورزان وابتسام، من وراهم فارس وسيف ومازن وسامح وعبد الرحمن

كلهم كانوا ساكتين، لكن عيونهم كانت بتحكي كتير.

قربت زين وامي، حضنتني ماما بكل قوة وحنان..

وانفجرت مرة تانية بالبكا...

تركلي..تركلي عكازته....

* ترك فيها روحه..معلش ي بنتي ابكي، مش رح اوقفك عن البكا..

_ مش قادرة ي امي مش قادرة، بدي اخلص من شعور الندم، تعبانة كتيير.

* معلش يابنتي..

_ قتلت جدي يا ماما، قتلت الطيب يا امي، قتلت الغالي يا امي

* اهدي ي بنتي اهدي..

الزعيم الفتاة 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن