الحادي عشر & تزوجني غصباً & صابرين شعبان

19.8K 591 31
                                    

الفصل الحادي عشر


انكمشت و هى تراه يقترب بهدوء منها بعد أن رحل الجميع و أغلق الباب خلفهم .. تقهقرت ناهدة بقلق للخلف و عيناها مثبته على حذائه بصوته المكتوم و قلبها يضرب بقوة كأنه يلكم صدرها بدقاته .. ” ناهدة لا تخافي “ أخترق صوته أذنها لترفع رأسها تنظر لوجهه بنظراته الحانية  رقت عيناها فتنهد راغب متمتما برقة ” سأقترب منك ناهدة و لا تظني شيء غير أني أريد طمأنتك فقط “
وضع حديثه موضع التنفيذ و دنا منها ليحتويها برقة قائلاً.. ” أحبك ناهدة و لا أعرف متى و كيف هكذا فقط كصاعقة ضربتني و إعصار اجتاحني
سمع صوتها الخافت .. ” و لا أعرف أنا أيضاً .. فأنا لست جميلة و لا ذكية و لا ... “
رفع يده يضعها على فمها يصمتها لتقطع حديثها و صوته الواثق يؤكد .. ” أنت هكذا في عيني على الأقل .. أنا أراك جميلة .. أنا أراك ذكية .. طيبة القلب و حسنة الخلق .. تحبين عائلتك و تعاملين عائلتي جيداً  و أظن أنك أخبرتني مرة أنك تحبينني .. كل هذه الأشياء و تقولين لا تعرفين كيف أحببتك “
رفعت يدها تزيل دمعة هطلت على وجنتها قائلة .. ” نعم أنا أفعل راغب“
رفع وجهها ينظر لعينيها متسائلا .. ” تفعلين ماذا ناهدة .. أخبريني منذ اليوم أصبحنا شخصاً واحد و  كيان واحد  لا خجل لا ألغاز في الحديث ليكون مباشرا بيننا  .. “
رمشت بعينيها دليل على موافقتها على حديثه  أحاطت خصره بذراعيها و دفنت وجهها في صدره ..  ” ألا تريدين  الجلوس لقد تعبت قدمي “ قالها بمزاح و هو يبعدها ناظرا لوجهها المحترق بالخجل لقربها منه و أفكارها التي تدور برعب حول ما سيحدث بينهما ..
ابتعدت ناهدة لتجلس على الفراش و ضمت قبضتيها بقوة .. جلس جوارها و مر على ذراعها بأصبعه  يسير مع نقش الحناء عليه .. ابعدت ذراعها برعشة لتسمع صوته الأجش يقول .. ” لقد أخبرتك ألا ترتدين ثوب عاري ناهدة أنسيت حديثي “
هزت رأسها بعنف نافية  متمتمه بارتباك .. ” لا .. لا لم .. أنس “
رفع وجهها بأصابعه .. ” لم فعلت إذن “ سألها برقة
” لقد .. لقد أردت اظهار رسمتي فقط فهى جميلة .. و لكني .. لن أفعل ذلك ثانياً أعدك “ أجابت بارتباك و خجل ..
تمتم راغب ببساطة و عاد يلامس ذراعها ثانياً .. ” حسنا و لكنها بالفعل جميلة “
تنفست بصعوبة لتتوقف أنفاسها و هى تجده يميل برأسه ليقبل كتفها العاري و شفتيه تلامس النقش على ذراعها برقة ليطبع قبلات  على طول ذراعها  ينتهى بمسك براحتها مقبلا أصابعها واحد تلو الآخر .. عادت أنفاسها تخرج من صدرها شهقات خافته معترضة على فعلته عندما دفعها لتستلقي على الفراش .. و يمتلك شفتيها بشغف .. رفعت يدها لصدره تبعده و هى تشعر بأنها ستموت رعبا من ما سيأتي تاليا تصلبت تحت لمساته فشعر راغب بتغيرها متوقعا ما يدور في عقلها و جعلها ترتعب هكذا .. ابتعد ينظر في عينيها و على شفتيه ابتسامة مطمئنة .. ” لن أؤذيك لا تخافي  تريدين مساعدة في تبديل ملابسك “
هزت رأسها بنفي و حاولت النهوض لتهرب من الغرفة قليلاً لعل الهدوء يعاودها .. هل تظنين أنه سيترك الأن يا حمقاء  بالطبع لن يفعل .. و لكني أريد بعض الوقت بعض الوقت .. هل هذا كثير ..  أغلقت المرحاض خلفها ناسية أخذ ملابس معها  من سرعتها  في الهروب..
استندت على الباب تتنفس الصعداء لاختلائها و لو لوقت قصير .. بدل ملابسه بدوره و ارتدى منامته ينتظرها ..   طالت غيبتها فطرق راغب الباب متسائلا .. ” حبيبتي هل انتهيت “
سمع صوتها المرتعش .. ” لا لقد نسيت أخذ ملابس لي “ قالتها بيأس
ضحك راغب بمرح  قبل أن تسمع طرق الباب ثانية .. ” حبيبتي أحضرت لك ثوب خذيه “  مؤكد سيكون عاريا هى تعرف ما يمكن أن يكون قد أختاره .. فتحت الباب قليلاً رغم أنها مازالت بثوبها فمد يده بالثوب خطفته من يده و اغلقت الباب على ضحكاته الرنانة ..
بعد قليل خرجت من المرحاض تضم قبضتيها جوار جسدها بتوتر .. كان قد أختار لها ثوب طويل بقماش الستان اللامع  لونه وردي بأكمام شفافة و فتحة صدر مربعة محكم عند الخصر .. كانت تبدوا فاتنة بشعرها المسدل بعد أن حلته من عقدته و مشطته  بل أكثر فتنة من لو كانت ترتدي ثوبا عاريا .. تنفس راغب بقوة قائلاً بخشونة .. ” اه أجمل من كل تخيلاتي بل  هذا فاقها جميعاً “
اقترب منها ليحملها بين ذراعيه قائلاً .. ” حتى إذا تذكرتي هذا اليوم تعرفين أني  فعلت كل شيء يرضيك  “
أحاطت عنقه بذراعيها خوفاً من أن تسقط وقالت متشنجة .. ”  إياك و اسقاطي على الأرض “
ضحك راغب .. ” لماذا هل أحمل بين ذراعي فيلاً “ قالها بمرح و انحنى ليضعها على الفراش ..  تركت ذراعيها حول عنقه ناسية فكها بعد أن وضعها .. لم ينبهها لفعلتها حتى لا تستحي بل جلس جوارها و ملامحه تسترخي بفرح .. احنى رأسه القريب ليمتلك شفتيها بقبلة قطعت أنفاسهم .. لتترك عنقه محاولة أن تبتعد عنه .. غير أنه لم يسمح لها بذلك عندما احتواها مقربا إياها .. ” لا أريد فعل ذلك راغب أعطني بعض الوقت أنا خائفة “ قالتها بصوت مرتعش ..
ضم وجهها بين راحتيه قائلاً برقة .. ” لا تخافي حبيبتي أنه أمر  بسيط كقبلتنا هذه أنت لم تخافي من قبلاتنا صحيح “
” أرجوك راغب فقط بعض الوقت لنعرف بعضنا أكثر “ قالتها ناهدة برجاء .. قال راغب بتأكيد  و ثقة من  حديثه .. ”   حبيبتي هذه أفضل طريقة لنتعرف على بعضنا ..نحن نحب بعضنا ناهدة أعلمي أني لن أؤذيك أبدا “
” لم لا تصبر قليلاً فقط حتى أهدئ راغب أنا خائفة حد الموت فلا تزيدها عليَ “ قالتها بعصبية غاضبة
تركها ليستلقي على ظهره و هو يسب داخله  أمسك بالوسادة الصغيرة جواره و وضعها على رأسه يكتم تأوه خيبته في ليلته التي أنتظرها منذ عقد قرانهم رغم أنه كان يتوقع جنونها هذا اليوم يا لحظه التعس من نظر بعين شريرة لليلته .. ها هو  سيقضيها و هو يحترق و لن يجد من يطفئه  .. أعطاها ظهره غاضبا و تعامل مع الوسادة تحت رأسه بعنف تستقبل غضبه بدلاً منها .. لم تعرف ناهدة ماذا تفعل بعد أن تركها هكذا ببساطة و أعطاها ظهره هو حتى لم يحاول اقناعها أو التقرب منها ليهدئها و يفهمها أنه سيكون حانيا معها .. لعلها توافق .. لم تجد غير أن تستلقي بدورها و تعطيه ظهرها و دموعها تتساقط على الوسادة بصمت
لم تعرف متى غفت إلى أن استيقظت فزعه و هى تمتم بذعر .. ” لا .. لا لا هذا مستحيل “
سمع تمتمتها المرتعبة فضمها  مهدئا فهو لم ينم بعد .. و ظل يتقلب بضيق  جوارها .. ” حبيبتي ماذا  هناك “
سمعت صوته الملهوف بقلق عليها  فشعرت بالراحة و تعلقت بعنقه بخوف قائلة .. ”  راغب .. لقد رأيت كابوساً  “
ضمها برفق مطمئنا .. ” حسنا حبيبتي لقد أنتهى كل شيء و أنت بأمان “
تنفست بقوة و اندست به تلتمس منه بعض الأمان ..” هل أنت بخير الأن“ سألها راغب بهدوء .. هزت ناهدة رأسها متمتمه .. ” أجل  حمدا لله لقد كان حلما فقط “
” ما هو حبيبتي أخبريني ما الذي رأيته و رعبك هكذا “ سألها بتصميم
ردت ناهدة بقلق .. ” لقد .. رأيت أنني تزوجت تمام و هو .. و هو لم....  يدعني .... “ لم تستطع أن تكمل حديثها فلم تحتاج لهذا  عندما سمعت ضحكته المجلجلة .. ” يا لك من حمقاء هذا بدلاً من أن تحلمي بي أنا تحلمين برجل آخر “ قالها راغب مازحا و أصابعه تشعث خصلاتها بجنون .. أبعدت يده عن رأسها و قالت بتذمر .. ” ابعد يدك عني و أنا لست حمقاء “
ضحك راغب بمرح و بدلا من أن يبتعد احتواها أكثر مؤدا حركتها حتى لا تبتعد .. ” راغب أتركني “ قالتها حانقة ..
” لا أستطيع ذراعي يرفضان طاعتي لقد التصقا بك “ قالها راغب بشغف جعل القشعريرة تسري في جسدها .. و أنفاسه الساخنة تحرقها ..
أهدئي حبيبتي .. ستكونين بخير بين ذراعي صدقيني  “ همسها مهدئا
” راغب أرجوك “ خرجت من حلقها مختنقة قبل أن يصمتها بشفتيه و يده تلامسها بشغف .. انتفضت بين ذراعيه قبل أن يهمس في أذنها كلمات التحبب  ليهدئها .. لتجد أنها لا تريد مقاومته حقاً كما تقول ..  نزع الجزء العلوي من منامته و ألقاها جانباً و يده تمتد ليطفئ المصباح تنهدت  براحة  لفعلته  ربما  يشعرها الظلام ببعض الشجاعة  .. شعرت بلمساته على جسدها ترفع حرارتها خرج من بين شفتيها تأوه مكتوم و شفتيه تلامس كل جزء من وجهها أطبق على شفتيها لتنسى كل شيء بعد ذلك خوفها و قلقها و رغبتها ببعض الوقت  و  لم تتذكر غير ما يشعله في جسدها من رغبات لتسمع صوتها كأنه يخرج من واحدة أخرى غيرها تتمتم بخجل و  حرارة   .. ”  أحبك راغب “
تسارعت نبضاته  و رد  بصوت أجش .. ” و أنا يا حبيبتي أحبك كثيرا “
و لينتهي الكلام و تبدأ الأفعال ليعبر كل منهما عن حبه للأخر بلهفة و شغف ...

تزوجني غصباً 4  /صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن