الأخير & تزوجني غصباً & صابرين شعبان

28.8K 1K 290
                                    

الفصل الأخير

جالسا جوارها على الفراش ممسكا بيدها و دموعه تتساقط على يدها المحتضنة يداه بقوة .. ليقبلها من وقت لآخر ليطمئن نفسه أنها معه و بخير .. رغم وجهها الشاحب و جسدها المستكين .. أنحنى فوقها ليقبل رأسها برفق متمتما بخفوت و لوعة .. " أسف .. أسف حبيبتي أرجوك سامحيني غصون .. أرجوك لا تتركيني .. أنا أحبك غصون لطالما أحببتك و لكني لم أعرف أن أعبر عن مشاعري لم أسأل نفسي يوماً لماذا لا أستطيع الابتعاد عنك .. لماذا أريد التقرب منك .. لماذا علاقتنا بهذه الحرارة رغم جفائي معك .. لماذا أشعر بالغضب و الخوف عندما ترفضين اقترابي منك .. لقد كنت أخاف .. أخاف أن أفقدك .. تعلمين لقد عرفت شيء عني الآن .. هل تريدين معرفة ما هو غصون .. أنك تزوجت رجل حقير و جلف و قاسي القلب .. أنا لا أستحقك أعلم ذلك و لكني حقا لا أستطيع الابتعاد عنك أو التفكير في إمكانية فقدك مؤكد سأنتهي إن حدث هذا .. لقد كنا سنرزق بطفل هل تصدقين "
تحشرج صوته و أختنق و هو يردف باكيا .. " لقد فقدناه حتى قبل أن نعلم بوجوده لم نعرف ما سيكون شعورنا نحوه .. هل كنا سنحبه .. هل سنتشاجر على الاهتمام به .. من سيطعمه و من سيلاعبه و من سيعتني به هل كنت ستكونين جميلة و أنت تحملينه .. هل كنت ستصرخين غضبا عندما يضايقك لتخبريه أنه يشبه والده بغيض .. "
سمع صوت شهقات بكائها ليعلم أنها مستيقظة و تستمع لحديثه ..
أضجع فؤاد جوارها مستديرا إليها ممسكا بيدها يضمها لصدره و هو يعود و يكمل حديثه .. " أنا رجل سيء أعلم .. لم أستطع أن أخبر زوجتي أني أحبها غير بتلك الطريقة السيئة  التي هى لم تقبلها يوماً و لم تحبها .. و أشعرتها بالإهانة و لكنها كانت طريقتي في اخبارها و مع هذا لم تعلم و تفهم و جعلها هذا تشعر بالسوء من تصرفاتي .. "
قبل يدها برفق و عاد ليكمل.. " هل تظنين أنها يمكن أن تسامحني و أن تقبل أن تظل معي بعد تلك الطريقة السيئة في معاملتها .. هل تظنين أنها يمكن أن تقبل أن تنجب أطفالي .. هل أستطيع أن أمل بأن تسامحني و تعطيني فرصة أخرى لأعوضها عن كل ما فاتنا "
صمت فؤاد بألم و هو ينظر لعينيها المغلقة و دموعها التي تغرق وجهها مخترقة أجفانها المضمومة بقوة .. " يبدوا أنها لن توافق على مسامحتي .. أنا أعلم أنها لا تحبني .. و كيف و أنا لم أعطيها سببا لتفعل يبدوا أنه على تحمل نتيجة رعونتي و جفائي .. أيجب أن أءقلم حياتي على عدم وجودها .. هل ... "
خرج صوتها خشنا غاضبا متألما و هى تهتف به .. " أصمت "
نظر إليها فؤاد بحزن عميق لتردف بألم .. " فقط أصمت .. أنت لم تقول الصفة الوحيدة التي أثق أنها بك .. و هى أنك أحمق .. أنت أحمق فؤاد أحمق كبير .. هل تظن أني لم أكن أعرف أنك تريد أن توصل شيء لي بتلك الطريقة السيئة كما تقول .. كنت أعلم و أنتظر أن تبدلها بالحديث و لكنك لم تفعل .. و ساعدك صمتي و خجلي على تجاهل ذلك أنا لم أعطيك سببا للتقرب مني كأي زوجين طبيعيين .. لم أجالسك و أتحدث معك و أجذبك إلي حتى تتقبلني و تحبني .. أنا أيضاً زوجة سيئة فؤاد"
قاطعها بحرقة .. " لا أنت لست هكذا .. أنت تهتمين بي وبما يخصني و لكن أنا لا .. لم أهتم بك لم أسألك يوماً هل أنت سعيدة أم حزينة بالأمس عندما صعدت خلفك لم أهتم حقا أن كنت مصابة بالصداع ..كل ما فهمته أنك لا تريدين مني لمسك .. و هذا أثار جنوني كل ما فكرت به هو أني أريدك بجانبي و لم أجد نفسي إلا و أنا أعاملك بتلك الطريقة القاسية و رغم ذلك غصون أنا أفعل .. أنا أحبك غصون لماذا علاقتنا بهذه الحرارة رغم سوء تعاملي معك .. أنا غبي لا أعرف أن أقول كلام حب لا أعرف أن أتغزل بك كأي زوج يحب زوجته ربما أخطأت لعدم محاولتي الإصلاح بيننا و لكني أفقت الآن .. أفقت بأصعب طريقة يمكن أن يمر بها أحد .. كدت أفقدك و فقدت طفلي .. لا أعتقد أن هناك شيء مر بي أصعب من ذلك .. أعلم أن زواجنا كان تقليدي لم يكن لنا خطبة لنتعرف على بعضنا و تزوجنا بسرعة و لكن علاقتنا كانت الشيء الوحيد الجيد في الأمر .. كنت أشعر بتجاوبك معي لم تكوني تنفرين من ملامستي لك و هذا ما جعلني لا أفكر بطريقة للتقرب منك غير هذه الطريقة ..كل ما أطالبك به هو إعطائي فرصة لتصليح الأمور بيننا و أنا أعدك أني سأفعل كل ما يرضيك و لكن لا تتركيني غصون لا تحكمي على بالعذاب بدونك أرجوك .. فرصة واحدة "
شهقت غصون بالبكاء و قالت بحرقة .. " ضمني إليك فؤاد فقط ضمني"
اقترب منها قائلاً بلهفة " حبيبتي أخاف أن أؤلمك غصون إن تحركت فالسقطة كانت قوية "
ردت عليه بغضب.. " لا بأس فقط أستمع إلي فؤاد لم أنت صعب المراس هكذا "
هدئها فؤاد برفق .. " حسنا حبيبتي سأفعل فقط إن تألمت أخبريني "
رفعها فؤاد من على الفراش ليريح رأسها على صدره برفق .. و سألها بحنان .. " هل هذا جيد حبيبتي "
أومأت برأسها ببطء .. " أجل أنا بخير هكذا  "
صمتت قليلاً و زوجها يلامس شعرها بحنان .. لتقول بحزن .. " أنا لم أكن أعلم بوجود الطفل فؤاد ربما لأنه في بدايته فلم الحظ التغير بي  "
قبل رأسها بحنان .. " لا بأس غصون سيعوضك الله عنه ربما كان عقاب لي من الله حتى أفيق للطريق الذي كنت أسير به في علاقتنا .. و ربما إنذار لكلانا لنحاول إصلاح حياتنا قبل فوات الأوان "
أومأت برأسها و رفعت يدها لتحيط جسده قائلة بتعب .. " أنا متعبة كثيرا أريد أن أغفو قليلاً فؤاد لا تتركني و تذهب "
زاد من ضمها برفق .. " لن أفعل حبيبتي أطمئني و استريحي "
تنهدت براحة فقبل رأسها حامدا الله على إعطائه مثل هذه الفرصة و لو كانت مصاحبة لألم فقدانهم لطفلهم ..

تزوجني غصباً 4  /صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن