روجز

٥

جثتان هزيلتان وقعتا بجوار رجله علي الارضية الزجاجية الداكنة ، اسفل الدرجتان التي تؤدي الي عرشه ، حرك اصبعه المثبت علي ذقنه ليحك به جانب رأسه من الأعلى ، قبل ان يعيده ليستقر اسفل فكه

ابتسامة ساخرة تلوت علي شفتيه " هل هذان الجاسوسان " صوته خرج رخيماً بنبرة ضخمة و هو ينظر الي الرجل الذي جلبهما ، انحني الاخر ذو الشعر الطويل قبل ان يقول باحترام " اجل ، الفا "

نهض من مكانه ، ليقترب منهما بخطوات خطيرة ، و ينحني بجوارهما ، انفاسهما كانت ثقيلة ، و يبدو انهما يحتضران ، قرب يده من احدهما و امسكه من فكه يشد عليه بقوة "  من ارسلكما " نبرته كانت عابثة ، و نظراته بدت مجنونة مع ابتسامته الغريبة ، الرجل اسفل يده لم يستطع الاجابة و انما نظر له بأعين متوسعة و لم ترمش حتي عندما سحق له الالفا فكه ليسمع صوت تحطمه ، نظرته المجنونة لم تختفي عندما ابعد يده و ارتطم رأس الرجل ذو الفك المحطم جثة علي الارض

التفت الي الاخر والذي كان يأخذ انفاساً سريعة و مذعورة ، رأسه كان ثقيلاً كبقية جسده لذا لم يستطع الحركة ، و لكن داخل نفسه كان يتمني ان يموت قبل ان تصل يد الالفا له
امال الالفا رأسه الي كتفه مع ابتسامته المجنونة قبل ان يمد يده و يضعها اعلي رأس الرجل ، ابتسامته اتسعت الي ان فتح فمه بتوسع و هو يسمع صوت تهشم جمجمة الرجل اسفل يده ، و الذي لم يستطع حتي الصراخ او التحدث ، فقط الصمت بينما هو يموت

عندما انتهي منه القي برأسه هو الاخر الي جوار صديقه ، قبل ان يرفع رأسه الي الحارس ، و الذي كان ينظر الي ما يحدث بملامح ثابتة تعودت علي هذه المناظر و اسوء منها
نهض الالفا من مكانه متوقفاً امامه ليتضح فرق الطول بينهما ، الالفا كان ضخماً كبير البنية بينما عضلاته كانت تظهر واضحة اسفل قميصه الاسود  مع شعره الاسود ، كانت ملابسه متخلل بالأسود ليكتمل معها شكله المظلم

بينما الحارس كان ذو بنية اقل منه مع شعر بني طويل يصل الي ما تحت كتفيه بقليل ، بنطاله البني كان  واسعاً من الأعلى ليمتد و يضيق من الاسفل ، صدره ذو العضلات المحددة كان مغطي بحزام علي شكل X  معلق علي كلتا كتفيه يحتوي علي الكثير من الخناجر الصغيرة

ابتسم له الالفا و هو يربت علي كتفه " احسنت عملاً ، ويل " ، اومأ ويل برأسه و هو يري الالفا يبتعد ليعود الي عرشه 
" هل من جديد " بدأ الالفا بالحديث فور استقرار جسده في مكانه

" عدد من القتلى تم العثور عليهم قبل اسابيع "

" من الفاعل ؟ "

" الصيادون "

" اصبحو يشكلون تهديداً لنا " تحدث الالفا بينما يخفض عينيه

" لقد قضينا علي اغلبهم ، الفا " حاول ويل اضافة بعض الجدية علي نبرته

" هذا جيد ، تابع ما تفعله لا نحتاج الي شئ لتشتيتنا في هذه الفترة " قال له واشار له بيده لينصرف

انحني ويل قبل ان يخرج و يغلق الباب الخشبي خلفه من قبل الحراس

الالفا لم يتحرك من مكانه و انما نظراته اخذت تتفحص القاعة الكبيرة ، الارضية الزجاجية من تحته ذات لون داكن ، حوائط عالية باللون الازرق الداكن ، و الباب الكبير الخشبي امامه يصل ارتفاعه تقريبا الي السقف ، يقبع خلفه حارسان