الفصل الرابع
سألها عمار بجدية .. ” لم لا تأكلين وقار ألا يعجبك الطعام نذهب لمكان أخر “
رفعت وقار رأسها عن طبقها و نظرت إليه بحيرة و حديث رجاء يدور في خلدها .. هل تسأله عن حقيقة الأمر يبدوا بريئا للغاية و كأنه لا يخفي عنها شيء يتعلق بحياتها .. ما هى متعجبة منه لماذا؟!!! .. لماذا يفعل ذلك غريب أمره حقاً!!!.. قالت تجيبه بهدوء مصطنع .. ” لا شيء عمار الطعام جيد و المكان هادئ هنا شكراً لك على اهتمامك بي “
عادت لخفض رأسها لتكمل طعامها الذي لا تشعر بكونه جيداً أم سيئا حقاً ..
قال عمار بجدية .. ” تريدين الذهاب للمنزل على الفور أم نسير قليلاً قبل العودة “
سألته بدهشة .. ” حقاً تريد ذلك “
رد بلامبالاة .. ” إذا أردت بالطبع لا مانع “
ابتسمت بحيرة قائلة .. ” و أنا أيضاً لا مانع بالطبع إن أردت ذلك “
بعد ذلك تناولوا الطعام بسرعة ليذهبوا حتى لا يضيعون مزيداً من الوقت .. أخذها عمار للسير في منطقة السوق ليتسلوا بالفرجة على المتاجر المختلفة .. وقفت وقار أمام متجر لبيع الحلى الفضية تنظر لسوار من الفضة مجدول و يتدلى منه عدة حلى صغيرة على شكل بيانو و قلب و هلال و كرة مزينة بفصوص بيضاء ألماسية .. سألها عمار بجدية .. ” أعجبك “
قالت باسمة و هى تعود لتسير .. ” أنه رائع بالطبع “
أوقفها قائلاً .. ” لنحضره إذن طالما أعجبك “
قالت بحزم .. ” لا شكراً لك لا أريد بالطبع “
سألها عمار بتعجب .. ” لماذا طالما أعجبك “
قالت بلامبالاة .. ” هكذا ليس شرطا أن نحصل على كل ما يعجبنا أو كل ما نريده و إلا لن نشعر بالرضى عن حالنا مهما كان “
أكملا سيرهم بصمت و عمار يبعدها من وقت لآخر عن الزحام في السوق نظرت إلى ساعة يدها قائلة .. ” هل لنا أن نعود فقد تأخر الوقت عما كنا متفقين مع العم شاهين “
رد عمار و هو يعاود الخروج من السوق ليبحث عن سيارة .. ” نعم معك حق حتى لا يقلق علينا “
أشار لسيارة قادمة ليوقفها صعدا كلاهما و أخبر عمار السائق عن العنوان ليتحرك عائدا بهم و لا جد شيء غير زيادة حيرتها من أمره ..
***********************
نهضت ضحى تعتدل على الفراش عند دخول وقار ابتسمت قائلة
” هل سعدت بالحفل “
جلست وقار جوارها قائلة برقة تصف الصغير .. ” لقد كان صغير ببشرة حمراء و عين مغلقة و فم صغير جميل جعلني اشتاق لرؤية طفلك سريعا ضحى .. لقد تحمست حقاً للأمر “
ضحكت ضحى .. ” حديثك جعلني أتحمس بدوري وقار “
استلقت جوارها بتعب تتمدد على الفراش و هى تتثاءب .. ” لقد سرنا كثيرا اليوم بعد الحفل سأغفو الأن و غداً أبدل ملابسي “
قالت ضحى بتذمر .. ” يا حمقاء لقد انتظرت مجيئك لتجلسي معي بدلاً من الحمقاء عرين التي لم تلقي نظرة في وجهي و لولا أمي جلست معي قليلا و هاتفني جواد لكنت مت مللا و أنت أتيه تخبريني أنك تريدين النوم “
قالت وقار و هى تتثاءب بقوة .. ” كفاك ثرثرة ضحى و نامي لترتاحي و طفلك ليأتي بصحة جيدة حتى ألاعبه “
ضربتها ضحى و أعطتها ظهرها قائلة .. ” تصبحين على خير يا حمقاء “
ردت وقار باسمة .. ” و أنت بخير حبيبتي “
**********
وقف أمامها يحمل حقيبته على كتفه .. كان الوقت صباحاً بالكاد أشرقت الشمس .. قال راغب بهدوء .. ” أنت من يفتح في هذا الوقت أفترضي كان أحدا غريب .. تخرجين هكذا بملابسك هذه و شعرك المشعث “
لم تعرف ناهدة بم تجيب و هى تنظر لملامح التعب على وجهه يبدوا أنه لم ينم في الطريق لهنا .. و كأنه قرأ أفكارها فقال بهدوء .. ” أتيت بسيارتي أسرع من القطار “
ظلت مسمرة أمامه لم تعرف ماذا تقول .. أنزل راغب حقيبته عن كتفه قائلاً .. ” ألن تسمحي لي بالدخول لقد جئت من مكان بعيد “
تنحت ناهدة جانباً لتسمح بدخوله و لكنه بدلاً من ذلك أمسك بيدها يسحبها للخارج و هو يغلق الباب نظرت إليه بدهشة من فعلته و لكنه لم يعطيها الوقت لتفكر في سبب ذلك .. بل ضمها إليه و قبل رأسها قائلاً برقة .. ” اشتقت إليك حبيبتي “
رفعت يدها تمسك بكتفه و هى تبكي قائلة .. ” و أنا أيضاً راغب اشتقت إليك كثيرا “
ابتعد عنها قائلاً .. ” لندخل حتى لا يقلق والدك “
قالت تجيبه و هى تدفع الباب ليدخلا .. ” مازالوا نائمين أنا فقط كنت مستيقظة “
سألها و هو يمسك بيدها ليدخلها و يغلق الباب .. " لم أنت مستيقظة في هذا الوقت “
ردت ناهدة بخجل .. فماذا تقول له أنها كانت تفكر به و أنها اشتاقت إليه
” لا شيء فقط كنت قلقة لا أعرف ما الذي أيقظني الأن و لكن من حسن حظك حتى تجد من يدخلك “
جلس راغب بتعب قائلاً و هو يفرك وجهه براحتيه .. ” هل لي بكوب ماء ناهدة “
سألته باسمة بحنان .. ” هل أنت جائع أحضر لك بعض الطعام “
أشار بيده نافيا .. ” لا فقط بعض الماء حبيبتي رجاء “
ذهبت لتحضر له الماء فاستند برأسه على ظهر المقعد و هو يغمض عينيه تعبا لحين تأتي .. لا يعرف ماذا سيفعل معها و كيف يتصرف بعد حديث باهر الذي جعله يذهب لبيته ليحضر قميصين و سروالين و يأتي راكضا بسيارته .. هل حقاً يمكن أن تتركه من أجل والدته .. لماذا فهى ليست أول امرأة لا تحب زوجة ابنها و لكن هل تتركه هكذا ببساطة بدلا من إيجاد حل و طريقة للتفاهم بينهم .. كيف تعلق بها هكذا في هذا الوقت القصير .. مما جعله يشعر بالذعر فقط لفكرة تركها له .. سمع صوتها الناعم تنبهه لعودتها قائلة .. ” راغب الماء تناوله و تعال لتستريح في غرفتك لحين يستيقظ أبي “
قال راغب بعد تناوله للماء .. ” لا ناهدة أنا سأظل هنا لحين يستيقظ والدك و أنت أذهبي لتكملي نومك “
قالت ناهدة بضيق .. ” لا راغب أنت ستأتي لتنام قليلاً فأنت متعب هيا أمامي “
نهض راغب مستسلما فهو حقا يشعر بالتعب من قيادة السيارة طوال ساعات على الطريق .. أدخلته غرفته التي ظل بها في كلا المرتين الذي أتى بهم .. وضع الحقيبة على الأرض فقالت بحزم .. ” فلتنم الأن و أي شيء ينتظر لحين تفيق “
أتجه ليجلس على طرف الفراش بتعب فدفعته ليستلقي قائلة .. ” سأتي لأوقظك لا تقلق .. “
أغلقت الباب خلفها بعد أن ألقت عليه نظرة أخيرة متلهفة .. استدار على جانبه مغلقا عينيه ليغرق في النوم على الفور ..
************************
قالت شريفة بحنق .. ” لماذا لم توقظينا ناهدة هل يصح هذا مكوثك معه وحدكما في الصباح “
أحمر وجهها غضبا من تلميحات والدتها فقالت بضيق ..
” ماذا فعلت أمي هو كان متعب من الطريق لقد ذهب ليغفو من شدة التعب لو أيقظتكم لظللتم ماكثين معه و لسقط تعبا و هو جالس معكم “
ابتسم صادق بسخرية و هو يرى دفاع ناهدة الخجول عن نفسها و تبريرها و قلقها على زوجها .. فقال بهدوء لزوجته .. ” لا بأس شريفة فهى زوجته و لا ضير من ذلك أنا أثق في ناهدة فهى لا تفعل شيء خاطئ فهى ابنتي و لقد ربيتها على يدي “
ابتسمت ناهدة براحة فقالت شريفة متذمرة باستنكار .. ” و أنا ماذا فعلت لقد ربيتها أنا أيضاً أم أنت من كان يطعمها و يهتم بها أم وجدتها كبيرة هكذا وحدها “
قال صادق بمكر .. ” و هل قلنا شيء أنت بك الخير و البركة يا أم خليل “
لوت شريفة شفتيها باسمة فقالت ناهدة .. ” هل أذهب لأوقظه الأن ليتناول فطوره أم ستتحدثان بما يضايقه “
نظرت شريفة إليها بغيظ و قالت لزوجها .. ” أنظر الأن من قلت لا تخطئ تقول لنا أن لا نزعج زوجها “
رد صادق بتأكيد .. ” في هذا هى تربيتك حقاً شريفة فلا تتذمري “
ضحكت ناهدة بمرح فقالت والدتها بخفة .. ” هيا أنهضي لتوقظيه فقد تأخر الوقت و قرب وقت الغداء “
تركتهم ناهدة مسرعة .. فسألت شريفة فور ذهابها .. ” هل تظن حديثك مع شاهين وصله “
أستند صادق على المقعد براحة قائلاً .. ” ماذا تظنين فهو أتى الأن بسببه أنا متأكد من ذلك “
سألته شريفة بهدوء .. ” لم كل هذا يا أبا خليل “
تنهد صادق و أجاب .. ” أريد فقط أن أطمئن على ناهدة شريفة ليس أكثر و لا تظني أنه يهمني أين ستمكث وحدها أم مع والدته “
سألته شريفة بحيرة .. ” إذا كان هكذا لم كل هذا “
أبتسم صادق بمكر .. ” أخبرتك أريد أن أطمئن عليها معه “
سألته حانقة .. ” كيف ذلك هل هو لغز “
رد صادق ببساطة .. ” أصبري و ستعرفين “
قالت شريفة حانقة .. ” ألهمني الصبر يا رب “
**************
” صباح الخير أمي “
قالت وقار و هى تجلس جوار إلهام لتناول الفطور .. كانت قد اعدت الطعام لضحى و أدخلته لها في غرفتهم قبل أن يستيقظ الجميع عندما نهضت الأخيرة تشعر بالجوع .. أصرت عليها وقار أن لا تنهض و هى ستعده لها بسرعة .. بعد أن أطعمتها رافضة تناوله معها حتى تتناوله مع الجميع كما تعودت .. ظلوا جالستين تثرثران معا حتى عادت ضحى للنوم مجدداً .. استلقت جوارها في الفراش لبعض الوقت حتى سمعت صوت تحرك إلهام في المنزل .. فاستحمت و بدلت ملابسها و خرجت لتجدها قد اعدت كل شيء .. جلست بعد أن القت التحية على الجميع و هى لا تجد عمار من ضمن الجالسين .. شعرت بالحرج من سؤالها عليه فتجاهلت الأمر منتظرة أن يأتي أحدهم على سيرته ربما مازال نائما ..
قال يزيد بملل .. ” هل ستأتي معي اليوم “
رفع شاهين رأسه بنفاذ صبر من إلحاحه .. فقالت إلهام بهدوء .. ” حسنا و لكن أتمنى أن لا تكون مثل تلك التي قبلها “
رد يزيد بثقة .. ” ليست مثلها بالتأكيد “
قال شاهين بسخرية .. ” بالتأكيد ليست مثلها فلو كانت لم فكرت بها فأنت تريد تجربة نوع أخر “
قالت إلهام بضيق .. ” تجربة ماذا شاهين هو يريد أن يستقر و يتزوج الإنسان معرض لبعض تجارب الفشل بالتأكيد “
رد ساخرا .. ” و ما أكثر تجارب ولدك “
ردت بلامبالاة .. " ليس أول شخص تفشل خطبته شاهين فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه “
قبل أن يجيب بشيء سمعا طرق على الباب فهمت وقار أن تنهض عندما قالت لها إلهام .. ” أجلسي حبيبتي أكملي طعامك لقد انتهيت “
اتجهت إلهام لتفتح الباب وجدت امرأة تقارب الخامسة و أربعون أو أصغر بعامين ترتدي طقم عملي قصير و شعرها مسدلا على كتفيها تضع زينة وجهها ببساطة لتبرز جمال عينيها البنية و بشرتها البيضاء و شفتيها المكتنزة .. وقفت إلهام تنظر للمرأة الواقفة على الباب بتساؤل قائلة .. ” من تريدين سيدتي “
قالت المرأة ببرود و تعالي .. ” أليس هذا منزل السيد شاهين شمس الدين “
قالت إلهام ببرود .. ” أجل سيدتي هذا هو منزل السيد شاهين شمس الدين من يريده “
قالت المرأة ببرود .. ” أنا السيدة منى فهمي زوجة والد وقار المقيمة لديكم أنا أتيه اليوم لأخذها معي للمنزل “
نظرت إليها إلهام بذهول غير سامحة لها بالدخول قائلة بخشونة متجاهلة كرم الضيافة و نظرات عدم الترحيب تسكن عيناها .. ” تأخذين من سيدتي “
خرجت وقار على هتاف إلهام .. لتجد تلك الواقفة أمامها ببرود .. نظرت منى تجاه وقار و قالت بابتسامة لم تصل لعينيها أو ترخي ملامح وجهها المتعالية ” حبيبتي وقار اشتقت إليك ألن ترحبي بي “
تركتها وقار و ركضت لغرفة ضحى و هى تبكي بحرقة خرج شاهين و يزيد ليروا ما يحدث .. فوجدا الواقفة أمام الباب سأل شاهين بجدية و هو يرى جسد زوجته المتحفز .. ” من حضرتها عزيزتي “
ردت إلهام بغضب و حدة .. ” أنها زوجة والد وقار شاهين تريد أخذ وقار من هنا و كأننا سنسمح بذلك “
هدئ شاهين زوجته قائلاً .. ” عزيزتي هل تدخلين ضيفتنا أولا هل يصح الحديث معها أمام المنزل “
افسحت لها إلهام الطريق فأشار لها يزيد قائلاً .. ” تفضلي سيدتي من هنا “ أدخلها يزيد الغرفة فقالت إلهام لشاهين بغضب .. ” لا تظن أنها ستأخذ وقار من هنا “
قال شاهين بهدوء .. ” لنتحدث معها أولا ملهمتي لنرى ماذا جاء بها فعلاً ربما تريد شيئاً أخر “
أمسك بيد زوجته ليدخل خلف يزيد و المرأة الغرفة .. فور دخولهم خرج يزيد مستأذنا .. جلست إلهام و شاهين و الأولى ترمقها بنظرات قاتلة
جالسة تضع قدم فوق الأخرى تستفز مشاعر الجالسين أمامها .. قالت إلهام بحدة تريد أن تنهض لتقبض على عنقها تمنع عنها الهواء لعل غرورها و تعاليها يخفت .. هذه المرأة الوقحة تريد أخذ وقار من بينهم ببساطة هل تظن أنها ستسمح لها بذلك .. ” ماذا تريدين سيدتي من وقار هل شكت لك جلوسها معنا “
ردت منى ببرود .. ” كيف تشكوني فأنا لم أرها لأشهر فقد كنت مسافرة للخارج و عدت من أيام فقط “
ردت إلهام ببرود .. ” و طالما لم تريها هل تظنين أنها ستذهب معك على الفور عندما تشيرين لها وقار لا تخرج من المنزل فهناك خطراً على حياتها “
قالت مني ببرود .. ” أعلم ذلك جيداً فأنا كنت في الشرطة لدي عودتي من الخارج “
ردت إلهام بضيق تحت نظرات شاهين المتسلية ..
” طالما تعلمين ذلك سيدتي فأعلمي أن وقار لن تخرج من بيتي أنها تحت حماية زوجي و ولدي و هو رائد في الشرطة و يعرف ما هو صالح لها لو كانت في مأمن لتركها تعود لبيتها منذ زمن نحن لن نتركها تعود لمنزلها إلا إذا قبض على ذلك الذي يريد إيذائها فأريحي نفسك لن تخرج من هنا “
أجابت السيدة ببرود متجاهلة حديث إلهام و قالت و هى تنظر لشاهين برقة باسمة مما جعل إلهام تستشيط غضبا .. ” سيد شاهين أنت تعلم أن الشرطة كانت تظن بي السوء و أني من أريد أن أؤذي وقار و لكن بعودتي و إثبات أنه ليس لي دخل بذلك تبطل التهمة الموجهة إلي .. و لذلك أرجو منك السماح لوقار بالعودة معي لمنزلنا فهذا على أيه حال لا يصح مكوثها هنا و أنا كفيلة بحماية وقار بمساعدة الشرطة لحين نقبض على ذلك الذي يريد إيذائها “
سألتها إلهام بحدة .. ” ما هذا الذي لا يصح سيدتي ماذا تقصدين بحديثك أوضحي “
قال شاهين بهدوء .. ” حبيبتي أهدئي و لنستمع لها “
ردت المرأة ببرود .. ” سيد شاهين ما أقصده هو أنه لا يصح وجود وقار لديكم في منزلكم و فيه أربعة رجال و أنت بالطبع و هى لا تقربكم في شيء ماذا سيقول الناس عنها مؤكد ستلكها الألسن .. من أين لهم أن يعرفوا أنها ليست على علاقة بأحد أولادك “
قالت إلهام بغضب و هى تنهض لتعلوا هامتها عليها ..
” أنت ماذا تقولين .. أبنائي رجال شرفاء ليسوا كذلك الذي كنت ستزوجينها له و كان يريد خطفها لولا ولدي تدخل كان قتلها بالتأكيد ، و هم متزوجون سيدتي “
ردت المرأة بمكر .. ” ليسوا جميعاً كما أظن “
قال شاهين يهدئ زوجته قبل أن تنفجر بها .. ” إلهام أجلسي لنعرف إلى أين سنصل بحديثنا مع السيدة فيبدوا أنها تعرف الكثير عنا “
عادت إلهام للجلوس و نظرات منى تزداد غموضا .. سمعا صوت جرس الباب و أحدهم يفتحه مؤكد ضحى فوقار ذهبت منهارة و خائفة من الخروج من غرفتها منذ أتت زوجة أبيها .. بعد أن تزوجت ضحى أصبحت الغرفة لها وحدها و لكن عندما تأتي كهذه المرة تمكث معها في الغرفة لتثرثرا كالأيام الماضية .. كان عمار على الباب سألها باسما
” كيف حالك اليوم حبيبتي هل أنت بخير “
سألته ضحى قبل أن يدخل .. ” أين ذهبت مبكرًا هكذا “
قال يجيبها .. ” في النادي لقد كان لدي تمرين مبكر “
همست ضحى .. ” لدينا زائرة أتيه لتأخذ وقار “
نظر إليها عمار بدهشة تأخذ وقار لأين ترك ضحى و جمدت ملامحه و هو يدلف لغرفة الجلوس ليجد تلك الزائرة قال بهدوء و هو يجلس جوار والدته.. ” صباح الخير أمي لم أكن أعرف أن لدينا ضيوف “
أجابت إلهام بضيق .. ” أنها السيدة منى زوجة والد وقار أتيه لكي تعيدها للمنزل معها “
نظر عمار بصدمة إذن فهو حقيقي و هذه المرأة أتيه لتأخذ وقار معها هل حقاً ستتركهم و تعود لمنزلها قال بغلظة .. ” ماذا و هل وافق باهر على ذلك “
أجابت السيدة ببرود .. ” ليس له أن يوافق أو لا يوافق لقد برئتني التحقيقات من التهمة الموجهة لي أني أريد إيذاء وقار .. و كونها ارتبطت بشخص و أتضح أنه سيء فهذا ليس معناه أني السبب في ذلك “
قال عمار بضيق و هو ينظر إلى والده متسائلا .. ” و هل وافقت وقار على العودة إلى منزلها “
قالت منى بسخرية .. ” مؤكد ستوافق ما الذي يمنع ذلك“
قالت إلهام ببرود .. ” لنسألها سيدتي هل تريد العودة معك أم لا و لتعلمي أننا لن نجبرها “
اعتدلت منى في جلستها لتبدل قدمها قائلة .. ” فلنسألها“
اغتاظت إلهام و نهضت لتذهب و تحضر وقار من غرفتها .. بعد قليل عادت و وقار واقفة جوارها عيناها حمراء من كثرة البكاء .. سألتها منى برقة مدعية قائلة
” حبيبتي ألم يأن أوان عودتنا لمنزلنا كما أوصاك والدك ألا تتركينه مهما حدث .. ألم يوصك بذلك وقار هل نسيت.. من حبيبتي أدخل في رأسك أني أريد إيذائك ذلك الوغد نال جزاءه على فعلته و شقيقه أيضاً مطلوب من الشرطة لا تقلقي لن يحاول الاقتراب منك و أنا معك .. هذا كان خطأي كان لابد أن أظل هنا و لا أسافر فجأة و أتركك دون أخبارك .. لا بأس حبيبتي كل شيء سيعود كما كان من قبل فقط نعود لمنزلنا “
قالت وقار بصوت متألم فهى لا تريد ترك بيت العم شاهين فلن تشعر بالأمان و هى بعيدة عنهم .. ” لا أريد العودة الأن أرجوك أنا أشعر بالخوف أن خرجت وحدي خارج المنزل لا أستطيع العودة الأن لذلك البيت “
قالت إلهام شامتة .. ” سمعتها بنفسك سيدتي لا تريد العودة معك “
قالت منى بتحذير .. ” وقار تعلمين أنه لا يصح المكوث هنا مع أناس أغراب خاصة أن هنا أربعة رجال يحلون لك ماذا سيكون عليه مظهرك أمام الناس عزيزتي ثم أن هناك خاطب يريد الزواج بك و موافق على كل شروط وصية والدك يا عزيزتي لنذهب حتى ترينه سوف يأتي غداً ليراك ..“
صعقت إلهام و عقد شاهين حاجبه هذه المرأة مؤكد تخطط لشيء هذا الحديث فرصة الأحمق الوحيدة ليتحرك و يفعل شيء ..
قال عمار بدهشة .. ” خاطب ماذا سيدتي من أخبرك أنها موافقة “
نظرت إليه منى ببرود .. ” و ما دخلك أنت أستاذ هى من ستقرر و ليس أحدا أخر و غداً ستراه أليس كذلك حبيبتي وقار “
نظرت وقار لإلهام بيأس و قالت بحزن فليس بيدها شيء و لا حجة لتمكث معهم و إن كانت الشرطة برئتها فهى لا تستطيع اتهامها .. ” حسنا سأعود معك و لكني لا أريد الزواج أو أرى أحدا هذه شروط عودتي “ فهى لا تتصور أنها تتزوج أحدا غير !!!
قالت منى مذكرة .. ” حبيبتي تعلمين أنه يجب أن تتزوجي قبل مرور عامك الثالث و العشرون هذه وصية والدك كما تعلمين و لم يتبق وقت لذلك هل تريدين عصيانه و أنت تضيعين كل ما تعب من أجله لسنوات “
أجابت وقار بحزن و يأس .. ” أنا لا أريد شيئاً و لا يهمني أن يكون لدي شيء أنا قادرة على الاعتناء بنفسي “
قالت منى تدعي الحزن .. ” و أنا يا عزيزتي ألا تفكرين بي ماذا سيحدث معي في عمري هذا “
سالت عيني وقار قائلة برجاء .. ” أرجوك لا تضغطي علي أنت أيضاً تستطيعين الاعتناء بنفسك مثلي فلديك الكثير الذي لا علاقة له بما يملكه والدي “
قالت منى بتروي .. ” حسنا لنعد للمنزل و نتحدث فيما بعد و ليس الأن فهذا شيء يخصنا و لا داعي مناقشته أمام الأغراب “
ودت وقار لو أخبرتها أنها تشعر بالغربة معها هى و ليس عائلة العم شاهين .. كانت تلعن اليوم الذي تزوج فيه والدها من تلك القريبة الخبيثة التي حولت حياتها لقلق و معاناة مدعية أمام والدها البراءة .. قالت وقار بحزم
” أخبرتك أن هذه شروطي أقبليها أو أرفضيها يكفي ما عانيته مع ذلك الحقير قبل تخلصي منه و لن أمر بذلك ثانياً “
ردت منى ببرود ..” حبيبتي لقد أظهر لي أنه جيد من أين لي أن أعرف أنه سيء كما تقولين و أنه كان ينوى خطفك و كذبه على أنني من حرضته مؤكد كان يتعاطى شيء و هو يقول هذا “
قالت إلهام بحدة ..” لم لا تتركينها على راحتها أخبرتك أنها لن تتزوج .. هل هذا غصبا “
قالت منى ببرود .. ” ليس غصبا سيدتي و لكنها وصية والدها أن تتزوج قبل الثالثة و العشرون لتحصل على ميراثها و تستطع العيش في منزلها “
شعرت وقار أنها حقاً ما عاد يفرق مع ذلك المنزل بعد تعرفها على عائلة العم شاهين .. لقد ايقنت أن المنزل هو أشخاص تعتني بك و تهتم و ليس جدران تحيطك و تعزلك عن ما حولك .. لقد كانت تتمسك بذلك البيت فقط من أجل والدتها و لكن ما عاد يهم .. حقاً ما عاد يهم أن حصلت عليه أو فقدته ستظل والدتها داخلها و معها و ليست بوجود حفنة حجارة تحيطها ..
قال شاهين بهدوء .. ” سيدتي ابنتي أخبرتك أنها لا تريد شيء فلم الإلحاح على تزويجها غصبا .. أتركيها تختار شريكها وحدها و ليس جبرا أو من أجل حفنة جنيهات و حجارة .. “
كان عمار يستمع إليهم بمشاعر متناقضة .. راحة لذهابها و ضيق لذلك فرح لأنه سيعود كما كان من قبل و ينفض أي شيء كان يدور حولها في رأسه .. حزن لفراقها متذكرا كل أوقاتهم معا خروجهم سهرهم تحضيرها الطعام له و تعليمه ليعده .. الجلوس للحديث معه عند عودته عن كل ما حدث معه في النادي الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تخصه.. سمع تلك المرأة تقول ...
قالت منى ببرود و تحذير .. ” ما رأيك وقار هل أنت موافقة على حديثه ماذا ستفعلين بالأولاد نسيتهم سيتوقف كل شيء حينها عزيزتي “
هطلت دموعها غزيرة و هى تجيبها بمرارة فهى حقاً في هروبها و مقوماتها لقرارات والدها نسيت أمرهم فهى الحت عليه ألا يكتب هذا في وصيته ليجبرها على الزواج و الذي لا تعرف أسبابه .. فأن تخلت عن كل شيء ماذا ستفعل مع الأولاد ماذا ستفعل معهم و كيف ستساعدهم و كل اعتمادها في المساعدة على مال أبيها .. ” حسنا سأعود معك و سأرى“
شعر عمار بالحيرة و الغضب من تغير قرارها في لحظة متسائلا عن هؤلاء الذين تتحدث عنهم تلك المرأة هل هكذا ببساطة تقبل الزواج بأخر من أجل ماذا المال أم حقاً هناك أمر جلل أجبرها على الموافقة قاطعها بحزم وعدا نفسه بالسؤال فيما بعد عن كل ما يدور في رأسه و لكن فقط يوقف هذه المرأة عند حدها و تكف عن الضغط عليها فالواضح أنها ليست هينة أو كما تريد أن تظهر أمامهم بريئة لم يجد نفسه إلا و هو يقول بقوة .. ” أنا من سأتزوج وقار إن كانت لا تمانع هى بالطبع. على الأقل هى تعرفني عن غيرى .. ماذا قلت وقار موافقة على الزواج بي “
****★****★****★****★****
أنت تقرأ
تزوجني غصباً 4 /صابرين شعبان
Literatura Femininaتفر من عجلة الجشع اللاهثة وراءها لتصطدم به في خضم صراعها فيجد بها حنان الأم و براءة الطفل و تجد به ملاذها و حصنها الحصين #تزوجني_غصباً ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا لولا نواعسها ولولا سحرها ما ودّ مالكٌ قلبه لو صيدا عَوذْ...