الفصل20

11.5K 130 55
                                    


الفصل 20


غاص قلبها بين ضلوعها بإضطراب ،مع جملته الأخيرة الشياطنية لتهز رأسها برفض لما لفظه للتو، مطبقة على جفنيها بألم رهيب يكاد أن يفتك بها،لترخيهما بهدوء بعد لحظات من السكون المريب ،متسائلة ببلاهة كيف يعقل لأخ أن يضمر فى قلبه كل هذا الكم الهائل من الحقد ولما...؟،أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول:_
_ مش فاهمة عاوزنى أعمل كده ليه...؟

أجاب ببرود وهو يحاصر سيجارته بين أنامله بقوة وكأنها زوجته ،لكى لا تفلت مجددا من عشهم الصغير:_
_ عشان الخيانة ،واللحظات المسروقة تنتهى ولو فى ولو واحد فى المية من الأمل يتلاشى تماما

علقت بوهن ولهجة صوت متلعثمة ضعيفة مشفقة على حبيبها الاول،لا تود أن تأذيه ولا أن تسكب النيران على جروحه القديمة :_
_ أوعدك مش هقابله خالص

جلس إلى كرسيه الدوار فى مكتبه،يهتز به بشكل متناغم وأنيق،واضعا ساقيه على بعضهما بثقة ولهجة آمرة وكأن مفاتيح الأمر كلها بيده،وليست هى سوى عروسة من الماريونت:_
_ لا هتقابليه وبكرة على النيل ،وهتعملى ال بقولك عليه ورجلك فوق رقبتك ده أمر مبخدش إذنك

أرشدها عقلها أخيرا لمهاودته ،وعند اللقاء ستغير التفاصيل ولن تسمح لنفسها بالضغط على ألالامه :_
_ ماشى تحت أمرك

تنهد بعمق وهو يستجوب عينيها البندقتيين بتلذذ ،ليضيق حدقتيه بمكر متابعا :_
_ ويكون فى علمك لو حاولتى تلعبى بديلك وتعكسى السيناريو ،أعملى حسابك بكرة زى دلوقتى هتبقى فوق قبره

حدجته برجاء وقلب منقبض ،ودموع ساخنة تتهاوى على وجنتيها الملتهبتين :_
_ لا ..أرجوك ..متأذهوش..أمجد ميستاهلش ،عاقبنى وربينى وموتنى من الضرب لكن هو لا ،ملوش ذنب

رفع حاجبيه بدهشة متستفسرا :_
_ للدرجة دى خايفة عليه

أومأت بالإيجاب وذكريات الحب القديم تلوح فى الأفق وأبرزها أبيات المخضرم نزار قبانى "يا سيدتى لا تهتمى فى إيقاع الوقت وأسماء السنوات أنت غمرأة تبقى امرأة فى كل الأوقات سوف أحبك "، لكن هل من الممكن أن تنشأ علاقة بين النخلة والبحر..؟، كلاهما غيرته الأعوام كثيرا :_
_ وأكتر من كده ،انت عارف من أول يوم كتبت كتابك عليا فيه أنى عمرى ما حبيتك ولا هحبك ،و...

علق بعدم مبالاة وهو يهز كتفيه :_
_ مش عاوز تحبينى ،كفاية تبقى جنبى ،أرد له دينه وأحرق قلبه

ندت منها بسمة ساخرة غير قادرة على تصديقه:_
_ أنت كنت بتحب..؟، الحجر ال جواك أتحرك...!

تابع بغصة فى حلقه وقد إجتمعت العبرات فى عينيه شاردا ببصره فى الفضاء ،يهز كرسيه لمنحها ظهره وهو يراقب من نافذته الزجاجية العريضة المارة أو حدث الامس البعيد ،تحترق وجنتيه بألم:_
_ أنا مش جبل وإنسان جامد زى ما انتى فاكرة ،عندى مشاعر بحب وأكره، ثم أضاف بجذع حبيت أول واحدة شوفتها لما نزلت على الدنيا،ش..شوفتها بتخونه فى حضن راجل تانى وعلى سريره و...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 13, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حبيبتى المشاكسة بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن