الفصل التاسع
قال رأفت لمليكة التي تستعد للذهاب لحفل الحناء الذي ستقيمه إلهام و شريفة للفتاتين في منزل شاهين .. ” مليكة أريد الحديث معك قبل رحيلنا لمنزل شاهين “
نظرت مليكة لزوجها بهدوء و هى تعلم فيما يريد أن يحادثها .. قالت بلامبالاة .. ” تفضل رأفت ماذا تريد أن تقول “
جلس رأفت على الفراش و أمسك بيدها يشدها إليه لتجلس جواره . جلست مليكة بهدوء منتظرة ما سيكون عليه حديثه . قال رأفت بجدية ” أنا أعلم أنك ترفضين زيجة راغب مليكة و أنك لا تقبلين زوجته و أنك كنت تريدين تزويجه من أخرى تكون من اختيارك أنت و لكن ما أريد أن انبهك له هو أن راغب يحب الفتاة .و إن كانت لا تعجبك هل فهمت مليكة أتمنى أن لا تفتعلي له مشكلة أو تتسببين في مضايقة الفتاة و عائلتها كما حدث عندما سافرنا إليهم “
قالت زوجته حانقة .. ” هل أنا من أسبب المشاكل الآن و ليس اختيار ولدك الخاطئ “
رد رأفت بجمود .. ” لو كان اختياره خاطئ فهو في النهاية خياره هو اتركيه يتحمل نتيجة اختياراته لو جاءك شاكيا سوء خياره وقتها عاتبيه و اخبريه أنه أخطاء بعدم الرجوع إلينا من الأساس و لكن طالما لم يفعل فلا دخل لنا به و بزوجته . “
قالت مليكة بضيق .. ” كيف اتحملها هى ستظل معي في مسكن واحد أنا لست بوجهين لفعل ذلك أظهر لها أني سعيدة بها و أنا غير ذلك “
قال رأفت بحزم .. ” إذن أنت تريدينه أن يتركنا و يذهب هذا ما سيفعله لو وجدك تضايقين زوجته بطريقة أو بأخرى هل ستتحملين البقاء بعيدة عنه منذ الآن و يأتي لزيارتنا كالأغراب هل تريدين أن يأتوا أحفادك و لا ترينهم و يكبرون على يديك . “
عقدت مليكة حاجبيها بضيق فقال رأفت مردفا بحزم ...
” فكري مليكة في خياراتك أنت أيضا إن كنت تريدين أن تكسبي ولدك أو تخسريه للأبد . أنا سأنتظرك في الخارج لا تتأخري “
خرج رأفت تاركا زوجته تعيد حديثه في عقلها مرارا هو بالفعل لا تريد أن تخسر ولدها و لا أن يتركهم في عمرهم هذا و يذهب . هل هذا هو ثمن تدفعه لبقائه معها أن تكون جيدة مع زوجته التي تكرهها هى حتى لا تظن أنها تحب ولدها حقاً . زفرت بضيق و قالت بحنق قبل أن تخرج لتذهب للحفل .. ” هذا ما كان ينقصني أن أكون بوجهين من أجل أن أحتفظ بولدي . حسنا فليكن ذلك “
خرجت من الغرفة لتذهب للحفل و في عقلها شيء واحد هو عدم ترك راغب يبتعد عنها مهما كان الثمن ..**************************
بعد انصراف المأذون بعد أن عقد قران وقار و عمار ، أقامت النساء حفل الحناء أصرت إلهام على مكوث مليكة بعد أن طلبت الرحيل و حتى لا تسبب أي مشكلة كما اخبرها زوجها لعل كلمة خرجت منها سهوا و دون قصد فتضايق أحد فهى لا تريد مشكلة مع راغب و لا تريد أن تخسره .. لكن الفتيات سند و ضحى و عرين ظل يمزحن معها لتظل .. و سند التي أخبرتها أنها ستزين يدها بالحناء مثل العروس استسلمت بسرعة و عادت للجلوس و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة راحة لكون الفتيات بمزاحهم سيهونون عليها ادعائها بالفرح .. جلست ناهدة جوارها و سند التي جلست أمامهم على الأرض ترسم على يدها بالحناء .. رفعت ناهدة يدها لتريها لمليكة قائلة باهتمام و تساؤل .. ” ما رأيك أمي هل رسمتي جميلة “ قالتها ناهدة بعفوية
تنفست مليكة بعمق و أمسكت بيدها بطيب خاطر متجاهلة أي مشاعر سلبية تجاهها لترفعها أمام عينيها تنظر إليها بتركيز و ملامح وجهها جامدة .. قبل أن تنفرج قائلة بابتسامة هادئة أنها جميلة أنت فنانة يا فتاة و لكن أريدك أن ترسمي لناهدة على ذراعها هنا فثوبها دون أكمام لتظهر رسمتها فهو أفضل دون الجاكيت القصير بأكمامه الطويلة .. أمممم وهنا أيضاً ارسمي زهرة أو فراشة صغيرة “
أشارت لصدر ناهدة من فتحة ثوبها .. فأحمرت وجنتيها خجلا و قالت ناهدة بارتباك ” و لكن أمي راغب لن يقبل بأن أظهر بذراعي عارية “
ردت مليكة بلامبالاة .. ” لن يتذكر شيء وقتها صدقيني “
كانت شريفة و إلهام يتابعن الحديث بصمت و راحة بعدها سار كل شيء بفرح و ثرثرتهم تتعالى في المنزل .. أتت منى لترى وقار فهى لم تأتي في عقد القران متحججة بالعمل في الشركة .. قالت وقار ببرود ” لا بأس زوجة أبي لقد تم على خير و قريبا سأريحك من عناء تعب العمل في الشركة فقط تنفذ وصية أبي “
مطت منى شفتيها ببرود. .. ” حقا يا عزيزتي هذا جيد فالعمل كثير بالفعل و قد تعبت آن أوان اهتمامك بشركتك و لكني أخبرك أن احتجت شيئاً سأكون موجودة للمساعدة “
جلسن النساء وحدهن بينما أجتمع الرجال في غرفة الجلوس يتحدثون قال شاهين لعمار بأمر .. ” تعال معي عمار أريد الحديث معك قليلاً “
نهض عمار ليخرج خلف والده الذي استأذن من صادق و والد جواد و راغب و سليمان والد سند ليذهب لغرفة يزيد فغرفته مؤكد تجلس بها النساء .. أغلق الباب خلفهم قائلاً .. ” عمار أريد الحديث معك بشأن وقار بني “
رد عمار بهدوء .. ” توقعت هذا أبي تفضل أنا أسمع “
قال شاهين بهدوء .. ” رغم أن حديثي متأخر و لكن عمار أريد أن أسألك هل تنوي أن تكمل الزواج مع وقار للنهاية أم ستفعل لحين تنتهى مشكلتها و تطمئن عليها فقط “
قال عمار بحيرة ..فهو لا يفهم سؤال والده لقد أخبرهم أنه سيتزوجها ليكون لها الحماية و السند .. ماذا عليه أن يفعل أكثر من ذلك ..” لا أفهم أبي ماذا تعني بالضبط “
قال شاهين بهدوء أكثر هذه المرة و وضوح لمقصده .. ” عمار هل تريد أن تنجب طفلا من وقار حقاً .. كما في شروط وصية والدها فقط لتساعدها أم تريد أن تجب طفلاً ليربطكما و يوثق علاقتكما و تنشأ عائلة “
نظر عمار إليه بتفهم و أبتسم قائلاً .. ” أنت خائف على وقار و تريد أن تطمئن عليها معي أبي تريد أن تعلم أني لن أظلمها أليس كذلك “
جلس شاهين على الفراش و أجاب .. ” هذه حياة فتاة أمنتني عليها عمار أنت لا تتوقع حقا أن أتهاون فقط لأنك أبني “
رد عمار بهدوء .. ” و لكننا تزوجنا و أنتهى الأمر أبي فماذا ستفعل “
أبتسم شاهين بسخرية .. ” أنت تستهن بي يا ولد أنا أستطيع فعل الكثير و لكني أريد صالحكما و الأن أخبرني حقاً عمار .. هل تحب وقار “
قال عمار ببساطة .. ” أنا أريدها زوجة أبي و أم لأطفالي و هذا يجيب سؤالك عن رغبتي في إنجاب طفل منها ليس لمساعدتها بل لأكون معها عائلة “
تنهد شاهين بحزن .. ” و لكن هذه الأسباب ليست كافية بني دون حب “
رد عمار بهدوء .. ” أنا لم أقل أني لا أحبها .. و لكني فقط لا أعرف ما أشعر به معها لا أعرف شعور الحب كيف يكون فأنا لم أجربه من قبل أنا أحتاج بعض الوقت لأعرف هل حقاً أحبها كحبك لأمي أو حب باهر لزوجته أو محمود لزوجته أم أريد مساعدتها فقط “
قال شاهين بحزن .. ” ولكن بني هذا به إجحاف لحق الفتاة بأنها تتزوج أحدا يحبها “
رد عمار بحزم .. ” و لكني أفعل أبي أنا حقاً أحبها و لكن ليس الحب الذي تقصده أنت “
قال شاهين بسخرية .. ” أنت أحمق عمار ليس هناك حب بين رجل و امرأة إلا ذلك الحب الذي أقصده العلاقة بين الرجل و المرأة يجب أن تحتوي على بعض المشاعر ليأتوا الأولاد بكل حب لا أظنك ممن يقيمون علاقة باردة عمار فقط لتنجب طفلاً.. لتصنع عائلة يجب أن تكون بكل حب .. هل تفهم و لذلك إن لم تحب وقار حقاً كما أظن أنا .. لا تقم معها بعلاقة و لا تنجب منها طفلاً بمشاعر باردة ..تريد مساعدتها حسنا ظل معها ساندها و أحميها و أدعمها ربما أتى أحدا يحبها حقاً وقتها يمكنك تركها و أنت مطمئن و ربما أنت أيضاً تجد من تشعر معها بالحب الذي أقصده “ قال شاهين جملته الأخيرة بسخرية قبل أن يخرج و يترك عمار واقفا بتصلب .. من صدمته من طلب أبيه ..
أنت تقرأ
تزوجني غصباً 4 /صابرين شعبان
ChickLitتفر من عجلة الجشع اللاهثة وراءها لتصطدم به في خضم صراعها فيجد بها حنان الأم و براءة الطفل و تجد به ملاذها و حصنها الحصين #تزوجني_غصباً ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا لولا نواعسها ولولا سحرها ما ودّ مالكٌ قلبه لو صيدا عَوذْ...