الفصل 16

2.5K 43 1
                                    


الفصل ال 16


على متن إحدى المراكب النيلية

يذهب أمجد ويجىء منتظرا مجىء حبيبته السابقة وزوجة أخيه ،يتعجب من تقلبات الزمن ،فأن كان لقائهم فى الماضى قانونا فى شريعة المتحابين إلا إنه أصبح ممنوعا الأن ،لم يعد يشعر بتلك اللذة التى تخالط قلبه حين يراها ،أيعقل أن يكون حبها قد خبأ فى قلبه حتى انطفأ ..؟، أم أنه حب الخلسة والظلام ولقاءات السرقة بعيدا عن أعين الناس ،يلعب ضميره دورا كبيرا فى تنغيصه لما وافق على مقابلتها وهو يعلم أنها لا زالت تشتاق له ..؟، لكن هل تحيي قطرات الدواء ميت لا يعتقد ،رفعت طرف فستانها النسكافيهى وهى تشير لها بيديها من بعيد بمرح ،وكأنها المرة الاولى لرؤيته ،فلم تفقد ولو لحظة واحدة شغفها به،كلما أساء زوجها معاملتها أخفق قلبها معلنا وجوده بحبها القديم،لتحبس نفسها أعواما بين الصور والذكريات والتفاصيل المبهجة ،ألتقط كفها الرقيق ليساعدها على الصعود قبل أن تشرع المركب إلى وجهة غير محددة ،غامضة كغموض علاقتهم،تقف سيارة على بعد عدة امتار من الميناء تراقب تحركاتهم ،حاول كثيرا الإتصال بطارق ولكن هاتفه مغلق لا بد إنه فى إجتماع عاجل،لا بأس فعدسات الكاميرا سوف تشهد على تعانق الأيدى وشوق الأحبة ،أطلق كلاهما نظراته الحائرة على سطح المياه الزرقاء فى شرود ،تقطعه فى تساؤل ماكر :_
_ مش ناوى تتجوز ..؟ وتشوف حياتك...؟

أجاب بإستهزاء ممزوج بالمرارة والقهر :_
_ قصدك مش ناوى تخون عشرة 8 سنين...؟

علقت وهى تغمض عينيها بشدة ،تبحث عن جواب لتجيب بعد ثوان :_
_ كل شيء بأختيار البنى أدم إلا الجواز أسم ونصيب

زفر بإستياء وهو يعود بظهره إلى حائط المركب بوجوم :_
_ مكرهتش فى حياتى قد الكلمة دى ،شماعة فاشلة لل بيبيع ،ولل بيغدر ،وللى واخد حبيبه سد خانة لحد ما تيجى حاجة حلوة ومناسبة

أستفسرت منه بحيرة لعدم شعوره بها وكأنه لم يكن لها فى إحدى الأيام أبا وصديقا ،هناك شيئا ما برد فى علاقتهما :_
_أنت فاكرنى سعيدة وأنا لوحدى كل يوم بسرح فيك وكاتمة جوايا وساكتة عشان ست متجوزة،عيب وميصحش أعترف بحبى حتى لو كان جوزى خاين وفيه العبر...؟

أردف وهو يهز رأسه بنفى لا يصدقها أو ربما لا يريد ذلك فإلقاء اللوم على الاخرين هو أسهل ما نقوم بفعله :_
_ اكيد لازم تكونى طايرة وسط الخدم والحشم فى الفيلل والشاليهات فى الحب المدفوع الأجر

غاصت عينيها الدامعتين بالفراغ ،تبكى بحرقة صدرها مختنق بالحديث ، تشعر وكأنها خرساء ،لا توجد لغة للتواصل مع أكثر إنسان احبته ،حتى انه لم يعد ليفهم عينيها كالماضى :_
_ كنت مجبرة ،أضطريت ،مش حينفع أشرح لك ملا بسات اليوم ده ،بس كل ال حقولهولك ...

قاطعها بحدة ،تند منها غبتسامة ساخرة متألمة:_
_ متتعبيش نفسك دى علاقة فاشلة،مش مكتوب لها النجاح أبدا عشان أنا دايما الطرف ال بيعافر لوحده وأنتى الطرف معندوش طاقة يدافع طرف ضعيف ،معندوش أستعداد يعمل أى حاجة غير يعيط ،ادوات الدفاع عن نفسه هى الدموع ..!!

حبيبتى المشاكسة بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن