في مدينه القاهره عاصمة مصر ..
في احد الاحياء الراقيه
في فيلا محمود الدمنهوري
تجلس الاسره المكونه من اب و ام و طفل يبلغ السابعه من عمره..
عاصم : ماما مث عايث اشرب لبن ..
( عاصم في السابعه من عمره ذا بشره بيضاء صافيه مثل امه تماماً و عيون سوداء و شعر اسود قصير و جسد صغير لطفل في عمره
لبني ب نبره اموميه حنونه : يا حبيبي اللبن ده بيقوي الجسم و بيخليك تبقا ذكي و شاطر ..
عاصم ب اعتراض : انتِ قولتيلي الكلام ده امبارح و لثه زي ما انا اهو .. اللبن ده شكله بايث ..
محمود بقهقه : يا ابني اسمع كلام ماما و بطل لماضه و طولة لسانك دي..
عاصم بجديه مصطنعه و هو يشير ل ابيه بيده : بابا بعد اثنك اللبن ده بايث و مبيعملش حاجه لما تبقوا تجبولي اللبن الي بيكبر هبقا افكر اثربه بعد كدا ..
محمود و هو يداعبه : ماشي يا عم العارف..
و من ثم نظر الي زوجته بحنو قائلاً : اخبار البطل الي جوا ايه !
وضعت يدها علي بطنها قائله ب الم بسيط : تاعبني اوي شكله هيطلع اشقي من عصومي ..
محمود بقهقه : لا لو هيبقا كدا خليه جوا مش عايزينه..
عاصم : ماما ..
لبني : نعم يا حبيبي ..!!
عاصم بتساؤل : هو انتِ بتحبي اخويا الي في بطنك ؟!!
لبني ب استغراب : اكيد طبعاً يا حبيبي ..
عاصم ببراءه : اومال بلعتيه ليه ؟! ها ليه ؟!!
اطلق كلاً من لبني و محمود ضحكه عاليه اثر حديثه الطفولي البرئ ذاك ..
لبني و هي تحاول التقاط انفاسها اثر ضحكاتها : ههههه يخيبك يا عاصم ..!
محمود و هو يضحك هو الاخر : ههه انا من رأي انك تخش تنام احسنلك..
عاصم ب تثائب : انا كدا كدا كنت هخث .. تثبحوا علي خير ..
لبني بحنو اموي : و انت من اهل الخير يا قلبي ..
محمود : و انت من اهل الخير يا عصومي ..
و لم يكن يدرك اياً منهم انهم لن يطلعُ عليهم صباحًُ جديد .. و كانت هذه هي اخر اللحظات السعيده التي لاقها هذا الطفل مع والديه لأن...
بعد ان اتجه عاصم الي غرفته دلفت لبني الي المطبخ ..
دلف اليها محمود قائلاً : بتعملي ايه يا حبيبتي ؟!
لبني و هي تلتفت اليه قائله : نفسي راحت لكوبايه شاي باللبن ف بسخن الشاي ..
احتضنها محمود من الخلف و اخذ يداعبها هامساً لها بكلمات مضحكه
لبني ب ضحك : ههههه ابعد عني بقا الله ..
و سقط الكوب الفارغ من يدها
هبطت لبني لتجمع القطع المكسوره و هبط معها محمود ..
لبني : عاجبك كدا اهي الكوبايه اتكسرت..
محمود : و انا مالي كنت انا الي ماسكها و لا انا الي كسرتها .؟! اما انتِ غريبه صح..
و من ثم سمعوا صوت فوران اللبن علي الموقد ..
لبني و هي هتنهض بسرعه : يا الله وادي اللبن هو كمان فار ..
و من ثم امسكت اللبن و قامت ب سكبه في كوب و صعدت هي و زوجها الي الاعلي ..
و دمروا حياتهم ب ايديهم فقد نسوا اطفاء الغاز...
في تمام الساعه الثالثه و النصف فجراً
كان الجميع نيام ..
و فجأه نشب حريق هائل بالبيت
استيقظ عاصم اثر اختناقه من الدُخان ..فتح باب غرفته وجد النار تصعد من المطبخ و طالت غرفة والديه فقد كان المطبخ قريب من غرفتهما لا يفصل بينهما سوي غرفه الضيوف و قد طالها الحريق هي ايضاً..
كان حارس الحديقه نائم في االغرفه الصغيره الموجوده داخل الحديقه بقرب الفيلا..
اصحي يا راجل .. يا راجل اصحي في نار طالعه من شباك الفيلا..
كان ذاك صوت سماح المذعوره زوجه الحارس علي ..
نهض علي ب فزع : في ايه يا سماح ايه الي بتجوليه ديه ؟!!!
سماح : انت لسه هتسئل جوم و شوف النار دي طالعه منين ..
نهض علي بسرعه و ارتدي العباءه الصعيديه الخاصه به و هرول الي الفيلا ليري ما بها ..
علي بتحسر : يا نهار اسود البيت بيولع اعمل ايه دلوجتي ياربي؟!!!
و من ثم تذكر شي مهم
هرول الي البيت المجاور لبيت محمود و كان ذاك بيت اخوه محمد..
اخذ يطرق علي الباب بعنف
فتح محمد الباب و هو يربط حزام الروب الخاص به
محمد بقلق : في ايه يا علي ؟!!
علي : الحج يا سعاده البيه بيت الاستاذ محمود بيتحرج..!!!
_____________
في الفيلا
حاول عاصم فتح باب غرفه والديه و هو يبكي بشده فكان يحضر الاغطيه و يضعها علي النار كي تخمد و لكنها لا تتوقف بل تزداد ..
عاصم ببكاء شديد : ماما .. بابا متثوبنيش لوحدي ..
و فجأه حدث ما لا يحمد عقباه فقد طالت النار وجه عاصم ..
اخذ عاصم يصرخ بقوه و يهرول في الارجاء ..
عاصم بصراخ : اااااااااااااه يا ماما اااااااه بابا الحقني اااااااااااااااااه
خارج الفيلا
انت رايح فين انت عايزه تموت ؟!!
كان ذاك صوت رجاء صارخه و هي تجذب زوجها محمد كي لا يدلف الي الداخل
محمد بعصبيه : اخويا جوا و لازم اساعده .. سيبي ايدي ..
رجاء بغضب و عصبيه : لا مش سيباك .. انت عايز تموت عيالك عايزينك .. انت طلبت المطافي و الاسعاف و هما قالولك ربع ساعه و جايين اقعد بقا..
بينما هرول علي الي الداخل
محمد : انت رايح فين يا علي !!
علي بلهفه : ده استاذ محمود يا بيه و ده خيره عليا مليني و انا لا يمكن اسيبه و لو هفديه بحياتي..!!
و هرول الي الداخل مسرعاً
فتح الباب وجد عاصم يهرول في الارجاء و النار تغطي وجهه و قد وصلت الي ذراعه ايضاً
قام علي الفور ب وضع الغطاء علي رأسه كي يطفئ النار و من ثم حمله الي الخارج و عاصم يصرخ بقوه و يبكي و ينادي والديه ..
تمزق قلب الرجل الصعيدي لذاك الطفل المسكين الذي تشوه وجهه ب اكمله ..
تقدم علي من محمد و هو يبكي و عاصم يصرخ
حمله محمد علي الفور قائلاً لعلي : اخويا و مراته فين يا علي ؟!!
علي ببكاء : ملهومشي اي حس في البيت .. الله يرحمهم ..
بعد قليل من الوقت حضرت المطافئ و الاسعاف و قامت الاسعاف بنقل عاصم الي المستشفي بعد ان غاب عن الوعي من شدة الالم الذي لا يطاق..
بينما حمل رجال المطافئ جثتين هامدتين بعد ان قاموا ب اطفاء المنزل ..
و قاموا بنقلهم الي المستشفي لعلهم ما زالوا علي قيد الحياه و لكن لا امل ..
بعد مرور يومان كاملان علي تلك الحادثه الشنيعه ..
محمد بلهفه : طمني يا دكتور الطفل اخباره ايه ؟!!
الطبيب و لايعلم كيف يتفوه بذلك و من ثم قال : للاسف الطفل حصله تشوه كامل في وشه حروق من ن الدرجه الثالثه لان النار طالت وشه ب اكمله ده غير الحرق الي في دراعه و العين اليمني ممكن ميشوفش بيها تاني .. للاسف..
محمد بحزن و الم : طب طب يا دكتور ملهوش حل ؟!!
الطبيب : ممكن ..
محمد ب امل : بجد يا دكتور ؟!!
الطبيب : اه بجد .. بس في مشكله .!
محمد : ايه هي ؟!!
الطبيب : التكاليف ممكن توصل من ٢ مليون ل ٣ مليون جنيه ..!
محمد : اييييه ؟!!
في البيت
رجاء ب كراهيه : لا طبعاً .. هو كان من بقيت عيالنا عشان نصرف عليه المبلغ ده .. احنا كدا هنبيع الي ورانا و الي قدمنا .. ان شالله عن اهله ما اتعالج ..
تنهد محمد في الم
بينما تابعت رجاء في طمع : الا مشفتش الورث هيتقسم امتي ؟!!
محمد بضيق : و هو ده وقته يا رجاء !! الراجل لسه مربعنش حتي ..!!
رجاء : يا حبيبي المثل بيقول الحي ابقا من الميت و هو خلاص بقا مات و احنا الي عايشين لازم نعيش حياتنا .. الحياه مش هتوقف عليه يعني..
_____________________
نزلت دمعه حاره من علي وجه ذاك الشاب اليافع و هو يتذكر ذاك اليوم المشؤم و ذاك االحادث الذي دمر حياته بالكامل ..
كان قد بلغ الثامن و العشرون من عمره
تذكر ايضاً عندما كان صغيراً و الاطفال تفزع منه و ترفض اللعب معه .. تذكر عندما كان يجلس مع عمه و زوجه عمه تضع له طعامه بالمطبخ كي يأكل مع الخادمه .. تذكر عندما كانت تضربه و تقول له " اشمعنه هما بس الي ماتوا ما كنت غورت في داهيه معاهم ..! "
تذكر ايضاً برائته مع الاطفال الذين قابلوه بكل قسوه ..
back ;;;
كان يمشي في الشارع منكث الرأس و يضع قبعه الجاكت علي رأسه ..
كان هناك مجموعه من الاطفال يلعبون ف سقطت منهم الكره بناحيته ..فقام بحملها و قدم لهم الكره ..
صرخ الطفل قائلاً : ياما عفريت .. ابعدوا يا عيال ..
و قاموا بالركض بعيداً عنه ..
flash back ;;;
تذكر ايضاً حبيبته الذي احبها و هو بالجامعه و تقدم خطوه ليعترف لها ليتذكر رد فعلها..
#Flash back ;;;
عندما كان عاصم في السنه الثالثه من الجامعه و احب زميلته و اراد اخبارها فقد ظن انها ايضاً تبادله نفس الشعور ..
عاصم و هو يقدم الورود ل اميره
عاصم ب ابتسامه صغيره و ارتباك : اميره انا انا بحبك و عايز اتجوزك ..
قهقهت اميره بقوه قائله : معلش بس عيد تاني كدا قولت ايه ؟!!
تألم عاصم منها و لكنه اردف ب ابتسامته الجميله : قولت بحبك و عايز اتجوزك ..
اميره : بص يا عاصم انا لا يمكن اقبل ب واحد مشوه زيك .. و مش انا بس لا ده مفيش اي واحده تقبل بكدا ثم اني بحب اصلاً بس اكيد مش انت .. و اه نصيحه قبل ما امشي ما تعلقش قلبك ب اي واحده لان مفيش واحده هتحبك ممكن يعاملوك كويس ك شفقه انما حب مستحيل ..! يالا سلام ..
و رحلت تاركه ذاك المدمر
#End flash back ;;;
.. حطمه العالم من كل جانب .. تركوه متألم .. لما كل هذه القسوه .. اراد ان يصرخ بهم و يقول انا مشوه الشكل فقط و لستُ مشوه القلب ... لما !!
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romansaلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...