ذكريات إمرأة .......................... السادس والعشرون
فى مكتب سليم نورالدين الموجود فى قصر العائلة ، كان يجلس سليم باشا يتلقى مكالمة من الشخص الذى وظفه ليبحث عن هوية الفتاة التى ارتبط بها حفيده دون علمه
...انت متأكد أنها هى ، وعرفها ازاى وانتى ؟
أه ، حفلة المنتجع ، وكمان اشترى البيت اللى جمب بيتها ، حلو اوى ، وبعدين ؟
إيه ، موجودة عنده فى المزرعة ، من امتى ؟ ليه ؟
أهل أبوها ، وخايفة منهم ليه ؟
ظل يستمع لأكثر من 10 دقائق ، حكى فيه متحدثه عن حكايته مع أهل أبوها ، وما فعله أحمد لابعادهم عنها وحمايتها منهم ..... والموضوع خلص ،، وهو فين دلوقتى ،، عندها فى المزرعة ،،،طيب ،،تابعه كويس وبلغنى كل حاجة اول بأول ...
أسند ظهره على الكرسى وأخذ يحدث نفسه قائلا
...سارة عبد الهادى ، والله برافو عليكى ، قدرت على هشام وخليته يبعد عنك ، رحتى لل مش هقدر عليه ،، بس على مين ، هتغورى فى داهية ، يعنى هتغورى فى داهية ،،،إلا أحمد ،،
هتعمل ايه ياسليم ، ايه الحل فيكى
،، اهلك ،،اهلك هم الحل
لو أحمد قدر يكسرهم ويبعدهم عنك ، فالحل ان شوكتهم تقوى ويقدروا يوصلولك مرة تانية ، والله بقى ، يخدوكى ، يخلصوا منك خالص ، المهم تبعدى عن احمد وبس ،
بالظبط كدة ، هو ده الحل ....
من ناحية أخرى ، كان أحمد مازال يجلس مع سارة ليكمل لها مع فعله لينهى موضوع عائلة والدها..مش هيعجبك اللى انا عملته ياسارة ، انا مش عايزك تعرفيه ، بس لو مصممة ، فببساطة ، تعاملت معاهم بطريقتهم ، بس طبقا لقوة أحمد نورالدين وقوانينه ...
...عملت ايه ياأحمد ...
...مش حابب طريقتك وانتى بتسألى ، بس هقولك عشان ترتاحى ، بس طبعا أتمنى أن اللى فى بالى ميحصلش ....
...اللى هو ايه ؟
..أما احكيلك هتعرفى ..
...اتفضل. ..
..؟.من فترة وانا بقلب وراهم ، عايز اعرف نقط ضعفهم وزلاتهم وطبعا بالأدلة ، لقيت حاجات كتير جدا ، بلاوي ، كأنهم عايشين فى غابة ، بس الأهم أنى لقيت اللى يفيدنى اكتر ،
أولهم واهمهم عمتك درية ، دى الحية اللى فى العيلة ، أرملة ومصاحبة عيل ميعديش 25 سنة ، والواد ده كان هو مدخلها ، مضاها على ورق ابيض ، عملناه احنا عقود وشيكات توديها فى داهية ، أما اعمامك الاتنين قدموهالى على طبق من دهب ، مديونين وماضيين شيكات بأكتر من 8 مليون ، اشتريتها كلها وعملت عليها أوراق رفض من البنوك ، أما جدك بقى ، كان معاه أهم حركة ، فلوسه كلها فى أطنان رز متخزن ومضارب رز كبيرة اوى ، غير الأرض المزروعة ، وكام معلف للبقر ،
كل ده ادمر وبقى شوية تراب ، والأرض اتسقت بمواد كيميائية موتت الزرع اللى فيها ، وهتفضل غير صالحة للزراعة لعشر سنين قدام ...
...ومين عمل كل ده ...
....رجالتى طبعا ، ودول مش زى البهايم اللى عندهم ، رجالتى محترفين جدا ، بيعملولى اللى انا عايزه بالظبط ومن غير أى دليل ، اما بعد حريقة المركز ، بدأت اوصلهم معلومات عن اللى ورا اللى بيحصل لهم ، وصلتهم لأنهم ييجوا لحد عندى ، ويبوسوا الايادى ، ومستنيينك لحد ما ترجعى وتتشرطى زى ما انتى عايزة ...
...مش عايزة حاجة ...
...هو ده بالظبط اللى انا عملت حسابه ...
...هو ايه ده ؟
...النظرة اللى شايفها فى عينك دى ، وطبعا منتظر منك تقوليلى انت حد تانى معرفوش، وإذاى تعمل كدة ...
...متخيلتش انك كدة ، تكون زييهم وتعمل زييهم ؟
... انا مش زييهم ياسارة ، انا اوسخ منهم الف مرة ، واعمل اكتر من كدة الف مرة ، بس فى اللى يفكر يأذينى ، فمابالك باللى يعملها فعلا ويحاول ، واللى يضيعلى جنيه هضيعله الف
، ياكدة يااما هتتاكل فى الغابة دى ،
انتى متخيلة أنى بقيت زى ما انا كدة بالساهل ، وبعدين فكرى فيها كدة ، أول حاجة عملوها معاكى ، حرقولك مركز ، تخيلى اللى هيحصل بعد كدة بقى ، تفتكرى التصرف مع إللى زى دول يكون ازاى ...
...مش عارفة ...
...مشكلتك انك أنقى من انك تتعاملى مع الأشكال دى ، وانتى فلوسك تعدى 50 مليون غير الممتلكات ،اكتر من مجمع اللى عندهم كله ، يعنى انتى بالنسبالهم كنز ميتسبش ، وهيعملوا أى حاجة عشان يوصلولك ...
...يعنى الموضوع كدة انتهى ، وهيبعدو عنى وعن اخواتى نهائى ...
...مش نهائى ، فاضل حاجة واحدة بس ...
....إيه هى ...
...تتجوزينى. ..
اتسعت عينيها من طلبه بهذه الطريقة
...إيه ، اتفاجئت كدة ليه ، إحنا مش متفقين ...
...أيوة ، بس ايه علاقة ده بده ؟
قام من مكانه واقترب منها مرة أخرى ولكن هذه المرة جلس بجانبها يكاد يكون ملتسق بها ، كرد فعل طبيعى منها ، همت بالابتعاد ، لكنه لم يسمح لها بذلك ، فقد تشبث بها بكلتا يديه...لما تكونى مراتى، مستحيل هيفكر أى حد يقربلك مرة تانية ...
ومع هذه الكلمات وطريقته فى نطقها ، بالإضافة لاقترابه منها بهذه الطريقة ، اهتز توازنها تماما ، وبدأ يتهدل قناع السيطرة والقوة التى تحاول وضعه فى وجوده ،
ومع تعلق أعين كل منهما بعين الآخر ، وأنفاسه التى تفقدها احساسها بما حولها ،
... لو طلبت منك طلب ، هتوافقى ...
ارتجافها بين يديه أخبره أنها أدركت بما يريد طلبه دون أن يقوله
وقبل حتى أن تقبل أو ترفض ، كان قد وضع طلبه حيز التنفيذ ، قبل أن تدرك ما يحدث ، كانت قد دخلت العالم الذى افتقدته لسنين ، العالم الذى لطالما عاشته فى أحلامها ،
كانت شفتيها بين شفتاه ، إحدى يديه خلف رأسها والأخرى تجول على ظهرها ، كان بالفعل يلتهمها أن جاز التعبير
وكأنه يعوض سنين من الحرمان منها ، والذى لم تعوضه أى امرأة أخرى دخلت حياته ،
أما هى ، فبين يديه ، فقدت تماما حس المقاومة ، فهى الأخرى قد تمنتها كما تمناها ، امتدت يدها إلى صدره برقة ، فاعتبرها هو إشارة موافقة منها ، فأخذ يعمق قبلته أكثر ، ويقترب منها اكثر وكأنه يحاول إدخالها بين ضلوعه حتى لا يفقدها مرة أخرى ،
لم يعلما كم من الوقت مرة عليهما وهى تحاول الابتعاد فيقربها أكثر ، فتقترب وتضيع بين زراعيه مرة أخرى
.
لكنها افاقت وأتت منها محاولة جادة للابتعاد ، أحس هو بذلك ، فلانت زراعيه من ضغطهما على جسدها ، وافترقت شفاهما ، لكنهما ظلا على نفس الوضع من اقترابهما وانفاسهما لاهثة بعدما تم بينهما ، أسند جبهته على جبهتها وهمس لها بصوت يكاد لا يسمع
... هنحدد ميعاد جوازنا بأسرع وقت ممكن ...
اماءت سارة رأسها بالموافقة مع تنهيدة طويلة ، فأكمل هو
...أنا هقوم أمشى من قدامك احسن ، وبتهيئلى محتاج حمام بارد دلوقتي حالا ، لأ بارد ايه ، متلج ...
ابتسمت سارة بقهقهة فعلية ، تحرك هو ، ووقف أمامها ثم انحنى على رأسها وقبلها ، وتركها وذهب ،
بقيت هى على نفس الوضع لم تتحرك ، وداخلها اعاصير من المشاعر المتضاربة
، فرح بسبب عودته لها ، خوف من ابتعاده مرة أخرى ، ندم من استسلامها له بهذه الطريقة رغم أنها لم تتعدى قبلة حدثت بسبب فقدانها السيطرة من شوق كل منهما للأخر . لكن فى النهاية حسمت أمرها ، هى تحبه وتريده ، تشعر بالأمان فى وجوده ، تحتاجه فى حياتها أكثر من ذى قبل ، سوف تقبل ، ستتزوجه ، ستكون له ويكون لها وليكن ما يكون ....................يتبع
أنت تقرأ
ذكريات إمرأة ، هناء النمر ، مكتملة
Romanceتنويه ،، يوجد بالرواية بعض المشاهد الجريئة التى قد لا تناسب بعض الأعمار ،، تخليت عن الحب وابتعدت عنه بإرادتى من أجل عائلتى لكنه لم يتركنى ، ظل حبيسا داخلى لأعوام وأعوام فى صورة ذكريات لكل لحظة وكلمة وهمسة . كلما ابتعدت ، كلما سكننى أكثر وأكثر...