الفصل السادس والاربعين

4.6K 129 1
                                    

ذكريات إمرأة. ..... الفصل السادس والأربعين

طرق  جاسر الباب  أكثر من مرة ولم يجد إجابة ،
فقد رأاه وهو يدخل بسيارته  ، وهو فى فيلا سارة   ، مع مها والبنات ،

فتح الباب ودخل ، تحرك باتجاه الكرسى الذى يجلس عليه أحمد حتى وقف أمامه،
توقف تماما وتجمد جسده   واصابه الذهول من الحالة التى رأاه عليها  والتى لم يراه عليها  ابدا .

أحمد منهار تماما ، يبكى بالدموع ، ينعى حبيبته  التى فقدها   للتو ، والذى يجلس الآن عاجزا عن اعادتها ،

لم يستطع جاسر نطق كلمة بعد صدمته من شكل أحمد هكذا ، جلس  بمواجهته ووضع يده على كتفه  وبدأت عينيه هو الآخر تلمع بدمعة معلقة  فى عينيه ، قال بصوت منخفض وحنون

...أن شاء الله هتلاقيها ، وهترجعلك بالسلامة ...

وضع أحمد  وجهه بين كفيه وحاول تمالك نفسه ، ثم قال دون أن ينظر له وكأنه يحدث نفسه ،

... بقالى شهر يرجع فى نص الليل مقتول من التعب ، بتاخدنى  فى حضنها  ، وتنيمنى على رجلها ، وتفضل تتكلم من غير ما أرد  ، لحد ما انام ، بالظبط كأنها بتنيم ابنها الصغير ،  وده كله بدون اى مقابل منى ، بالعكس ، انا داخل ساكت خارج ساكت ، كأنى مش من أهل البيت ، متعرفش عنى حاجة ومبحكيش حاجة ،
عارف ، أوقات كنت بتخيل أن كل اللى بيحصل ده كان تم من قبل ما هى تظهر اصلا ، تفتكر مان هيبقى الوضع ازاى ،
أو حتى دلوقتى ، لو مرجعتش   ، هتكون دنيتي اذاى ، مبقاش ليا أهل خلاص ، وهى كمان   هتروح منى  ، وأنا قاعد هنا ومش قادر اعمل اى حاجة ...

لم يحتمل الحديث اكتر بآخر جملة انهار للمرة الثانية وانسابت دموعه كشلال من عينيه  ،

لم يتخيل جاسر ابدا ان يكون ما بداخل أحمد لسارة بهذا الشكل ، أن كلمة عشق هى أقل وصف لما يراه الآن ،  أعتقد فى بعض الأحيان انه مجرد احتياج للحياة التى كان يعيشها معها ، وأنه سيذهدها فى آن ما ، أو حتى اشتياق لاحساس معين يفتقده ،  إنما بهذا الشكل ،
إذا ماذا يسمى ما بداخل جاسر لها ، إنه لا شئ بالمقارنة بما يراه الآن من أقوى رجل قابله يوما ، رجل يمتلك قدرة على التحكم فى ذاته تتعدى كل الحدود ، الآن هو منهار تماما من أجل إمرأة  ،
إمرأة بسيطة جدا فى مل ما تمتلك  من جمال أو حنكة أو دهاء فى التعامل مع الرجل ،
لكن ببساطة شديدة   ،  إمرأة  يعشقها   .

  خرج جاسر من شروده على سؤال أحمد :

... أنت جاى منين دلوقتى ؟

... كنت هنا معاهم ، وأول ما شافوا عربيتك ، كانو هيجولك،  بس منعتهم  وجيت انا على أساس أنى اطمن منك و اطمنهم ...

...متسبهمش ياجاسر  ، خليك معاهم  لحد ما أشوف انا هعمل ايه ، مش قادر ابص فى عنيهم وانا عاجز كدة ...

ذكريات إمرأة    ،    هناء النمر    ، مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن