الفصل 11

2.8K 59 0
                                    


الفصل الحادى عشر


فى الحى القديم

كانت الأجواء مشحونة بالقلق والتوجس عقب دخول صالح ببنطاله الأسود وقميصه الغير مهندم الأبيض وهو يحاول مع أخته الصغرى أن يوقظا والدتهم الملقاة بجسدها على أرضية الصالة المتربة غائبة عن الوعى ،وجهها شاحب كما ان عينيها نصف مغلقتان،باعثتان على القلق ،فأرتكز على ركبته وهو يسند رأسها المثقل على كفيه ودينا على الناحية الأخرى تلجمها الصدمة عن الحديث ،تشهق بعيون متسعة مضطربة ،حتى قال أخيها وهو يهز وجنتى أمه بكفه الأسمر الخشن :_
_ ماما فوقى ،ماما أنتى سمعانا..؟

رمقته دينا وهى تقول بخوف ورعشة تسرى فى بدنها النحيل :_
_ خايفة أوى يا صالح يكون حصلها حاجة ..؟

أردف متسائلا بإستنكار وهو يطالع وجه والدته بوجوم وسخط :_
_ أيه ال وصلها للحالة دي..!،وأيه علاقة هايدى

أجابت دينا وهى تزدرد ريقها بأعجوبة كبيرة لتعلق بعد لحظات بعد أن حسمت أمرها بأنها لن تخبره عن ما رأته بالمركز لكى لا تكون الصدمة مضاعفة ،فردت بتلعثم :_
_ أم..أمها كانت هنا وهزقتنا وبهدلت ماما ومسحت بكرامتها الأرض وطلبت منها أنك تبعد عن سكة بنتها للأبد

صر على أسنانه بغيظ وغل وعيون محتقنة بنيران الكراهية وهو يصيح ناهضا بسرعة:_
_أه يا بنت ***********

إعترضت طريقه وهى تفتح كلتا ذراعيها لتعيقه من المرور فهم ليسوا فى حمل صدمة أو كارثة جديدة :_
_ رايح فين يا صالح..!!

رد عليها وهو يزيحها عن طريقه بعنف وهو يكاد أن يموت قهرا على الحاجة فتيحة ،فهى من سهرت على تعليمه وكانت المحرك القوى له ولأخته ،وأستحملت الكثير لكى لا تأتى لهم بزوج أم غليظ يسبهم بأقبح الألفاظ أو يزعجهم بنظراته السخيفة وتطلعاته فى حياتهم الخاصة :_
_أبعدى عن طريقى يا دينا بدل ما أصور قتيل الليلة

أستوقفته جملتها المتشنجة الباكية وهى تقول فى رجاء حار بعد أن أولاها ظهره :_
_ متوديش نفسك فى داهية عشان كلاب متستاهلش

تسمرت أقدامه وقد سرحت عينيه فى الفراغ ملتمعتين بشعاع الإنتقام سينتقم منهم حتما وسيربي تلك العجوز الشمطاء لكن الأن والدته هى الأهم ألتفت لها وهو يمسك بساقى أمه الممدتين على البلاط قائلا بجدية :_
_ طيب شيلى معايا أمك نحطها على سريرها حوصل بسرعة لأقرب مستشفى أطلب الإسعاف وحسابهم معايا بعدين

حبيبتى المشاكسة بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن