عاصم بجديه : انا عاصم محمود الدمنهوري الحارس الخاص بحضرتك ..
سلا بذهول : ده من امتي الكلام ده ؟!!
عاصم : من النهارده..
سلا بتساؤل : انت مين الي جابك ؟!
عاصم : اسماعيل باشا ..
سلا : اه اسما
و من ثم شهقت عندما تذكرت امر ما
سلا : يعني الي الي قالك اني هنا اسماعيل باشا ؟!!
عاصم : ايوا..
سلا بخوف : يا نهار اسود يا نهار اسود ..
شعر عاصم بالغرابه من تصرفها ذاك و لكنه لم يبالي فهو ليس من شئنه السؤال عن شئ او هو الذي لا يريد السؤال اصلاً...
سلا و هي تضع يدها علي شعرها : طب انا هروح اغير هدومي و اجي..
اومئ عاصم لها دون ان يجب او يرفع عينه بعينها .. هو لم يرفع رأسه طيلة حديثهم .. فهو لا يريدها ان تري وجهه كي لا تشعر اتجاهه بالشفقه عليه او بالخوف منه ..
ارتدي عاصم سترته التي نزعها اثناء تأديته لتلك الرقصه .. هو لا يجيد لعب الباليه .. هو لم يجرب بحياته قط تأديه الباليه او اي شئ ... لكن لا يعلم ما الذي دفعه لمشاركتها عندما رأها تتحرك بكل براعه و خفه كالفراشه..
بعد دقائق قليله اتجهت سلا الي حيثُ يقف عاصم
سلا بقليل من الحزن من ما هي مقبله عليه : انا خلصت يالا نروح..
عاصم و هو ينظر الي الارض : اتفضلي ..
اتجهوا الي الخارج و هو يسترق النظر اليها دون ان تلحظ او تراه .. رأي لمعه حزن في عينيها .. اراد ان يسئلها عن سبب حزنها و لكن لا يجوز ..
وصلوا الي السياره في صمتاً تام..
فتح لها عاصم الباب الخلفي للسياره و لكن ..
سلا : لا خليه انا هركب قدام ..
و فتحت الباب الامامي و جلست به .. جلس عاصم ب مقعده و من ثم ادار السياره ..
كانت سلا طوال الطريق شارده .. حزينه .. صامته .. خائفه ..
تفكر و تفكر .. تفكر في ما سوف يحل بها من عواقب بسبب ذهابها لساحه الباليه .. لكن هو السبب هو دائماً يمنع عنها اي شئ تحبه ..
و فجأه بدأت سلا ب البكاء ...ظلت تبكي و بشده..
تفاجاء عاصم من بكائها و لكنه اوقف السياره و سئلها : في ايه مالك ؟!!
احتضنته سلا و تمسكت به ب قوه و ظلت تبكي
سلا من بين بكائها : ا ا انا خ خايفه ..
اندهش عاصم قليلاً من فعلتها و لكنه علم انها ليست بوعيها و لم تري شكله بعد فلو كانت رأته لما فعلت هكذا..
اخذ عاصم يربط علي ظهرها قائلاً..
عاصم : خايفه من ايه ؟!!
سلا ب شهقات متقطعه : من من بابا .. هيحبسني في البيت عشان روحت قاعه الباليه .. انا بحب العب باليه اوي بس هو مبيحبنيش اتدرب باليه عايزني اعمل كل حاجه هو عايزها .. عمر ما فكر انا نفسي في ايه او عايزه ايه ..
عاصم بشرود و حزن : مفيش حد بياخد الي هو عايزه دلوقتي .. و مفيش حد بيفكر في حد كله عايش لنفسه و بس...
ظلت سلا تبكي قليلاً الي ان قال لها عاصم : متقلقيش .. مش هيعمل حاجه ..
ابتعدت سلا عنه و هي تمسح دموعها بيدها كالأطفال قائله : بجد !!
عاصم ب ابتسامه صغيره و هو ينظر الي الارض : بجد ..
سلا بتساؤل : انت ليه مش بتبصلي و انت بتكلمني ..؟! انا لغايت دلوقتي معرفش شكلك ..!!
عاصم بحزن : هيبقا احسن لو مشفتهوش ..
رفعت سلا وجه عاصم بيديه .. ف رأته .. رأت وجهه المشوه بالكامل ..رأت الحزن العميق الذي بعينيه .. رأت شخص محطم .. مكسور .. رأت بين كل تلك المتاهات رأت طفل صغير مدفون رافضاً لما حوله..
ابتلعت سلا غصه في حلقها هي لم تتخيل انه هكذا .. هي لم تشعر بالخوف منه او بالشفقه عليه قط .. لكن تشعر ب ان هناك شخص حنون ..برئ .. لطيف .. هي لم و لن تحكم عليه بشكله و لكن بقلبه ...
سلا : ايه الي عمل فيك كدا ؟!!
عاصم بحزن : حادثه و انا صغير ..
سلا : طب و معملتش عمليه تجميل ليه ؟!!
هي لم تعلم انها بجملتها تلك قد وضعت الملح علي الجرح .. جرح قديم لطالما اراد ان يخفيه هو .. لم يتكلم فهو لا يعرف ماذا يقول لها ؟!.. ايقول لها بأن حقه الذي تركه له والده قد سُلب منه غصباً .. ام يقول لها انه لم يستطع استعاده حقه ..؟!
عاصم بجمود : انا مش عايز اتكلم في الموضوع ده ..
عرفت سلا انه لا يريد فتح الموضوع ف احترمت ذلك ..
سلا ب ابتسامه صغيره : براحتك ..
قاد عاصم السياره الي الفيلا و من ثم صفها امام الفيلا
احست سلا ب رجفه تجري في اوصالها بمجرد ان دلفت خارج السياره و وقفت امام الفيلا ..
عاصم مطمئناً : متقلقيش ..
اومئت سلا فقط و دلفوا الي الداخل ..
ما ان دلفت وجدت اباها يجلس علي كرسيه الفخم المرصع بقطع الالماس ..و يضع ساق فوق الاخري ..
اسماعيل ب صرامه : نورتي يا هانم .. اتبسطي ؟!!
سلا ب تبتلع ريقها ب خوف : بابا انا انا ..
نهض اسماعيل و وقف امامها ..
اسماعيل بعصبيه : اقولك انا انتِ ايه .. انتِ مش متربيه .. البنت الي بتكدب علي ابوها و تروح حته من وراه تبقا مش محترمه..
و رفع يده كي يصفعها .. ادارت سلا وجهها بسرعه في استعداد لتلقي الصفعه و لكن ..
ثواني و لم يحدث شئ .. نظرت حولها .. رأت عاصم يقف و يمسك ب يد اسماعيل و ينظر في الارض..
اسماعيل ب غضب : انت ازاي تتجرأ و تعمل كدا .. انت فاكر نفسك مين ؟!!
عاصم : العفو يا باشا .. بس حضرتك لازم تفهم كل حاجه لان سلا هانم مظلومه..
اسماعيل ب استغراب : مظلومه ازاي يعني ؟!!
عاصم : سلا هانم كنت فعلاً متوجهة لبيت والدتها و لكن في حد كان عاوز
يأذيها ف اخدها الي قاعه الباليه لولا ان انا جيت كان زمان لقدر الله الهانم حصلها حاجه ..
نظر اسماعيل ل عاصم ب شك : انت فاكرني هصدق الكلام ده ؟!
عاصم : حضرتك ممكن تتصل بوالدتها و تسئلها ..
امسك اسماعيل هاتف سلا و قام ب الاتصال ب فردوس
اجابت فردوس بعد دقائق : ايه يا سلا فينك انتِ مش قولتيلي انك جايه اتأخرتي ليه ؟!!
نظرت سلا ل اسماعيل بخوف
فردوس : الو يا سلا مبتروديش ليه ؟!
اغلق اسماعيل الهاتف قائلاً : هعديهالك المرادي يا هانم .. و الحارس ده هيفضل معاكي علطول حتي شكله شبه العفاريت عشان محدش تاني يفكر يقرب منك ..
تألم عاصم و بشده و شعر ب الاهانه الشديده ..
تألمت سلا هي ايضاً لاجله..
اتجه اسماعيل الي اعلي بينما اتجهت سلا حيثُ يقف عاصم..
سلا بحنو : علي فكرا انت جميل اوي .. جميل بقلبك ..و انا ارتحتلك اوي ..
نظر لها عاصم ب ابتسامه صغيره ..
بينما تابعت سلا قائله و هي تمد يدها لمصافحته : تقبل نكون صحاب ..؟!!و لا ميشرفكش اني ابقا صحبتك ..
نظر لها عاصم بتمعن ومن ثم اردف : لا طبعاً ..
سلا : لا ايه ؟!!
عاصم ب ابتسامه : لا طبعاً مقدرش اعترض ..
و مد يده لمصافحته ..
ابتسمت سلا قائله بمرح : اوعدك اني هكون صديقه طيبه و مش هضايقك والله .. جربني انت بس..
ابتسم عاصم ب اتساع و فرحه قليله تتغلغل في قلبه ..
سلا : انا هطلع ارتاح شويه ..
اومئ عاصم فقط
اتجهت سلا الي الاعلي .. نظر عاصم في الفراغ
و هو يشعر ب ارتياح و سعاده فيبدو ان حياته ستشرق بعد ليلاً دام طويلاً...
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romansلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...