الفصل الثامن

11.1K 336 8
                                    

  سلا بخفوف : انت مين ؟!!!!
كان شاب اسمر البشره .. ليس قوي البُنيه .. و يبدو عليه عامل ..
الشاب : عاصم باشا بعتلك دول ..
كان يمسك ب يده بعض الحقائب البلاستكيه ..
اخذت منه الحقائب ثم اردفت ب تردد : بس انا مش معايا فلوس ..
الرجل : عاصم باشا دافع كل حاجه متقلقيش ..
سلا :طيب ..
اخذت سلا الحقائب و دلفت الي الداخل لتري محتواهم ..
كان هناك اربعه حقائب ..
فتحت الحقيبه الاولي وجدت بها اثنين بنطال من الجينيس و تيشرتان ب اكمام..
فتحت الحقيبه الثانيه وجدت بها فستان طويل مُحتشم و ب اكمام من اللون الازرق ..
فتحت الحقيبه الثالثه وجدت بها بعض الملابس البيتيه ..
فتحت الحقيبه الرابعه .. و كانت مفاجاءه لها ..
وجدت بها فستان ابيض ل لعب الباليه .. و معه ايضاً حذاء خاص ب الباليه ..
شعرت سلا ب سعاده غامره .. و فرحه عارمه عندما رأت ذاك الفستان .. ودت لو كان امامها الان لتحتضنه من الفرحه ..
ارتدت سلا الفستان و الحذاء و قامت ب تشغيل موسيقي هادئه ..
و بدأت في التناغم مع الموسيقي ..
اخذت تدور و ترقص ب خفه و براعه ..
انتقلت من عالم الواقع الي العالم الذي نسجه خيالها ..
عالم ليس به شر و لا خداع و لا حزن .. عالم ملئ ب الاماني و الاحلام و السعاده ..
و ايضاً .. قد اضافت ل ذاك العالم شيطانها بنظر الناس .. مُنقذها و حارسها ب نظرها هي ..
يراه الناس مشوه و بلا قلب .. تراه هي ملاك و بطل ..
يراه الناس ب اعينهم فقط .. تراه هي ب قلبها لا ب اعينها ..
احست ب اصابع دافئه تتحرك علي وجنتها ب خفه و هدوء ..
اشتمت رائحته العطره التي تُسكرها و تدلف الي قلبها مباشرةً ..
انتُشلت من عالم خيالها و احلامها الورديه عندما شعرت ب قبضتيه القويتين تحيطان خصرها ب كل خفه ..
تلقائياً وضعت يديها علي صدره و اخذت تنظر في عينيه ب تمعن .. عندما ادركت انها لا تحلم ابتسمت ب حنو .. بادلها هو ب ابتسامته الدافئه التي تطمئنها و تشعرها ب انها لا تنتمي الي هذا العالم بل الي عالمه هو ..
انحني عاصم و طبع قُبله رقيقه علي وجنتها ..
اشتعلت وجنتيها من الخجل و اصبحت باللون الاحمر القاتم ..
ابتسم عاصم ابتسامه صغيره و من ثم اخذ يرقص هو و هي علي تلك الالحان الهادئه..
انسجمت هي معه في عالم اخر .. و لوهله نست كل شئ .. نست العالم ب اكمله..
انتهت تلك السمفونيه الثانئيه الرائعه..
ابتعدت سلا عنه و هي تنظر في الارض و من ثم اردفت و هي تفرك يديها بتوتر : ش شكراً ..
عاصم ب خفوت و ابتسامه صغيره : علي ايه ؟!!
سلا و هي ما زالت تفرك يديها : علي الهدوم و علي الفستان ده .. انا حاسه اني تقلت عليك اوي و شيلتك همي ..
عاصم : احنا مش قولنا اننا صحاب .. و الصحاب مفيش بينهم الكلام ده ..
سلا بدون ادراك و هي تنظر في عينيه : كل يوم بتثبتلي انك راجل بجد .. راجل ب افعالك .. و طيب ..
عاصم و هو يضع يده علي شعره : ده من زوئك انتِ بس ..
سلا : لا انا بتكلم بجد .. واحد غيرك مكنش قبل انه يحط نفسه في مشاكل عشان واحده ميعرفهاش .. واحد غيرك كان طمع فيا و استغل الوضع ده .. مش عارفه اقدملك ايه بجد ..!!
عاصم ب ابتسامه : مش عاوز حاجه غير اني اشوفك فرحانه و مبسوطه بس ..
سلا : انا مبسوطه طول ما انت مبسوط ..
حمحم عاصم قائلاً : هسيبيك ترتاحي دلوقتي ..
سلا ب اندفاع : تحب احضرلك الاكل او الحمام او اي حاجه تطلبها !!
عاصم ب مزاح : طب روحي هاتي ميه و تعالي اغسليلي رجلي ..
سلا و هي تذهب من دون تفكير : حاضر .. من عنيا ..
امسكها عاصم من ذراعها قبل ان تذهب قائلاً : انتِ صدقتي !! انا كنت بهزر ..
سلا ببراءه : طب تحب اعملك ايه ؟!!
عاصم ب ابتسامه صغيره : مش عاوز حاجه.. انا هخش انام بس ..
و من ثم طبع قُبله صغيره علي وجنتها قائلاً : تصبحي علي خير ..
احست سلا ب اضطرابات في معدتها و احاسيس متنقاضه من خجل الي سعاده .. من حزن الي فرح ..
سلا ب توتر : و انت من اهل الخير ..
اتجه عاصم الي غرفته ..
بينما جلست هي علي الفراش و هي تشعر ب سعاده ..
دلف عاصم اليها مره اخري قائلاً : سلا ..
افاقت هي من شرودها علي صوته و هو ينادي ب اسمها ..
سلا ب اندفاع و هي تنهض : اعملك ايه ؟!!
عاصم ب ابتسامه : انتِ مُصره تعملي حاجه و خلاص .. مش عايز حاجه والله ..
و من ثم تابع و هو يخرج عُلبه من وراء ظهره قائلاً : اتفضلي دي ..
سلا ب تساؤل : ايه دي ؟!!
عاصم : افتحيه و انتِ تشوفي ..
فتحت سلا العُلبه وجدته هاتف ليس من النوع الغالي كثيراً و لكنه ايضاً ليس ب رخيص ..
عاصم : معلش معرفتش اجبلك احدث موديل بس ااوعدك لما يجيلي مبلغ كويس هجبلك احدث منه ..
سلا : يا خبر انت بتقول ايه .. كدا كتير اصلاً مكنش له لزوم .. انت كدا خلصت فلوسك عليا انا ..
عاصم : انتِ تستاهلي اكتر من كدا ..
سلا ب حب : مش بقولك كل مره بتزيد في نظري ..
اردف عاصم ليغير الموضوع : و فيخ خط كمان و سجلتلك عليه رقمي عشان لو عوزتي تكلميني ..
سلا ب ابتسامه صغيره : شُكراً ..
اتجه عاصم الي غرفته و استلقي علي فراشه و اخذ يفكر ..
يفكر في تلك التي اقتحمت حياته بدون استئذان و فرضت حالُها في حياته .. ولكنه احب ذاك الاقتحام .. و لكن هو لا يجب ان يحبها لانه .. لانه مشوه ..
تنهد عاصم ب عمق و من ثم خلد في نوماً عميق..
_______________________
في قصر اسماعيل ..
كان منصور يجلس مع اسماعيل ..
منصور ب غضب : هنفضل قاعدين حاطين ايدينا علي خدنا كدا كتير .. انا زهقت ..
اسماعيل ب خبث :اهدي بس قربنا خلاص ..
منصور : انا مش عارف انت بتخطط ل ايه .. ده حتة عيل فقير و لا يسوي .. ده انا لو بعتله راجل من رجالتي هيجيب اجله و محدش هيعرف ..
اسماعيل : لا ما هو مطلعش فقير ..بالعكس ده طلع هو صاحب اكبر خمس شركات في القاهره ..
منصور : اييييييه ؟!
اسماعيل ب خبث : و مش بس كدا .. لا ده كمان طلع ليه اعداء و ناوين يساعدونا ..
منصور ب تساؤل : و دول مين دول ؟!!
اسماعيل :ولاد محمد الدمنهوري !!   

لستُ مشوه القلب  .....بقلمي / مايا هيثمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن