حبيبتى المشاكسة بقلم أميرة السمدونى

الفصل 9

الفصل التاسع❤

أعتلى القمر السماء فى أمسية شاعرية رقيقة حالمة على سطوح الحاج عبد العزيز ،يجهز مشروبه الساخن على "البابور " فهو رجل كلاسيكى للغاية أو تقليديا كما يقولون مع مطربته المفضلة متذكرا زوجته المتوفاة إلى رحمة الله منذ 20 عاما وهو يمصمص شفتيه فى حنين إلى تلك الأيام الجميلة التى لا تخلو بالطبع من " النكد" لكنه كالملح فى الطعام لا بد منه وكما يقول عبد العزيز دائما "الجواز أكبر غلطة بيرتكبها كل بنى أدم ،الناصح بقى ال يختار الشريك الصح ال يقدر يغلط معاه الغلطة دى وتبقى أحلى غلطة " ،قطع عليه خلوته الرومانسية وأجواء ما بين الأطلال التى يحيا بينها منذ أعوام صوت أقدام على السلم الداخلى ليجده ابنه الوحيد مراد وهو يلتقط أنفاسه عقب صعود درجات السلم المتهالكة البناية بمشاكسته المعتادة :_

_ طبعا قاعد ولا على بالك شايك فى أيدك نعناعك فى كوبايتك أم كلثوم فى الردايو ومديها طناش وسايبنى أولع بره

أردف عبد العزيز وهو يشير له بالدخول وهو يطفأ تلك الألة الأثرية ساحبا براد الشاى إلى قطعة من الرخام الصغير :_
_ مم يبقى خدت الطريحة التمام قبل ما تيجى ومراتك نكدت عليك

جلس مراد على الحصير المفروش على أرضية السطح وهو يرجع ظهره لمسند مطرز وهو يزفر بضيق :_
_ ياريتها مراتى بس دى كمان حماتى طبت عليا زى القضاء المستعجل

وضع أبيه النعناعة فى كوب الشاى وهو يعزم على ابنه بصنع كوب له هو الأخر :_
_ معلش هما الستات كده السلوك ملمسة عندهم حبتين ولاسعين مقدمكش غير تستحمل ،ها أصب لك شاى ..؟

أومأ مراد بالإيجاب وهو يسند رأسه بين كفيه تبرز عروقة المنتفخة فى جبينه النامية عن تفكير وصراعات كثيرة :_
_ أستحمل أيه قلة أدبها ولا لسانها الأطول من السد العالى بجد أتخنقت ونفسى فى مرة أرزعها كفين وهى نايمة أشفى غليلى

علق بحكمة الكبار وهو يستعير إحدى الأمثال الشعبية لتقريب مقصده لوحيده :_
_ من جاور الحداد أنكوى بناره ،وأنت ما شاء الله مش بس جاورته ده أنت ناسبته وأنت عارف طباعها محاولتش تنفد بجلدك من الخطوبة وكتير قولت لك ال يقبل خدمة من حماته خصوصا شقة حتمسكها له ذلة العمر كله

أعتدل فى جلسته وهو يعقد ذراعيه بضجر وإعتراض :_
_ ما ليلى ال كانت متسربعة على الجاوز كل شوية جاى لى عريس رفضت عريس،أيه كنت عاوزنى أجيبها ونيجى نعيش معاك هنا فوق السطوح...؟