الفصل السابع والاربعين ، الجزء الثانى

4.4K 117 3
                                    

ذكريات إمرأة. .... الجزء الثانى من الفصل السابع والأربعين

كان يجلس واضعا قدم فوق الأخرى على كرسى منفرد وسط قاعة خالية من أى اثاث ،
أمامه صندوق يشبه نعش الأموات ولكن بشكل أرقى كثيرا ،
الصندوق مفتوح ، والمفاجأة ، أشرف السعدنى نائم فيه ، مغمض العينين بدون اى حركة وكأنه متوفى بالفعل ،
أشار أحمد لأحدهم ، فتقدم منه وكشف زراعه وأعطاه حقنة ،
ثانيتين لا أكثر وبدأ يتململ فى مكانه ،
تركه أحمد ليفوق تماما ويحاول اكتشاف ما حوله بنفسه ،

اعتدل مكانه فى الصندوق وهو يتلفت حوله حتى ، يحوطه عدد لا بأس به من الرجال ثم وقعت عينيه على أحمد وهو فى وضعه هكذا وينظر له بعيون تملأها الغضب ، لو أن نظراته تطلق نارا ، لإحترق وهو مكانه ،

استمر فى صمته وترك له المجال والوقت ليدرك الوضع الذى هو عليه ، أنه الآن فى الوضع الذى لطالما خاف منه ، إنه بين يدى أحمد نورالدين بدون اى حماية ،
هم بالخروج من الصندوق ، فأوقفه أحمد بقوله

... خليك مكانك ، هو ده مكانك الطبيعى ...

عاد لصمته تانية فقال أشرف

... جايبنى هنا ليه وعايز منى ايه ؟

... هو سؤال واحد وعايزله إجابة محددة ،
سارة فين ؟

ابتسم أشرف بسخرية وهو يقول

... سارة ، لا بجد ، انت متخيل أن انا اللى عملتها ؟

... لتانى وآخر مرة هسألك ، هى فين ؟

... معرفش ، دور عليها بعيد عنى ...

... أنت مصمم ، براحتك ...

أشار أحمد بعينيه فقط لأحد الرجال الواقفين ، على مقربة منه ، مد الرجل يده خلف ظهره واعادها بطبنجة ، رفع صمام الأمان ووجهها على أشرف وهو فى صندوقة ، ثم قال

.... أنت كدة كدة فى نعش ، يعنى مش هنتعب معاك ، غير انى اصلا كنت ناوى اخلص عليك هناك ، مش عارف ليه طلبت معايا اشوف الموضوع ده بعينى ...

.. وقتلى هيفيدك بإيه ؟

... ده سؤال برده ، هقتلك عشان حاولت تقتلنى ، عشان اذيت مراتى ، عشان عايز تخربلى المجموعة وشغال على الموضوع من فترة ، عايز ايه أسباب اكتر من كدة ؟

كان أشرف رجل لا يستهان به أو برابطة جأشه ، كان متمالكا نفسه تماما خلال حديثه مع أحمد وكأنها مواجهة بين شخصين متوازيين فى القوة ، رغم موقفه الضعيف جدا الماثل فيه الآن .

... ومفيش اى حاجة عملتها ظبطت ، عارف ليه ياأحمد باشا ، عشان كل اللى عملته كان معتمد على أن جدك هو الراس الكبيرة ، متصورتش ابدا ان مجرد خيال مئاتة من سنين ، وأن انت اللى ورا كل حاجة ، انت اللى بتفكر وتخطط وتأمر ، وسليم نورالدين نفسه واحد من اللى بينفذوا ،
للأسف عرفت متأخر ، واتصرفت متأخر ، عشان كدة كل حاجة باظت ...

ذكريات إمرأة    ،    هناء النمر    ، مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن