الفصل الحادي و العشرون ( الأخير )

14.5K 506 55
                                    


  عاصم .. ادم فين ؟!

عاصم ببرود : دوري عليه يمكن يكون وقع تحت السرير او فوق الدولاب و لا حاجه ..

_ : طفل عنده خمس شهور تحت السرير او فوق الدولاب .. انت عايز تجنني يا راجل انت !!

عاصم : يا ستي هو انا خلفته و نسيته ما تشوفيه هنا و لا هنا ..

جائهم صوت الطفل عاصم من ورائهم قائلاً : انا لقيته يا ماما و اديته ل الداده ام ابراهيم .. طلع في البانيو ..

سلا ب خضه : يا نصيبتي .. و ده راح البانيو ازاي ده !!

اجاب عاصم الدمنهوري بكل برود : اه صح ده انا نسيت اصله كان بيعيط و انا اخدته و دخلت الحمام و نسيته في البانيو .. عملت ايه يعني اجرمت !!

سلا ب ضيق : نسيت ابنك في البانيو !! هو رجل كرسي !!

عاصم بلامبلاه : ياستي فكك ..

سلا ب غيظ : انا اموت و اعرف بتكتب ايه .. بقالك شهر ماسك الدفتر ده و القلم و ناسيني انا و ولادك ..
اردفت جملتها الاخيره ب عبوس مصطنع ..

نهض عاصم .. و من ثم احتضنها قائلاً : نسيتك ايه بس يا جميل .. ده انتِ حب حياتي كله ..

الطفل عاصم : يا سلام هي بس الي حب حياتك .. طب و احنا ايه .. شولة بطاطس مثلاً !!

عاصم : لا ازاي .. هي حب حياتي و انتوا حبعمري ..

اطلقت سلا ضحكه عاليه اثر حديثه ذاك ..

طبع عاصم قبله طويله علي وجنتها و من ثم اردف : تعرفي انك كل يوم بتحلوي اكتر من الأول ..

سلا : عاصم .. عيب الواد واقف ..

حمحم الطفل قائلاً : طب واضح اني بقيت عزول دلوقتي .. انا خارج .. استمروا ها استمروا ..

سلا ب شهقه : الله يحرقك يالا انت بتجيب الكلام ده منين ؟!

الطفل و هو يشير الي والده : من القدوه .. سيد الحبايب ابويا العزيز ..

لوت سلا شفتيها ب استنكار قائله : لا بصراحه و نعم القدوه ..

تركهم الطفل و اتجه الي الخارج .. بينما ادارها عاصم اليه ثم اردف : ايه مش عاجبك القدوه و لا ايه ؟!

سلا : لا يا اخويا عاجبني .. انا اتكلمت !!

عاصم : اتريقي اتريقي .. علموكي كدا في بلدك تتريقي .. و بعدين عمرك شوفتي قدوه عسل و حليوه كدا زي..

اطلقت سلا ضحكه عاليه و من ثم اردفت : انت واخد مقلب في نفسك ليه يابني ..!! و بعدين انت خدتني في الكلام و مقولتليش برضوا بتكتب ايه بقالك شهر ؟!

اردف عاصم ليجعلها تشعر بالغيره : بكتب جوابات لمراتي الرابعه ..

سلا : طب بالله عليك تكتبلي جواب غرامي لحبيبي لحسن زعلان مني بقاله اسبوع و عايزه اصالحه ..

عاصم ب غضب و هو يجذبها من ذراعها : عيدي الكلام الي قولتيه ده كدا تاني يا حلوه ..

سلا و هي تضع يديها علي وجنتيه : بقول بحبك يا حبيبي ..

لانت ملامحه و تحولت من الغضب الي الخبث : قولتي ايه ؟

سلا : انت مال ودانك النهارده يا حبيبي .. كل شويه عيدي الي قولتيه .. عيدي الي قولتيه !!

سمعوا صوت الطفل ادم يبكي ..

سلا : شكلوا عايز ياكل .. هروح ارضعه و اجيلك تاني ..

عاصم : علي اقل من مهلك يا حبيبتي ..

اتجهت سلا الي الخارج ...

تنهد عاصم و من ثم جلس علي الاريكه و امسك ب الدفتر و القلم ..

عاصم : انا اول لما اخلص الكتاب ده النهارده اخفيه لحسن ده انا عارف سلا و فضولها ..

امسك عاصم ب قلمه و بدأ يخط اخر كلماته في كتاب المذكرات الخاصه به ...

مرت ثلاثُ سنوات علي حياتنا معن .. حياه هنيئه مليئه بالحب .. و انجبنا ثمره حبنا الثاني ادم .. و طوال هذه السنوات لم اري كابوس اسوء من ذاك الكابوس الذي رأيته يوم ان كانت شريكةُ حياتي في تلك الغيبوبه ...

back منذُ ثلاث سنوات

استيقظ عاصم من ذاك الكابوس المزعج .. وجد انه يجلس ب جانب سلا و هي ممده علي الفراش ..

احس عاصم ب راحه كبيره و سعاده .. لم يتمالك نفسه و انما نهض و قام ب احتضانها و قبلها علي وجنتيها .. عينيها .. وجهها ب اكمله ..

اردف عاصم و الدموع تتساقط من عينيه : سلا حبييتي .. انتِ مموتيش ..

مسح عاصم الدموع و من ثم اردف : قومي بقا يا سلا .. قومي بقا .. قومي بقا وحشتيني اوي .. قومي عاصم ابننا عمال يسئل عليكِ ..

عاصم : طب لو قولتلك اني .. اني بحبك هتقومي .. سلا انا بحبك ..

و ان ان ا كما ا ان ب ح ب ك ..

كان هذا صوت سلا ..

لم يصدق عاصم اذنيه .. رفع رأسه ببطء و نظر اليها ..
اغمض عاصم عينيه و فتحهم عد مرات حتي يتأكد انه لا يحلم ..

عاصم ب عدم تصديق : س سلا انتِ .. انتِ فوقتي بجد !!

ابتسمت سلا ب وهن قائله : لا بهزار ...

احتضنها عاصم ب قوه و الدموع تتقاطر من عينيه ..

ان تبكي المرأه هذه غريزه موجوده في اي امرأه مهما كانت .. اما ان يبكي الرجل فهذا شئ نادر ..

كانت دموع عاصم لا يعلم سببها .. لايعلم ان كانت دموع فرحته ب رجوعها .. ام دموع حزنه بسبب انه كاد ان يفقدها .. لا يعلم ما سبب تلك الدموع ...

شعرت سلا ب الالم بسبب حضن عاصم و لكنها لم تبالي فهي ايضاً قد اشتاقت له اكثر منه .. هي صحيح كانت ب غيبوبه .. لكنها كانت و تشعر و تسمع كل شئ حولها و قد جاهدت كثيراً كي تفيق ..

ابتعد عاصم عنها و من ثم اردف : وحشتيني اوي اوي يا سلا ..

سلا : و انت اكتر يا عاصم ..

وضع عاصم يديه علي وجنتيها و من ثم ..

عاصم : انتِ لما بعدتي عني يا سلا .. عرفت قد ايه انا مقدرش ابعد عنك .. عرفت قيمتك لما كنتِ هتضيعي مني .. و عرفت برضوا ان الدنيا مش مستاهله ان الواحد يكتم الي في قلبه .. سلا انا بحبك .. بحبك يا سلا ..

سلا : يااا يا عاصم .. كان لازم يعني اتعب عشان تقولي كلام حلو زي ده ..

عاصم : قومي بالسلامه بس و انا هقولك كل الكلام الحلو الي في الدنيا دي كلها ...

flash back ..

في ذلك اليوم علمتُ ان الاشياء ان لم نقدر قيمه الاشياء .. قد تضيعُ منا .. تضيعُ ضياعاً بلا رجعه ..

في ولادة عاصم انا لم اكن حاضراً و ام اشهد فترة حملها .. لكن في فتره حملها ب ادم شهدتُ كل لحظه .. عندما كانت تأكل ب شراهة لا متناهيه كانت تشبه مصاصين الدماء .. اتذكر مزاجها المتقلب كل ثانيه بل فيمتوثانيه .. عندما كانت تشبه الباندا .. انتظر فقط ما ان يبلغ ادم السنتين من عمره .. حتي ننجب مره ثالثه ..
لم ترحمني عندما كانت حامل و لم ترحمني ايضاً لا انا و لا ذراعي اثناء وضعها ل طفلنا الثاني ادم ..

#Flash back
كان عاصم يحمل سلا و هو متجه بها الي قسم الولاده .. و سلا لا تكفُ عن الصراخ ..

عاصم : يا سلا خرمتي وداني .. اسكتي بقااا ..

سلا بصراخ : اااااه اسكت هو انت حاااسس ب حاجه !! منك لله منك لله انت السبب .. اااااااه

عاصم : بتدعي عليا احدف اهلك في الارض دلوقتي !!

سلا ب غيظ : ااااااااه و كمان عايز
تحدفني و انت السبب في الي انا فيه ده .. والله اهو ..

و قامت ب عضه في ذراعه ..

عاصم ب تألم : اااااااه يابنت العضاضه ..

ابتعدت سلا عنه و هي تمسح فمه قائله : عشان تعرف تتكلم كويس معايا ..

عاصم : حسبي الله و نعم الوكيل فيكِ يا مفتريه ..

سلا ببكاء و صراخ : اااااااه و كمان بتحسبن عليا و مش طايقني .. طب خد دي كمان ..

و قامت ب عضه مره اخري ..

عاصم و هو يحاول ابعاد فمها عنه : ابعدي يا بنت ال *** احسن ما اطلقك حالاً..

سلا بصراخ : ااااااه عايز تطلقني يا عاصم ..ااااه

عاصم : و بالتلاته ..

قامت سلا ب عضه مره اخري ..

عاصم : ااااه الهي يا شيخه سنانك تقع كلها ..

وجدوا الطبيب يمشي و ورائه الممرضين و معهم السرير المتنقل ..

وضعها عاصم علي السرير و هو يضع يديه علي ذراعه ب الم ..

سلا ببكاء : متسبنيش يا عاصم اااااه..

عاصم : مش هسيبيك يا حبيبتي ..

الطبيب : متقلقش يا عاصم .. مبدأياً كدا المدام حامل ..

عاصم : لا يا شيخ .. احلف كدا يا راجل .. اومال انا جيبهالك ليه .. ما انا متنيل عارف انها حامل .. لو معندكش مانع ولدها ..

و دلف معها عاصم الي الداخل ..

#End flash back

ابتسم عاصم ما ان تذكر ذلك و من ثم خطي ..

كان هذا اجمل يوم ب حياتي رُغم الالم الذي تعرضتُ له .. لكن كله فداءً ل حبيبةُ قلبي ..

عندما يمر يوماً عليها يزدادُ عشقي لها يوماً بعد يوم ..

تعلمون .. لم اكن اعتقد يوماً اني سوف احظي ب حياه كذلك ..

لولا وجودها ب حياتي لم اكن ل اعافر حتي احصل علي ملاكي .. لولا وجودها ب حياتي ما كانت لدي حياه من الاساس ..

هي الوحيده التي احبتني كما انا .. احبتني ب حالي .. احبتني كما انا .. و لو كنتُ علي شكلي السابق متأكد انها كانت سوف تحبني هكذا ..

لهذا احببتها لا بل عشقتها بكل جوارحي .. و كيف لا اعشقها و هي من آمنت اني كنتُ مشوه الشكل فقط و لم اكن مشوه القلب .... النهايه..

تمت بحمد الله _____________  

🎉 لقد انتهيت من قراءة لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم 🎉
لستُ مشوه القلب  .....بقلمي / مايا هيثمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن