قسوة عاشق ... بقلم ميمونه الحمد....

52

قسوة عاشق
الفصل الثاني والخمسون

كان ادم يقود السيارة بسرعة كبيرة كاد يسبب حادث بهم كانت شغف مغمى عليها بحضن سهام وهي تبكي على حظ ابنتها لقد انتقمت سهام منها بابنتها لقد اجادت الانتقام
وها هي ابنتها تسبح بدمائها وصلوا للمستشفى حملها ادم
ادم : اسعاف حدا يساعد مراتي بتموت
جاء الاطباء والممرضين وادخلوها للمعاينة بعد مدة
اخذوها لغرفة العمليات
ادم بصراخ : اخدينها فين تعالوا هنا مراتي جرالها ايه
هجم على الممرضين وابعده جمال
جمال : اهدى يا ادم هايجي الدكتور ونعرف حصللها ايه
ادم : اهدى ازاي ومراتي تروح مني بعدرما خسرت ولادي اعمل ايه
جلس على الارض وقلبه ينزف ماذا عليه ان يفعل جاء الطبيب المسؤول فركض اليه ادم
ادم : والنبي قولي مالها يا دكتور
دكتور : مين حضرتك
ادم : جوزها طمني هي كويسة
الدكتور: معاها نزف داخلي وواخدة ضربة جامدة على ظهرها ودي مش كويسة وهي حامل وعندها ضربة بالجمجمة
يالهي ماذا يقول هل كل هذه الالام بصغيرته وهو لا يفعل شيئا
الدكتور : وكمان عاوز اخبركم ولادها ملهومش نبض وهانعمل دلوقتي ولادة ليها وان شالله لما تفيق هانعرف وضعها بشكل كويس
يالهي الجميع بحالة صدمة فقدت اطفالها دفعة واحدة بدأ صوت البكاء يعلو على شغف واطفالها هي حقا لا تستحق
سهام : انا السبب والله لو مقبلت بيك مكنتش خسرت بنتي وولادها
جمال : خلاص اهدي يا سهام دا قدر ربنا وكله مكتوب
سهام بصراخ : اي برودة دمك دي اه صحيح انت متعبتش فيها انا الي ربيتها وعشت معاها وانت مكنتش ولا حاجة فحياتها عشان كدة متهمكش
جمال : انا مقدر الوضع الي انتي فيه ومش هارد وهلى فكرة دي بنتي زي ماهي بنتك لو ما كنتي حرمتيني منها كنت هافضل معاها فاهمة
تركها جمال وابتعد قليلا لا يستطيع مواجهة سهام وادم فهو السبب الاساسي بكل ما حدث لطفلته واحفاده
وصل حاتم وعمر وحنين وسليم ومريم وملك وحسام الجميع كان بحالة قلق على شغف ؟حاتم : قال ايه الدكتور عنها هي كويسة وولادها بخير
حنين : طمنوني والنبي
مريم ببكاء : طنط سهام في ايه لي محدش بقول حاجة
سهام ببكاء: عاوزين تعرفوا جرالها ايه خسرت ولادها التنين ومعاها نزيف داخلي واخدة ضربه على جمجمتها
جلست على الارض تبكي بينما الجميع بحاله صدمة هل خلال فترة قصيرة حدث كل هذا لقد كانت معهم قبل قليل والان في غرفة العمليات
مريم بصراخ: سلييييم
وقعت على الارض وركض سليم لها
سليم : مريم حبيبتي مريييم
بسرعة اخذها لغرفة المعاينة
الدكتور : دي كانت على وشك تسقط الجنين في ضغط وتوتر كبير عايشة فيه وان فضلت كده هاتجهض
كانت مريم تنام على السرير وعيناها تبكي وكيف لا وشغف اختها التي لم تلدها امها شغف تعاني ومريم لا تفعل شيء
امسك يدها سليم : كده يا مريمي متخديش بالك من أسامة
مريم : دي شغف يا سليم انت عارف ايه شغف
سليم : والله عارف بس لو شغف صحيت وعرفت انك كنتي هاتنزلي الواد هاتزعل جدا
مريم ببكاء : مقدرش اتحمل خسارتها دي لما تصحى هاتنهار
سليم : ارتاحي دلوقتي وهي هتلاقينا كلنا جنبها
نامت مريم والدموع مازالت بعينيها
عند غرفة العمليات كان الجميع بحاله قلق عليها فالاطباء لم يخرجوا بعد على رغم مرور ساعتان
اقترب عمر من ادم : ادم تعال اقولك
ادم بحالة لا وعي يمشي مع عمر فابتعدا قليلا
عمر : بص انا عارف ان دا مش وقته بس اعاوز اقولك حاجة
ادم : ايه
عمر : مصائب قوم عند قوم فوائد مش كده
ادم : تقصد ايه
عمر : نحن مكناش عارفين نقول لشغف ان الولاد ميتين فبطنها ودلوقتي بلاش نقولها انهم ميتين من فترة هاتعرف انهم ماتوا بالوقعة دي
ادم : انت تقول ايه هانكدب عليها
عمر : صدقني هي مش هاتتحمل انهم ماتوت فابطنها وهاتتهم نفسها ان هي ن هي السبب بموتهم بس كده هايخف الوجع عليها وان هي ملهاش علاقة بدا
ادم : معرفش
عمر : صدقني كده احسن
مرت مدة اخرى وخرج الطبيب ركض الجميع نحوه
ادم : قولي هي كويسة
سهام : طمني الله يطمنك
جمال : بنتي حصللها حاجة
الدكتور : اهدوا يا جماعة نحن اوقفنا النزف وبالنسبة للضربة هاتتعافى بعد فترة بس منقدرش نقول حاجة غير لما تصحى ونعرف التأثيرات للوقعة ايه
ادم : هي كويسة وهاترجعلي
الدكتور : ان شالله انتم ادعولها بس
بدأ الجميع يدعو لشغف بالصحة والعافية والقوة للتحمل فراق اطفالها
الدكتور : في حاجة كمان عايز اقوللكم اياها
ادم : ايه
في الفندق كان كل من غيث ونغم يعيشان بعالم خيالي يجمعهما فقط وكأنهما نسيا العالم حولها ولكن هناك شعور داخل نغم ليس جيدا شعور بالقلق ولا تعلم لما الا ان غيث استطاع اخراجها من كل تفكيرها
نغم : نحن ممكن نفضل سعدا ديما
غيث : ان شالله هانخلف كمان ونعجز سوا مفيش حاجة هاتخرب علاقتنا
نغم : انت تثق بيا مش كدة
غيث : ايوة
نغم : انا الي عاوزاه ماتاخدش قرار غير لما تسمع مني وكده هانبقى كويسين
غيث : حبيبتي انتي انا عاوزك تجيبي واد نسميه وليد
نغم : ولي وليد يعني
غيث : انا بحب الاسم دا ياام.وليد
نغم : هههه بحبك يا ابو وليد
غيث : وانا كمان يا ام وليد
ولكن قلقها قد زاد فغيث لم يجبها على سؤالها انه سيسمعها عند حدوث مشكلة هل ما زال لا يثق بها ام انه سيبقى متسرع دائما
في المستشفى مازال الكل هناك
ادم : تقدروا تروحوا هي بكرا هاتصحى ووجودكم هنا ملهوش لازمة
سهام : انا هافضل مع بنتي
جمال : وانا مش هاسيب شغف انا عاوزها لما تصحى تلاقينا كلنا جنبها
ادم : ياعمي هي اصلا مش هاتصحى دلوقتي وانتم تعبتم جدا اليلة وعشان كدة روحوا وبكرا بدري تعالوا هي لما تصحى مش هاتبقى بوعيها وهانجرحنا كلنا عشان من دلوقتي محدش هايزعل وهانتحمل كل الي تقوله لنا
سهام : هاديها عنيا بس تبقى بخير
ادم : ان شالله هاتبقى كويسة حاتم خد عمي ومراته للبيت وحسام وحنين مع بعض وسليم خد مراتك وروحوا وانت برضه يا عمر
عمر : بس
ادم : بلاش مش عاوز حد روحوا
تركه الجميع فألمه كبير فهو والد الاطفال وزوجها ايضا
ذهب الجميع وبقي لوحده معها دخل لغرفتها كان رأسها ملفوش بشاش ابيض وهناك كدمات على يديها ووجها كان منظرها يقتل قلبه اقترب منها وامسك بيديها
ادم : كده يا شغف كنتي هاتسبيني هنت عليكي انا مقدرش من غيرك اوعى تسبيني
بدأت دموعه بالتساقط فألمه والم قلبه لا يسعان لم يتحمل فبكى المه فبكى حظه عليها
ادم : متخفيش يا شغفي هانعوض كل حاجة ربنا مش هايسيب حقنا وانا مش هاسيب حقك
في الصباح
في المستشفى وصلت سيارة اسعاف تحمل شخص مجهول الهوية
دكتور : حادث سيارة الضربة جامدة جدة سيدة منتصف الخمسينيات حالتها حرجة جدا بسرعة حضروا وحدات دم خسرت دم كتير حد رماها بعيد وفضلت طول الليل تنزف
ادخلوها لغرفة العمليات كان وضعها خطير جدا والاطباء فعلوا كل ما بوسعهم
الدكتور : بحاجة دم بسرعة
الدكتور: عرفتوا مين دي
الممرضة : اه دي سمية الشرقاوي
الدكتور : اتصلوا بحد من عيلتها عشان يجي هنا
الممرضة : حاضر يا فندم
اتصلوا بالمنزل الا ان لم يرد احد
الممرضة : ابقي حاولي تاني دي بتموت وعايزين دم
الممرضة : ههههه وانا مالي
خرجت نغم من امتحانها وقد ابلت بلاء حسنا كانت سعيدة جدا بهذا وارادت الاتصال على غيث واذ بهاتفها مغلق
نغم : نسيت مبارحة انا وغيث قفلنا الفون عشان كده
وعندما فتحت هاتفها رأت اتصالات عديدة من حاتم وحنين ودب القلق بقلبها ماذا حدث
واتصلت على حاتم الا انه لم يرد
نغم : في ايه يا حاتم
عادت الاتصال ولا فائدة فانطلقت مسرعة لمنزل الشرقاوي
لم يكن احد في المنزل
نغم والرعب تملكها : حصل ايه معنتش قادرة
وعندما همت بالمغادرة سمعت صوت الهاتف
نغم :مين دا مش فاضية
عاد الهاتف للرنين و شيء ما اجبرها للعودة
نغم : الو
الممرضة : بيت الشرقاوي مش كده
نغم برعب : ايوة مين؟.
الممرضة : المدام سهام عملت حادثة وهي دلوقتي بالعناية وعاوزين دم بسرعة
المصائب تنزل على رأسها والدتها حادث دم مستشفى وقف عقلها عن التفكير والدموع تتساقط بدون وعي جلست على الارض لا تعلم ماذا تفعل وبعد مدة عاد لها الوعي
نغم : ماما
وصلت بسرعة للمستشفى
نغم : سهام الشرقاوي فين

الممرضة : تعالي معايا
وصلت للطبيب المشرف
الدكتور : مين حضرتك
نغم ببكاء : انا بنتها
الدكتور : وضعها خطير جدا الضربة كانت جامدة وغير كدة الي ضربها هرب وسابها تنزف طول الليل وعاوزين دم كتير
نغم : انا زمرتي نفس زمرتها اقدر اتبرعلها خدو كل دمي
الدكتور : روحي مع الممرضة عشان تعمل تحاليل ليكي وبعدها تتبرعي
ذهبت مع الممرضة وعملت التحاليل اللازمة وتبرعت بالدم تلك الغبية  تبرعت بكمية كبيرة ولم ترضى الا ان اكتفت والدتها ونامت اخيرا بعد خروج والدتها من العمليات عند شغف كانت ترى حلما غريبا
كانت تسمع صوت طفل صغير ينادي ماما ماما
شغف : يوسف حبيبتي
الطفل : ماما اوعي نسبينا انا محتاجلك
شغف : فين شوق  حبيبي
يوسف : مفيش غيرنا قومي انا وبابا مستنينك شوق ماتت
اختفى الطفل
شغف : يوسف يوووسف
فتحت عينيها ببطء شديد لترى بياض كامل لينقض عليها ادم : شغفي انتي كويسة
شغف : بنتي فين
ادم بتوتر : هي هي
شغف : ماتت
كيف عرفت هل حقا الام تشعر بأطفالها
شغف : فينها
ادم بحزن : ان شالله ربنا هايعوضنا بداها وفي يوسف الحمد لله نجي
شغف بصراخ : بنتي بننننننتي
جاء الاطباء مسرعين خوفا عليها من الحركة الشديدة وخصوصا ان رأسها مصاب
شغف والنوم مسيطر عليها : ادم متسبنيش انام عاوزة ولادي حرام عليك ولادي انا تعبانة وهي ماماتش عايزاني اروح عندها عايزة اضمها واشمها وهاتصحى انا عارفة ادم ادم
نامت اخيرا بعد ان كسرت قلبه وعادت الدموع تحرق عينيه لن تتقبل موت طفلها بالساهل
يتذكر ادم قول الطبيب
فلاش باك
الدكتور : في حاجة تخص الولاد
ادم : اي هي
الدكتور : الولد الحمد لله نجى
هل عاد نبضه هل طفله بخير
ادم : ايه بعد الوقعة دي
الدكتور : سبحان الله دي قدرة ربنا الوقعة جات ع البنت بس وهي زي مانت عارف كانت ميتة اساسا عشان قلبها ماتحملش وكانت البنت متعبة امها عشان ميتة فبطنها ودا كله خير لو استنيتوا للصبح وما ولدت البنت كانت هاتبقى خطر ع بنتها
ادم : يااارب وشغف
الدكتور : برأيي هاتكون عايزة طبيب نفسي مالوقعة كانت مش سهلة ودي خسرت بنتها يعني هاتتعب اعصابها
ادم : ان شالله خير
ربما الجميع لم يسمع كلام الطبيب عندما تكلم ان للفتاه كانت ميتة بالاساس فقد شغلتهم سعادة نجاة الطفل
باك
ادم : ياربي هاعمل ايه
وصلت سهام وحاتم وحنين وحسام للمستشفى وعلموا ان شغف استيقظت ولم تتقبل موت طفلتها
جمال وسهام مازالا لا يتحدثان مع بعضها فكل منها يحمل الاخر مسؤولية الحادثة على الرغم ان جمال يتفهمها
الا انها البارحة اتهمته بما حدث
سهام : منكم لله يا بيت الشرقاوي عملته ايه ببنتي
ادم : خلاص بقا هاتبقي كويسة وان صحيت ولقتك كده هانزيد عليها وان كنتي عايزة تعيطي فاخرجي من هنا
حنين : هي نغم فين
حاتم : هاتصل بيها
كانت نغم نائمة ولا يرد احد على هاتفها فاتصل علي غيث
حاتم : ازيك يا غيث هي نغم فين
غيث : لازم تكون هنا من ساعتين بس مجاتش افتكرت عندكم
حاتم : لا مش هنا عاوزينها ضروري
غيث بخوف فنغم تأخرت قليلا : في ايه
قص له حاتم ماحدث باختصار
غيث : انا هاجببها واجي
بدأ يبحث عنها وشيطانه يخبره انها تتسلى مع اصدقائها ذهب الجامعة ولم يجدها اتصل واتصل مرات عدة ولا يوجد اجابة فذهب للمستشفى
حاتم : هي فينها
غيث : معرفش
حاتم : اوعى تقول لحد مش ناقصنا مصايب كمان
استيقظت نغم وشاهدت كمية للاتصالات من الجميع واتصلترهلى غيث
نغم : غيث لو تعرف حصل ايه
غيث بصراخ : انت واطية وهاتفضلي كده اختك هنا بين الحياة والموت وانتي صايعة هاتفضلي كدة ومش هاتتغيري
نغم : شغف حصللها ايه
غيث : تعالي وهاتعرفي
اغلق الخط بعد ان اخبرها مكان المستشفى
نغم : معنتش قادرة يارب اعني عشان اتحمل هلاقيها من فين من امي ولا اخي ولا جوزي الي يشك بيا
قامت بسرعة والتعب مسيطر عليها وانطلقت للمستشفى  فأختها بحاجتها