عاصم : يبقا نتجوز ..
سلا ب تردد : بس ا ا ..
عاصم بقسوه : لو مش عايزه بلاش .. بس اعملي حسابك ان عاصم هاخده و مش هتشوفيه
سلا ب حزن : انت بقيت قاسي اوي يا عاصم ..
عاصم ب جمود : انتوا الي خلتوني كدا .. و انتِ اولهم .. و بعدين ملهوش لزوم تفتحي في القديم ..
نظرت سلا الي الارض ب حزن و لم تنبث ببنتِ شفه ..
عاصم : موافقه و لا لأ ؟!
سلا ب تألم : موافقه ..
عاصم ب سخريه : اكيد لازم هتوافقي .. ما هو بقيت صاحب عز بقا و انتِ ..
نظرت لها سلا ب دموع قائله : هو انا في نظرك كدا !!
عاصم ببرود : مش مهم انتِ في نظري ايه .. لانه اكيد شئ مش هيعجبك ..
نظرت له سلا ب انكسار قائله : متشكره جداً علي زوقك ..
عاصم ببرود كالصقيع : العفو..
كادت سلا ان تدلف للداخل لولا ان..
عاصم : انتِ رايحه فين ؟!
سلا : هطلع البس عشان اروح القاعه .. عندك مانع يا عاصم باشا..
عاصم : انتِ هتطلعي دلوقتي و تلبسي بس عشان هتيجي معايا ..
و موضوع الباليه ده تنسيه خالص ..
سلا : هروح معاك فين ؟!
و من ثم تابعت ب حزن : و بعدين انا بحب الباليه يا عاصم و انت عارف كدا كويس ..
عاصم ب جمود : هتروحي معايا عشان اردك ليا تاني .. و حكايه الباليه دي انا قولت مفيش يعني مفيش وفري وقتك ده لابنك يا هانم ..
سلا ب ترجي : عاصم وحياه ابنك عندك متحرمنيش من حاجه بحبها ..
عاصم ب ثبات : يا ابنك يا الباليه .. اختاري ..
لما اصبح بكل تلك القسوه !!
اهذا هو الذي كان يطمأنها سابقاً .. اهذا هو الذي كان حنوناً سابقاً..
يبدو ان العالم قد قسي عليه بشده .. و لكن ما ذنبها هي !! ..
بلا لها ذنب و عظيم .. هي من قدت علي اخر ذرة حنو فيه ... فلتتحمل ..
سلا ب انكسار : ابني ..
عاصم : يبقا اتفضلي اطلعي البسي عشان منتأخرش .. عشان مش فاضيلك ..
احست سلا ب الالم الشديد في قلبها .. اثر معاملته تلك ..
دلفت سلا غرفتها و هي تمسح دمعه فاره من عينها ..
ماما احنا مث هنلوح القاعه ؟!
كان هذا صوت ابنها عاصم من خلفها ..
سلا : لا يا حبيبي ..
و من ثم تابعت ب حزن : و مش هنروحها تاني ..
عاصم : ليه يا ماما ؟!
لم تعد سلا تحتمل بدأت في البكاء ..
اخذ عاصم يربط علي ظهرها و من ثم اخذها في حضنها الصغير قائلاً : متعيطيث يا ماما .. طول ما انا عايث مث هخلي حد يخليكي تعيطي ..
اخذته سلا هي في احضانها و من ثم طبعت عدة قبلات علي وجهه قائله ب الم : الحاجه الوحيده الي هتصبرني و تهون عليا و تخليني استحمل المعامله دي .. ان انا هعمل كدا عشانك .. ربنا يخليك ليا يا قلبي ..
___________________
علي الجانب الاخر ..
كان عاصم يجلس في الصالون ..
و يهاتف احداً ما ..
عاصم ب جديه : اوكيه بكرا الصبح علي ميعادنا ..
اتجهت اليه سلا و هي منكسه رأسها الي اسفل ..
و من ثم اردفت ب خفوت : انا خلصت ..
نظر عاصم اليها ..
ما زالت جميله مثل سابق .. هي فقدت الكثير من وزنها و وجهها اصبح شاحب و لكن ما زالت تأخذ انفاسه بمجرد رؤيته لها ..
عاصم ب جمود : اتفضلي معايا .. اخلصي ..
سلا : ممكن تعاملني ب احترام شويه انا بني ادمه زيك ..
عاصم : والله ده الي عندي عاجبك كان بها .. مش عاجبك هاتي عاصم و خليكِ انتِ هنا ..
احست سلا ب المهانه .. و لكن عليها ان تتحمل لأجل ابنها ..
استقل عاصم السياره و سلا ب جانبه و ظلوا صامتين طوال الطريق ..
رن هاتف عاصم ..
عاصم : نعم ؟!
المتصل : .......
عاصم بقهقه : خلاص متزعليش ..
نظرت سلا الي عاصم و هي تود ان تعلم من هي التي يقول لها الا تحزن .. اهي حبيبته !! اذا كان يحب لم يتزوجها الآن ..!!
عاصم : و انتِ كمان وحشتيني جداً..
نظرت له سلا بصدمه ..
اللعنةُ عليك يا عاصم .. من هي التي اشتقت لها .. كانت سلا نيران الغيره تأكلها .. و تودُ ان تعرف من هي تلك المرأه التي اشتاق لها زوجها .. لتمزق شعرها و تقطعها ارباً ارباً و من ثم تلقي بها في البحر ..
و الادهي من ذلك يتحدث معها امام زوجته !!
عاصم : ماشي يا حبيبتي .. سلام ..
حبيبتك !! تباً لك يا عاصم ..
ترقرقت الدموع في عيني سلا .. الهذه الدرجه لا يهتم لا بها و لا ب مشاعرها .. هم لم يتزوجوا بعد و يفعل بها هكذا !! ماذا سيحدث اذاً عندما يتزوجها !!..
اغلق عاصم الهاتف و وضعه في جيبه ..
نظر ل سلا ببرود وجدها تحدق بها و الدموع ملأ عينيها ..
عاصم : في حاجه ؟!
سلا ب حزن : لا مفيش ..
صمتت سلا قليلاً و من ثم اردفت : مين دي يا عاصم ؟!
عاصم ببرود : حاجه متخصكيش ..
سلا : متخصنيش ازاي .. هو انا مش هبقا مراتك دلوقتي ..
عاصم : تؤتؤ .. لا متاخديش وضعك اوي .. اما متجوزك بس عشان تبقي جمب ابنك .. تطبخي .. تغسلي .. خدامه يعني من الاخر ..
جرحها و جرح كرامتها .. و المها بشده .. و لم يردف له جفن ..
نظرت له سلا ب انكسار و عتاب .. رد عليها ب نظرات جمود و ثبات ..
ظلت سلا صامته طوال الطريق و هي تتألم بداخلها الفُ مره ..
وصلوا الي المأذون ..
و من ثم ..
بعد نصف ساعه
اتجه عاصم و سلا خارج من عند المأذون ..
استقلوا السياره و من ثم ..
اتجه الي قصره ..
رأت سلا القصر قائله : ايه ده ؟!
عاصم : ده قصر .. قصري مش العشه الي كنتوا فيها ..
سلا : علي فكرا ده كان بيت كويس .. و انا كنت مبسوطه فيه .. كنت مبسوطه اصلاً قبل ما ترجع .. ياريت ما كنت رجعت ..
عاصم ببرود : معلش استحملي ..
سلا ب نفاذ صبر : ابني فين ؟!
عاصم : هبعت السواق يجيبوا ..
سلا : لا انا عايزه اروح انا اجيبه ..
عاصم : لا .. و اعملي حسابك انتِ مش هتخرجي من هنا من غير اذني .. او مش هتخرجي اصلاً ..
سلا ب صدمه : انت هتحبسني !!
عاصم : و ليه لا .. مراتي و انا حر اعمل الي عايزه فيكِ ..
سلا ب حزن : ربنا يسامحك يا عاصم ..
عاصم ب جمود : انزلي ..
اتجهت سلا خارج السياره .. و من ثم ..
اتجه عاصم هو ايضاً خارج السياره ..
دلفوا الي القصر ..
عاصم : يا ام ابراهيم ..
جاءته امرأه تبدو في نهايه العقد السادس من عمرها و ترتدي عباءه سوداء و حجاب اسود ..
الخادمه ب احترام : نعم يا باشا !!
عاصم و هو يجلس علي كرسيه : قولي للخدم يجهزوا للهانم اوضه .. و خليها اوضه بعيده عن اوضتي و الاوضه الي جمب اوضتي جهزوها لابني ..
نظرت له سلا ب الم ..
الهذه الدرجه اصبح لا يحبها و لا يطيقها ..!!
الخادمه : امرك يا باشا ..
سلا : انا عايزه ابني يبقا معايا في نفس الاوضه ..
عاصم ببرود و هو ينهض : لا ..
سلا : عاصم .. عايزه اتكلم معاك ..
تجاهلها عاصم و اخذ يهاتف احداً ما ..
سلا ب الم : ليه بتعمل فيا كدا يا عاصم ليه !!
في المساء..
كان قد ارسل عاصم سائقه ليحضر ابنه ..
عاصم : يعني من هنا و رايح تقولي يا بابا ..
الطفل : حاضل يا بابا ..
ربط عاصم علي شعره ..
الطفل : يعني انا دلوقتي بقا اثمي عاثم عاثم ..
عاصم : لا انت دلوقتي اسمك عاثم عاصم الدمنهوري ..
لوي الطفل شفتيه ب حزن قائلاً : متتليقش عليا ..
عاصم : خلاص مش هتريق ..
الخادمه : عاصم باشا الاكل جاهز ..
الطفل و عاصم : حاضر جاي ..
ابتسم عاصم لطفله و من ثم اردف : يالا عشان ناكل يا باشا ..
الطفل ب تعالي مصطنع : يالا يا ابني ..
حمله عاصم قائلاً : انت صدقت نفسك و لا ايه ياض ..
الطفل : خلاث ثماح يا بيه اخل مله يا بيه ..
قبله عاصم قائلاً : امشي ده انت مصيبه متحركه ..
جلس الاثنين علي مائده الطعام ..
اردف عاصم : اومال الهانم فين يا ام ابراهيم؟!
الخادمه : بتقول انها مش جعانه يا باشا ..
عاصم : اطلعي قوليلها تنزل احسن ما تشوف حاجه مش هتعجبها ..
صعدت الخادمه ل سلا ..
بعد قليل اتجهت سلا الي المائده .. القت نظره علي عاصم و من ثم جلست بجانب ابنها ..
ظلت تحرك الشوكه في الصحن فقط ..
عاصم : هتفضلي تبصي للطبق كدا كتير .. اتفضلي كلي ..
سلا ب خفوت و الم : مش جعانه ..
و نهضت اتجهت الي الخارج ..
الطفل : بابا ..
عاصم : نعم يا حبيبي ؟!
الطفل : هي ماما مالها ؟!
عاصم : ملهاش يا عاصم .. كل انت ..
كانت تجلس في الصالون و تضع وجهها بين راحتيها ..
دق الباب ..
نهضت سلا و فتحت الباب ..
وجدت فتاه في القرن الثاني من عمرها و بيضاء كالثلج و شعرها باللون الاحمر الصارخ و ترتدي فستام قصير يظهر اكثر مما يخفي ..
سلا ب تساؤل و شك : انتِ مين ؟!
ابعدتها الفتاه عن طريقها و دلفت الي الداخل ..
الفتاه : عاصم .. حبيبي .. عاصم ..
سلا ب غضب : انتِ مين يا بتاع انتِ و عايزه ايه من جوزي ؟!
اتجه عاصم اليهم قائلاً : ايه في ايه ؟!
احتضنته الفتاه قائله : وحشتني اوي يا بيبي ..
و ما صدم سلا اكثر انه لم يعترض ..
عاصم : و انتِ ِكمان يا حبيبتي ..
سلا في سرها : حبك برص منك ليها ..
سلا ب غضب : مين دي يا عاصم ؟!
عاصم ب ابتسامه واثقه : دي مراتي ..
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romanceلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...