قسوة عاشق ... بقلم ميمونه الحمد....

47

قسوة عاشق
الفصل السابع والاربعون

وقعت بيري على الارض مغمى عليها
منزل الشرقاوي كان يعمل على قدم وساق لأجل اليوم فايوم سيكون زفاف جمال وسهام سيعودان لبعضهما اخيرا بعد هذا الفراق
لقد اجتمع الجميع لأجل اليوم وكأن الفرحة لا تسعهم بانتصار هذا الحب الاسطوري
شغف تعمل حتى تنسى أدم فاليوم ستراه بعد الطلاق هل هوحزين ام لا لم تعد شغفه ولا غجريته فقد تخلى عنها اصبحت وحيدة الان وليس هناك من يرفه عنها سوى عمر
اتصلت به لكن هاتفه مغلق فجلست على الكرسي تبكي لقد دخلت بشهرها السابع وهي متعبة فالطفلان كبرا وهي لم تعد تستطيع التحمل خوفها على ابنتها الصغيرة وطلاقها من أدم وانشغال الجميع عنها اتبعها بشدة فبدأت تبكي وتبكي حتى حضنها أحد من الخلف : مالك يابت تعيطي ليه
شغف : عمر
حضنته بقوة وكأنها تستنجد به
عمر : مالك حصل ايه
شغف : تعب والله معنتش قادرة كل حاجة جات فوق بعض وانا تعبت
عمر : فهميني
شغف : أدم طلقني وشوشو تعبانة جدا ومحدش يهتم فياحتى مريم انشغلت عني ونغم بجامتها وحنين بشغلها وحاتم معرفش جراله ايه وبابا عايش بالسعل مع مراته وحسام ورا جعفر بقيت لوحدي حتى انت بقيت مشغول
عمر : ههههههههههه كل دا شايله علينا
حضنها : بصي ياقلب دايما بالحياه في حاجات تشغلنا عن الي بنحبهم بس هم دايما يبقوا بالقلب وكل الي اتكلمتي عليهم انتي سبب تغيرهم وعشان كده لازم تكوني مبسوطة وعشان كده بس ليكي هانروح نصيف اي رأيك بقا
شغف : بجد
عمر : والله لما تخلص الليلة هانسافر
شغف : ربنا يخليك ليا يا شيري
دخل أدم المنزل ووجدها بحضن عمر وكانت تبكي هل تشكي له همها أم انها دموع الفرح بقدومه رأته شغف وتوقف قلبها لم تكن مستعدة بعد لرؤيته فخبأت نفسها في حضن عمر وقد لاحظ ادم ذلك الا انه لم يعبر فكرامته اكببر من ان يظهر لها غيرته
أدم بصوت عالي : الشغالين فين أنا جبت الاكل
ولم يعرها اهتمام مما زاد بكاءها
شغف : شوفت انا مش مهمة عند حد
عمر : هههههههه قولي بقا تقصدي دومي أفندم
شغف : دا شكله مصدقش يسيبني وهاتشوف يمكن يتجوز تاني
عمر : مش ممكن اقلها يستنى شوية
حل المساء كان جمال ينتظر سهام بفارغ الصبر فشغف حرمته منها كانت الحفلة تقتصر على الاقربين فقط مع غياب غيث المفقود فنغم لا تعلم أين هو
نزلت سهام وخطفت أنفاس جمال كيف لها بعد هذه السنوات أن تلعب بعداد قلبه بسهولة  لقد كانت ترتدي فستان ابيض كما امرت شغف وتضع حجاب ابيض يليق بها اقترب منها وامسك يدها
جمال : ارحميني يا سهام
سهام بخجل : بطل بقا
شغف : انتم ماتجوزتوش على الفكرة
جمال : غوري انتي وكورتك من هنا
تركتهم شغف لتذهب لعمر : انا كورة بجد
عمر : هههههههههههه لا حبيبتي ولادك هم الكورة
شغف : بجد يعني انا وحشة
عمر : اممممم فين أدم عشان نسأله
شغف : معرفش مجاش
عمر : يجي عشان يشوف الكورة يعني
شغف : عمر
حضنها عمر : والنبي انتي اجمل كورة بالدنيا
دخل أدم المنزل ولكنه لم يكن وحيدا فقد كان معه فتاه
عمر الذي رأى أدم قبل شغف
عمر : والله مكنتش اعرف ان أدم مش مصدق انك سبتيه
شغف : اه عشان بحبني تقلاقيه دلوقتي حزين جدا
عمر : اه بجد جدا جدا بصي وراكي
التفت شغف لتحل الصدمة عليها
شغف : مين دي
عمر : معرفش اروح اسأل
شغف بغضب : لا انا هاروح
بينما أدم فقد أخذ ضيفته للحديقة الخارجية ليريها المنزل
شغف بصراخ : مين   دي
أدم : وانتي مالك
شغف : دا فرح بابا وماما وانا دعيت الناس ودي مش مدعوة
أدم : انا دعيتها وانتي مالك اصلا
شغف : دا بيتي
أدم : ما بيتي برضه
كانت شغف تغلي من العصبية : بسرعة لقيت وحدة بعد ما سبتك
أدم : ههههههه انا الي سبتك يا شوشو واصلا دي حاجة متخصكيش
شغف : تخصني عشان انت ابو عيالي
أدم : اممممم مش عشان غيرانه ولا حاجة
شغف : لا ابدا
ذهبت ركض للداخل لو تبقى هنا ستقتل تلك الفتاه
حاتم : مالك يا شوشو
شغف : ادم خاني وجي مع بنت
حاتم : خانك مش انتم مطلقين
شغف : يوووو خان ولادي طيب
حاتم : ههههه مش حجة على فكرة خلاص استني لتخلص الليلة وأنا هاوريه
شغف : بحبك يا تومي
انتهت المراسم أخيرا واصبحت زوجته لا بل عادت له زوجته كان الجميع سعداء الا شخصان شغف وسمية
فشغف لم تجعل الليلة تمر بسهولة على أدم
وسمية لن تصمت لقد فضت ليلتها تصرخ من القهر فالجميع سعداء وهي الوحيدة بالملحق حتى أولادها لم يسألوا مما زاد لحقد عندها
بدأت اغنية رومنسية وكل حبيبان وزوجان بدأ يرقصان
سليم ومريم كان الحب يشع من عينيهما فالصدفةجمعتهما ليصبحا عاشقان
حاتم رقص مع نغم ايضا لأن شغف كانت متعبة فضلت الجلوس وحنين وحسام مع بعض
أدم وضيفته الغريبة رقصا ايضا
كان حاتم مشغول بالكلام مع نغم حتى وقعت عينيه عليها هو لا يحلم فتلك الوقحة هنا وتراقص ادم ايضا
وهي عيناها تراقبه بكل تحركاته لم يرها منذ دخولها مع ادم حتى الان وهو يراقص حبيبته رأها وتغيرت تعاليم وجهه بسببها
بينما أدم كان قلقا على شغف فتبدو متعبة حقا
عمر جلس بجانبها وامسك يدها
عمر : خلاص يا حبيبتي اهدي بقا وخافي على الولاد
شغف : مش شايفه رقصها ازاي وانا مرة وحدة رقصني بس هي تفرق عني بإيه
عمر : هي جميلة
شغف : عمر
عمر : خلاص يا حبيبتي اهدي بس انتي كويسة وشك تعبان شوية
قاطعهم وداع جمال وسهام لها
جمال : خدي بالك من نفسك نحن مروحين
شغف : انا كويسة انتم اتبسطوا كتير
جمال : يالله بينا يا مراتي
شغف : اتهني بشهر العسل عني
فشغف ايضا حرمت من كل شيء حتى شهر عسلها اخيرا سافر
حضنتها سهام وكأنها تشكرها على السعادة التي تعيشها وغادرا
عمر : تعالي ارتاحي شوية
شغف : نفسي اعمل حاجة بس
عمر : ايه
شغف : والنبي اسندي شوية مش قادرة عاوزة اسلم على أدم
عمر : ايه
شغف : يالله بينا
اقتربت من ادم وسيدار فقد كانا يجلسان على طاولة لوحدهما
شغف : ازيك يا أدم اولادك حبوا يسلموا عليك
فجأة وضعت يدها على بطنها وصرخت وخلال هذه اللحظة أوقعت كاسات العصير على ملابس سيدرا
شغف : انا اسفة غلط والله بس تعبانة يالله ساعمر خدني لأوضتي
بينما أدم لاذي وقع قلبه لصرختها فقد خاف أن يحدث لها شيء
اقترب منها وحملها
شغف : تعمل ايه نزلني
أدم : انا خايف على ولادي وهاخدك لاوضتك واكيد مش هاسمح للزفت عمر يمسك
اراحت شغف نفسها على كتفه لقد كانت متعبة جدا جدا ومتعبة غيرة ايضا والان حققت مرادها هاهي نزعت لباس تلك الشمطاء وهي الان بحضن ادم
أوصلها للغرفة ونيمها على السرير
أدم : اقلعك هدومك
شغف : لاااا مش عاوزة انا كويسة
أدم : انا هاروح اوصل البت الغلبانة تحت
شغف ببكاء : انا تعبانة جدا وماما وبابا مش هنا فاندهلي على عمر يفضل جنبي
تلك الصغيرة تستطيع خداعه بسهولة
أدم : شوي بس
شغف : أدم ممكن اسالك سؤال
اكيد ستسأله عن تلك الفتاه سيخبرها أنها حبيبته
شغف : انا كورة وبقيت وحشة بجد يعني مش عاجباك
لقد فاجأه السؤال وخاب ضنه لم تسأل عن الفتاه بل سألت ان كانت تعجبه أم لا هي لا تعلم أنها جميلة جدا لا أجمل من الجمال بنفسه وببطنها هذه تسلب لبه
اقترب أدم منها : انتي اجمل حدا شفته بحياتي
شغف : بجد طب سبتني ليه
أدم : اممممم عشانك
شغف : انا بكره الكلمة دي اي تقصد بيها
أدم : معلش يا أم يوسف هابقى أقولك لما تولدي هابقى أققولك
كم أحبت لقبها أم يوسف لم تعارض الاسم قد عشقت
شغف : طب انا عاوزة انام
أدم : هافضل هنا لما تنامي واخرج
وخلال دقائق كانت تغط بنوم عميق بسبب تعبها
اقترب أدم منها وقبل رأسها : انا اسف عشان تعبتك معايا انا وولادي
قبل بطنها : ياولاد اوعى تعذبوا امكم هي تعبانة جدا ولا هاضربكم لما تولدوا وانت ياواد يا يوسف خد بالك من شوق دي بأمانتك
نزل أدم للطابق السفلي وكانت حنين تساعد سيدرا على تنظيف فستانها وحاتم وعمر
عمر : هي كويسة مالها
حاتم : مالها شغف يا أدم
أدم : مفيهاش حاجة أنا هابقى جنبها بس انت وصل الانسة سيدرا على بيتها
أعطى الاوامر وتركهم
عمر يعرف أنها كاذبة ولكنها عندما تألمت وقع قلبه
عمر : انا هاروح انام عاوزين حاجة
حاتم : والنبي وصل البت دي
عمر : مليش دعوة سلام
سيدرا : مفيش مشكلة هاروح لوحدي
حاتم بجدية : اتفضلي يا انسة
صعدا بالسيارة دون حديث هي لا تجرؤ على الحديث معه وهو لا يريد من بعد أن قبلته هو ينفر منها
أوصلها للمنزل ولم يتحدث بكلمة واحدة
سيدرا : مالك يا حاتم متتكلمش معايا ليه
حاتم : انا اعرفك اساسا عشان اتكلم معاك اه صحيح هما موقفين زبالة ليكي وخلاص
سيدرا : حصل ايه عشان تتكلم عليا كده
حاتم : والله انك حد مش متربيه خالص منظرك ولبسك دا واحد وتنين تبوسي اي حد يمدحك وتلاتة تيجي مع أدم هو انتي مش تكتفي بحد
سيدرا ببكاء : ان كان عل لبسيفكنت تقدر تقولها بطريقة احسن وان كنت عشان البوسة انت اول حد واخر حد انا جيت مع أد عشان اشوفك بس معرفش ليه كان لازم اشوفك عشان ارتاح بس بجد شكرا ليك كلكم شبه بعض
خرجت من السيارة تبكي بينما هو انطلق سريعا يفكر بكلامها
استيقظت بيري من النوم ووجدت نفسها على سرير ابيض
وبدأت تعود لها الاحداث كيف انصاب مروان وصديق غيث وكلامهما سقطا ارضا
بدأت تصرخ : وين مروان طمنوني عنه بسرررعة
جاءت احدى الممرضات : اهدي يا انسه السيد مروان بخير وهو دلوقتي نايم عشان يرتاح
بيري ببكاء : والضابط التاني
الممرضة : في ضابطين حالتهم خطرة جدا وفي العمليات دلوقتي
ذهبت بيري لغرفة العمليات ووجدت مصطفى هناك
بيري : صار شي
مصطفى : منتظرين
خرج الطبيب
بيري : شو صار فين
الطبيب : انا اسف نحن عملنا الي علينا ومقرناش نساعده البقاء لله
بدأت بيري تبكي فهي السبب لقد مات غيث بسببها
بيري ببكاء : الي حصل انا السبب فيه