قسوة عاشق ... بقلم ميمونه الحمد....

54

قسوة عاشق
الفصل الرابع والخمسون

الجزء الاخير  نامبر ١ لسا نامبر ٢ ونخلص بقا

خلال هذا الاسبوع نغم وغيث لم يتلقيا فقد هجرها وسافر لعائلته  كانت تجلس في شرفة منزل جدها وتفكر ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملها هكذا هي الان تعيش معاناه والدتها تعاني الم بسبب الحادث وتقضي يومها تنام بالمسكنات وهي وحاتم يرعيانها اه من حاتم كم اصبحت تعشقه اخيها وحبيبها لقد ساندها ودافع عنها ندمت انها كانت مبتعدة عنه ولم تتقرب منه اما الان هو الوحيد الذي يخفف عنها الامها لقد اجبرها على تقديم امتحاناتها وبقي لها مادة واحدة وتنتهي لقد احضر لها ممرضة تساعدها بالعناية بوالدتها لتتفرغ للدراسة اخخخخ كم اشتاقت لشغف هي تخشى زيارتها تخشى ان تلومها وهي محقة بهذا هل هذا امتحان من ربها لها ان تخسر كل من تحبهم دفعة واحدة ستصبر وسيفرجها الله فرجا يليق به قاطع تفكيرها صوت الممرضة هناء : نغم هانم انا خلصت دوامي اقدر اروح
نغم بابتسامة : تقدري تروحي وبلاش هانم دي يا هناء نحن زي الاخوات مش كده وانا اسفة تعبتك بس عشان امتحاني
هناء : انا مبسوطة جدا عشان تعرفت عليكي ومش تعب ولا حاجة
نغم : ربنا يسعدك ها اليوم صليتي
هناء : الحمد لله معرفش اقولك ايه ربنا يجبر بخاطرك محدش اقنعني بالصلاة غير حضرتك انا بقيت مرتاحة
حضنتها نغم : حبيبتي انتي ربنا يهدي الجميع
كم التحول الذي حدث معها تغيرت كثيرا والفضل يعود لشغف
عادت نغم لدراستها عليها ان تتخرج هذه السنة يبدو ان حياتها لن تكون سهلة
سمعت صوت الجرس
نغم : مين جي بالوقت دا
وصل ادم للمستشفى ولم تكن هناك اتصل على عمر ولا يعرف اينها
عمر : ادم ممكن تكون عند قبر بنتكم ربنا يرحمها
ادم : انا هاروح اشوفها هناك
في طريقه للمقبرة كان يفكر هل ستتركه كما فعلت المرة الماضية هل ستحرمه منها هل سيبقى هو وطفله لوحدهما لا لن يفكر بشي سيء الان
نزل مسرعا واتجه للقبر الا انه لم يجدها
ادم : شغف انتي فين
دار رأسه ليذهب حتى سمع صوتها هي هنا
ادم : شغف حبيبتي
اقترب من القبر ووجدها كانت تجلس على الارض لذلك لم يراها للولهة الاولى كانت تضم القبر وكأنها تحضن طفلتها
شغف : شوشو حبيبتي انا اسفة مكنتش جنبك لما ولدتك ولما اتدفنتي انا اسفة مقدرتش اكون ام كويسة ليكي بس والله مش انا السبب انا مكنتش حاسة بحاجة ودلوقتي سبت اخوكي انا مستهلكوش عشان كده سبتيني ويوسف هايسيبني انا عارفة انتم تاخدوا بتار ابوكم وهاتسبوني كلكم
بدأت تبكي بكاء قطع قلبه كيف لصغيرته ان تتحمل
اكملت شغف ;: بس عارفة سلام قالتلي ايه ايوة سلام الي كانت ضرتي ههه قالت انك دلوقتي بالجنة بمكان احسن من هنا وانا لما حلمت بيكي كنتي عايزاني اساعد اخوكي وافضل معاه انتي حنينة يا شوشو طالعة لابوكي ويوسف هايكون قوي زيه برضه متكنوش زيي
اقترب منها ادم : شغف حبيبتي
شغف: جيت عشان اطمن ع بنتي هي لوحدها هنا مش بردانة و جعانة
ادم ضمها لصدره: حبيبتي هي مش هنا هي دلوقتي شايفانا وزعلانة عشان تعيطي محدش يحب بشوف مامته تعيط وانتي بتزعليها كده
شغف : انا عاوزة يوسف
ادم بفرحة : تعالي هانخرجه اليوم هايبقى ببيتنا
شغف : انا عرفت ان نغم هي فتحت الباب لسمية
ادم : هي ملهاش ذنب
شغف : عارفة والله بس انا مجروحة جدا مقدرش اسامحها دلوقتي ممكن لما يطيب جرحي شوية وعرفت حصل بسمية ايه ربنا خدالي حقي وحق ولادي منها
ادم : خلاص حبيبتي تعالي نشوف دلوقتي يوسف عشان اكيد نفسك تشوفيه وسيبي كل حاجة للوقت هاتتصلح
شغف بفرحة : يالله بينا
وصلا للمستشفى وقلب شغف ينبض بسعادة فقد عاد لها طفلها بعد كل هذا الالم
وصلوا للحاضنة
شغف : فينه
اشار ادم لطفل صغير جدا : دا يوسف الشرقاوي
حملته شغف وقد عاد بريق عينيها ذاك البريق الذي احبه بها عادت عينيها الفيروزية لللمعان
شغف : بص صغير قد ايه خايفة اعوره
ادم : ههههه عادة الراجل بقول دا بس انتي دايما تختلفي عن الكل طبيعي يكون صغير ماهو ولد بالسابع
شغف : هاكون ام كويسة
ادم : احلى ام واحن ام بالدنيا كلها بحبك يا ام يوسف
شغف بشقاوة : وانا بكرهك
ادم : هههههههه معلش عشان يوسف بس
اخيرا عادت الضحكة لوجههما بعد هذا المزن كله
عادوا للمنزل ومعهم يوسف والجميع بحالة سعادة فيبدو ان غمامة الحزن ذهبت عنهم متناسين تلك المسكينة التي تقبع بالحزن لوحدها
نغم تجلس بجانب امها تتأملها بحزن هل تستطيع تركها حقا ماذا جنت امها لا شيء سوى الحقد والكره والالم هي تحزن انها لا تملك ما تأخذه لتقابل ربها هي ستدعو دائما ان يغفر لها الله وتتمنى ان تتحسن قليلا حتى تتوب
عادت تفكر به جاء فقط ليحزنها
فلاش باك
سمهت صوت الجرس
نغم : مين دا
فتحت الباب وكان هو معذب قلبها غيث
نغم : غيث
غيث : ازيك
نغم : بخير
غيث : عاوز اتكلم معاكي شوية
دخل وجلس ينظر لها كم نحفت وتغير وجهها بهذه الفترة القصيرة
غيث : بصي هاقولك حاجة انا غلطت ومعاكي حق تزعلي انا لازم اثق بيكي عشان نحن عيلة وحدة انا خطئت بس انتي كمان مكلمتنيش وغبتي ساعات وافتكرت انك مع صحابك القدام اعمل ايه غرت ليكون رجعتلهم وسبتيني
نغم : انا مش ممكن ارجع فاهم انا بقيت بطريق ربنا  ومش هاسيبه وانا لما عرفت الي جرى لامي مقدرتش افكر كويس
افترب منها غيث وحضنها : خلاص حبيبتي اسف
نغم : هاتثق بيا مش كده
غيث : انتي هاتفضلي تسامخيني
نغم : طول عمري
غيث : وحشتيني
نغم : وانت كمان
غيث : يالله بينا نروح انا اشتريت شقة وعمال اجهز بيها هايبقى لينا بيت لوحدنا
نغم: وامي مش ممكن اسيبها
غيث : دي مش امك دي ما تستاهلش تهتمي بيها كده نحن نعين ليها ممرضة وانتي تجي معايا
نغم : مقدش انت فاهم دي امي ومش هاسيبها
ابتعد عنها : انا هاروح دلوقتي وانتي فكري كويس انا لما يحين الوقت هارجع واسألك نفس السؤال انا ولا امك
تركها لوحدها هي لن تترك والدتها ابدا ولكن هل تستطيع ان تتخلى عن غيث عاشت ليلتها ببكاء كعادتها اخر فترة
في الليل دخل ادم لغرفته ووجدها ترضع طفلها
شغف : انت ازاي تخش كده مش عيب
ادم : عيب لي مانا اشوف حاجات اصعب من دا
شغف : ازاي تتكلم كده قدام اببنا هايبقى قليل ادب زي ابوه وصاحبه
ادم : هههه خلاص انت ياواد متسمعش كلامنا ومتشوف هاعمل ايه
شغف : هاتعمل ايه
اقترب منها واخد الطفل النائم ووضع بسريره وعاد اليها
شغف : نظرتك دي مبحبهاش
ادم : ههههه عشاني حبيها المرة دي
قبلها شوقا وحبا وعشقا لهذه المخلوقة الصغيرة طفلته كم يحبها وكم اشتاق لها
ابتعدت عنه شغف : مالك اتجننت سبني اتنفس
ادم : انا مش عايز اتنفس عاوزك بس
شغف : وانا مالي عاوز ايه انا عاوزة اعيش عشان ابني
ادم عاد ليقبلها وكأن كلامها
مر اسبوع واليوم اقاموا سبوع الطفل  كان الجميع موجود الا نغم وحاتم فكلاهما يعيش مع والدته بينما جمال وسهام لم يتراضيا للأن
شغف : ماما مالك مصالحتيش بابا
سهام : هو الي سابني انا هاصالحه
شغف : مانتي الغلط يا ماما ازاي تتهميه بدا هو ملهوش علاقة ونغم برضه يالله زي الشاطرة صالحيه دلوقتي بصي ازاي كئيب يهون عليكي ابو حاتم تعملي فيه كده
سهام : لا ميهونش
شغف : يالله بقا صالحيه
اقتربت منه سهام ولكنه تجاهلها
سهام : هاتفضل مخاصمني كتير
جمال : عايزة ايه
سهام : انا اسفة مكنتش بوعيي لما اتكلمت كده وكنت بغار لما روحت لسمية وسبتني
جمال بجفاف : انا مش عيل عشان تتكلمي معايا كده
ابتعد عنها ودخل للمطبخ حتى يستجمع قواه لتجاهلها فلحقته
سهام : جمالي
قلب جمال بعالم اخر
اقتربت منه وقبلته الصدمة على وجه لقد باغتته بقبلة حتى تصالحه
اقترب منها ولم يستطع المقاومة وعاد ليقبلها حتى سمع صوت تصفير
حسام : انتم عايشين بزمن عبد الحليم قلوله بحبه اخخخخ قولوله الحقيقة اه
جمال ضربه بصحن : ازاي تتفرج علينا انت قليل ادب
ملك التي دخلت للمطبخ : بجد قليل ادب
جمال : اخرس خالص ولا افضحك
يبدو ان جمال يعرف بحبه
سهام كانت تختبئ خلف جمال من الخجل
ملك : قولي يا عمي افضحه
جمال : حسام
حسام لم يجد طريقة سوى مقاطعة عمه يكفيه فضائح
حسام : مانتم عايزين اداب والله انا شفت كل حاجة كنتم تعملوا ايه
ملك وقد اصبح وجهها احمر  تركت المطبخ
امسكه جمال : انت هاتموت بين اديا
حسام : سبني يا عمي انت وادم رزلتوني هاطلع بوشها ازاي
خرج يبحث عنها فوجدها تلاعب يوسف
حسام : ربنا يرزقنا عيل زيه
ملك مأخوذة بجماله يوسف فهو كوالدته صاحب عينان فيروزيتان واسمر كان ملاكا صغير
ملك : هانجيب عيل ازاي ودا عنيه ملونة
حسام وقد اعجبه ردها : معلش عدسات يا روح حسام المهم هايكون ابننا نحن التنين
ملك وقد اداركت الوضع : باحلامك
اليوم انتهت نغم من امتحاناتها اخيرا وتنتظر النتيجة ولم يحدثها غيث ليس لها الان سوى حاتم ووالدها والم والدتها
عادت للمنزل متعبة فتعبها النفسي اكبر من جسدي
هناء : اهلا يا نونا ازاي كان امتحانك
نغم : الحمد لله كويس جدا
هناء : ربنا يوفقك ويديكي ع قد نيتك
نغم : تسلمي حببتي انا هاطمن ع ماما وانام عشان تعبانة جدا
نامت كالقتيلة وبعد عدة ساعات استيقظت ولكن حركتها كانت مكبلة بشيء وهذا الشي لم يكن سوى غيث
نغم : غيث
غيث : ايوة حبيبتي انا جنبك
نغم ببكاء : انا تعبانة جدا معنتش قادرة استحمل
غيث : خلاص حبيبتي انا جنبك هنا
نغم : مقدرش اسيب امي
غيث : مش وقته الكلام دا
اقترب منها وبدأ يدخلها بدوامة حبهما المرير فلم يعيشا يوما هنيئا
وعندما انتهى تركها بالسرير وغادر
دون كلمة واحدة تصرفه يشعرها انه لتسليته وامتاعه فقط باتت تكره هذا الشعرو عندما تركهها ازداد شعورها بالحزن يبدو انه يبدع باحزانها
بمرور الايام كان الجميع بحاله سعادة يوسف محبوب الجميع حفيد الشرقاوي الاول كان سليم يحبه لان اسم يوسف
سليم : انتم سرقتم اسم ابني
ادم : هههه معلش وسيبه عشان ميطلعش قليل ادب زيك
شغف : موعدكم عند الدكتور اليوم قالكم ايه عن البيبي
مريم : الحمد لله كويس جدا وهو ولد
ادم : هايكون صاحب يوسف
سليم : مش عاوزين هايكون زي ابوه
ادم : الواطي مروانرفين اناربقالي كتير اتصل بس فون مقفول
سليم : يكون بمهمة مانت عارف اترقي بعد اخر مهمة ليه
شغف: دخلتي بالكام يا مريم
مريم : بالشهر الرابع لسا بدري مش كده
شغف : معلش طلعي عين سليم بيهم
انتهت زيارة سليم ومريم بل لم تكن زيارة فهم بشكل يومي هنا
امسكت شغف هاتفها : اهلا ازيك ايوة طمنيني هي كويسة ..بجد بكرا طمنيني اي النتيجة طب ربنا يديمك
ادم : ازيها
شغف : بتقولي تعبانة نفسيتها جدا ومحتاجاني جنبها
ادم :  الوقت جي
شغف : ايوة
حنين كانت تجلس لوحدها تفكر بعمر كيف استطاع السيطرة علي تفكيرها بهذه السرعة الجميع بالمستشفى يسالها عنه ولكنه لم يتحدث معها منذ اخر لقاء هل نسيها حقا
بينما حاتم گان يقبع بسيارته بجانب منزل سيدرا لقد شهد بهذا المنزل احداث عدة مع سيدرا لكنها ليست هنا فقد سافرت لامريكا  وتركته هنا
بينما مروان المختفي عن الانظار كان يجلس بمكان لا يناسبه فقط يريد مراقبه الاوضاع لتحيد مصير قلبه  معها
في الصباح ارتدت نغم ثيابها وانطلقت للجامعة لترى نتيجتها قلبها كالطبول هذه اول مرة تشعر بهذا الشعور واخيرا وصلت لاسمها
نغم الشرقاوي تقدير جيد جدا
نغم : الحمد لله مضاعش تعبي شكرا ياربي
كانت تمشي بالجامعة حتى اوقفها اخر شخص تريد رؤيته مازن
مازن : ازيك يا نغم مبروك التخرج
نغم : شكرا
ارادت المشي الا انه قطع طريقها
مازن : ماتجي اعزمك على عصير نتكلم شوية
نغم : اسفة مقدرش
مازن : من ايمتى الدين دا
اقترب منها وهي تبعتد
نغم : ابعد عن طريقي مش ناقصاك
مازن : هاوريكي
فجأة كان مازن في الارض انه غيث هل جاء لينقذها من هذا الحقير
امسها غيث من يدها وسحبها وراءه كانت يده تضغط بقوة على يدها
نغم : سيب ايدي انت وجعتني
غيث : انت هاتفضلي كده كل مرة اشوفك مع راجل معنتش قادر استحملك انتي هاتفضلي واطية كنتي ماشية معاه لفين لبيته
صفعته نغم : مسمحلكش فاهم انت بجد انسان حقير ومريض نفسي معندكش ثقة بنفسك ولا حد حوليك انا مش قادرة استحملك وان كنت جاي عشان تسمع قراري فانا مش هاسيب امي انا مش قليلة اصل زيك عشان اسيبها فاهم مهما عملت اخطاء بحياتها هاتفضل امي وهابقي خدامة ليها طول عمري وانا مش هاستحملك اكتر انا اديتك فرص كتير بس متستهلش هاتفضل زي مانت طلقني
تركته مصدم من كلامها كانت تسامحه دائما ولكن يبدو هذه المرة قد كسرها كثيرا
عادت للمنزل تبكي
هناء : مالك يا نغم جرالك ايه
لا ترد تبكي وكأنها جمعت تعبها كله مرة واحدة
اتصلت هناء بسرعة : تعالي هي محتجالك
وبسرعة البرق كانت شغف عندها فشغف وهناء يتواصلان للاطمئنان على نغم
فتحت شغف غرفة نغم
شغف : حبيبتي مالك