الفصل الثامن عشر

11K 308 5
                                    

  كانت سلا ممده علي الفراش .. فاقده للوعي .. و الطبيب يقوم ب فحصها ..
كان عاصم يقف و هو في قمه خوفه و قلقه علي عشقه سلا ..
هو لا ينكر انه يقسو عليها .. لكنه يفعل ذلك ك نوع من المعاتبه و عقابها علي ما فعلته به سابقاً ..
لكن ما ان يصل الأمر الي صحتها يتوقف عقله عن التوقف و يبدأ القلب في العمل ..

انهي الطبيب فحصه لسلا ..
عاصم ب لهفه : ها يا دكتور مالها ؟!
الطبيب ب تساؤل : هي المدام مؤخراً كانت بتحس ب صداع ؟ او دوخه ؟ او غثيان ؟ او بتنام كتير ؟

عاصم : بصراحه معرفش .. بس انت بتسئل ليه ؟!

الطبيب : لازم تعملها تحاليل في اسرع وقت ..

و من ثم تابع : لاني شاكك انها عندها ورم ..

عاصم ب صدمه : ورم ؟!

الطبيب : ورم في المخ .. و لازم حضرتك تعملها التحاليل بسرعه عشان تتأكد من الموضوع ده و تعرف ان كان حميد او خبيث .. و كمان لان سرعه اكتشاف المرض بتبقي عامل قوي في الشفاء ..

عاصم ب حزن : شكراً يا دكتور ..

و اتجه الطبيب الي الخارج ..

اتجه عاصم الي سلا ..

كانت ما زالت نائمه ..

عاصم ب ندم : انا اسف .. عارف ان ملكيش اي ذمب في الي حصل .. و انك كنتِ بتحميني .. اوعدك هسفرك هتتعالجي في احسن مستشفي و نعيش بقا ..

قبل اعلي رأسها و من ثم ..
عاصم : ام ابراهيـــــــم ..

جاءت اليه الخادمه : نعم يا باشا ..

عاصم : خلي بالك من الهانم .. و ابعتي الخدم ينقلو هدومها في اوضتي هنا ..

الخادمه ب احترام : امرك يا عاصم باشا ..

و اتجه عاصم الي الخارج ..

___________________
بعد ساعه ..

كان عاصم يجلس مع الطبيب الذي سوف يشخص حاله سلا ..

عاصم ب اضطراب و قلق من اجابه السؤال : هو يعني يا دكتور الورم ده خطير ؟! يعني ممكن يؤدي الي الوفاه ؟!

الطبيب ب جديه : بص يا عاصم باشا .. هو اي ورم في المخ بيبقا بطبيعته خطير و ممكن يؤدي الي الوفاه بس ده في حاله لو تم اكتشافه في مرحله متأخره او لم يتم علاجه .. و مع ذلك ف ان اورام المخ مبتكونش قاتله ب صفه دائمه .. و خصوصاً الورم الشحمي الي هو حميد ب طبيعته .. و الخطر بيكمن في كذا حاجه .. الا و هما :
نوع الورم و موقعه و حجمه و حالته من ناحيه التطور ..
و الاعراض بتبقا عباره عن صداع شديد في الرأس .. تقئ و غثيان و النعاس الشديد ..
و لو المرض زاد فتره ممكن يؤدي الي ضعف البصر او انعدامه ..
و ده اعراض الورم الحميد ..
اما بقا اعراض الورم الخبيث
ضعف خلايا المخ او تدميرها مما يؤدي الي فقدان الذاكره .. فقدان القدره علي الكلام .. ترنح .. عدم ثبات .. ضعف الحواس منها البصر و السمع ..
و قي يؤدي في بعض الاحيان الي الشلل ..

اطمئن عاصم قليلاً الي ان الورم يمكن ان يكون حميد ..

عاصم : طب يا دكتور العلاج .. بتتعالج ازاي ؟!

الطبيب : بص هو احنا لازم نشخص الورم الاول لان العلاج بيبقا اعتماداً نوع الورم و موقعه ..
و هما بيبقوا عباره عن ثلاث انواع للعلاج ..
اول نوع و الي هو النوع الاساسي الجراحه .. و ده بيبقا الهدف منه ازاله اكبر عدد ممكن من خلايا الورم مع ازاله كامله و ده بيبقا نتيجته مضمونه ..بس في بعض الحالات الوصول الي الورم بيبقا امر مستحيل و يمنع عمل الجراحه ..

تاني نوع هو العلاج الإشعاعي ..
الهدف من العلاج الإشعاعي هو قتل الخلايا السرطانيه و بتترك انسجه الدماغ السليمه بدون اصابه و دي بتقدم نتيجه اافضل و فرص اكبر للنجاه ..

الطريقه التالته بقا .. العلاج الكيميائي ..
المرضي الي بيخضعوا للعلاج الكيميائي بيتعرضوا لادويه لقتل الخلايا السرطانيه .. علي الرُغم من ان العلاج الكيميائي قد يحسن البقاء علي قيد الحياه في المرضي الي بيعانوا من اورام الدماغ الأوليه الخبيثه فإن نسبه شفائه بتبقا بنسبه ٢٠% و بيفضل العلاج ده للأطفال لان الاشعاع بيبقا ليه تأثير في طريقه نموهم ..
و اهم عامل بيساعد في الشفاء هو العامل النفسي و الصحي لازم المريض يبقا حالته النفسيه و الصحيه كويسه عشان النتايج تبقا الشفاء بإذن الله ..

شعر عاصم ببعضاً من الإرتياح و الطمأنينه علي سلا ..
نهض عاصم قائلاً : شكراً جداً يا دكتور حضرتك متعرفش ريحتني قد ايه .. ان شاء الله الصبح بدري هجيب المدام عشان تعمل الأشعه ..

الطبيب : الشكر لله يا عاصم باشا ان بؤدي واجبي و مهمتي مش اكتر .. و ان شاء الله تطلع حاجه بسيطه ..

عاصم : امين ..

و اتجه عاصم الي الخارج الي حيثُ قصره ..
___________

كانت سلا قد بدأت تستعيد وعيها..

كانت تشعر ب الصداع و بعضاً من الدوار ..

سلا ب صوت ضغيف : عاصم .. عاصم ..

جاءت اليها الخادمه قائله : حمدالله علي سلامتك يا هانم .. اجبلك حاجه ؟!

حاولت سلا الاعتدال في جلستها ..
الخادمه : علي مهلك يا هانم ..
ساعدتها في الاعتدال ..

ظلت سلا تقلب عينيها في جميع انحاء الغرفه و من ثم اردفت ب ضعف : عاصم فين ؟!

الخادمه : خرج من ساعه يا هانم ..

ابتسمت ب سخريه المه قائله في نفسها : مهانش عليه يقعد يطمن عليا لغايت اما افوق ..

و من اردفت ب غيره ناسيه لصداعها الفتاك : اكيد مع الخُنفسه بتاعته .. طبعاً ما هي لحست عقله .. روح الهي يعدي عليكوا تروماي و يكون اعمي ..

و من ثم تراجعت قائله : لا يارب بلاش عاصم خليه يعدي علي الخُنفسه دي بس ..

كانت الخادمه تتابعها ب تعجب ..
الخادمه في سرها : ياربي الوليه شكلها اتهبلت ..

احست سلا بالجفاف في حلقها ف اردفت : ام ابراهيم ..

الخادمه : نعم يا هانم ؟!

سلا : هتيلي ميه ..

الخادمه : حاضر يا هانم ..

اتجهت الخادمه لتحضر المياه الي سلا ..

بينما وصل عاصم و دلف اليها ..

ابتسم عاصم و لأول مره تراه سلا يبتسم منذُ رؤيتها له بعد فراقهم ..

عاصم ب نفس الابتسامه : عامله ايه ؟!

و بدل ان تسعد ب ذاك التغير .. لا و الفُ لا .. فقد قفزت افكار المرأه الاصليه الي رأسها .. و صور لها عقلها انه كان مع تلك الخُنفساء ..

سلا ب اقتضاب و تهكم : كويسه ..
عاصم : ايه مالك ؟!

سلا : و مسئلتش الخنفسه الي كنت معاها ليه ..

عاصم ب استغراب : خنفسه مين ؟!

سلا و هي تدير وجهها للناحيه الاخري : حبيبة القلب مراتك ..

ابتسم عاصم ب خبث : و انتِ عرفتي منين اني كنت معاها !!

سلا ب غيظ : روح خليك معاها .. جايلي هنا ليه ؟!

قهقه عاصم عليها ..
و من ثم امسك ب يدها و اردف ب حنو : سلا .. احنا عايزين نبدأ من جديد و نعيش مع بعض زي الأول عشان ابننا ..

توقع عاصم منها رداً رومانسياً .. عاطفياً .. علي الأقل تتأثر .. و لكنها صدمته بما قالته ..

سلا بترقب :طب و الخنفسه ؟!!

ظل عاصم يتطلع اليها بذهول و من ثم دخل في نوبه من الضحك ..

عاصم : انتِ غيرتك دي هتوديكي في داهيه ..

سلا : هعيش انا و انت و عاصم و بس و الخنفسه دي لا ..

عاصم : امم الخنفسه دي اصلاً متجوزه ..

سلا : اه اشروفتها ..

عاصم بقهقه : عرفتي منين ؟!

سلا : سمعتها بتتك
و من ثم انتبهت ..

سلا ب بلاهة : ثانيه واحده بس .. هي مش مراتك صح !!

عاصم : صح ..

سلا ب سعاده : يعني كل ده كان خطه منك .. اه يا ابن الايه يا عاصم ..
و وكزته في كتفه ..

نظر عاصم اليها و الي ملامحها .. هناك شعور ب داخلها يخبره انه لن يري مزاحها او ملامحها مره اخري .. و لكنه نفض ذاك الشعور من رأسه

سلا : بس قولي بقا ايه سر التغير العظيم ده .. مش كنت مش طايقني !!
تنهد عاصم و من ثم اردف : انا و انتِ تعبنا كتير في حياتنا و انا غلطت لما قسيت عليكِ لانك اتعذبتي زي .. ف قررت نفتح صفحه جديده ..

سلا ب سعاده : بجد يا عاصم !!

عاصم ب ابتسامه : بجد يا سلا ..

سلا ب تثاؤب : انا عايزه انام .. تعالي نامي جمبي ..

تمدد عاصم ب جانبها و من ثم اخذها ب احضانه و ظل يملس علي شعرها الي ان خلدت الي النوم ..

عاصم ب الم : خايف تضيعي مني يا سلا .. خايف بعد ما فوقت تروحي ..

_________________

في صباح اليوم التالي ..

كانت سلا تجلس ب جانب عاصم في السياره ..

سلا : طب ايه لازمه التحاليل بس يا عاصم ما انا زالفل اهو و ميت فل علي عشره ..

عاصم : انا دلوقتي بس عرفت ابنك واخد لماضته دي منين ..

سلا : متغيرش الموضوع يا عاصم ..

عاصم ب تنهيده : الدكتور قال اننا لازم نعمل فحوصات .. نطمن يا سلا ..

لم تقتنع سلا ب كلامه و لكنها ابت ان تجادله ..

وصلوا الي المستشفي ..

قابل عاصم الطبيب ...
عاصم : المدام سلا الدمنهوري ..
الطبيب : ربنا يخليكوا لبعض يا عاصم باشا .. دلوقتي نبدأ الفحوصات
عاصم : اه و ماله ..
نهض الطبيب مشيراً ل سلا بيده قائلاً : اتفضلي معايا يا مدام سلا ..
نظرت سلا الي عاصم ب خوف و لكنه اومئ لها بمعني اطمئني ..
ذهبت مع الطبيب ..
و بعد نصف ساعه من الفوحصات ..

كان عاصم ينتظر علي احر من الجمر ..

دلف اليه الطبيب ..و يبدو عليه علامات الاسي ..
عاصم ب قلق : طمني يا دكتور ..

الطبيب ب اسف : للأسف يا عاصم باشا الورم خبيث..

لستُ مشوه القلب  .....بقلمي / مايا هيثمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن