الفصل الرابع عشر
عاد عمار بعد ساعتين من السير جوار الفندق غير قادر على الابتعاد عن مكان تواجدها .. كان يسب و يلعن تلك المنى الخبيثة التي تبث سمومها بينهم .. تريد تخريب حياتهم و هو يعرف أسباب فعلتها تلك بالتأكيد و هو جعل وقار وحيدة لتستطيع أن تؤذيها أو تأخذ ما تريد و هو الشركة .. إن لم يكن حياتها .. فتح باب الغرفة وجدها متكورة على الفراش و صوت شهقاتها الخافتة يؤلمه لعلمه أنه سببا في ذلك و لو بدون قصد منه ..
أتجه للفراش و جلس بجانبها مر بأصابعه متخللا خصلاتها برفق .. على ما يبدوا غفت من كثرة البكاء .. مال على وجنتها المبتلة يقبلها برفق .. عندما لم تفق ضغط على عنقها بشفتيه بقبلة طويلة .. شعرت بلمسته فنهضت وقار تجلس على الفراش و هى تنظر إليه بعتب .. هل تعاتبه و هى من تسبب في شجارهم .. رفع خصلاتها برفق خلف أذنها و تمتم بحزم .. ” أنا لن أعتذر فلم أفعل شيء يضايقك “
هطلت دموعها و أجابته باكية .. ” أعلم ذلك فأنا من تسبب في ذلك أنا هى من ضايقتك بحديثي أنا أسفة “
لف ذراعيه حولها ليضمها بحنان .. ” أنت أيضاً لم تضايقيني فلا تعتذري لقد أردت معرفة شيء و أنا رفضت إخبارك به لأنه ليس الوقت المناسب لتعرفيه و لأنه إرادة والدك فهل تخالفي أمره “
هزت رأسها موافقة و أجابته .. ” حسنا عمار لننس ذلك .. أردت أن أخبرك شيء عن زوجة أبي قبل ذهابنا للمنزل في الغد “
نزع حذائه و ألقاه جانباً و أجابها بمزاح .. ” الأخبار السيئة لتكن بعد الطعام حتى لا تفقدنا شهيتنا .. أنتظري لحين نتناول الطعام ألست جائعة “
ابتسمت وقار براحة .. ” أجل جائعة كثيرا “
” ثوان و نطلبه ليأتي و أطلبي كل ما تحبينه فالعم شاهين هو من سيدفع أستمتعي لأقصي حد قبل التقشف بالعيش معي “
ضحكت وقار بمرح .. ” مسكين عمي شاهين منذ عرفني و هو يخسر الكثير .. و لكن أنا بالفعل متشوقة للعيش في بيتنا وحدنا عمار .. أعد لك الطعام بيدي .. أحيك ملابسك الممزقة و أعلمك شيئاً جديداً كما كنت تطلب مني “
لمس شعرها برفق .. ” لما لا نذهب من هنا لبيتنا و لا داعي للذهاب لمنزل والدك “ سألها بجدية
قالت وقار بحزن .. ” هذا ما أريد إخبارك به عمار لابد من عودتي لمنزل أبي لبعض الوقت هناك أشياء أنت لا تعرفها عني بعد .. و أنا لا أريد أسرار بيننا لذلك يجب أن نجري هذا الحديث و الأن قبل عودتنا “
هز عمار رأسه بتفهم .. ” حسنا حبيبتي لنتناول الطعام أولا و بعدها نتحدث “
شد يدها لتنهض عن السرير قائلاً .. ” هيا أذهبي لتغسلي وجهك الباكي هذا لحين أطلب الطعام “
تحركت وقار تنفذ حديثه و تركته ليطلب طعام الغداء الذي فاتهم ..
بعد أن انتهوا من الطعام أمسك بها و عاد ليجلسها على الفراش و جلس جوارها سألها باهتمام .. ” أخبريني وقار ماذا عن زوجة أبيك “
استندت وقار بظهرها على الفراش .. ففعل عمار المثل و سحبها ليضع رأسها على صدره و هى تجيب تساؤله بحزن .. ” أنا علمت أن زوجة أبي على علاقة بأحدهم في الخارج و تساعده في استخدام شركة والدي لإدخال مواد مخدرة مع الدواء .. معتمدين على سمعة أبي و شركته منذ سنوات “
” كيف علمت وقار “ سألها عمار بجدية فهو يعلم ذلك من باهر أن تلك المرأة تدخل ممنوعات للبلاد و لكن ما يود حقاً معرفته هو كيف علمت وقار بذلك .. أجابته باكية .. ” سمعتها عمار تحادثه في غرفتها و يتفقان على التخلص مني بمجرد زواجي من ذلك الحقير الذي قتله باهر فهو سيكون وريثي بما أن ليس لي أقارب يرثوني .. و عندما فصمت الخطبة خطفني و الله أعلم لو لم يجدني باهر أين كان سيأخذني و ماذا كان سيفعل بي .. “
” لما لم تخبري الشرطة بذلك وقار في ذلك الوقت .. لما لم تتهميها بمحاولة قتلك لكانت الشرطة اعتقلتها فور عودتها من الخارج و أخبرتهم عن خطتها و ذلك الرجل “
سألها بضيق و غضب ليأتي جوابها صادما لعمار الذي نظر إليها بذهول
” من أجل والدي عمار .. لدي شك أنها ربما قتلته و لم يمت في حادث كما ظننت .. لقد ظننت أنني ربما علمت منها شيء يوصلني للحقيقة و هل موت والدي كان حادث حقاً أم مدبرا “
” أنت حمقاء وقار كل هذا تخفيه عن الشرطة من تظنين نفسك المحقق كونان أم شارلوك هولمز أنت بذلك تعرضين حياتك للخطر يجب أن نخبر باهر بكل هذا و هو سيحضرها و يحقق معها “ قالها عمار بغضب من تصرف زوجته الأحمق .. هزت رأسها بعنف نافية و هى تقول بحدة ..
” لا عمار لن ينجح هذا لن تعترف بشيء و ليس هناك دليل ضدها و شهادتي دون دليل ليست كافية .. الحل الوحيد هو أن نمسك عليها دليلاً قبل أن نخبر الشرطة .. هى تريد الشركة .. و أنا سأنتظر خطوتها القادمة للحصول عليها فقط سنكون منتبهين لها أكثر الأن و قد علمنا هدفها “
” هكذا ببساطة أنت واهمة .. أنها امرأة ذكية للغاية و ستكون حذرة أكثر بوجودي معك الأن خاصة أنها تعلم أن الشرطي المسؤول عن هذه القضية هو أخي و الأمر أصبح شخصي بالنسبة له ربما تبحث عن مخرج للهروب الأن دون خسائر و ليس التورط أكثر “
أجاب عمار موضحا ما يظنه في شأن زوجة والدها .. هزت رأسها بحيرة ” أنا لا أعرف ما على فعله عمار لقد تعب عقلي و لم أعد أستطيع التفكير جيداً “
ضمها عمار برفق .. ” حسنا حبيبتي أتركي ذلك الأن أولا نعود للمنزل و نرى ما سيحدث معنا هناك و سأكون معك و تحت عيني لا تخافي “
تمتمت بخفوت و لفت ذراعيها حوله .. ” حسنا عمار طالما أنت معي لن يصيبني شيء “
قبل رأسها بحنان متمتما برقة و صدق .. ” أحبك “
***************
ضمتها إلهام بقوة و قالت بحزم .. “ ستأتين لزيارتنا و ستظلين لدينا هنا عندما تأتين لا تقولي لي فندق و لا ناهدة تسمعين “
ابتسمت شريفة .. ” بالطبع إلهام أنا سعيدة أني عرفتك هذا أفضل شيء حدث لدي من زواج الأولاد أني عرفتك “
قال شاهين متدخلا .. ” لو فقط ظللت يومين أخرين لا أعرف لم أنتم متعجلون للذهاب “
أجابه صادق .. ” تعلم شاهين لا نستطيع أن نترك كل شيء هناك أكثر من ذلك البيت و الأرض “
ربت شاهين على كتفه .. ” حسنا يا رجل و لكننا سننتظر مجيئكم لزيارتنا “
قالت شريفة .. ” و أنتم أيضاً و الأولاد معكم بالطبع ليجتمع الجميع من جديد “
قالت إلهام بمزاح .. ” و مليكة أيضاً “
ضحكت شريفة بمرح .. ” بالطبع لقد نالت ناهدة الرضا “
القوا التحية على الأولاد و زوجاتهم ليذهب الجميع عائدين لمنزلهم لتبدأ خطة صادق و زوجته في تصحيح مسار زواج أبنائه .. يا تري ماذا سيفعل لذلك ...؟؟؟
*************
” أنا لم أحب ذلك ضحى “ قالها جواد بعد رحيل يزيد و مجيء والده ليأخذ أريج .. فعندما عاد من الجامعة وجد يزيد مع ضحى في غرفة المعيشة و أريج في المطبخ تنظفه .. ظن أنها خرجت بملابسها تلك ليراها يزيد ..
” صدقني جواد لم تخرج هكذا أمامه إلا ثانية لقد ظنت أنه أنت من أتي و أنت رأيتها بعد أن انتهت بدلت ملابسها على الفور لم تجلس معنا هكذا صدقني “
تنهد جواد بضيق فهو رأي نظرات يزيد إلى شقيقته و هذا ضايقه بشدة و عند رحيله أخبرها أن تعود للمنزل فوراً إذا جاء أحد من أشقاء ضحى فهذا لا يصح تجلس معهم .. و رغم أنها أخبرته أنها لم تجالسهم إلا أنه أمرها بتنفيذ حديثه .. ” حسنا حبيبتي و لكن رجاء إذا تكرر هذا مرة أخرى أخبري أريج أن تذهب للمنزل “
” لا أستطيع ذلك جواد .. أسفة و لكني لن أخبرها أن ترحل فور مجيء أحد من إخوتي “ قالتها ضحى غاضبة
علم جواد أنه صعب و محرج لكلاهم و لكنه لا يريد أن يحدث شيء فشقيقته في سن حرج و يزيد خاصة غير محمود و باهر و عمار .. أنه وقح و كل يوم مع فتاة مختلفة ربما قال كلمة أو فعل فعل يجعل شقيقته تتعلق به .. رغم أنها فتاة عاقلة و لكن لا أحد يستطيع التحكم في قلبه .. ” حسنا ضحى لأكون صريح معك .. إذا جاء يزيد هنا و أريج موجودة أطلبي منها الرحيل و أخبريها أني من طلب ذلك أو لأريحك من عناء الأمر هاتفيني و سأتصرف “
سألته ضحى بحزن و دموعها تهطل غصباً فهو يشكك في أخلاق أخيها ” هل تشك بأخي جواد .. هل تشك بأخلاقه “
هز رأسه نافيا .. ” لا ضحى و لكني أشك بهذا لدي شقيقتي “ أشار تجاه القلب و أردف ” .. أنها صغيرة و أخيك وسيم و شقيقك بمعني قريب من العائلة ربما تتعلق به من كثرة لقاءتهم و أخيك أسف ضحى و لكنه إنسان هوائي و ليس جادا أو سيستقر يوماً و بالطبع لن يحب شقيقتي يوماً كما أظن فهو طريق و هى آخر “
أحنت رأسها بحزن و ردت بخفوت .. ” حسنا جواد كما تريد بالطبع فهى شقيقتك من حقك أن تخاف عليها من أي أحد حتى لو كان شقيقي “
ضم كتفيها باسما .. ” حسنا أتركينا من هذا الأن و أخبريني متى ستعودين للجامعة أيتها الكسول “
ابتسمت بحب ” فلتسأل زوجي هو سبب مكوثي في البيت خائفا على طفله و كأنه الوحيد القادم لهذه الحياة “
قالتها بمزاح تعاتبه لإصراره على مكوثها في المنزل هذه الفترة .. قبل رأسها بحنان .. ” حسنا سأحادثه لتعودي منذ الغد ما رأيك “
زفرت ضحى براحة .. ” أخيراً سأعود لقد مللت من الجلوس في المنزل“
حملها متجها لغرفتهم قائلاً .. ” إذا لتحصلي على أكبر قدر من الراحة لحين عودتك أتفقنا “
قبلته على وجنته بقوة .. ” اتفقنا حبيبي “
**************
دلف باهر للغرفة يلف منشفة كبيرة حول خصره بعد أن عاد من العمل أخذ حمام سريع بعد أن تناولوا طعام العشاء .. وجد سند على الفراش غافية و ملابسها ملقاة على الأرض بعد أن بدلتها .. قال باهر بضيق
” لا تقوليها .. هل غفوت حقاً الأن أنها التاسعة فقط اللعنة “
نزع المنشفة و ألقاها على الأرض بغيظ و أخرج ملابسه الداخلية و ارتداها و استلقي جوارها على الفراش .. هزها من كتفها برفق لعلها تستيقظ فلم تفعل .. ” يا. إلهي لقد تركتها منذ عشر دقائق فقط “
قالها بغيظ و أمسك الوسادة الصغيرة يضعها على رأسه ..
ظل أرقا لفترة طويلة جوارها و هى نائمة إلى أن غفى ليستيقظ على صوت تقيئها في المرحاض .. هب من الفراش بخوف و أسرع إليها ..هل هى مريضة يا إلهي .. ” حبيبتي هل أنت مريضة ما بك “
مدت يدها إليه ليساعدها على النهوض من الأرض جوار المرحاض بعد أن انتهت .. غسلت وجهها و فمها و قالت بقرف .. ” لا أعرف ما بي باهر لقد نهضت جائعة فلم أستطع أن أنتظر لحين أعد الفطور وجدت بعض طعام الغداء أمس فتناولت منه القليل فقط و لكني معدتي كادت تخرج من حلقي و أنا أتقيئه “
شعر باهر بالقلق و سألها .. ” هذه ثاني مرة سند تتقيئين و تظنين الطعام فاسد و لكني أعتقد أنك مريضة يجب أن نذهب للطبيب لنطمئن “
ردت سند بتعب و هى تخرج معه من الحمام .. ” أنها الثالثة باهر و أنت معك حق أريد الذهاب للطبيب فأنا أتألم بشدة عند تقيئي غير ذلك الغثيان والصداع الذي يصيبني “
قال باهر بحزم .. ” حسنا أرتدي ملابسك سنذهب الأن على الفور “
ردت سند بتعب .. ” لا باهر لنذهب في المساء .. لدي محاضرة مهمة اليوم و ضحى تنتظرني “
” جامعة ماذا و أنت هكذا سند لا جامعة اليوم “ قالها بغضب و هو يرى شحوب وجهها و وهنها
” سأكون بخير بعد قليل حبيبي لا تخف و إن تعبت لحين موعد الجامعة لن أذهب صدقني “ طمأنته سند و هو تجلس على الفراش .. قال باهر بقلق .. ” حسنا سأوصلك بنفسي اليوم و لا ترفضي و إلا لا خروج من المنزل “
هزت رأسها موافقة .. ” حسنا هل أجهز الفطور “
رد بحزم .. " لا لا أريد شيئاً .. فقط استريحي لحين موعد الجامعة “
استلقت على الفراش لتغفو مرة أخرى مما جعله ينظر إليها بدهشة لحالها منذ زفاف عمار و راغب ...
***************
” حبيبتي أنرتِ منزلك “
قالتها منى ببرود و هى تقبل وقار على وجنتها بجمود .. قال شاهين بسخرية .. ” بل بوجودك سيدة منى لقد أحببت أن أوصل الأولاد بنفسي لأطمئن إن احتاجوا شيئاً قبل عودتي للمنزل “
قالت منى باسمة بمكر .. " لم لا تظل معهم اليوم ليزيد اطمئنانك سيد شاهين .. لتعلم أننا لن نأكلهم “
ضحك شاهين بسخرية .. ” لا تقلقي أنا مطمئن لذلك و لكني أخشى أن تأتي ملهمتي و تأكلك أنت إن تأخرت في العودة .. “
مطت منى شفتيها بضيق فقال شاهين بهدوء .. ” أنا سأذهب الأن و إن احتجتم شيء أبلغوني به “
قبل وقار على رأسها و ربت على كتف عمار قائلاً .. " شقتك ستجهز بعد شهر على الأكثر .. أهتم فقط بزوجتك و دع الأمر لي “
تركهم شاهين و رحل فقالت منى بهدوء .. " تعالي لأريك غرفتكم عزيزتي “
ردت وقار ببرود .. " لا تتعبي نفسك منى أنه بيتي إن نسيت ذلك و أعرف كل قدم به “
أمسكت بحقيبتها و أمسك عمار حقيبته و تركاها ليصعدا لغرفتهم التي اختارتها وقار قريبة من غرفة منى .. قال عمار الذي أغلق الباب خلفهم بهدوء .. ” منزلكم كبير جداً .. يبدوا أنك ثرية للغاية يا عزيزتي “
قالها بسخرية مرحة .. ضحكت وقار بمرح .. ” و لكنه ليس دافئ و به حياة كمنزلكم عمار “ قالتها بحزن متذكرة وقت حياة والدها الذي كان منشغلا دوماً بالشركة و لولا دار الرعاية .. ما وجدت ما يشغلها و لا إناس يهتمون بها “
قال عمار يجيبها .. ” و لا عائلة تحبك كعائلتنا وقار “
ردت باسمة .. ” و لا عائلة تحبني كعائلتكم عمار “ قالت مؤكدة
دنا منها و أحاط خصرها بذراعيه و همس لها برقة .. ” و لا زوج يحبك مثلي “
وضعت رأسها على صدره متمتمه .. ” و لا زوج كان سيحبني مثلك عمار“
ضمها برفق و قال مازحا .. ” أخشى أن يكون لا طعام هنا كمنزلنا أيضاً فأنا جائع و بشدة “
ضحكت وقار بقوة و ربتت على معدته .. " لا أعرف أين يذهب كل هذا الطعام و لا جرام واحد يزيد على وزنك “
ضحك عمار .. " يا ستار قري على وقار ليزداد وزني و أطرد من وظيفتي و حينها سنأكل حجرا “
قالت وقار بدلال و هى تضمه بقوة .. ” سننضم كلانا لدار الرعاية وقتها نعيش مع الأولاد هناك ستكون المدرب الخاص بهم وظيفة مضمونة ما رأيك “
” و الراتب من سيعطيني إياه “ سألها عمار باسما
نظرت إليه بخيبة .. ” هل ستأخذ منا راتب و نحن نحتاج لكل قرش للأولاد “
” و هل أعمل بطعامي فقط “ سألها بسخرية
ضحكت وقار بمرح .. ” أجل ألا يكفي أنت تأكل طعام جيش كامل بل يجب أن تدفع أنت لنا “
ضمها لصدره قائلاً .. ” حسنا أوافق طالما سأكون معك فقط “
ابتسمت بحب و قبلته على وجنته.. ” أحبك كثيرا “
*************
جلس رأفت جوار زوجته بصمت و هو يتحين الفرصة للحديث معها فراغب و ناهدة عائدين اليوم من الفندق يخشى أن تفعل زوجته شيء يعكر فرحة ولدهم و زوجته رمقته مليكة بنظرة جانبية قائلة بضيق و هى تعلم ما هو الموضوع الذي يريد الحديث معها به ..
" تحدث رأفت قل ما تريد و كف عن رمقي بهذه النظرات القلقة كمن ينتظر أن يهاجمه أسدا “
ابتسم رأفت و قد هونت زوجته الحديث معها بحديثها هذا ..
” تعلمين أن راغب عائد اليوم للمنزل هو و زوجته “ أكد على لفظة زوجته ليعلمها بما تتجاهله و كأنه لم يتغير شيء ردت ببرود
” أجل أعلم أن راغب و زوجته عائدين اليوم ماذا تريدني أن أفعل مثلاً أفرش الأرض وردا لهم ألا يكفي ما أعددته من طعام منذ الصباح احتفالا بعودتهم “
سألها رأفت فرحا .. ” هل فعلت حقاً ماذا صنعت من طعام أخبريني “
لوت مليكة شفتيها بسخرية .. ” هل هذا ما يهم أم فقط تريد الاطمئنان على أني لن أضايقهم بالحديث “
سألها رأفت بحزم .. ” و هل ستفعلين ذلك هل ستضايقنهم “
سألته مليكة بضيق .. ” من تظنني “
رد رأفت باسما .. ” زوجتي و حبيبتي و رفيقة دربي و والدة أولادي المحبة “
تنهدت مليكة باسمة و قالت بهدوء .. ” لقد اعددت ما يحبه راغب و زوجته الحمقاء لا تخف لم اعد الطعام لنا وحدنا لقد سألت شريفة عما تحبه ابنتها الحمقاء قبل ذهابها “
ضحك رأفت بمرح .. ” هذه هى حبيبتي “
***************
” أجلسي يا فتاة و لا تقفي على رأسي كمن ينتظر تسديد دينه “
قالتها مليكة بتذمر لناهدة الواقفة بخجل بعد عودتهم من الفندق .. جلست جوارها فقال رأفت بهدوء .. " حبيبتي ناهدة من اليوم هذا بيتك لا تنتظري من يخبرك أن تجلسي أو تأكلي أو تدخلي لغرفتك أو أن يطالبك بفعل شيء .. أنت هنا كمنزل والدك تذكري كل ما كنت تفعلينه هناك و أعدي هذا كمنزل والدك فهمت .. “
قال راغب متدخلا .. ” لا يريدك والدي أن تشعري بالخجل ناهدة فهمت حبيبتي “
هزت رأسها بتفهم .. ” حسنا راغب أنا أفهم ذلك لا تقلق سنكون بخير جميعاً إذا كنت تسأل عن ذلك .. أليس كذلك أمي “ سألت مليكة باسمة لتجيبها الأخيرة بمكر .. ” هذا على حسب أتفاقنا فيما يخص المنزل “
سأل راغب بقلق .. ” ماذا تعنين أمي لا أفهم “
ردت مليكة بلامبالاة .. " هذا يعني أنك ناهدة من اليوم للباقي من الشهر إجازة بمناسبة زواجك .. أما بعد ذلك سنتفق على عمل كل واحدة منا “
لانت ملامح راغب براحة و أبتسم رأفت بسخرية و ناهدة تجيب براحة ” بالطبع أمي ما تأمريني به سأفعله “
ردت مليكة ببساطة .. ” حسنا أذهبي مع زوجك لتري غرفتكم لحين اجهز العشاء “
نهض راغب و أخذ حقائبهم و ذهب لغرفتهم .. نظر رأفت لزوجته سائلا بمكر .. ” هل كان هناك داع للتلاعب بأعصابهم “
ردت ببرود .. " ما الضير من بعض اللعب ألم ترى الفتاة كانت تقف كأنها تنتظر حكماً بإعدامها و أنا من سأنفذه بها “
ضحك رأفت بخفوت .. ” فأحببتِ أن تنتقمي منها بمشاكستك تلك “
سألت مليكة ببرود .. ” أنتقم لماذا “
رد زوجها بسخرية .. " لأفكار الفتاة السوداء عنك .. بسبب لقائكم الأول“
ردت بلامبالاة .. ” ربما “
ضحك بمرح .. ” بل أكيد هيا أساعدك في تجهيز الطعام .. اليوم استثناء بمناسبة عودة ولدك لحضنك “
قالت بسخرية .. ” جيد عودته أفادتنا بشيء “
ضحك رأفت بقوة .. ” بدأت وصلة التقطيم “
ردت بسخرية .. ” أنا ماذا فعلت “
أبتسم رأفت برقة .. ” كل خير عزيزتي كل خير “
***************
نظر باهر لزوجته الغافية بحنق مغتاظا .. فاليوم بعد أن ذهبت للجامعة عادت قبل موعدها قائلة إنها شعرت بالتعب .. عند عودته من عمله ذهب ليأخذ حماما ليذهبا للطبيب كما أتفقا و عند عودته للغرفة وجدها غافية كيوم أمس .. جلس أمامها على الأرض و هزها برفق قائلاً ..
” حبيبتي أنهضي لنذهب للطبيب كما اتفقنا لقد قرب موعدنا “
ابعدت سند يده بتذمر .. ”غدا باهر .. غداً سنذهب أتركني أنام الأن أرجوك لا أستطيع فتح عيني “ قالتها بنعاس و هى تزيح يده عن كتفها .. عقد حاجبيه و رفع نصفها العلوي عن الفراش قائلاً بحنق و هو يهزها
” أنهضي يا سمراء لن أدعك اليوم دون الذهاب للطبيب لنعرف ما يحدث معك “
فتحت عيناها تنظر إليه بغضب .. ” أتركني يا متوحش هل هذه طريقة توقظني بها “
تركها تعود لتستلقي .. ” و هل تستيقظين بطريقة أخرى أخبريني عنها هيا كفاك كسلا يا سمراء “
” باهر أتركني أنام الأن أرجوك و غداً سأذهب أعدك “
تركها باهر و أعتدل واقفا و هو ينظر إليها تعود للنوم ثانياً .. تركها و ذهب ليهاتف والدته لعلها تشير عليه بشيء يفعله و يطمئنه عليها ..
” أمي مساء الخير أريد أن أسألك .... “
****★****★****★****★****
أنت تقرأ
تزوجني غصباً 4 /صابرين شعبان
ChickLitتفر من عجلة الجشع اللاهثة وراءها لتصطدم به في خضم صراعها فيجد بها حنان الأم و براءة الطفل و تجد به ملاذها و حصنها الحصين #تزوجني_غصباً ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا لولا نواعسها ولولا سحرها ما ودّ مالكٌ قلبه لو صيدا عَوذْ...