روجز

٨

انفاسه الساخنة اقتربت بشدة من عنقي ، و انا اغلقت عيني بتجمد ، لا اعلم اذا كنت اريد هذا ام لا ، لا اعلم ان كنت مستعدة ، خططي لرفضه و الهرب طارت تماما من رأسي في هذه اللحظة ، فقط نبضات قلبي و الترقب المتوتر هو ما يسيطر علي ، عضة علي شحمة اذني جعلتني افتح عيناي سريعاً ، و انا اشعر باريور يبتعد عني

كف يدي غطت اذني و عيناي المصدومة لم تتزحزح من اريور الذي يبتعد و يصعد علي درجات السلم للاعلي ، هل هو للتو قام بعضي علي اذني و الابتعاد ، لاكثر من دقيقة لم ارمش بعيناي ،  او اتحرك من مكاني ، هو عاد لتصرفاته الغريبة !
درجات السلم لمن تكون طويلة للوصول الي غرفة النوم ، وقفت علي اخر درجة من السلم و انا انظر الي الغرفة المظلمة ، الضوء الوحيد قادم من الاسفل و بالكاد يضئ الدرجات ، خطت قدمي في الغرفة و استطعت ان اميز جسد اريور في الظلام علي السرير

خلعت حذائي و مشيت علي اطراف اصابعي للوصول الي الخزانة ، اخذت بعض الملابس و اتجهت الي الحمام قرب الخزانة ، هذا المنزل لم يكن نفس المنزل الذي جلبني له اريور في اول يوم ، اتضح ان ذاك كان منزل لاستقبال الجدد في المجموعة ، و هذا كان منزله الخاص ، صغير و دافء
رميت المنشفة عن رأسي بعد ان جففت شعري و اقتربت من السرير ، النوافذ كانت مغلقة ، و الستائر مزاحة عنها ، النجوم الساطعة كانت تعطي منظراً براقاً علي صفحة السماء ، القليل من ضوء القمر كان منعكساً علي جانبي السرير

اصابعي الحافية غطست داخل السجادة الناعمة قرب السرير ، اريور كان يغطي نفسه بالحاف و جسده كان ساكناً ، لا ادري ماذا افعل و لكنني اقتربت من الجهة التي ينام فيها و قربت وجهي للتطلع الي ملامحه ، الضوء الخفيف للقمر لم يوضح اي شئ من ملامحه سوي شعره

ضيقت عيناي و انحنيت اكثر لاري ، لا يوجد اي صوت يدل علي انه يتنفس ، مددت يدي لكي اتأكد من تنفسه ، و لكن قبل ان تصل اليه ، يده خرجت فجاءة من تحت اللحاف و امسكت بمعصمي ، ليدفعني نحوه و اسقط فوقه ، اللحاف سقط فوقنا و جسدي استقر جواره علي السرير ، يده ملتفة حول خصري " نامي معي " صوته كان خلف رأسي و هو يهمس ، تصرفاته الغريبة لهذا اليوم لم تنتهي بعد ! ، ربما في الغد سيعود الي طبيعته ، و لكن الان علي استغلال ذلك قبل ان يتغير هو  و ارحل انا !

***

ما يقارب العشرة رجال كان يقفون امام اريور بينما هو يلقي عليهم الاوامر ، انا كنت اقف علي مسافة منهم العب بالرمل علي الارض بقدمي ، ما زلت استطيع سماع صوته من هنا
في الصباح بعد ان استيقظنا ، و بعد الافطار ، اريور طلب مني ان ارافقه في مهمة الي خارج المجموعة ، حسنا هو لم يطلب بالاحري هو امرني بمرافقته ، شخصيته عادت منذ الصباح ، لذلك هو يقف هناك و يلقي اوامر صارمة ، بينما الجميع يهزون رؤسهم بجدية