الخامس عشر

4.9K 134 0
                                    

ذكريات إمرأة. ........... لفصل الخامس عشر

جلست سارة على السرير وبدأت تقص لمها كل ما حدث ، من بداية تعرفها عليه ، وكيف عرض عليها ان تعمل لديه كمديرة لمنزله بمرتب رائع ساعدها على ارسال المال لاسرتها ، وتطور علاقتهما مع عدم موافقتها على ممارسة الجنس معه ، فاضطر إلى الزواج منها بعقد تم تسجيله فى السفارة هناك  دون أن يعلم احد بزواجهما ، وكيف كانت  علاقتهما رائعة وهادئة ، وهذا ما كان يريده ، وفر لها كل شئ من مال ولبس راقى ومصاريف دراسة وكورسات كما تشاء ، حتى أنه أنشأ لها حساب فى بنك دولى ووضع فيه حساب خاص بها ، لتستطيع إرسال المال لوالدتها بسهولة ، وعندما عادت لمصر  واكتشفت ما كان يفعله أبوها بأمها وأخواتها ، قررت العودة لمصر وإنهاء المنحة . عادت مرة أخرى لكاليفورنيا وأنهت اجرائات المنحة وطلبت منه أن يفترقا ويطلقها ، وأمام اصرارها القوى رضخ لطلبها وطلقها ، وعندما عادت لمصر اكتشفت ان والدها اتفق مع رجل ما بتزويجه منها مقابل دين الأمار الذى كان على والدها له  ، والباقى مها تعرفه .
ومن وقتها لم تقابله أو تعلم عنه شئ ، إلا ذكرياتها معه التى عاشت داخلها طوال الأيام والشهور والسنين ، حتى خلال حياتها مع زوجها ، وبعدها حياتها لوحدها ، ومع ظهور هشام ومحاولاته المستميته ليتقرب منها ، كانت تذداد سيطرت ذكرياتها عليها وكأنها تجبرها على رفض الارتباط بأى رجل غيره ،
ثم ظهوره خلال رحلة المنتجع ، وطلبه منها الرجوع له وأنه مصمم عليه ،
أما مها كانت مزهولة مما تحكى سارة ، كيف حدث لها كل هذا دون أن تعرف أو تلاحظ ، فهى معها دائما يوما بيوم ، وكيف استطاعت سارة الصمود مع كل ما يحدث لها ؟ 

بعدما حكت سارة كل هذا ، أصابها صداع شديد وكأنها لم تنم منذ أيام ،
.....أنا هقوم أعمل قهوة ، تشربى معايا . .
...اكيد بعد كل ده ....
...فى مسكنات للصداع فى الدرج اللى جمبك . هاتى أقوى حاجة فيها وحصلينى على المطبخ ....

اتجهت سارة للمطبخ الصغير الملحق بالدور ، فهو مجهز فقط لعمل المشروبات ، وشرعت فى عمل القهوة لها ولمها ، دخلت مها وهى تمد يدها لسارة بشريط من الأقراص  ، تناولت سارة منه قرصين ووقفت لترفع القهوة من على النار ،
اقتربت مها فى محاولة لتخفيف ما بسارة بعد أن قصت عليها ما حدث  فقالت ...والله انتى كل احداث حياتك فيها ساسبنس ياسارة كان نفسى أعيش انا الحاجات دى ، تيجى نبادل سوا

تجمد جسد سارة مما قالت مها والتفتت اليها وعيناها تكاد تطلق السنة نار ....ساسبنس ،،انتى شايفاها كدة ، وكمان عايزة تبدلى حياتك بحياتى ،، انتى بتفكرى أذاى ؟
...هو انا قلت حاجة غلط ولا ايه ،، انا أقصد  جو التشويق والاكشن ده ...  
...تشويق  واكشن و ساسبنس ، انتى بتتفرجى على فيلم ، انتى لا فهمتى ولا حسيتى بأى حاجة من اللى انا قلتها ،
انك تكونى وانتى فى ثانوى مسؤولة بالكامل عن مصاريف دراستك  ودراسة اخواتك وعلاج أمك ، وابوكى يبقى بايع القضية تماما وكأنه  ميعرفكوش اصلا ، حياته كلها عبارة عن شرب وأمار،  وانتى تشتغلى وتصرفى على البيت مع دراستك ، وأما تيجى منحة الجامعة ، على قد ما انتى فرحانة بيها ، على قد ما انتى خايفة ومرعوبة عليهم ، هيعيشوا أذاى من غيرك ، يااما تفرطى فى مستقبلك وتفضلى معاهم ، وأما رحت هناك بقيت اشتغل شغلتين عشان اقدر أسد على مصاريفى  ، وفى نفس الوقت اقدر ابعت مبلغ يكفيهم ، ايه بقى الساسبنس فى كل ده ،
أما ترجعى إجازة فى يوم تلاقى أمك  على كرسى متحرك وأبوكى خرج اخواتك من المدرسة بحجة أنه مش قادر على مصاريفهم وتكتشفى انه كان بياخد كل الفلوس اللى بتبعتيها ويسيبهم من غير أكل ولا دوا ، وفجأة تعرفى انه مجهزلك جوازة قصاد دين عليه لواحد ابن كلب ، ولما ترفضى يفضل يضرب فى أمك واخواتك عشان يجبرك انك توافقى ، فتضطرى تنهى منحتك اللى هى كانت أكبر مدخل لمستقبل كويس ، وتطلبى الطلاق من الشخص الوحيد اللى حسيتى فى حضنه بالحب والأمان والأنوثة اللى بتضيع منك بسبب ضغط الدنيا عليكى ، وترجعى تتجوزى الحيوان اللى اختاره ابوكى عشان ترحمى أمك وأخواتك من العذاب اللى هم فيه ،

هو ده الاكشن اللى انتى عايزاه فى حياتك يامها ،
انك تتجوزى واحد  سافل ابن كلب ، تاجر مخدرات  ،  فتكتشفى انه   سادى ، يعيشك فى عذاب مع كل لمسة منه ، كل مرة يعاشرك فيها ، يموتك من الألم وينهيها بنزيف ،  وفى الاخر بعد ما تخلفى منه ، يموت مقتول  بالرصاص على باب بيتك وادام عينك ،،

هو ده الساسبنس اللى انتى عايزة تعيشيه
أما يبقى عندك 26 سنة ، تكونى فيها مسئولة  تماما عن اختين مراهقين وام مريضة وابن مكملش 5 سنين ، ولو جرالك حاجة هيضيعوا معاكى ،  .
انك تنامى كل يوم لوحدك فى سريرك ، حاضنة الهم والحزن والوحدة ، مفيش فى حياتك كلمة حلوة أو لمسة حنان ،
قدرتك على الاستمرار قايمة على شوية ذكريات عشتيها من سنين مع راجل اختفى من حياتك زى ما ظهر بالظبط ، بدون أثر

ايه رأيك بقى فى الساسبنس والاكشن ده ، أحمدى ربك يامها على اللى انتى فيه ، كان أهل بيحبوكى وبحيموكى ، ودلوقتى زوج بيعشقك وبيخاف عليكى   ، سند وضهر ليكى ، وحضن تنامى فيه ويطبب عليكى لما تكونى حزينة ، وابعدى عن الساسبنس لأصحابه ...
لم تستطع سارة الرد وهى ترى صديقة عمرها تشهق ببكاء تكاد يخنقها  وهى تسرد كل هذه الاحداث 
...أنا آسفة ياسارة ، انا حبيت اخفف عنك اللى انتى فيه مش أفكر باللى فات بالشكل ده ..
...ده على أساس أنى نسيت ....
...طيب خلينا نفكر صح شوية فى الظروف اللى احنا فيها دلوقتى ..
...أذاى يعنى ....
...قبل ما أقولك أذاى ، تعمليلى قهوة غير اللى فارت دى ...
...ماشى ياستى ، وبعدين ...
...احنا نفرش الملاية و نفرد عليها كل المعطيات اللى عندنا ، ونبدأ نفكر ...
...ااه ، بدأنا ، أولها ملاية و نفرد ومعطيات  ، اشجينى ياختى...
....اقولك ، دلوقتى فى هاشم وأحمد ، الاتنين فى نفس الوقت ، واحد مبتحبيهوش لكن هو بيحبك وعنده استعداد  يجبلك نجمة من السما ، صح كدة ، وده هشام ...
...صح ...
...والتانى أحمد ،،بتحبيه جدا وبتتمنيه جدا ، وهو عايزك برده وعنده استعداد يعملك اللى انتى عايزاه  ، تمام
...تمام ..
...يبقى الإجابة واضحة ، كفة أحمد هى اللى راجحة ، صح كدة ..
...لا مش صح كدة ..
...ليه بقى ..
...هو انتى فاكرة أنى مفكرتش فى كل اللى انتى قولتيه ، لكن افرضى يافالحة أن أحمد طلع بيتسلى ، يعنى مجرد نزوة أو رغبة زى زمان ، مش منه الحب ولا شايفة معاه مستقبل  ...
...يعنى إيه ...
...يامها انا اكتر حاجة مش لاقياها فى حياتى هى الأمان ، ومش لاقياه فى أحمد  ، افرضى رجعتله وبعد كام شهر زهق منى ، مش حاسة من  كلامه انه  عايز يبنى معايا مستقبل أو أسرة ،
لكن انا متوقعة الأمان والهدوء مع هشام اكتر بالرغم أنى مبحسهوش هو كراجل ،
...وبعدين ..
...لا والله ، مش انتى اللى فرشتى الملاية ، جاوبينى انتى بقى ،
...تصدقى حيرة بجد ، بس عارفة ايه الحل  ...
...إيه ...
...انك تاخدى وقتك فى التفكير ، وتدى فرصة لكل واحد فيهم يرمى الورق اللى عنده ، وبعدين قررى هتعملى ايه ..

يبدوا أن رأى مها قابل شئ من القبول عند سارة وقررت بالفعل تنفيذه ، لتعلم من منهم سيصل لها أسرع وبأفضل طريقة ، العقل أم القلب ؟.

يتبع

ذكريات إمرأة    ،    هناء النمر    ، مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن