ذكريات إمرأة ................لفصل التاسع والعشرين
خرج أحمد لشرفته وجلس على أحد الكراسى يراقبها ، فقد كانت مستغرقة تماما فيما تقرأ على اللاب ، فجأة انتفضت على رنات تيليفونها ، وكان هو المتصل ، لثوانى معدودة استعاد عقلها ما سمعته من حواره مع هيا ، لم تتخيل أنها ستشعر بالغيرة بهذه الطريقة خاصة من هذه الفتاة التى لطالما أشفقت عليها أيام لجامعة ، فقد كانت مجرد فتاة مدللة تافهة ، لا يملأ حياتها إلا الحفلات والصداقات واصطياد الشباب المشهورين فى مجتمع الجامعة ،
لا تريد الرد ، هل سيغضب لهذا .......
ثوانى ووجدت التيليفون يغنى بنداء رسالة ، فتحتها ووجدت
...مش عايزة تردى ليه ...
ردت برسالة أخرى ..مدايقة منك ...
رد هو الأخر. ..طيب ردى ياسارة ..وأعاد اتصاله مرة اخرى
وضعت سماعة البلوتوث فى اذنها وفتحتها ،
...بتعملى ايه ...
...ولا حاجة ...
..أمال مركزة اوى كدة فى ايه ...
تعجبت من سؤاله ، يبدوا انه يراها ، أدارت وجهها باتجاه منزله ، فوجدته يجلس فى شرفته هو الأخر ، ابتسمت له وادارت كرسيها لتواجهه فقال لها
...ثوانى بقى أجيب سماعتى انا كمان بدل ما اتثبت بالتيليفون ،غاب عنها لدقيقة ، ثم عاد ليجلس مكانه مرة أخرى ، كانت المسافة بين الشرفتين لا تتعدى 30 مترا ، كان الوضع هكذا وكأنهم جالسين سويا
...كنتى بتقرى فى ايه بقى ...
...بلاش تعرف احسن ..
..ليه بقى ...
...هتزعل. ..
...ده الموضوع يخصنى بقى ، كدة انا مصمم اعرف ..
..ده تقرير عن المصاريف اللى انت دفعتها فى تصليح المركز ...
...وعملتيه ليه ، ناوية تدفعيهملى. ..
...وليه لأ. ..
...بلاش هبل واقفلى اللاب ده وقوليلى مدايقة ليه ...
...عشان مكلمتنيش زى ما قلت ...
..سامحينى ، اشتغلت شوية ...
..اشتغلت ، ااه ، فى ايه بقى ...
...فى ايه ياسارة ...
...ولا حاجة ...
..هههههههههههههههه. ..
...بتضحك على ايه ..
...بتغيرى ؟ فاكرانى كنت معاها ده كله ...
...مع مين ؟ انت بتقول ايه اصلا ؟
...يابت ، عيب عليكى ...
...وانت كنت معاها ؟
...لا ياسارة ، انا كنت بخلص إجراءات الافتتاح ...
...كانت عندك بتعمل ايه ...
...أنتى ناسية أن لسة فى بينى وبينها شغل ، قلتلك الكلام ده مرة ...
...فعلا قلتلى ، وقلتلى كمان انكوا مبتتقابلوش خالص ، جتلك ليه بقى ...
...قلتلك بنتقابل نادرا ، وجتلى انهارضة عشان مدايقة أنى طلقتها. ..
...أنت طلقتها ؟
...احنا مطلقين من زمان ، انا بس عملت ورقة طلاق ...
...ليه ؟
...عشان هتجوز ، ومش عايز مراتى تكون زوجة تانية ، لازم تكون الأولى فى كل شئ ، وعلى فكرة انتى معزومة على الفرح ...
...لا ياراجل ، خلاص حددتوا الميعاد ....
...أيوة ياستى ، قريب اوى أن شاء الله ...
...بتتكلم جد ولا ايه. ..
...هو فى هزار فى الحاجات دى ...
...وامتى أن شاء الله ...
...هبقى اقولك ...
...إيه الهزار البايخ ده ...
...سيبك من الموضوع ده ، عايز بس أسألك على حاجة ...
..إيه هى ؟
...أنتى بلغتى حد بموضوع جوازنا ؟
...لا ابدا ، دا انا حتى مقولتش لمها لسة ، بتسأل ليه ؟ ..
...هيا كانت عارفة ، ولازم اعرف هى وصلت للموضوع ده ازاى
...تفتكر ازاى ؟
...بصراحة أنا متوقع الخيانة من أقرب الناس ..
...تقصد مين ؟
...مش مهم دلوقتى ، انا عايز بس اقولك حاجة مهمة ، لازم تفهميها وفكرى فيها كويس ...
...خير ...
...عايزك تفهمى أن حياتك معايا مش هتبقى سهلة ، اللى بيكرهونى كتير ، وهتلاقى ناس كتير اوى هيحاولوا يفرقوا بينا ..
...ليه ؟
...هتفهمى مع الوقت ، كل ما هتدخلى فى حياتى اكتر هتفهمى اكتر ، عايزك بس توعدينى بحاجة واحدة ومهمة اوى ،
..إيه هى ..
...انك لو سمعتى عنى حاجة مش كويسة ، متصدقيش قبل ما تسمعينى ، ممكن أكون معملتهاش، وأن كنت عملتها هقولك اسبابى، وبعد كدة أبقى احكمى براحتك ، توعدينى بكدة ...
... مع انى مش فاهمة حاجة بس اوعدك طبعا ...
...كدة تمام ، جهزى نفسك بقى عشان هتحضرى الحفلة ، هتبقى يوم الخميس ...
...بلاش انا ياأحمد ...
...وبعدين ، إحنا اتفقنا خلاص ، هتيجى مع مها وطارق ، هم معزومين ، اوكى ...
...اوكى ..
...قومى نامى بقى ، شكلك تعبانة ...
...أنا برده ...
...بصراحة ، انا مقتول نوم ...
...طيب قوم انت ، وأنا شوية وهقوم. .
...لأ ، هقوم ننام سوا ودلوقتى ، يلا قومى ...
...طيب براحة ياسى أحمد ...
...ستات مبتجيش إلا بالعين الحمرا ، بس حلوة سى أحمد دى ، قوليها على طول ، ههههههههه ...
....هههههههههههههههه . ..
*****************
باقى ثلاثة أيام على حفلة الافتتاح ، ومجموعة نورالدين على أتم الاستعداد لهذه الحفلة ، فهذه المصانع تعد من أكبر التوسعات فى المجموعة .ومر الثلاثة ايام فى التجهيزات من كل الأطراف ، سليم ، أحمد ، العائلة والمجموعة بالكامل ، حتى هشام رغم أن علاقته بهذه المصانع محدودة ، ولكنه صمم على الحضور لأنه علم من طارق أن سارة ستحضرها، رغم محاولاته للإتصال بها ، وبالطبع قوبلت بعدم الرد ، كما أنه حاول التحدث مع أحمد عنها ، وأيضا أحمد رفض الحديث عنها ،
يومه الحفلة صباحا كانت سارة تتفقد فستانها الذى ستحضر به الحفلة ، و طلبت من سناء أن تستأذن زوجها لقضاء اليلة فى بيت سارة حتى لا تترك الفتيات وحدهم فى المنزل ، وأيضا أكد لها أحمد انه سيترك حماية جيدة للفتيات حول المنزل ،
وقفت تتفقد فستانها فى غرفتها حين جائتها ريم تجرى ،
..سارة ،، سارة
...إيه ياريم ، بتجرى كدة ليه ..
...تعالى معايا بسرعة ...وحاولت شدها من يدها لتخرج معها وجرت بها ونزلت السلم بها ، ووصلت بها للشرفة المواجهة لحديقة أحمد ، ووجدت رغد تقف هناك خلف الستائر ،
سألتها ريم ...خرج يارغد ؟
ردت عليها ...لأ لسة ، مش عارفة اتأخر كدة ليه ؟
...قالت سارة ...هو فى ايه انتى وهى ؟ و مين ده اللى خرج ؟
قالت رغد ... بصى ياسارة ، فاكرة حفلة الغردقة ...
...أيوة فاكراها ، مالها بقى ؟. ..
...فاكرة ليلتها لما قلنالك أن فى واحد بيبصلك طول الحفلة ...
...أيوة فاكرة ، وقولتولى انكوا سألتها مها عنه وقالتلكم انه أحمد نورالدين. ..
...بالظبط كدة ، بس لما شوفنا أحمد بعد ما سكن جمبنا ، طلع مش هو اللى كان بيبصلك ، كنا نقصد حد تانى ، وباين مها فهمت غلط ....
...أنا مش فاهمة حاجة منك على فكرة ...
قالت ريم ...ياسارة ، بغض النظر عن أن الواد ده كان جان وأمور اوى ، فهو كان متابعك جدا ، لدرجة أنه خرج وراكى لما خرجتى من الحفلة. ..
...غريبة ، ومعرفتوش مين هو ...
...لا معرفهاش ، بس هو موجود عند أحمد دلوقتى ...
...أهو ، خرج ...
ظهر أحمد ومعه آخر يوصله للباب ، كان ظهره لهم ، فلم تتبين ساره وجهه إلا عندما استدار ليركب سيارته
قالت سارة ...ده جاسر ...
...جاسر مين ؟ ...
... تصدقوا أنى مش عارفة أقولكم ايه ، ده ياستى ابن عمكم ...
..ابن عمنا أذاى يعنى ، هو احنا لينا عم اصلا ؟
...من غير دخول فى تفاصيل يابنات ، بابا ليه عيلة ، بس هم ناس مش كويسين ، واحنا مقاطعينهم من زمان ...
...ليه ؟
..والله ، دى أسباب من أيام بابا وماما الله يرحمهم ، وأنا معرفهاش ، كل اللى أعرفه أن ماما طلبت منى احنا نبعد عنهم وبس ...
وقبل أن يكملوا حديث ، ظهرت مها من عند الباب ،
...صباح الخير ياجماعة ..
...صباح النور يامها ...
..إيه واقفين كدة ليه ...
...ولا حاجة ، يلا يابنات انتوا ، مش هتلبسوا عشان محاضراتكوا. .
... ايوة ، بعد اذنك يامها ...
...اتفضلوا ، هو فى ايه ، مالهم ...
...تعالى فوق وانا هفهمك ...
قصت سارة على مها كل ما لا تعلمه من أحداث الأيام الماضية ،
...طيب ياسارة ،، انتى ايه مدايقك من ده كله ؟ أنا شايفة أن الدنيا كدة ماشية كويسة ...
...مش عارفة ، حاسة أن فى حاجة غلط ، حاسة أن انهارضة مش هيعدى على خير ، وبعدين جاسر ده ، خايفة منه ، معرفش ليه ...
...اهدى بس ، انا شايفة أن مفيش مشكلة ، ومعتقدش أن أحمد هيسمح لحد انه يئذيكى حتى لو كان جاسر ، مع أن مش شايفة أن جاسر مشكلة ، خاصة أنه صاحب أحمد من سنين ، حتى من قبل ما يعرفك ...
... خايفة وقلبى مقبوض ، ربنا يستر ...
...هيستر أن شاء الله ، وبعدين انا مش جاية للتعقيد هنا ، انا جاية البس عندك ، وطارق هيعدى ياخدنا من هنا على الساعة 7 ...
.....إن شاء الله. ......يتبع
Yasmin Aziz
...إن شاء الله ...
أنت تقرأ
ذكريات إمرأة ، هناء النمر ، مكتملة
Romanceتنويه ،، يوجد بالرواية بعض المشاهد الجريئة التى قد لا تناسب بعض الأعمار ،، تخليت عن الحب وابتعدت عنه بإرادتى من أجل عائلتى لكنه لم يتركنى ، ظل حبيسا داخلى لأعوام وأعوام فى صورة ذكريات لكل لحظة وكلمة وهمسة . كلما ابتعدت ، كلما سكننى أكثر وأكثر...