سبحان من دبر لقاءً لم يكن في الحُسبان ..
نظر عاصم حيثُ مصدر الصوت بصدمه ..
تقدمت سلا من ولدها عاصم و جلست بمستواه قائله بلهفه : عاصم حبيبي انت كويس ؟!
احس عاصم ب دلواً من الماء البارد يسقط عليه .. تزوجت !!! و الادهي من ذلك عندها طفل !!
ابتسم بسخريه قائلاً في نفسه : مسمياه عاصم .. لا والله عندك اصل ..!!
الطفل و هو يمسح دموعه بيده : اه كويث ..
و من ثم اشار بيده الي حيثُ عاصم قائلاً : عمو ده كان بيثئل علي اثمك..
نظرت سلا الي عاصم الدمنهوري ..
انقبض قلب سلا عندما رأته .. احست انها تعرفه من قبل .. و ليست اي معرفه .. بل معرفه صماء ..
نهضت و من ثم اردفت : شكراً ..
اومئ عاصم برأسه فقط ..
سلا و هي توجه حديثها الي ولدها : عاصم حبيبي يالا عشان الطياره متفوتناش..
تركته سلا و اتجهت الي الطائره ..
اغمض عاصم عينيه بقوه قائلاً ب اسي : عشان كدا سبتيني يا سلا !! سبتيني عشان تتجوزي !!
تنهد بعمق و اسي و من ثم اتجه الي طائرته ..
ليسمع ان الطائره المتجهة الي لندن اقلعت منذُ دقائق ..
اخرج هاتفه و طلب ..
عاصم بجديه : جهزلي الطياره الخاصه بيا ..
و اغلق الهاتف .. سمع صوت شجار ..
اتجه عاصم الي حيثُ مصدر الصوت قائلاً : في ايه ؟!
انحني المضيف ب احترام قائلاً : مفيش يا فندم.. المدام بقولها ان الطياره اتحركت خلاص .. عماله تزعق ..
سلا ب حزن : خلاص يا جماعه .. شكراً يا استاذ ..
و كادت ان تذهب لولا ان ...
عاصم : انتوا رايحين فين ؟!
كانت سلا في حاله من الهم لان هذه كانت فرصتها الوحيده لتصبح راقصه باليه مشهوره .. لكنها ضاعت عليها .. لذلك لم تسمع عاصم ..
اجابه الطفل قائلاً : كنا لايحين لندن اصل ماما هتبقا بلولينا مثهوله..
انتبهت سلا لما اردفه طفله ..
وبخته سلا قائله : عاصم عيب كدا ..
و من ثم اردفت ل عاصم : شكراً يا ..
ابتسم عاصم ب ثقه قائلاً : اسمي عاصم .. عاصم الدمنهوري ..
صُدمت سلا مما سمعته .. ايعقل .. !! هذا هو حبيبها !! هذا هو عشقها الاول و الاخير !!
نظرت سلا في عينيه .. وجدتهم تلك العينين التي لطالما وجدت فيهم الامان .. تلك العينين التي لطالما وجدت فيهم الدفء و الحنان ..
و لكن هيهات فكل هذا ذهب في الماضي ..
و حل محلهم الجمود و الجفاء و يغلفهم الثقه ..
اردف عاصم قائلاً : ازيك يا مـــــــدام سلا !
تعمد عاصم التشديد علي كلمه مدام ..
اردفت سلا ب اختناق جاهدت في اخفائه : الحمدلله .. بخير ..
اردف عاصم ب سخريه : و اخبار منصور باشا ايه اتمني يكون بخير !
اردفت سلا ب ابتسامه جاهدت في رسمها : الحمدلله .. تحب اسلملك عليه ؟!
اردف عاصم ب سخريه : ياريت .. بس ابنك عسول ما شاء الله ..
اردف الطفل ببراءه : ميلثيه يا عمو ..
نزل عاصم ليصبح في مستواه قائلاً ب ابتسامه صغيره : اسمك عاصم مش كدا ..
و نظر لسلا بجانب عينيه ..
احست سلا ب الاحراج قليلاً..
الطفل ب ابتسامه بريئه : ايوا اثمي عاثم .. و انت ؟!
عاصم : اسمي عاصم بردوا ..
الطفل ببراءه و هو يمد يده لمصافحته : طب طالما انت اثمك عاثم و انا اثمي عاثم يبقا احنا الاتنين نبقا ثحاب ..
عاصم ب ابتسامه صغيره : لا مينفعش عشان انا مسميش عاثم انا عاصم ..
الطفل و هو يمط شفتيه الي الامام : اومال انا قولت ايه ؟!
عاصم : خلاص يا سيدي متزعلش هنبقا صحاب ..
الطفل بهمس : قرب شويه كدا !!
لبي عاصم طلبه .. طبع الطفل قُبله صغيره علي وجنته قائلاً ببراءه : هبقا اقولك يا عثعثوتي اوك ؟!
عاصم ب قهقه : عثعثوتي مره واحده ..!! ماشي يا عم ..
كانت سلا تراقب حديثهم و الدموع تترقرق في عينيها .. لا تعلم لماذا !! اهي دموع السعاده لانها رأته .. ام دموع الحزن لانه اصبح بلا مشاعر لها .. ام دموع ماذا ..!
عاصم و هو ينهض : هبقا اكلمك اشطا ..
الطفل : اشطا ..
عاصم ببرود و هو يوجه حديثه الي سلا : اتفضلي معايا في طيارتي الخاصه انا برضوا رايح لندن ..
سلا ب كبرياء : شكراً .. يا عاصم باشا .. مش عايزه ..
عاصم بجمود و هو ينظر الي الطفل : والله انا مش بقول عشان حضرتك.. انا بقول عشان عاصم ..
اردف الطفل : خلينا نروح مع عمو ده يا ماما .. ده طيب اوي ..
سلا : مينفعش يا حبيبي ..
عاصم ب خبث : مينفعش ليه .. ايه المانع ؟!
سلا : قولت لحضرتك مش عايزه من حد حاجه .. عن ااذنك..
و اتجهت سلا الي خارج المطار ..
عاصم لنفسه : طالما رجعتي مش هسيبيك تاني يا سلا ..و هعرف مين الي امه داعيه عليه الي اتجوزتيه ده !!
امسك عاصم ب هاتفه و من ثم طلب احد الارقام ..
عاصم بجديه : الغي المواعيد بتاعت الاسبوع دي كلها ..
المتصل : ...........
عاصم : لا مش مسافر ..
المتصل : ..... ....
عاصم بنفاذ صبر : قولت مش مسافر .. مش عايز كلام كتير ..
و اغلق هاتفه و من ثم اتجه الي الخارج.. استقل سيارته ..
وجد سلا تقف امام سيارتها تحاول ايجاد العطل بها ..
عاصم : يا ماما حلام عليكِ .. انا لاسي ولعت ..
سلا بتأفأف : هووف يا عاصم ما انا بشوف مالها اهو ..
اتجه عاصم خارج سيارته و اتجه اليهم
عاصم ب تساؤل : في حاجه !!
الطفل : اه يا عثعثوتي العلبيه باثت و ماما مش عالفه تعملها..
سلا ب توبيخ : عاصم !!
الطفل : يا ماما بقا الله ..
عاصم : روح يا حبيبي اركب العربيه الحمرا الي هناك دي و انا هخلي ماما تيجي ..
الطفل دون ان ينظر لامه حتي : حاضر ..
و اتجه ركضاً الي السياره
سلا ب تذمر : عاصم .. تعالي هنا .. عاصم ..
عاصم ب خبث : ما انا واقف اهو اجي فين تاني !
سلا ب احراج : انا مش قصدي عليك علي فكرا و انت عارف ..
عاصم : اتفضلي تعالي اركبي و انا هخلي حد يصلح العربيه و يبعتها لغاية البيت ..
سلا : ما قولنا شكراً الله ..
عاصم و هو يهم ب الذهاب : خلاص براحتك انا هوصل عاصم و خليكِ انتِ هنا مع العربيه ..
سلا : طب خلاص .. يا عاصم .. خلاص انا اسف..
و اتجهت الي حيثُ السياره ..
ابتسم عاصم ابتسامه صغيره ..
و من ثم اتجه الي السياره ..
اوصلهم الي حيثُ المكان المنشود ..
عاصم : سلام يا عصومي
الطفل : سلام يا عثعثعوتي ..
الطفل : قولي ل عثعثوتي سلام يا ماما ..
سلا : اخرس يا عاصم ..
و دلفوا الي الداخل ..
في اليوم الثاني ..
كان عاصم يقف بعيداً ب سيارته امام بيت سلا بحيثُ ان لا يراه احد ..
و ما ان رأي سلا تتجه الي الخارج و تستقل سياره اجره ..
حتي ذهب و طرق الباب ..
فتح له الطفل عاصم ..
الطفل ب سعاده : عثعثوتي ..
نزل عاصم ب مستواه و قبله : عامل ايه يا عصومي ..
الطفل : انا كويث ..
جاءه صوت فردوس من الداخل : مين يا عاصم ؟!
الطفل : ده اونكل عاثم يا تيته ..
فردوس مرحبه : اهلاً يابني اتفضل ..
عاصم : شكراً .. انا مش هاخد من وقتك كتير ..
فردوس : لا ازاي .. اتفضل ..
دلف عاصم الي الداخل و من ثم جلس ..
فردوس : نعم يابني ..
رن الهاتف
فردوس : روح رد يا عاصم ..
و من ثم
اردف عاصم : بصي يا حجه انا مش عارف سلا حكتلك عني و لا لا .. بس انا كنت جوزها .. و لسه بحبها .. و عايز ارجعها
فردوس : و المطلوب !
عاصم : عايز اعرف مين هو جوزها و هو فين .. عايز اعرف كل حاجه ..
فردوس : سلا فعلاً حكتلي كل حاجه عنك .. و انا هفهمك كل حاجه ..يمكن ترجعوا لبعض تاني ..
و من ثم تنهدت : و الي فيه الخير يقدمه ربنا ..
عاصم : اتفضلي انا سامعك ..
فردوس : اولاً بقا سلا متجوزتش بعدك ..!
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romanceلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...